منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله Empty باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الثلاثاء يناير 03, 2012 11:44 am


    وقوله الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    أن المصنِّف رحمه الله لما ذكر في الأبواب السابقة التوحيدَ وفضله وما يوجب الخوف من ضده ذكر في هذا الباب أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسَلين وأتباعهم.

    الدعاء: أي دعوة الناس.
    إلى شهادة أن لا إله إلا الله: أي إلى توحيد الله والإيمان به وبما جاءت به رسُلُه مما هو مدلول هذه الشهادة.
    قل: الخطاب للرسول –صلى الله عليه وسلم-.
    هذه: أي الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها.
    سبيلي: طريقتي ودعوتي.
    أدعو إلى الله: إلى توحيد الله لا إلى حظ من حظوظ الدنيا ولا إلى رئاسة ولا إلى حزبية.
    على بصيرة: على علم بذلك وبرهان عقلي وشرعي، والبصيرة المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل.
    ومن اتبعني: أي آمن بي وصدَّقني: يحتمل أنه عطف على الضمير المرفوع في (أدعو) فيكون المعنى: أنا أدعو إلى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة: ويحتمل أن يكون عطفاً على الضمير المنفصل (أنا) فيكون المعنى: أنا وأتباعي على بصيرة. والتحقيق: أن العطف يتضمن المعنيين أتباعه هم أهل البصيرة الداعون إلى الله.
    وسبحان الله: وأنزه الله وأقدِّسه عن أن يكون له شريك، في ملكه أو معبودٌ بحق سواه.

    المعنى الإجمالي للآية:

    يأمر الله رسولَه أن يخبر الناس عن طريقته وسنته أنها الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله على علم ويقين وبرهان، وكل من اتبعه يدعو إلى ما يدعو إليه على علم ويقين وبرهان، وأنه هو وأتباعُه ينزهون الله عن الشريك له في ملكه وعن الشريك له في عبادته ويتبرأ ممن أشرك به وإن كان أقرب قريب.

    مناسبة الآية للباب:

    أن الله ذكر فيها طريقة الرسول وأتباعه هي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله على علم بما يدعون إليه. ففيها وجوب الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله الذي هو موضوع الباب.

    ما يستفاد من الآية:

    1- أن الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله هي طريقة الرسول وأتباعه.
    2- أنه يجب على الداعية أن يكون عالماً بما يدعو إليه عالماً بما ينهى عنه.
    3- التنبيه على الإخلاص في الدعوة بأن لا يكون للداعية مقصد سوى وجه الله لا يقصد بذلك تحصيل مال أو رئاسة أو مدح من الناس أو دعوة إلى حزب أو مذهب.
    4- أن البصيرة فريضةٌ لأن اتباعه –صلى الله عليه وسلم- واجبٌ ولا يتحقق اتباعُه إلا بالبصيرة وهي العلم واليقين.
    5- حسن التوحيد لأنه تنزيه لله تعالى.
    6- قبحُ الشرك لأنه مسبةٌ لله تعالى.
    7- وجوب ابتعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم في شيء فلا يكفي أنه لا يشرك.


    عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله.فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" أخرجاه(1).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    بعث معاذاً: وجَّهه وأرسله.
    إلى اليمن: إلى الإقليم المعروف جنوب الجزيرة العربية داعياً إلى الله ووالياً وقاضياً وذلك في سنة عشرٍ من الهجرة.
    أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب.
    شهادة: يجوز فيها الرفع على أنه اسم يكن مؤخَّراً وأول خبرها مقدمٌ ويجوز العكس.
    وفي رواية: أي في رواية أخرى في صحيح البخاري.
    أطاعوك لذلك: أي شهدوا وانقادوا لدعوتك وكفروا بما يُعبد من دون الله.
    افترض عليهم: أوجب عليهم.
    أطاعوك لذلك: آمنوا بفرضيَّتها وأقاموها.
    إياك: كلمة تحذير.
    وكرائم: منصوبٌ على التحذير جمع كريمة، وهي خيار المال ونفائسه.
    اتق دعوة المظلوم: احذرها واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم.
    فإنه: أي الحال والشأن.
    ليس بينها وبين الله حجاب: أي لا تحجب عن الله بل ترفع إليه فيقبلها.
    أخرجاه: أي أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.

    المعنى الإجمالي للحديث:

    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما وجه معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى إقليم اليمن داعياً إلى الله ومعلماً رسم له الخطة التي يسير عليها في دعوته، فبين له أنه سيواجه قوماً أهل علم وجدَل من اليهود والنصارى، ليكون على أهبةٍ لمناظرتهم ورد شبههم، ثم ليبدأ في دعوته بالأهم فالأهم فيدعو الناس إلى إصلاح العقيدة أولاً لأنها الأساس، فإذا انقادوا لذلك أمرهم بإقام الصلاة لأنها أعظم الواجبات بعد التوحيد، فإذا أقاموها أمر أغنياءهم بدفع زكاة أموالهم إلى فقرائهم مواساة لهم وشكراً لله، ثم حذّره من أخذ جيد المال لأن الواجب الوسط، ثم حثّه على العدل وترك الظلم لئلا يدعو عليه المظلوم ودعوتُه مستجابة.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن أول ما يُدعى إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفيه إرسال الدعاة لذلك.

    ما يستفاد من الحديث:

    1- مشروعية إرسال الدعاة إلى الله.
    2- أن شهادة أن لا إله إلا الله أول واجب وهي أول ما يدعى إليه الناس.
    3- أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله توحيدُ الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
    4- أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين.
    5- أن الإنسان قد يكون قارئاً وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، أو يعرفه ولا يعمل به كحال أهل الكتاب.
    6- أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب".
    7- التنبيه على أنه ينبغي للإنسان خصوصاً الداعية أن يكون على بصيرة من دينه، ليتخلص من شبهات المشبِّهين وذلك بطلب العلم.
    8- أن الصلاة أعظم الواجبات بعد الشهادتين.
    9- أن الزكاة أوجب الأركان بعد الصلاة.
    10- بيان مصرفٍ من مصارف الزكاة وهم الفقراء وجواز الاقتصار عليه.
    11- أنه لا يجوز أخذ الزكاة من جيد المال إلا برضا صاحبه.
    12- التحذير من الظلم، وأن دعوة المظلوم مستجابة ولو كان عاصياً.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه البخاري برقم (1395)، ومسلم برقم (19) والترمذي برقم (625)، وأبو داود برقم (1584) وأحمد في مسنده (1/233).


    ولهما عن سهل بن سعد -رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه، يفتح الله على يديه"، فبات الناس يدُوكُون ليلتهم أيهم يُعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كلُّهم يرجو أن يعطاها. فقال: "أين علي بن أبي طالب؟" فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه فأُتي به فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية وقال: "انفُذ على رِسْلِك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمْر النَّعم"(1).

    يدوكون أي: يخوضون.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    سهل بن سعد: هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي صحابي شهير مات سنة 88هـ، وقد جاوز المائة.

    ولهما: أي البخاري ومسلم في صحيحيهما.
    يوم خيبر: أي يوم حصار خيبر سنة 7هـ.
    الراية: علم الجيش الذي يرجعون إليه عند الكر والفر.
    يفتح الله على يديه: إخبارٌ على وجه البشارة بحصول الفتح.
    ليلتَهم: منصوب على الظرفية.
    أيُّهم: برفع (أي) على البناء لإضافتها وحذف صدرِ صلتها.
    علي بن أبي طالب: هو ابن عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته فاطمة والخليفة الرابع من أسبق السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين قتل سنة 40هـ.
    يشتكي عينيه: أي تؤلمانه من الرمد.
    فبَرَأ: بفتح الباء على وزن ضَرَبَ، ويجوز كسرها على وزن علِم، أي عوفي عافية كاملة.
    أعطاه الراية: دفعها إليه.
    انفُذْ: أي امض لوجهِك.
    على رسْلِك: على رِفْقِك من غير عجَلة.
    بساحتهم: بفناء أرضهم وما قرُب من حصونهم.
    إلى الإسلام: وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله.
    وأخبرهم... إلخ: أي أنهم إن أجابوك إلى الإسلام الذي هو التوحيد، فأخبرهم بما يجب عليهم بعد ذلك من حق الله في الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك.
    لأن يهدي الله: في تأويل مصدر مبتدأ خبرُه (خير).
    حمُر النَّعم: أي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب.

    المعنى الإجمالي للحديث:

    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بشّر الصحابة بانتصار المسلمين على اليهود من الغد على يد رجل له فضيلةٌ عظيمة وموالاة لله ولرسوله فاستشرف الصحابة لذلك، كلٌّ يود أن يكون هو ذلك الرجل
    من حرصهم على الخير، فلما ذهبوا على الموعد طلب النبي –صلى الله عليه وسلم- علياً وصادف أنه لم يحضر لِما أصابه من مرض عينيه، ثم حضر فتفل النبي –صلى الله عليه وسلم- فيهما من ريقه المبارك فزال ما يحس به من الألم زوالاً كاملاً وسلَّمه قيادة الجيش، وأمره بالمضي على وجهه برفق حتى يقرب من حصن العدو فيطلب منهم الدخول في الإسلام، فإن أجابوا أخبرهم بما يجب على المسلم من فرائض، ثم بين –صلى الله عليه وسلم- لعلي فضل الدعوة إلى الله وأن الداعية إذا حصل على يديه هداية رجل واحد فذلك خير له من أنفس الأموال الدنيوية، فكيف إذا حصل على يديه هداية أكثر من ذلك.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه مشروعية الدعوة إلى الإسلام الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وبيان فضل الدعوة إلى ذلك.

    ما يستفاد من الحديث:


    1- فضيلةٌ ظاهرة لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وشهادةٌ من الرسول –صلى الله عليه وسلم- له بموالاته لله ولرسوله وإيمانه ظاهراً وباطناً.
    2- إثبات أن الله يحب أولياءه محبة تليق بجلاله كسائر صفاته المقدسة الكريمة.
    3- حرص الصحابة على الخير وتسابقهم إلى الأعمال الصالحة رضي الله عنهم.
    4- مشروعية الأدب عند القتال وترك الطيش والأصوات المزعجة التي لا حاجة إليها.
    5- أمر الإمام عماله بالرفق واللين من غير ضعف ولا انتقاص عزيمة.
    6- وجوب الدعوة إلى الإسلام لا سيما قبل قتال الكفار.
    7- أن من امتنع من قبول الدعوة من الكفار وجب قتاله.
    8- أن الدعوة تكون بالتدريج فيطلب من الكافر أولاً الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين، ثم يُؤمر بفرائض الإسلام بعد ذلك.
    9- فضل الدعوة إلى الإسلام وما فيها من الخير للمدعو والداعي، فالمدعو قد يهتدي والداعي يُثاب ثواباً عظيماً، والله أعلم.
    10- دليلٌ من أدلة نبوة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وذلك ببشارته بالفتح قبل وقوعه وبراءة الألم بريقه.
    11- الإيمان بالقضاء والقدر، لحصول الراية لمن لم يسْع إليها ومنْعها ممن سعى إليها.
    12- أنه لا يكفي التسمي بالإسلام بل لا بد من معرفة واجباته والقيام بها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) أخرجه البخاري برقم (2942)، ومسلم برقم (2406).

    باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

    وقول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لما ذكر المصنف رحمه الله في الأبواب السابقة التوحيد وفضائله والدعوة إليه والخوف من ضده الذي هو الشرك، بين رحمه الله في هذا الباب معناه؛ لأن بعض الناس يخطئ في فهم معناه فيظن أن معناه الإقرار بتوحيد الربوبية فقط، وهذا ليس هو المراد بالتوحيد وإنما المراد به ما دلت عليه النصوص التي ساق المصنف رحمه الله طرفاً منها في هذا الباب من أنه إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك.
    وعطَف شهادة أن لا إله إلا الله على التوحيد ليبين أن معناهما واحدٌ لا اختلاف فيه.


    يدعون: أي يدعونهم من دون الله وهم الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم فالضمير الفاعل يدْعون راجعٌ إلى الكفار.
    يبتغون: أي يطلبون والضمير الفاعل فيه راجعٌ إلى المدعوين من الملائكة ونحوهم.
    الوسيلة: ما يتقرب به إلى الله، فمعنى توسل إلى الله عمل عملاً يقربه إليه.
    ويرجون رحمته: أي لا يرجون أحداً سواه.
    ويخافون عذابه: أي: لا يخافون أحداً سواه.

    المعنى الإجمالي للآية:

    أن الله سبحانه وتعالى يخبر أن هؤلاء الذين يدعوهم المشركون من دون الله من الملائكة والأنبياء والصالحين يبادرون إلى طلب القربة إلى الله فيرجون رحمته ويخافون عذابه، فإذا كانوا كذلك كانوا جملة من العبيد فكيف يُدعون مع الله تعالى، وهم مشغولون بأنفسهم يدعون الله ويتوسلون إليه بعبادته.

    مناسبة الآية للباب:

    أنها تدل على أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله هو ترك ما عليه المشركون من دعوة الصالحين والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر أو تحويله؛ لأن ذلك هو الشرك الأكبر.

    ما يستفاد من الآية:

    1- الرد على الذين يدعون الأولياء والصالحين في كشف الضر أو جلب النفع بأن هؤلاء المدعوين لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاًَ فكيف يملكون ذلك لغيرهم.
    2- بيان شدة خوف الأنبياء والصالحين من الله وبيان رجائهم لرحمته.


    وقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    براءٌ مما تعبدون: أي بريءٌ من جميع معبوداتكم.
    إلا الذي فطرني: أي خلقني وهو الله فهو معبودي وحده.

    المعنى الإجمالي للآية:

    أنه يخبر سبحانه عن عبده ورسوله وخليله أنه تبرَّأ من كل ما يعبد أبوه وقومه، ولم يستثن إلا الذي خلقه وهو الله، فهو يعبده وحده لا شريك له.

    مناسبة الآية للباب:

    أنها دلَّت على أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله هو البراءة من الشرك وإفراد الله بالعبادة. فإن لا إله إلا الله تشتمل على النفي الذي عبَّر عنه الخليل بقوله: {إِنَّنِي بَرَاء}، والإثبات الذي عبَّر عنه بقوله: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}.

    ما يستفاد من الآية:


    1- أن معنى لا إله إلا الله توحيدُ الله بإخلاص العبادة له والبراءة من عبادة كل ما سواه.
    2- إظهار البراءة من دين المشركين.
    3- مشروعية التبري من أعداء الله ولو كانوا أقرب الناس.


    * * *


    وقوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31](1).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اتخذوا: أي جعل اليهود النصارى.
    أحبارهم: أي علماءهم.
    ورهبانهم: أي عبّادهم.
    أرباباً: أي مشرِّعين لهم يحلِّلون ويحرِّمون؛ لأن التشريع من خصائص الرب فمن أطاع مخلوقاً فيه فقد اتخذه رباً.
    والمسيح ابن مريم: أي واتخذوا عيسى عليه السلام رباً بعبادتهم له.
    سبحانه عما يشركون: أي تنزه الله تعالى وتقدّس عن الشركاء والنُّظراء.

    المعنى الإجمالي للآية:

    يخبر الله سبحانه عن اليهود والنصارى أنهم استنصحوا الرجال من العلماء والعباد فأطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله، فنزَّلوهم بذلك منزلة الرب الذي من خصائصه التحليل والتحريم، كما عبد النصارى عيسى وزعموا أنه ابنُ الله، فنبذوا كتاب الله الذي أمرهم فيه بطاعته وحده وعبادته وحده –وهذا إخبار منه سبحانه يتضمن إنكار ما فعلوه- ولذلك نزَّه نفسه عما يتضمنه هذا الفعل من الشرك به.

    مناسبة الآية للباب:

    أنها دلت على أن من معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله إفرادَ الله بالطاعة في تحليل ما أحل وتحريم ما حرم، وأن من اتخذ شخصاً من دون الله يحلل ما أحل ويحرم ما حرَّم فهو مشرك.

    ما يستفاد من الآية:

    1- أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله طاعةَ الله في التحليل والتحريم.
    2- أن من أطاع مخلوقاً في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقد اتخذه شريكاً لله.
    3- الرد على النصارى في اعتقادهم في المسيح عليه السلام وبيانُ أنه عبدُ الله.
    4- تنزيه الله عن الشرك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) فقد فسَّر هذه الآية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لعدي بن حاتم عندما دخل على رسول الله –صلى الله عليه وسلم فسمعه يقرأ هذه الآية، فقال عدي: إنهم لم يعبدوهم؟! فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: "بلى إنهم حرّموا عليهم الحلال وحلّلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
    أخرجه الترمذي برقم (3094) وهو حديث حسن.
    وابن أبي شيبة في مصنفه (7/167 رقم 34925).

    .................................................. ..............

    وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: 165].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من الناس: فريقٌ من الناس.
    من دون الله: أي غير الله.
    أنداداً: أي أمثالاً ونظراء.
    يحبونهم: المحبة إرادة ما تراه أو تظنه خيراً والرغبة فيه.
    كحب الله: أي يسوونهم به في المحبة المقتضية للذل للمحبوب والخضوع له.
    ولو يرى: لو يعلم.
    إذ يرون العذاب: وقت ما يعايِنونه.
    أن القوة لله: لأن القدرة والغلبة له وحده.

    المعنى الإجمالي للآية:

    ذكر الله سبحانه وتعالى حال المشركين به في الدنيا ومآلهم في الآخرة حيث جعلوا لله أمثالاً ونظراءَ ساوُوهم به المحبة، ثم ذكر حال المؤمنين الموحديث أنهم يحبون الله حباً يفوق حب أصحاب الأنداد لأندادهم أو يفوق حب أصحاب الأنداد لله، لأن حب المؤمنين لله خالص، وحب أصحاب الأنداد لله مشترك، ثم توعّد هؤلاء المشركين به بأنهم لو علموا ما يعايِنون يوم القيامة وما يحل بهم من الأمر الفظيع والعذاب الشديد على شركهم وتفرُّد الله سبحانه بالقدرة والغلبة دون أندادهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال، لكنهم لم يتصوروا ذلك ويؤمنوا به.

    مناسبة الآية للباب:

    أنها من النصوص المبينة لتفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. حيث دلّت على أن من اتخذ نِداً مع الله يحبه كمحبة الله فقد أشرك، فعُلم أن معنى التوحيد أن يُفرد الرب بهذه المحبة التي تستلزم إخلاص العبادة له وحده والذل والخضوع له وحده.

    ما يستفاد من الآية:

    1- أن من معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله إفرادُ الله تعالى بالمحبة المقتضية للذل والخضوع.
    2- أن المشركين يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم ذلك في الإسلام، لأنهم أشركوا معه غيره فيها.
    3- أن الشرك ظلم.
    4- الوعيد للمشركين يوم القيامة.


    وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قال لا إله إلا الله وكَفَر بما يُعبد من دون الله حرُم ماله ودمه وحسابُه على الله عز وجل"(1) وشرحُ هذه الترجمة ما بعدَها من الأبواب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في الصحيح: أي صحيح مسلم.
    حرم ماله ودمه: أي مُنع أخذ ماله وقتله بناء على ما ظهر منه.
    وحسابه على الله: أي الله تعالى هو الذي يتولى حسابَ من تلفَّظ بهذه الكلمة، فيجازيه على حسب نيته واعتقاده.
    الترجمة: ترجمة الكتاب والباب فاتحتُه. والمراد بها هنا قولُه: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

    المعنى الإجمالي للحديث:

    يبين –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه لا يحرُم قتلُ الإنسان وأخذُ ماله إلا بمجموع أمرين:
    الأول: قول لا إله إلا الله.
    الثاني: الكفر بما يُعبد من دون الله. فإذا وُجد هذان الأمران وجب الكفُّ عنه ظاهراً وتفويضُ باطنه إلى الله، فإن كان صادقاً في قلبه جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذّبه العذاب الأليم، وأما في الدنيا فالحكم على الظاهر.

    مناسبة الحديث للباب:

    أنه من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله:
    وأنه الكفر بما يُعبد من دون الله.

    ما يستفاد من الحديث:

    1- أن معنى: لا إله إلا الله هو الكفر بما يعبد من دون الله من الأصنام والقبور وغيرها.
    2- أن مجرد التلفظ بلا إله إلا الله مع عدم الكفر بما يُعبد من دون الله لا يحرِّم الدم والمال ولو عرَف معناها وعمل به. ما لم يضف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله.
    3- أن من أتى بالتوحيد والتزم شرائعه ظاهراً وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك.
    4- وجوب الكف عن الكافر إذا دخل شرائعه ظاهرا وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك.
    5- أن الإنسان قد يقول: لا إله إلا الله ولا يكفر بما يُعبد من دونه.
    6- أن الحكم في الدنيا على الظاهر، وأما في الآخرة فعلى النيات والمقاصد.
    7- حرمة مال المسلم ودمه إلا بحق.

    ومعنى قول المصنف: "وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب":

    أن ما يأتي بعد هذا الباب من الأبواب في ما يبين التوحيد ويوضح معنى "لا إله إلا الله" وبيان أشياء كثيرة من الشرك الأصغر والأكبر وما يوصل إلى ذلك من الغلو والبدع مما يجب تركه من مضمون لا إله إلا الله.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) أخرجه مسلم برقم (23)، وأحمد في المسند (3/472).



      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 5:31 am