منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
   كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

       كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2 Empty كتاب مسرح خيال الظل مجموعة قصصية تأليف سميرحماية 2

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأربعاء أكتوبر 31, 2018 9:34 am

    نسر الشرق

    قد تتشابه القلوب في الحجم في الأجساد وحتى في عدد النبضات ولكن تختلف في الصفات فلكل منها فضاء واسع ودنيا خاصة مسقوفة بالأحلام ومرصوفة بالجراح والألام... بعضها تزينه بساتين الورود والأشجار المختلفة الأنواع..... وبعضها تدميه أشجار الصبار.. ويشق القلوب الكثير من الأنهار منها العذب ومنها المالح.. أوديتها بعضها خصب وبعضها مقفر
    .. كل الإنسانية تزرع في القلوب فيها من يخضر زرعه وفيها من يحترق... القلوب برغم صغر حجمها إلا إنها قد تنافس البحار والمحيطات في إتساعها وفي قياس أعماقها ومنها ما هو مثل بحير ة المياة الراكدة
    كانت سعادة الدكتور "أيمن" غامرة بشفاء مريضته" هدى"التي فقدت الذاكرة علي أثر حادث أليم ولكن كان هناك أمر غريب يشغله بالنسبة لهذه المريضة التي كانت فاقدة الذاكرة تماماً ولم تتعرف علي أولادها وزوجها وأهلها وكانت تردد دائما إسم رجل هو عصام... الغريب في الأمر عدم قدرتها علي تذكر أهلها وترديد هذا الاسم بشكل دائم علي لسانها..... كان الفضول ومعرفة هذا الأمر هو المسيطر علي الدكتور أيمن ولكن هناك صعوبة لأن الأمر شخصي وسري حتي أن زوجها وأقاربها كانوا يتساءلون فيما بينهم عن عصام الغير معروف من أحد منهم وفشلوا جميعاً في الوصول الي أي إجابه من "أمل "عن هذا الإسم ويبدو عليها الإضطراب الكامل بمجرد ذكره.
    واتت الدكتور أيمن الفرصة سانحة أمامه.. فهوا جالس في مكتبه مع أحد الأطباء ولم يسمع طرقات الباب من "هدى"لأنشغاله مع زميله الطبيب
    .. ففتحت الباب ودخلت الى المكتب وألقت اليه التحية
    دكتور أيمن.. الظاهر أنك مشغول.. ؟
    أيمن: لا... لا مشغول ولا حاجه (محدثاً زميله) روح أنت دلوقت ياحسام ونكمل موضوعنا بعدين.. (اشار لهدى بالجلوس) تفضلي.
    ... جلست على الكرسي المقابل للمكتب ومظاهر الإعياء تسيطر عليها.. فلا زال وجهها شاحباً ونقص وزنها قليلاً برغم نحافة جسمها الطبيعية... عيناها يسكنهما الغموض ويتشحان بالسواد.. دبلت خدودها وملامح وجهها حتي أنك تشعر انك أمام دمية..... بعد فتره صمت قصيره بادرت هدى... انا عاوزه أعرف معاد خروجي من المستشفى.
    ... ابتسم ايمن: أنت زهقت مننا ولا أيه.
    هدى: أنا زهقت من الوحدة يادكتور.
    أيمن: كلها يومين وتخرجي بالسلامه... ممكن اتكلم معاكِ شويه.
    هدى: تحت أمرك يادكتور
    أيمن مستخدما ذكاءه الحواري وأسلوبه المقنع كطبيب مثقف ملم بالجوانب النفسية ويجيد تحليل مرضاه بشكل متميز..
    .... أنتِ عارفه طبعاً إن الطبيب هو سر مريضه.
    هدى: يبقى فيه حاجه عندي خطيرة.. قول وماتقلقش. لم أعد حريصة علي الحياة.
    أيمن: لا.. انت فهمتيني غلط.. انت حالتك كويسة والحمد لله ومافيش أي شئ يقلق
    هدى: طيب فيه أيه وسر ايه يادكتور
    . أيمن: قبل مااتكلم ياريت تعتبريني أخ او صديق.
    هدى: أنت إنسان محترم وإتشرف بك يادكتور ولكن مش فاهمه حاجة.
    أيمن: بدأيسترسل في الحديث ويقص عليها حكايتها منذ بداية فقد الذاكرة حتي شفاها وعندما ذكر لها ترديدها لإسم عصام وسيطر القلق على وجه هدى والإضطراب والدموع انسابت علي وجنتيها وازدادت عينيها إحمرارا وارتعش جسدها النحيل وأزرقت بشرتها وكأن الدماء تم حبسها أطراف الجسد.
    _بادر أيمن سريعا: أتمني مااكنش فضولي..
    أنا عارف أن الأمر
    صعب ولكن اعذريني الموضوع أكبر مني ومن إسم شخص
    ولا أتطفل ولكن وجه الغرابة العلمية كيف ظل هذا الاسم في ذاكرة مفقودة.
    هدى: اعتدلت في جلستها هجاوبك يادكتور أيمن وأنت أول واحد يعرف سري.. ذهبت بعيداً بخيالها... الصعب أن تعيش بلا مشاعر في ساقية تدور في حياه صعبة... حياه تجبرك علي تمزيق أحاسيسك ووأدها داخلك... لتعيش بلا إحساس.. مع زوج لايراعي مشاعر زوجته ولا يستشعر أنوثتها ولا أهاتها.. يتعامل معها كبئر مالحٌ لايقترب منها إلا عندما يريد البصاق فيها.. يراها مالحة ولا يستشعر عذوبتها وتظل بالنسبه له معون لإشباعه ولكن معون جماد في نظره...
    .. أيمن يتابعها في إهتمام وعطف...
    حياة صعبة وخلت من كل شئ جميل.. لاترى سوي ظلامها ولاترتوي سوى من مرارتها وكنت أهرب في الكتابة والتعبير عن خواطري على الأوراق.. حتي تعلمت النت وأصبح لي اسم علي الفيس بوك حتي أتنفس وأحاول أن أتحرر من سجني ودخلت بإسم شجون... أ صبح لدي اصدقاء وصديقات حتي لفت نظري.... أيمن: عصام طبعا...
    .. هدى: نعم... هو عصام.. كان شخصية غريبة.. منطلقاً بحروفه.. تستشعر قوته.. تحديه... كلماته الرومنسية تهز اي مشاعر.. متفرداً لأبعد الحدود..
    سأل أيمن: وماذا كان اسمه؟
    ردت هدى: ... نسر الشرق وكنت تستشعر بالفعل انه نسر محلق في الفضاء بكبر وشموخ.
    . يهيأ لك انه لو حلق حول فريسة لاتخرج من بين أظفاره...
    أيمن: مش شايفه انك بتبالغي..
    هدى: صدقني هي الحقيقة وأنا سيدة عاقلة ورزينة ولم أتجاوب مع أحد ولكن غموضه وثقته بنفسه وإسلوبه هو ماجعلني أقع فريسة له حتي تعرفت عليه وتبادلنا أرقام الهواتف
    .. أيمن: وهل كانت شخصيته وصوته بعد التعارف مثل اسلوبه علي الفيس بوك.
    هدى: تقصد أن الشات تنكري وغير حقيقي..
    .. أ يمن: نعم..
    .. هدى: هتصدقني.. ؟
    أيمن.. وليه لا.. وانا مصدقك.
    هدى: كان أقوى بكثير فصوته ساحر يسحر ويتسلل إلي القلب فيسرقه ويستعمر دماءك وأوردتك وشرايينك وكل أجزاء جسدك.. يجري أكثر من جريان الدم وينبض أضعاف نبضات القلب وكأن روحاً غير مرئية دخلت الجسد وسلبت كل مافيه.. كنت أستشعر أن قلبي يطير ويُحلق في سماءه ودنياه.. يخدر كل قطعة في جسدي.. تغيب وتسكر وتنفصل عن واقعك ولاتسكن سوي قصوره... أيمن: وإلي أين وصلت معه في الحوار. ؟
    هدى: تقصد انه تعدى كلام الغزل والحب.
    أيمن: نعم... لو مافيش حرج.
    هدى: أنت طبيب وتعلم أن الممارسة الجنسية رغبة مشتركة بين الجنسين وأقوى في النساء ولكن هذا الحق مسلوب من المرأة تحت الكثير من المسميات.. زي العادات والتقاليد وأشياء كثيرة اختلقها الرجال.. وطمع الرجل في اللذة والإشباع واستأثر بهما لنفسه دون أي حق للمرأة في ذلك.. وصار كل رجل أناني لا يفكر إلا في نفسه وإشباع غريزته وحسب قدرته من القوة والضعف.. حتي كرهت الزوجات ذلك ومعظم نساءنا الشرقيات قد تعيش أو تموت دون أن تستشعر هذه اللذة والمتعة.. ومنهن من ترضى بواقعها ومنهن من تتمرد وتخون.. لأن الرجل لايعترف بحاجة الطرف الأخر ربما لقلة حيلته أو أنانيته وأشياء كثيرة أنتم أعلم بها يامعشر الرجال..
    .. أيمن وهل كان هذا الشخص يختلف عن غيره من الرجال :
    .. هدى: نعم لقد فجر مابداخلي من انوثة وأحيا الجسد الميت ولم يكتفي بمعسول الكلام ولكن حلق بي في عالم الآهات والتآوهات.. عالم السحر والمتاع وبرغم أن الأمر لايتعدى سوي مكالمات هاتفية إلا انه قادني إلي الإشباع.. فتمنيت أن أراه وأستظل بحضنه... أيمن: وقابلتيه...
    .. هدى: نعم.. وياريتني ما قابلته
    .... ايمن... ليه.. ؟..
    هدى: جاءني من محافظة بعيدة وشعرت بإمتلاك الدنيا عندما قابلته.. فهو رجل تحلم به كل النساء... لكن انطباعه هو لم يظهر... وانا زي ماأنت شايف... نحيفة القوام.. قصيرة.. سمراء البشره
    ايمن: الجمال.. جمال الروح وليس جمال الشكل وجمال الشكل فاني ولكن جمال الروح باقي.
    .. هدى: هذا رأيك انت وقد يكون مجاملة... ولكن رأيه هو كان غير ذلك.. حاول قتل فرحتي بلقاءه
    .. قلبي الذي كان يرقص.. ذبحه ودفنه ففي وقت قصير عشت حياة كاملة من السعادة والفرح
    .. ولكن لك أن تتخيل ينقلب فرحك مأتماً ورقصك لطماً وحداداً وندباً.. واضح لي أنه كتم صدمته من شكلي وقصري
    وأستأذن في الانصراف وادعى أنه مشغول... وظللت أتابعه حتي غاب عن نظري وحاولت أن أعبر الشارع لأستقل تاكسي للعودة الي داري بأحزاني.. لم أفق إلا وأنا هنا
    أيمن: قدر الله ولطف بيك.. عودي لنفسك ولأهلك ولأولادك وماذكرتيه من أسباب جعلتك فريسة لهذا الوهم أنت محقة فيها في عالم لا يملك الجرأة لمناقشة دوافعك ووضع الحلول لها.

    مصيدة الشيطان...

    وافقت علي زواجه مرغمة.. كانت تحلم أن تختار له زوجة علي هواها. بنت حسب ونسب تتناسب ووضعها الأرستقراطي.. زوجة تأتمر بأوامرها إن شاركتها حب أبنها الوحيد تكون مشاركتها في حدود ماتحلم به الأم وتستأثر هي بالجانب الأكبر في الشراكة فهي لا تتصور أن يغيب عنها لحظة أو يفارق حضنها... منذ وفاة أبيه وهي بالنسبة له كل الدنيا يلبس ماتختاره له ويأكل ماعودته عليه.. يصادق بإذنها حتي الحلم تشاركه فيه.
    ... لم تكن تتصور أن تأتي فتاة وتسرق منها إبنها.. نعم هي في نظرها أجرمت وسرقت منها إبنها بل تعتقد بأن إجر امها يتعدي ذلك في الطمع في ثروته فهي فتاة بسيطة من منطقة شعبية والدها موظف بسيط قادتها الصدفة لتؤرق حال الأم فلم تكن تتصور أن تلك الفتاة التي صدمها إبنها بسيارته سوف تكون يوما زوجة لإبنها وتشاركها حبه... لقد انبهر بها الإبن عندما رفضت تحرير محضر أو قبول تعويض أو علاج في مستشفي خاصة وفضلت العلاج في مسستشفي حكومي وكم كانت تشمئذ من الفتاة ومن المستشفي ومن هذا العالم البائس.
    **أنانية المرأة أصابتها بالرعب من تلك الفتاة.. و أصبحت كبالونة مملؤة بالهواء لو ثقبتها لانفجرت في وجهك بعواصف لا حدود لها... حب الذات المسيطر علي الأم من الغيرة من زوجة إبنها قد سرق ثوب الإنسانية بداخلها وأبدلها بثوب حيوان.. لم تستطع النوم وتتجسس كل يوم علي حجرة أبنها وعندما تسترق السمع لضحكاتهما يثور بركان الغيرة القاتل ليزلزل كيانها... إن شعرت باهاتهما وتأوهاتهما تمنت لو دخلت عليهما الحجرة بسكين لتمزق هذا القلب الذي سرق حلمها.. لم تفكر في سعادة أبنها وانحصر تفكيرها في خداع الفتاة لإبنها وسرقته من حضنها.
    ... رغبتها في تملك إبنها فاقت كل الحدود بل وحرمت أن يشاركها أي أحد في هذا التملك... هي تخترق كل ظواهر الحياة فهي لا تعترف ان الكون يدور حول الشمس ولكن فقط يدور حولها
    لماذا هي تتعب وهذه الفتاة ترتاح.. يجب أن تضع حدا لذلك فهي الأم الذي يجب أن ترتاح والفتاة هي من يجب أن تشقي.. فكانت أنانيتها مصيدة الشيطان.
    ... أخذت الأم تفكر في طريقه تبعدها عن إبنها... وهداها تفكير ها الشيطاني ألي قتلها.. نعم هو الحل الوحيد فوجودها في الحياة إن إستطاعت أن تبعدها عنه لن يشفي غليلها وقد يسبب لها متاعب كثيرة لها ولإبنها وقد تخسر من جراء ذلك إبنها الذي تعمل كل ذلك من أجل المحافظة عليه كما توهم نفسها... ولكن كيف تقتلها إن الأمر يحتاج الي تفكير عميق.
    .... هداها تفكيرها إلي الذهاب إلي أخيها في مستشفاه الخاصة وهي تعلم أنه مثلها يعترض علي هذا الزواج وكان يمني نفسه بزواج إبنته نيرمين من عادل إبن إخته مجيدة... رحب مأمون بأخته مجيده واطلعته علي خطتها والتي باركها الأخ بشكل لم يخطر لها علي بال وأخذها المعمل وامسك بزجاجة صغيره وقال لها..
    ... هذا السم هو الحل الأمثل لك يا مجيدة ولا تحتاجي سوي لقطرة واحدة منه بشكل متواصل لمدة شهر وبعد الشهر سوف تفارق الحياه وترتاحي منها للأبد.
    .. ردت مجيدة... إفرض حد شرح الجثة أو شك في الأمر.
    .. قال.. ولا الجن الأزرق يقدر يعرف حاجه عشان حتكون الوفاة هبوط مفاجئ في الدورة الدموية وتوقف في ضربات القلب والسم لن يكون له أثر في الجثة.
    ... احتضنت أخيها فرحة بهذا الحل الذي أرضي غرورها. واستطرد أخيها قائلا بعد ان وضع الزجاجة علي بنك بجواره.
    .. الدور بقي عليك أنت عشان ماحدش يشك فيك.. تعامليها كويس طوال الشهر وتخلي أهلها وعادل يحسوا بالتغيير في المعاملة
    .. بس كده حتحمل الشهر.. أوعدك أحطها في عيني قبل ما أودعها
    . خطفت مجيدة زجاجة السم وهرولت مسرعة ولم تعبأ بأخيها مأمون الذي قال لها.. استني احطهالك في علبة وكيسة.
    .. أجابته وهي مسرعه لا ححطها في شنطتي ووضعتها في حقيبتها وأسرعت مهرولة الي المنزل.
    .... تغير ت معاملة مجيدة مع عفاف بشكل كامل.. عاملتها بحنية الأم وكأنها تحاول ان تكفر عن ذنبها وتحقق لعفاف كل مطالبها وكان التغيير غريب ومفاجئ لإبنها عادل فالمنزل الذي كان يعج بالحقد والكراهية والمشاكل أصبح واحة حب خصبة..
    ... استمر الحال علي ذلك حتي أوشك الشهر علي الإنتهاء ولم تشعر مجيدة بالوقت ولا الأيام حتي فاجأها إبنها بدعوة للأوبر ا وتذاكر حجز لحفلة داخل الأوبرا..
    .. قالت الأم متي الحفلة ياعادل..
    .. رد عادل غدا يا أمي يوم 28 وحتيجي المغنية الامريكية اللي بتحبيها رينيه فلييمنغ
    ... الأم لم تركز في كلام إبنها.
    .. بتقول بكره 28
    .. عادل نعم..
    هرولت الأم الي الخارج مسرعة دون إهتمام بإستفسارات إبنها
    و قادت سيارتها بسرعه جنونية الي مستشفي أخيها لم تعبأ بصدامها بالعاملين ولا رواد المستشفي والكل ينظر لهذه المهرولة في ذهول مابين وصفها بالجنون ومابين من يتعاطف معها ربما لديها قريب في حاله خطرة.
    .. فتحت المكتب بعنف ولم تعبأ بالجالسين مع أخيها.
    ... الحقني يا مأمون
    .. طلب مأمون من الأطباء الإنصراف.. وحدث مجيدة
    .. إستريحي يامجيدة فيه أيه. ؟
    .. قالت.. النهارده 27 عفاف حتموت بعد ثلاث أيام
    ... مش ده طلبك..
    .. لا أرجوك شوف حل كنت مجنونة.. انا حبيت عفاف زي بنتي وزي عادل وماعنديش إستعداد أخسرها... لازم تشوف حل.
    .. نظر لها عادل والدموع تنهمر من عينيه.
    ... إهدئي يامجيدة عفاف حتعيش ومش حتموت.
    ... مجيدة إزاي فهمني.
    .. مأمون... ربك أراد لها الحياه يامجيدة وصدق قوله (لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك)
    ... أنا تجاوبت معك في جريمتك في قتل تلك المسكينة وكنت سعيد عشان أفرح بنتي اللي حبت إبنك عادل وأسعدها بزواجها منه.. انا كنت أناني بدافع عن بنتي وأنت أنانية بتدافعي عن أنانيتك وحب التملك اللي فيك والغطرسة والأنا... أنت أخذتي ماء مقطر ولم تأخذي السم وجريتي بسرعة وعندما أدركت خطأك حاولت ان ألحق بك فلم أستطيع وهنا صحي ضميري وأدركت أن الله له إرادة فنحن الإثنين نضحي بمسكينة بلا ذنب من أجل حبنا لذاتنا.. لم أتصل بك وانتظرت ماذا يحدث.. حتي وجدتك أمامي.
    ... مجيدة... الحمد لله... الحب هرب من يدي وسكنت كفي الأنانية رحل من بين أصابعي ليحل الحقد والكراهية. وبعد أن طلبت مني أن احسن معاملتها حتي لا يشك في جر يمتي أحد.. تجمع الحب مره أخري في كفي وطرد الحقد والكراهية وجئت حتي لا يهرب مرة أخري وأضمه بقوه داخل كفوفي... بالحب شعرت أني إنسانة وتخلصت من الحيوان الذي بداخلي...

    * * *

    زوجة لا تشبع من الرجال

    السماء ملبدة بالغيوم،سحب سوداء تتثاقل وتنتفخ حتى تتحول إلى وحوش ضارية.. تتصارع. ،تتصادم،ينطح بعضها بعضاً بعويل وصوت مخيف تهتز له أركان الأرض فترتعش الأجساد.. برقاً ورعداً.. كرات نارية تتلاعب وتلهو في السماء،حروب نستشعرها بين قوى منظوره وغير منظوره تحتضن الكون بحضن بارد يملؤه السقيع.. كرات صغيرة تتساقط في غزارة تتصارع معها الأجساد في معركة غير متكافئة وسرعان ماتهرول إلي خنادق فوقية تحتمي بها... أجساد هزيلة مرتعشة ومستسلمة للخوف تعشق الحياة
    .. قانعة بالخوف والذل والإستكانة.........
    ابتلعت حبوب الشجاعة وتمردت علي خندقي وعزمت على السير في الطريق الوعر. ،جمعت أشلائي وعزمت على الخروج بعربتي إلي الطريق. ،أغلقت النوافذ حتي لا أصاب برذاذ المطر وأحمي نفسي من سقيع قد يفتك بي..
    أمسكت بعجلة القيادة وأدرت المحرك الذي تمرد على الدوران وكأنه ينصحني بالتروي.. بدأت أصوات المحرك تعمل ببطء ولكن لاتنم عن أمل سريع للتحرك... تمسكت بالصبر علي أمل أن يتخلص المحرك من برودته وينبعث الدفء داخله
    ... نعم أنتظر أن تتحرك السيارة مسرعة وتطير كأنها محلقة في فضاء فسيح. لا يعوقها مجال جوي ولا مطبات هوائية. ،تسير في طبقات الفضاء في حرية وشموخ.. تداعب نسمات الهواء وتتعانق معها الأرواح الثائرة وكأنها تزف عريساً الي عروسه.. ،حاملين شموع الأمل فرحين بهذا الزواج... أطير علي بساط الحرية في فضاء الكون.
    أصوات تهمس في أذني.. احذر العروس واحذر أهواءها وإن انشغلت بمطالبها لن تهنأ ابداً وتظل عبداً أسيراً لديها حتي تهوى من عالم الأحياء وتأخذك من فضاء واسع الي هوة عميقة بحجم جسدك
    .. ولن تتشح بالسواد لتحزن عليك ولن تُقيم لك المأتم ولا المعازي لانك فقدت القدرة علي إشباعها ولم تعد تصلح لها فتطويك في عالم النسيان وتسير بزينتها هائمة وباحثة عن زوج آخر يشبع رغباتها المجنونة التي لا تنفذ ويطفئ من حرارة جسدها التي لا تنطفئ
    . فكلماتك المعسولة لن تُغريها ولمساتك الساحرة لن تمنح لجسدها البارد الدفء وقدراتك الجسدية مهما تعاظمت لا تُثير غرائزها ولا تشبع حاجاتها.. فشّعرها يتعلق بين أنامل الرجال،ونهديها خمر تسكر كل الرجال.. حضنها يسع كل الرجال وشفتاها سماً اسوداً نراه لبناً سائغاً.
    تنساب دموعي على وجنتي وتحترق علي شفتاي فيصاب لساني بلسعة حارقة وتتوقف عيناي أمام مشاهد غير مرئية وباحثة عن أي شئ منظور..
    ،صدى الصوت يستمر في ضجيجه قائلاً... لا تجعلها يابني تكفيك فإن انتظرت ذلك وأمنت بصدقها فأنت واهم وخاسر ولن تجد منها شراب يروي ظمأك ولا طعام يسد جوعك ولا غطاء يحميك من برودتها ولا مآوي لجسدك الهزيل تتجرع كؤوس الندم.. حاملاً جبال العذاب حتي يعتريك الجنون وتصبح ملهى لأطفال الشوارع ويزفوك في ذل ومهانة ،تُغطي الدماء وجهك ويدمل الشوك قدميك،،
    وهي لن تحفظ لك عهداً.. خائنة تتنقل بين أحضان الرجال فلا تملك لها طلاقاً ولاتملك لك خلعاً..
    قلت له:
    انها إمرأه بشعة.. إمرأة رزيلة
    ثم سمعت صدى لضحكات عالية إعقبها كلمات
    ... أنت أيها الهزيل تملك في يديك كل شيء.. تملك مفاتيح قواك.. تملك كبح جماح هذه الزوجة.. أنت الملك وليس العبد.. عليك أن تختار بين الملك والعبودية... هي ملكٌ لك.. إن حررتها من عبوديتها وألبستها تاج الملك فابشر بغدرها وخيانتها ويكون مصيرك في أسرها ومغلغلاً في سراديبها.. محطماً بين جدران سجونها.. تلسع جسدك أسواطها وتُصلب على جسدها
    قمت من نومي فزعاً وهلعاً وأدركت أني كنت أحلم.. نعم كنت أًحلم.. حمدت الله شاكراً أن هذا كان اضغاث أحلام.. نظرتُ بجانبي الي زوجتي وتساءلت... هل أًنا عبداً لها أم مَلكاً عليها.. وعلمت أن لي زوجتان... زوجة أملك طلاقها وتملك خلعي وزوجة لا أملك لها طلاقاً ولا تملك لي خلعاً.
    ويجب أن أكون ملكاً عادلاً لزوجتين حتى أضمن نجاحي في رحلتي الصعبة... فلي زوجة أملكها وتملكني.. وزوجة أخري يشاركني فيها الجميع... زوجة تعشقني وأعشقها وزوجة يعشقها الجميع.. متبلدة المشاعر ومعدومة الإحساس تستشعر عشق كل الرجال لها ونتسابق لإشباع نزواتها ونسينا أنها عديمة الإحساس ولا تشبع ابداً...... ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:57 pm