منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي Empty قصة شعبية من التراث الهندي/ ترجمة حنان زعبي

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأحد أبريل 14, 2013 3:15 pm

    في زمان بعيد جدا عاش اسد في غابة.كان للأسد ثلاثة من الاصدقاء-غراب وابن اوى وذئب. ولكن لثلاثتهم كان هناك دافع اناني يقف خلف ما يسمونه ب "الصداقة". ادرك ثلاثتهم ان الاسد هو ملك الغابة وان صداقة حيوان قوي مثله لا بد ان تحمل لهم الكثير من الفائدة. لم يبذل الاصدقاء الثلاثة اي جهد من اجل اصطياد الطعام فقد كان يترك لهم الاسد ما يتبقى من وجبته.بالإضافة فإنهم كانوا يشعرون بالقوة بمجرد وجودهم بجانب ملك الغابة. وعلى هذا النحو كان يمضي الاصدقاء الثلاثة ايامهم.
    في احد الايام ضلّ جمل اتى من ارض بعيدة طريقه الى ان دخل الغابة التي يسكن فيها الاسد وأصدقاؤه الثلاثة. بالصدفة مرّ بالبقعة التي كان يقف فيها الجمل الغراب وابن اوى والذئب.عندما رأوا الجمل ادركوا فورا انه لا ينتمي الى غابتهم.اقترح ابن اوى امام صديقيه "ما رأيكم ان نقتله ونأكله؟"قال الذئب "انه حيوان ضخم لا يمكننا ان نفترسه.انا ارى انه علينا اولا ان نبلغ الاسد عن هذا الجمل".توجه الثلاثة الى عرين الاسد وقالوا " يا جلالة الملك نريد ان نبلغك عن جمل قام بدخول مملكتك دون اذنك.جسمه مليء باللحم وسيكون وجبة رائعة ودسمة لنا". قال الاسد "عن ماذا تتحدثون؟هذا الجمل جاء الى غابتي لاجئا ولا يجوز ابدا ان نقوم بإيذائه .علينا ان نوفر له مسكنا جيدا هنا.احضراه لي".
    ذهب الاصدقاء الثلاثة مكرهين لإحضار الجمل . ولما قدم الجمل ومثل امام الاسد رحب به الاسد وأعطاه الامان بالغابة طوال فترة مكوثه فيها.في احد الايام وأثناء بحثه عن الطعام , تشاجر الاسد مع فيل . اصيب الاسد بجروح بالغة حتى صار غير قادر على اصطياد طعامه.لذلك مكث الاسد عدة ايام بلا طعام وشراب.ونتيجة لذلك ايضا فقد مكث الاصدقاء الثلاثة بلا طعام اذ اعتمدوا طيلة حياتهم على طعام الملك.
    اصاب الاصدقاء الثلاثة القلق وتوجهوا الى الاسد قائلين له "يا جلالة الملك!انت تزداد ضعفا يوما بعد يوم ونحن لا نستطيع ان نراك بهذه الحالة التعيسة.لما لا تقوم بقتل الجمل فيكون وجبة لذيذة لك". زأر الاسد قائلا "كيف يمكنكم التفكير بشيء كهذا.الجمل ضيفنا ولا يجوز ان نقتله.لا اريد ان اسمع هذا مرة اخرى " .حينها قام الاصدقاء الثلاثة بالتوجه نحو الجمل بعد ان اتفقوا على خطة شريرة لقتله. قال الاصدقاء الثلاثة للجمل " صديقنا العزيز!انت تعلم ان الاسد بلا طعام منذ عدة ايام ونحن كأصدقائه لا يمكننا ان نراه على هذه الحالة ومن واجبنا ان نضحي بأنفسنا من اجله.تعال معنا الى عرين الأسد ".
    لم يفهم الجمل جيدا ما يرمي له الاصدقاء الثلاثة ولكنه هز رأسه موافقا ببراءة وانطلق معهم نحو عرين الاسد. تقدم الغراب اولا من الملك وقال "يا جلالة الملك!لم ننجح ابدا باصطياد الطعام.تقدم واقتلني لأكون وجبة لك". اجاب الاسد " عزيزي!انا افضل الموت على ان البي طلبا كطلبك هذا ".حينها تقدم ابن اوى وقال "يا جلالة الملك!لا بد ان الغراب وجبة صغيرة لا تكفيك. تفضل واقتلني فمن واجبي ان انقذ حياتك". ومرة اخرى رفض الاسد طلب ابن اوى. وبحسب الخطة جاء دور الذئب ليقدم نفسه للملك قائلا " يا جلالة الملك! اعلم ان ابن اوى صغير جدا ولا يكفيك. اقتلني انا لأكون لك وجبة تسد جوعك" وانبطح الذئب على الارض امام الاسد. لكن الاسد لم يوافق على قتل ايا منهم. اما الجمل الذي كان شاهدا لكل ما جرى قرر ان يقوم بما قام به الاصدقاء الثلاثة مطمئنا الى ان الاسد لن يقوم بتلبية طلبه هو الاخر فقال " يا جلالة الملك! لما لا تقتلني؟ انت صديقي والصديق وقت الضيق. اسمح لي ان اقدم لك جسدي كله". الاسد راى العرض ملائما اذ ان الجمل قام بتقدمة نفسه بنفسه فهجم الاسد على الجمل مقطعا اياه اربا اربا. فأكل الاسد وأصدقاؤه الثّلاثة حتى امتلأت بطونهم.

    ( نهاية الطمع ) قصة من التراث الهندي



    في إحدى القرى الهندية القريبةِ من البحر كان يعيش فلاحٌ طماع وبخيل جدًا.

    ذات مرة اشتهى هذا الفلاح ثمار جوز الهند. فذهب إلى السوق وفي حوزته روبية (عملة هندية) واحدة. دخل إلى دكان وسأل صاحبه: بكم جوز الهند؟

    رد عليه صاحب الدكان: بأربع آنات (الآنة جزء من الروبية).

    ثم سأله الفلاح باهتمام: وهل تدلني على دكان آخر يبيع ثمار جوز الهند بثلاث آنات؟

    أجابه البائع: اذهب إلى الدكان المجاور.

    ذهب الفلاحُ البخيلُ إلى الدكان المجاور ولكنه لم يشترِ شيئًا حيث إنه كان يظن أنه من المحتمل في مكان ما أن يجد ثمار جوز الهند بسعر أرخص وتابع بحثه. وظل على هذه الحال لساعات وهو ينتقل من دكان إلى آخر حتى وجد دكانًا يبيع ثمار جوز الهند بآنة واحدة.

    خاطب الفلاحُ البخيلُ البائعَ: أخبرني أيها الصديق، هل تدلني على مكان من الممكن الحصول فيه على ثمار جوز الهند مجانًا؟ حيث إنه يحزنني أن أعطيك نقودي.

    أجابه البائع: اذهب إلى هناك، إلى شاطئ البحر. هناك تنمو أشجار جوز الهند. اقطف بنفسك ثمار جوز الهند وستحصل عليها مجانًا.

    فرح البخيل عند سماعه ذلك، ذهب إلى شاطئ البحر، ووجد شجرة جوز الهند ثم صعد إلى أعلى الشجرة وبدأ بسحب ثمرة جوز الهند. لكن الثمرة استعصت عليه. عندها قام الفلاح بكل ما أوتي من قوة بشد الثمرة. لكنه لم يستطع أن يقطفها وفقد توازنه وكان على وشك السقوط من الشجرة. ولكنه بأعجوبة استطاع أن يتشبث بالثمرة وأصبح معلقًا في الهواء.

    وفي هذه الأثناء، مرَّ بالقرب منه شابٌ يمتطي فيلًا.

    أخذ الفلاح يتوسل إليه: أرجوك ساعدني! دع الفيل يقترب من هنا، وأنت قف على ظهره وقم بسحبي إلى الأسفل. وسأعطيك مقابل هذا عشر روبيات.

    وافق الشاب على ذلك ثم جعل الفيل يقترب من الفلاح وصعد على ظهره ليتمكن من سحب الفلاح، لكن فجأة ابتعد الفيل عن مكانه. فاضطر الشاب أن يتمسك بقدمي الفلاح حتى لا يقع وأصبح كلاهما معلقًا في الهواء.

    بدأ الشاب بالصراخ: تمسك جيدًا بثمرة جوز الهند! إذا تمسكت بالثمرة ولم تفلتها من يديك سأعطيك عشرة آلاف روبية!

    بعد أن سمع الفلاح هذه الكلمات كاد أن يجن جنونه وقال في نفسه: عشرة آلاف روبية.. بهذا المبلغ يمكن الحصول على مئات بل آلاف مثل هذه الثمرات! فلماذا إذن أتمسك بهذه الثمرة التافهة؟ جالت هذه الفكرة في رأسه وبعد ذلك ارتخت قبضة يديه من تلقاء نفسها وأفلت الثمرة. سقط كلاهما وهويا معًا بقوة في البحر وغرقا.

    وهذا ما يؤدي إليه الطمع.

    المصدر: مجلة العربي الصغير العدد 220 يناير 2011


    فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿87﴾

    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ(88)


    بائع الحكمة

    في سالفِ الزّمانِ كانَ هناكَ كاهنٌ هندوسيٌ يعملُ كاتباً وقد جعلهُ أجرهُ القليلُ يتضوَّرُ جوعاً هوَ وعائلتهُ. وفي أحدِ الأيامِ أصبحَ مريضاً وتُوفي نتيجةً لذلك، فاضْطَرَّ ابْنُهُ الوحيد ذو الاثنـيْ عشرَ ربيعاً أنْ يترُكَ المدرسةً ليكسب بعْضَ المال الذي يكادُ لا يكفيهِ هو وأمّهُ. كانَ معلمو وأصدقاء الصَّبيِّ حزينين جداً لأنهُ كانَ ذكياً وودوداً وكانَ محبوباً منْ كلِّ شخصٍ عرفهُ. رغبوا في مساعدتِهِ بكلّ وسيلة ولكنهم لمْ يقدروا، فقدْ كانوا مثلهُ فقراء كما كانَ هُو. لمْ يعرف الصّبيُّ ماذا يفعلُ ولعدةِ شهورٍ جَلَسَ قُرب قاعة المحكمة يكتُبُ الرسائِل والكُتُب الخاصّةَ بالمحكمةِ لمَنْ لمْ يتعلمْ قطُّ أنْ يكتبَ، ولكِنَّ هذا العملَ لمْ يكنْ كافياً لإطعامِ فأْر. و أخيراً كانت لديهِ فكرةٌ جديدة، ذهبَ الصَّبيُّ إلى المدينة واستأجر دكّاناً صغيراً واشترى بما كان يملكُ من النّقودِ بَعض ورقِ الكتابة ومحبرةً وقلماً وصُندوقاً فارغاً وعلّقَ لوحةً خشبيّةً في الخارج خطَّ عليها هذه الكلمات ((بائع الحكمة)).. كلّ منْ كان حول دُكان الصّبيِّ من تُجّارِ الملابس و بائعي الخُضر والجواهِر مشغولونَ بالنّظرِ في دَفاتِرِ حساباتِهِم. و عندما كان الناس يمُرّون بالجوارِ، كان بائعو الخُضارِ يصيحونَ:

    - يقطين... يقطين.. عشرُ بيزاتٍ للكيلو الواحدِ.

    وتجارِ الملابسِ يقولونَ:

    - تعالَ واشترِ.. تعالَ واشترِ.. أفضلَ الملابسِ والأقمشةِ.. كلُّ الأنواع وكلُّ الأسعار!!

    فقال الصّبيُّ في نفسهِ:

    - سوفَ أفعلُ ما يفعل هؤلاء الرجالُ..

    وبدأ يصيحُ: ((حكمةٌ.. حكمةٌ.. كلُّ الأنواعِ وكلُّ الأسعارِ!!)).. في البدايةِ لمْ يكنْ أحدٌ يعيرُ اهتماماً لقولِ الصّبيّ لأنهم لمْ يعرفوا ما كانَ يعني، ولكِنْ سرعانَ ما بدأ الفضول يدبُّ فيهم حتى تجمعوا حول دُكّانِهِ. ضَحِكَ الناسُ عليْهِ بقولِهم:

    - من سيشتري الحكمةَ منِ صبّيٍّ مثلِكَ؟ ماذا تعرِفُ أنتَ عنْ أيِّ شيءٍ؟

    لم يُعر الصّبيُّ اهتماماً لتعليقاتِهم واستمرَّ يصيحُ:

    - حكمةٌ.. حكمةٌ.. كلُّ الأنواعِ والأسعارِ!!

    ذاعَ صيتُهُ في المدينةِ وأتى مُعظمُ منْ كانَ في المدينة ليَتعرّفوا على الدُكّان الجديدِ وصاحبِهِ بائعِ الحكمةِ. شخصٌ أو اثنانِ مِنْ كبارِ السنِّ مِنَ الريفِ توقّفوا عندهُ وقالوا:

    - أعطنا من الحِكمةِ ما مقدارهُ خمسٌ وعشرونَ بيزةً رجاءً!!!

    و ذَهبوا بعيداً وهُم يضحكونَ من استهزائِهم هذا.. كانَ الصّبيُّ يَعرفُ إنّ الشَّيءَ غيرَ المألوف في هذهِ الفكرةِ سيزُولُ تدريجيَاً ولنْ يكونَ هناكَ منْ زَبائِنَ يَتعاملُونَ معهُ ولكنْ معَ ذلكَ لمْ يكُن الصَّبيُّ يائساً... وفي أَحدِ الأيّامِ كان ابنٌ لرجلٍ غنيٍ جدّاً يتجوّلُ في السّوقِ يُدعى فيديا والتي تعني بالهنديَّةُ ((المَعْرِفَةَ)) وكانَ بليداً وغبياً، سمِعَ فيديا الصّبيَّ يصيحُ: ((حكمةٌ.. حكمةٌ)).. فتساءَلَ مُتَعجّباً فيما إذا كانتْ هذهِ نوعاً منَ الخُضارِ فوضعَ عشرَ بيزاتٍ على الطاولةِ وقال:

    - أعطني ما مِقدارهُ عشرُ بيزاتٍ منْ هذا الذي تنادي بِهِ!!

    أخذَ الصّبيُّ ورقةً صغيرةً وكتَبَ فيها.. ((لَيسَ من الحكمةِ أن تَقِفَ وتنظرُ إلى شَخصينِ يتعاركانِ)). ثم رَبطها في وِشاحِ فيديا الطّويلِ الذي كانَ يَلبَسُهُ حَوْلَ عُنُقِهِ وأخذَ المالَ.

    وعندما وصَلَ فيديا البيتَ قال:

    - أُنظُر أبي.. لَقَد اشتريتُ بعضاً من الحكمةِ ما مِقدارُهُ عَشرُ بيزاتٍ.. إنها مَربُوطةٌ في وشاحي، لِنَفُكّ العقدةَ ونَنظُر ما فيها!

    لم يكُن الأبُ يَعلَمُ عمَّ يتحدُ فيديا ولكنّهُ حلَّ العقدةَ وقرأ قُصاصة الورَقِ فقالَ لولَدِهِ الذي كانَ يبدُو فرحاً في نفسِهِ:

    - إنّكَ أحمق.. كلُّ إنسانٍ يعرِفُ أنّهُ ليسَ من الحكمةِ أنْ تَقِفَ وتنظُرَ إلى شخصينِ يتعاركَانِ.. إنَّ منَ الجُنونِ دَفعَ مالٍ لأجلِ هذا الهُرَاءِ.

    خرجَ الرَّجِلُ من مَنزلِهِ بِغَضَبٍ وذَهَبَ مُباشَرةً إلى دكّانِ الصّبيِّ وصَرَخَ بأعلى صوتِهِ:
    - وغدٌ.. سارقٌ.. مُخادعٌ.. لقدْ سَرقْتَ من ابني مالهُ، هو أحمقٌ وأنتَ وغدٌ مُحتالٌ، أعِد المالَ في الحالِ أَو أنادي على الشُّرطَةِ..

    حافظَ الصَّبيُّ على هُدوئِهِ ولَمْ ينفَعِلْ وقالَ بهُدوءٍ: ((لِماذا أنتَ غاضِبٌ هكذا؟! لا شَيءَ يُوجبُ الغضب.. لَمْ أجبِرِ ابْنُكَ على أنْ يُعطيني عشرَ بيزاتٍ.. هوَ سألني منَ الحكمةِ ما مقدارُهُ عشرُ بيزاتٍ و أنا فَعَلتُ.. يُمكنكَ أن تسترجعَ المالَ ولكنْ قَبلَ كلِّ شيء يجِبُ أنْ تُعيدَ إليَّ حكمتي!!)).. وفي الحالِ رمى الرجلُ قُصاصَةَ الورَقِ على الصَّبيّ وقالَ: (( الآن أعطني المالَ)).. قالَ الصّبيُّ: ((كلّا.. أنا قُلتُ سوفَ أرجعُ لكَ مالكَ إذا أرجعتَ إليَّ حكمتي، ولكنّكَ أعطيتني فقط قصاصةً صغيرةً منَ الورقِ، إذا كُنتَ تُريدُ مالكَ يجبُ أن تعِدَني بأن تَمنعَ ابْنكَ من استخدامِ النصيحة التي أعيطتُها لهُ في كلُّ مرةٍ يَرى فيها شخصينِ يتعاركانِ. يَجبُ عليهِ أن يقف بعيداً ويُراقبَ فقطْ!))..وعَدَ الرجلُ الصّبيَّ بما أرادَ و أخذَ مالهُ وذهبَ فرِحاً تماماً بأنْ استعادَه بهذهِ السهولةِ.. وبعد أيَّامٍ، أرسلتْ الأميرتانِ منْ قصرِ الملكِ خادِمَتَيهما إلى السُّوق لتشتريا بطيخاً. فكانَ لدى بائعِ الفواكهِ بطيخةً واحدةٌ فقطْ وكلٌّ من الخادمتينِ أرادتْ أن تكونَ لها. بدأتا أولاً بالخِصامِ معَ البائعِ ومِنْ ثمَّ إحداهُما معَ الاُخرى وتَعاركا حتّى لاذَ البائعُ بالفِرارِ مِنهُما. اسْتَمَرَّتِ الخادِمتان العراكِ وشاءتْ المصادفة أنْ يكونَ فيديا هُناك يَتَجوَّلُ بالقُربِ مِنهما، فأرادَ أن يُسرِعَ وكانَ يعرِفُ بأنّهُ ليسَ منَ الحكمةِ أنْ يَنْظُرَ إلى شخصينِ يتخاصمانِ خصُوصاً إذا كانا من البلاط. ولكنْ سُرعانَ ما تذَكَّرَ وَعدَ أبيهِ للصّبيِّ بائعِ الحكمةِ فوقفَ ثابِتاً في مكانهِ لا يَتَحرَّكُ. لاحظتْ إحدى الخادمتينِ فيديا يقفُ بعيداً وقالتْ:

    - أيها الولدْ! سَوفَ تكُونُ شاهِدي.. لقَدْ رأيتَ كيفَ ضربَتني هذهِ المرأةُ.. أليْسَ كذلكَ؟

    وقالت الأخرى مِن دُونِ أنْ تُمهِلَ فيديا أن يُجيبَ:

    - هَذا هراءٌ.. أنا لمْ أصفَعْها ولا صفعةً واحِدةً ولكنّي أنا التي تمَّ صفعِي مرّاتٍ عديدة.

    فأمرتهُ أنْ يُصبِحَ شاهدها. ذَهَبَتِ الاثنتانِ إلى القصرِ واشتكَتْ كلُّ واحدةٍ لسيدتها وبالَغَتا بكلِّ شيءٍ قدْ حدثَ بينَهما. كانتِ الأميرتَانِ ذَواتيْ نُفُوذٍ وقوَّةٍ ومُغتاظتَينْ فأرسلَتا خادِمتَيْهما إلى الملكِ لتشتكياً وفي نفسِ الوقتِ أرسَلتْ كلُّ أميرةٍ كلمةً إلى فيديا إذا لمْ يَتَكلَّم لصالحِ كلٍّ مِنهُما فإنّهُ سيُقطعُ رأسُهُ... كانَ المسكينُ فيديا خائفاً جداً فرَكَضَ إلى أبيهِ ليُخبِرَهُ بما حدثَ. لَمْ يستطِعْ أبوهُ أن يفكِّرَ بما سَيَفعلُ وسُرعانَ ما أصبحَ حَزيناً وخائفاً مِثلَ ابْنِهِ فيديا. وأخيراً كانَ لدى فيديا فِكرةٌ فَقَالَ: ((لِنَذْهَبْ إلى الصّبيِّ بائعِ الحكمةِ إذا كانَ حقّاً لديهِ ما يَبيعُهُ فلَرُبّما يُساعِدُنا الآن!))..شَعَرَ الأبُ بالحَرَجِ وإنَّهُ سَيَبدو أحمَقَ إذا ما رَجعَ إلى الصّبيّ بعدَ ما عَمِلَهُ بهِ. ولكِنْ لمْ يكُنْ لديهِ مِنْ سبيلٍ آخرَ فلذلكَ ذهبَ معَ فيديا إلى الصبيِّ وأخبرَهُ بالقصّةِ، قال الصّبيُّ(ادفَعْ لي مائةَ روبيةٍ وسأساعِدُكَ)).. وافَقَ الأبُ في الحالِ ودَفَعَ لهُ المالَ فقالَ الصّبيُّ لفيديا:

    - فُرصتُكَ الوحيدةُ هيَ أن تتظاهرَ بأنّكَ مجنونٌ وبأنّكَ لمْ تفهمْ كلمةً ممّا يقولهُ الملكُ.

    وفي البلاطِ في صبيحةِ اليومِ التالي، حاولَ الملكُ أنْ يسألَ فيديا عمّا رأى في ذَلكَ اليومِ فأخذَ ينطِقٌ بكلامٍ غيرِ مفهومٍ وأخَذَ يُقَلِّبُ عينيهِ حتّى فقدَ الملكُ صَبرهُ وطردهُ من البلاطِ. كانَ فيديا سعيداً جدّا فرَكَضَ كلَّ الطريقِ إلى البيتِ وأخبرَ كلّ شخصٍ عن حظّهِ في التملُّصِ من تلكَ المشكلةِ وكانَ أبوهُ فرحاً بذلكَ لكنْ سُرعانَ ما فكَّرَ في نفسهِ(سوفَ يكونُ لزاماً على ابْني أن يتظاهرَ دائِماً بأنهُ مجنونٌ و إلا سوفَ يكتَشِفُ الملِكُ أنّهُ قدْ خّدعهُ فيديا وسيُعدِمهُ في الحالِ)).. لذلكَ رجعَ الأبُ إلى الصّبيَّ بائعِ الحكمةِ لمزيدٍ منَ النصاحِ فقالَ الصّبيُّ بعدَ أنْ طلب خمسمَائةِ روبيةٍ:

    - اذهبْ إلى الملكِ عندما تعرِفُ بأنهُ في مزاجٍ جيدٍ وأخبرْهُ بالقصّةِ كلّها ولسوفَ يضحكُ عندها ويعفو عَنِ ابْنِكَ.

    أخذ الأبُ بنصيحتِهِ واعْترفَ للملكِ الذي عفا عن فيديا وسألَ الأبَ:

    - أينَ صديقُكَ الحكيمُ؟ أرغّبُ في رؤيتِهِ.

    حَضَرَ بائعُ الحكمةِ، فسألهُ المَلِكُ:

    - هَلْ لكَ أنْ تبعيني ليَ الحِكمةَ وما هو سِعرُكَ؟

    أجابَ الصّبيُّ( سأكونُ فخوراَ أنْ أبيعَ سُمُوكَ الحكمةَ ولكنْ أجري هُو ألفُ روبيةٍ)).

    دفعَ الملكُ لهُ النُّقودَ.. وفي المقابلِ أعطاهُ قُصاصَةَ ورقٍ فيها هّذهِ الكلماتِ..((لا تفعلْ شيئاً مِنْ دونِ أن تُفكِّرَ أوّلاً بتَعَمُّقٍ)).. كانتْ معرفةُ الملِكِ بالنّصيحةِ مُمتازةً ولذلكَ أمَرَ بأن تُكتَبْ على كلِّ الأقمشةِ الكتانيِّة في القصرِ ويُزيَّنَ بها وتُحقَرَ على كلِّ الصُّحُونِ والأوعِية لِتكونَ شعارهُ الخاصَّ. ومَضَتْ عدةُ أشهرٍ وأصبحَ الملكُ مريضاً جداً فكانَ الوزيرُ الأوّلُ متلهفاً ليتَخلّصَ مِنهُ فَحَثَّ الطبيبَ الخاصَّ بالملكِ أنْ يَضَعَ السُّمَّ في الشرابِ الملكيِّ. وافَقَ الطبيبُ على ذلكَ وأعطَى الملِكَ شراباً مسمُوماً.. وبينما كانَ الملكُ يَرفعُ الكأسَ الذَّهبيةَ إلى شَفَتَيهِ رأى الكلماتِ المحورةَ عليهِ..(( لا تفعلْ شيئاً مِنْ دونِ أن تُفكِّرَ أوّلاً بتَعَمُّقٍ)).. ولمْ يَتَردَّد الملكُ قطّ بأنْ أنزلَ الكأسَ ونَظَرَ إلى محتوياتِها عنْ قصدٍ بينما هُو يُفَكَّرُ في الكلمات.

    اعْتَقَدَ الطّبيبُ بأنَّ الملِكَ قدْ اكْتَشفَ أنّ الشرابَ مسمومٌ. رَمَى الطّبيبُ نفسهُ على قَدَمَي الملِك واعْترفَ بكلّ شيءٍ وتوَسَّلَ إليهِ طالباً الرحمةَ.. نادى الملِكُ المَذهُولُ على الحُرّاسِ وأمسكوا بالطّبيب ومِنْ ثمَّ طُرِدَ ونُفِيَ وتمَّ إعدامُ الوزيرِ الاوّلِ. أصبحَ الصّبيُّ ابن الكاهِن الوزيرَ الأوّلَ والذي حِكمتُهُ أنْقَذَتْ الملِكَ وأنعَمَ عليهِ بالألقابِ والمقاماتِ الرَّفيعةِ جزاءً لَهُ وتَقديراً..



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:17 am