منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه Empty وسائل الاعلام ونشر الدجل والشعوذه

    مُساهمة من طرف  الأحد نوفمبر 07, 2010 7:53 am

    وسائل الإعلام ونشر الدجل والشعوذة
    وكيفية علاج الظاهرة






    إعداد
    محَمّدُ بِنُ يُوسُفُ الجُورَانِي
    M_aljorany@hotmail.com




    m
    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
    إنَّ المستقرئ للتأريخ البشري والمتأمِّلَ للتراث الإنساني يجدُ أنَّ ثمةَ حقيقة مُرّة مؤلمة ، وهي أنَّ العقول البشرية قد تعرَّضت لعمليات وأدٍ واغتيال خطيرة عبر حِقَبٍ طويلة ، يتولَّى كِبَرها خناجرُ الوهم والخرافة ، وألغام الدَّجل والسِّحر والشعوذة ، وتلك لعَمْرُ الحقِّ أعْتَى طعنة تُسدَّدُ في خاصرة الإنسان العقلية وقِواه الفكريَّة والمعنويَّة .
    لقد تفشَّت الأوبئةُ المنافية للعقيدة من خلال انتشار فضائيات الدَّجل والشعوذة والخرافة ، وإذا كان ذلك كذلك ؛ فلا بُدَّ من النفير خِفَافاً وثِقَالاً ، لنَثْل السِّهام من كنانة الحق للردِّ على السحرة والمنجمين والمشعوذين ، ونقض شبههم ، وكشف فتونهم وتعريتهم ، وهو من حقِّ الله على عباده ، وحقِّ المسلمين على علمائهم ، في ردِّ كلِّ مضلِّ وضلالته ؛ حتى لا تتداعى الأهواءُ على المسلمين ؛ تعثُوا فساداً في فِطرهم ، وتقصِمُ وحدتهم ، وتؤول بدينهم إلى دينٍ مُبدَّل ، ورُكامٍ من النِّحلِ والأهواء الفاسدة ( 1 )، وحينها فلا بُدَّ أنْ تكون المحاربة انتصاراً للعقيدة ، بالقرآن والسنة ؛ فهما سلاح المسلم الفعَّال الذي يجابه به الشرور والآثام والإفساد في الأرض ، سيِّما والعقيدة هي أعز ما يملك الإنسان المسلم ، فإذا طُعن فيها ؛ فقد سُلِب منه أعظم ما يملك .
    إنَّ من أبطل الباطل في الآونة الأخيرة ؛ ذهاب بعض الناس إلى الكُهَّان والمنجِّمين و السحرة والعرَّافين وسؤالهم عبر القنوات الفضائية ؛ ظنَّاً منهم أن هؤلاء السحرة يحققون مآربهم أو بعضاً منها ؛ كتحقيق السعادة والعلاج والشفاء والرزق ، غير مبالين بتحذير الإسلام من السحر وإتيان السحرة وتصديقهم .
    وقد قامت وسائل الإعلام المنحرفة والفضائيات، في الترويج لبضاعتهم ،عن جهل أحياناً، وعن قصد في أغلب الأحيان . فَتْكاً بالأمة الإسلامية ؛ فبدؤوا بالتَّلْبِيس على ضعفاء العقول وشغل أذهانهم ، وأكل أموالهم بالباطل ، ومن ثم ظهر بعض من يحاول تغطية هذه الأعمال بغطاء شرعي ممن يتكلمون باسم الدين وباسم المهرة من المعالجين ! ووصل الأمر إلى استضافة بعض السحرة والمشعوذين على شاشاتهم الفضائية .
    لذا كان لِزَاماً أن يبدأ النفيرُ في النَّـكِير على هؤلاء ، وأن يكبِّر العلماءُ وطلبةُ العلم التكبيرةَ الأولى في محاربتهم وصَدِّ عدوانهم عن المجتمع المسلم ؛ (( فَالْمُرْصَدُوْنَ لِلْعِلْمِ عَلَيْهِمْ لِلْأُمَّةِ حِفْظُ الدِّينِ وَتَبْلِيغُهُ ؛ فَإِذَا لَمْ يُبَلِّغُوهُمْ عِلْمَ الدِّينِ أَوْ ضَيَّعُوا حِفْظَهُ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الظُّلْمِ لِلْمُسْلِمِينَ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : { ¨bÎ) tûïÏ%©!$# tbqßJçFõ3tƒ !$tB $uZø9t“Rr& z`ÏB ÏM»uZÉit7ø9$# 3“y‰çlù;$#ur .`ÏB ω÷èt/ $tB çm»¨Y¨t/ Ĩ$¨Z=Ï9 ’Îû É=»tGÅ3ø9$#   y7Í´¯»s9'ré& ãNåkß]yèù=tƒ ª!$# ãNåkß]yèù=tƒur šcqãZÏ軯=9$# ÇÊÎÒÈ } [ البقرة : 159 ] فَإِنَّ ضَرَرَ كِتْمَانِهِمْ تَعَدَّى إلَى الْبَهَائِمِ وَغَيْرِهَا ؛ فَلَعَنَهُمْ اللَّاعِنُونَ حَتَّى الْبَهَائِمُ))( 2 ) ومن لازم هذه الوظيفة الشرعية : الرَّصْدُ لتحرُّك أي شبهة ، حتى تُنقض على أهل الأهواء والشرك في حملاتهم الشرسة وهزَّاتهم العنيفة ؛ ليبقى الإسلامُ صحيح البِنْية ، على ميراث النُّبوَّة نقيَّاً صافياً ، وعلى المسلمين قَصْدُ السَّبيل . ( 3 )
    إنَّ مما يزيد الأمر شدَّة ؛ حينما يصاحبُ الضلال والبدع ؛ حقٌ يُدسُّ فيه الشرِّك والبدعة ، وهكذا يفعلون في هذه القنوات الفاجرة ، حتى إذا طفحت الكأس : هبَّ من شاء الله من حملة الشريعة ينزعون من أنوارها بذَنُوْبٍ وافرة ، يطفئون بها جذوة الشرك والكفر ؛ فهم مثل العافية في الناس لدينهم وأبدانهم ؛ بما يقيمونه من حجج الله وبيَّناته القاهرة ؛ فتهب بذلك ريح الإيمان ، وتقوم سوق الانتصار للكتاب والسنة ، وإحياء ما اندرسَ من معالم الإيمان ، وتَآكَلَ من بيِّنات الهدى والفرقان ، ويقدِّرُ الله ما يشاء من تراجع الكفر وأهله ؛ فيبقى أصحابه مقهورين مغلوبين ، يُنكِّسون رؤوسهم ، وتُكسر سهاهم والمنهج في ذلك { ÷ŠÎhŽ|³sù OÎgÎ/ ô`¨B öNßgxÿù=yz óOßg¯=yès9 šcr㍞2¤‹tƒ ÇÎÐÈ } [ الأنفال : 57 ]
    هذا ؛ وقد سار الباحث في بحثه على خطة تتضمن التالي :
    مقدمة ، وخمسة مباحث وخاتمة :
    _ المبحث الأول : تعريف السحر ، والكهانة ، والعرافة ، والشعوذة .
    _ المبحث الثاني : بَيانُ الحُكْمِ الشَّرعِي في تَعَلُّمِ السِّحْرِ ، والوَعِيدُ الشَّدِيدُ مِنْ الذَّهابِ إلى السَّحَرةِ والكَهَنةِ والعَرَّافِين والمشَعْوِذِين أو سُؤَالِهم .
    _ المبحث الثالث : بيان صفاتهم وكشف علاماتهم وبيان مصنَّفاتهم ومن الذي وراءهم .
    _ المبحث الرابع : بيان خطرهم وضررهم على المجتمع الإسلامي .
    _ المبحث الخامس : كيفية العلاج من هذه الظاهرة وسبل الوقاية منها
    الخاتمة ، وفيها أهم النتائج والتوصيات .

    أسِيرُ خَلْفَ رِكَابِ القومِ ذا عَرَجٍ
    فإنْ لحِقْتُ بهم مِنْ بعدِ ما سَبقوا
    وإنْ ضَلَلْتُ بقَفْرِ الأرْضِ مُنْقَطعاً مؤمِّلاً جَـبْرَ ما لاقَيْتُ مِنْ عِوَجِ
    فكمْ لربِّ السّمَاءِ في النَّاس مِنْ فَرَج
    فمَا عَلى أَعْرَجٍ في ذاكَ مِنْ حَرجِ ِ




    وكتب الفقير إلى عفو ربه القدير
    محَمّدُ بِنُ يُوسُفُ الجُورَانِي
    الأردن _ عمَّان
    M_aljorany@hotmail.com



    المبحث الأول
    تَعرِيفُ السِّحْرِ ، والكَهَانةِ ، والعَرَّافَةِ ، والشَّعْوَذَةِ .
    السِّحْرُ : في اللغة : الأُخْذَةُ ( 1 ) ، وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه وَدَقَّ فهو سِحْرٌ ، والـجَمْعُ أَسْحَارٌ. ولذا تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء : أخفى من السحر ، وتصف ملاحة العينين بالسحر ؛ لأنها تصيب القلوب بسهامها في خفاء .( 2 )
    قال الأزهري : وأصل السَّحر ؛ صرف الشي عن حقيقته إلى غيره ؛ فكأنَّ الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخيَّل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه ؛ أي صرفه.
    قال الفرَّاء : في قوله تعالى: {š4’¯Tr'sù šcrãysó¡è@ ÇÑÒÈ } معناه ؛ فأنَّى تُصرفون. ويقال : سحره ؛ أي خدعه . وسحره بكلامه : أي استماله برقته وحسن تركيبه . ( 3 )
    وفي الاصطلاح : تعاريفه عِدَّة ، والذي يظهر والعلم عند الله أنه لا يضبطه ضابط ؛ لكثرة أنواعه وتغاير أضرابه وأشكاله ، ولذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله : (( السحر ؛ اسم جامع لمعانٍ مختلفة )) ( 4 )
    وقريبٌ منه قول الشنقيطي رحمه الله : (( اعلم أن السحر في الاصطلاح لا يمكن حَدُّهُ بحدٍ جامع مانع ؛ لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته ، ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعاً لها مانعاً لغيرها ؛ ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حدِّه اختلافاً متبايناً )) أهـ . ( 5 ) ولهذا تجد بعض من كتب في السحر عَدَّه ثلاثة أنواع ، وثانياً أوصلها إلى ثمانٍ، وثالثاً يزيد أو ينقص فيها وهذا راجع لتشعب أنواع السحر وتزايدها إلى اليوم !
    وفيما يظهر أنه يجمع ذلك كلّه على الحقيقة ما ذكره ابن منظور فقال : (( عن ابن عائشة قال : العربُ إنما سَمَّت السحر سحراً ؛ لأنه يزيل الصحة إلى المرض )) ( 6 )
    ويمكن أن يقال في تعريفه : (( وَهُوَ عُقَدٌ وَرُقًى وَكَلَامٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ ، أَوْ يَكْتُبُهُ ، أَوْ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي بَدَنِ الْمَسْحُورِ أَوْ قَلْبِهِ ، أَوْ عَقْلِهِ ، مِنْ غَيْر مُبَاشَرَةٍ لَهُ . وَلَهُ حَقِيقَةٌ ، فَمِنْهُ مَا يَقْتُلُ ، وَمَا يُمْرِضُ ، وَيَأْخُذُ الرَّجُلَ عَنْ امْرَأَتِهِ فَيَمْنَعُهُ وَطْأَهَا ، وَمِنْهُ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ، وَمَا يُبَغِّضُ أَحَدَهُمَا إلَى الْآخَرِ ، أَوْ يُحَبِّبُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ))( 7 ) وهذا فيما يخص السحر الحقيقي بخلاف التخيلي .
    ومن أنسب ما يقال اليوم في تعريفه : هو اتفاقٌ بين ساحرٍ وشيطانٍ على أن يقومَ الساحرُ بفعل بعضِ المحرَّماتِ أو الشِّرْكِيَّاتِ في مقابلِ مساعدةِ الشيطانِ له وطاعتِه فيما يطلبُ منه.( 8 ) وهذا من أجمعها والله اعلم .
    الكاهِنُ : الذي يَتعاطى الـخبرَ عن الكائنات فـي مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأَسرار . والأصل فيه استراق الجن السمع من كلام الملائكة فتلقيه في أذن الكاهن .
    والعرَّافُ: هو الذي يتعرَّف على ما وقع في الماضي بأمور يَستَدِلُّ بها ، ويُخبِر عن المسروق ومكان الضالة ، وعمَّا يكون في المستقبل ، وقد يُنَجِّمُ بالنجوم ويزعم أن لها أسراراً لا يعلمها غيره .( 1 )
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( العراف اسم للكاهن ، والمنجم ، والرمال ، ونحوهم ))( 2 )
    والشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ فـي الـيد وأَخْذٌ كالسحر يُرَى الشيءَ بغير ما علـيه أَصله فـي رأْي العين ؛ ورجل مُشَعْوِذٌ و مُشَعْوَذٌ . و الشَّعْوَذَةُ : السُّرْعَةُ، وقـيل: هي الـخفة فـي كل أَمْرٍ.( 3 )
    التَّنْجِيمُ : نوعان : الأول : يُسمَّى علم التأثير : وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الكونية ، فهذا باطل ؛ لأنَّه ينافي التوحيد لما فيه من تعلُّق القلب بغير الله أولاً، وثانياً لما فيه من دعوى علم المغيبات بحركة النجوم ، وثالثاً لما فيه من فساد العقل ؛ لأن سلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والأديان .
    و الثاني : علم التسيير : وهو الاستدلال بالشمس والقمر والكواكب على القبلة والأوقات والجهات ، فهذا النوع لا بأس به ، بل كثير منه نافع قد حثَّ عليه الشارع ، فالأول هو المنافي للتوحيد دون الثاني .( 4 )
    قال الخطابي رحمه الله : (( علم النجوم المنهي عنه هو ما يدل عليه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع ؛ كمجيء الأمطار ، وأما ما يُعلم به أوقات الصلاة ، وجهة القبلة ؛ فغير داخل فيما نُهِي عنه انتهى )).( 5 )
    وقال قتادة رحمه الله : (( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاثِ خِصَالٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَجَعَلَهَا يُهْتَدَى بِهَا، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، فَمَنْ تَعَاطَى فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ قَالَ رَأْيَهُ، وَأَخْطَأَ حَظَّهُ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لا عِلْمَ لَهُ بِهِ، وَإِنَّ نَاسًا جَهَلَةً بِأَمْرِ اللَّهِ قَدْ أَحْدَثُوا فِي هَذِهِ النُّجُومِ كَهَانَةً، مَنْ أَعْرَسَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ سَافَرَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا وَكَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَعَمْرِي مَا مِنْ نَجْمٍ إِلا يُولَدُ بِهِ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ وَالطَّوِيلُ وَالْقَصِيرُ وَالْحَسَنُ وَالذَّمِيمُ، وَمَا عَلِمَ هَذَا النَّجْمُ وَهَذِهِ الدَّابَّةُ، وَهَذَا الطَّائِرُ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَيْبِ وقَضَى اللَّهُ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ. ))( 6 )

    المبحث الثاني
    بَيانُ الحُكْمِ الشَّرعِي في تَعَلُّمِ السِّحْرِ
    والوَعِيدُ الشَّدِيدُ مِنْ الذَّهابِ إلى السَّحَرةِ والكَهَنةِ والعَرَّافِين والمشَعْوِذِين أو سُؤَالِهم .
    من قواعد الشريعة الأصيلة ؛ أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره ، وإذا كان ذلك كذلك ؛ فإن من الصعوبة بمكان إطلاق حكمٍ عامٍ على جميع أنواع السحر ، وقد قال القرافي رحمه الله : (( وللسحر فصول كثيرة في كتبهم يقطع من قِبَل الشرع بأنها ليست معاصي ولا كفراً ، كما أن لهم ما يُقطع بأنه كفرٌ ؛ فيجب حينئذٍ التفصيل ، كما قال الشافعي رضي الله عنه : أمَّا الإطلاق بأن كل ما يُسمَّى سحراً كفرٌ ؛ فصعب جداً )) ( 1 ) وقال الإمام النووي رحمه الله : (( قد يكون السحر كفراً ، وقد لا يكون كفراً بل معصية كبيرة ؛ فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر ؛ كفر وإلا فلا ، وأما تعلمه وتعليمه فحرامٌ ؛ فإن تضمن ما يقتضي الكفر ؛ كفر ، وإلا فلا ، وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عُزِّر واستُتِيب ))( 2 )
    ويقول العلامة الشنقيطي رحمه الله : (( التحقيق في هذه المسألة هو التفصيل ؛ فإن كان السحر مما يُعظَّم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع ، كما دلَّ عليه قوله تعالى : { $tBur txÿŸ2 ß`»yJø‹n=ߙ £`Å3»s9ur šúüÏÜ»u‹¤±9$# (#rãxÿx. tbqßJÏk=yèム}¨$¨Y9$# tósÅb¡9$# } [ البقرة : 102 ] ، وقوله تعالى : { $tBur Èb$yJÏk=yèムô`ÏB >‰tnr& 4Ó®Lym Iwqà)tƒ $yJ¯RÎ) ß`øtwU ×poY÷GÏù Ÿxsù öàÿõ3s? } [ البقرة : 102 ] ، وقوله : { ô‰s)s9ur (#qßJÎ=tã Ç`yJs9 çm1uŽtIô©$# $tB ¼çms9 ’Îû ÍotÅzFy$# ïÆÏB 9,»n=yz } [ البقرة : 102 ] ، وقوله تعالى : { Ÿwur ßxÎ=øÿムãÏm$¡¡9$# ß]ø‹ym 4’tAr& ÇÏÒÈ } [ طه : 69 ] كما تقدم إيضاحه . وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء ؛ من دهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر . هذا هو التحقيق إن شاء الله تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء)) أهـ ( 3 ) فإذا كان ذلك كذلك فمن الصواب أن يقال ؛ المتعاطون للسحر على صنفين :
    الأول : من لهم صلة بالجن والشياطين ، وسحرهم مما يضرُّ ويُمْرِض وربما قتل ، وهذا النوع يقوى بحسب قوة الصلة بين السحرة والشياطين ، وهذا عين الكفر والعياذ بالله تعالى ، وسيأتي بيان حكمه .
    والثاني : من سحرهم قائم على مجرد الخِداع والتمويه على الحمقى والسذَّج والمغفَّلين من الناس ؛ فيؤثِّر على أبصارهم وأفهامهم ، وحكم هذا النوع أنه محرم من كبائر الذنوب .( 4 )
    أما حكم النوع الأول فقد حَكَمَ الله ُعلى مُتعلِّم السحر بجملة من الأمور( 5 ) :
    أولاً : الحكم بالكفر ؛ فقال سبحانه : ) (#qãèt7¨?$#ur $tB (#qè=÷Gs? ßûüÏÜ»u‹¤±9$# 4’n?tã Å7ù=ãB z`»yJø‹n=ߙ ( $tBur txÿŸ2 ß`»yJø‹n=ߙ £`Å3»s9ur šúüÏÜ»u‹¤±9$# (#rãxÿx. tbqßJÏk=yèム}¨$¨Y9$# tósÅb¡9$# ( قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (( ظاهرها أنهم كفروا بذلك ، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفرٌ )) ( 1 ) ثمَّ قال سبحانه : ) $tBur Èb$yJÏk=yèムô`ÏB >‰tnr& 4Ó®Lym Iwqà)tƒ $yJ¯RÎ) ß`øtwU ×poY÷GÏù Ÿxsù öàÿõ3s? ( [البقرة : 102] قال الحافظ رحمه الله : (( فيها إشارة إلى أن تعلم السحر كفر )) ( 2 )
    وقال القِنُّوجي رحمه الله : (( الآية دليل على أن تعلم السحر كفر ، وظاهره عدم التفريق بين المعتقد وغير المعتقد ، وبين من تعلمه ليكون ساحراً ، ومن تعلمه ليقدر على دفعه )) ( 3 )
    ثانياً : الحكم لمن تعلَّمه بالمضرَّة وعدم الانتفاع ، ومصداق ذلك قوله سبحانه : ) 4 tbqçH©>yètGtƒur $tB öNèd”àÒtƒ Ÿwur öNßgãèxÿZtƒ 4 ( [البقرة : 102] وإذا كان غالبُ الشيءِ ضررٌ حُرَّم وإن كان قليله نافعاً ، فكيف بالذي يكون ضررهُ محضٌ ؟! وأي مضرَّةٍ أعظم من الكفر . قال الشوكاني رحمه الله : (( فيه تصريح بأن السحر لا يعود على صاحبه بفائدة ، ولا يجلب إليه منفعة بل هو : ضرر محض ، وخسران بحت )) ( 4 )
    ثالثاً : أن الساحر لا خَلاق له في الآخرة . وقد قال سبحانه: ) ô‰s)s9ur (#qßJÎ=tã Ç`yJs9 çm1uŽtIô©$# $tB ¼çms9 ’Îû ÍotÅzFy$# ïÆÏB 9,»n=yz 4 š[ø©Î6s9ur $tB (#÷rtx© ÿ¾ÏmÎ/ öNßg|¡àÿRr& 4 öqs9 (#qçR$Ÿ2 šcqßJn=ôètƒ ÇÊÉËÈ ( [البقرة : 102] ووجه الاستدلال بالآية أن الذي ليس له نصيب في الآخرة ولا دين إنما هو الكافر ، وهذا مشهور عن غير واحد من السلف .
    رابعاً : نفي الفلاح عن متعلِّم السحر ، وشاهده قوله سبحانه : { Ÿwur ßxÎ=øÿムtbrãÅs»¡¡9$# ÇÐÐÈ } [ يونس : 77 ] وقال : ) Ÿwur ßxÎ=øÿムãÏm$¡¡9$# ß]ø‹ym 4’tAr& ÇÏÒÈ ( [طه : 69] ووجه الاستدلال أن نفي الفلاح نفياً عاماً بقوله ( حيث أتى ) ، وحيث ظرف مكان أريد به التعميم في الدنيا والآخرة ، وعليه فلا يكون ذلك إلا للكافر . يقول الشنقيطي رحمه الله : (( لأن الفلاح لا ينفى بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر )) وقال : ((عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة { لاَ يُفْلِحُ } يراد بها الكافر )) أهـ .( 5 )
    خامساً : التصريح بعدم الإيمان لمن تعلَّم السحر ؛ فقال سبحانه : ) öqs9ur óOßg¯Rr& (#qãZtB#uä (#öqs)¨?$#ur ×pt/qèVyJs9 ô`ÏiB ωYÏã «!$# ׎öyz ( öq©9 (#qçR%x. šcqßJn=ôètƒ ÇÊÉÌÈ ( [البقرة : 103] قال الشوكاني رحمه الله : (( قوله : { öqs9ur óOßg¯Rr& (#qãZtB#uä (#öqs)¨?$#ur } ما وقعوا فيه من السحر والكفر )) ( 6 ) هذه من جملة أدلة الكتاب ، وأما بيان السنة النبوية لحكم السحر ؛ فقد حذَّر النبي r من السحر والسحرة و إتيانهم ومجرد سؤالهم . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ : (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ ))( 7 )
    وَ عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ r عَنْ النَّبِيِّ r قال: (( مَنْ أتَى عَرَّافَاً فَسَألَهُ عَنْ شَيْءٍ لمْ تُقْبَل لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلةً )) ( 1 )
    فانظروا صانكم الله أنَّ مجرد المجيء إليهم وسؤالهم عاقبته أن لا تقبل صلاته أربعين ليلة ، كل ذلك للحصول على معلومة سابقة ؛ فلا بارك الله بمعلومة يكون بها ذهاب الدين والإيمان . وأما شان التصديق فأعظم والعياذ بالله ؛ فعن أبي هريرة t يقول : قال رسول الله r : (( مَنْ أَتَى كَاهِنَاً أَوْ عَرَّافَاً فَصَدَّقَهُ فِيْمَا يَقُولُ فَقَد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ r ))( 2 ) وفي رواية ابن مسعود t موقوفاً (( أو سَاحِرَاً )) ( 3 ) .وقد يعتر بعض الناس ببعض صدق هذه الشرذمة ، فاسمع إلى الصدِّيقة تحكي ذلك للنبي r لتعرف سرِّ المسألة ؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( سَأل رسولَ الله r ناسٌ عن الكُهَّان ؟ فقال: ليسَ بِشيءٍ . فقالوا : يا رسولَ اللهِ، إنهم يُحَدِّثُونا أحياناً بِشيءٍ فيكونُ حقاً . فقال: رسولُ اللهِ r: تِلكَ الكَلِمَةُ مِن الحقِّ يَخْطِفُهَا الجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ فيخْلِطونَ معها مِئةَ كَذْبةٍ )) ( 4 ) ومما يجب التنبُّه له : أن الإتيان يقع على صور : منها : الذهاب إليهم في مكانهم . ومنها : قصدهم عبر قنوات التلفاز ، والمجلات ، والصحف ؛ في زوايا الأبراج . ومما يُلاحظ وللأسف شدَّة الإقبال على هذه القنوات وأخذ موعد لعمل الأحجبة تصل لأسابيع !! كل ذلك سعياً وراء الدجل والخرافة بدعوى الشفاء والرزق والنصيب .
    والذي يأتي إلى السَّحَرةِ والكَهَنةِ والعَرَّافِين والمشَعْوِذِين ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    القسم الأول : أن يأتي إليهم فيسألهم من غير أن يُصَدِّقَهُم ، فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً .
    القسم الثاني: أن يأتي إليهم فيسألهم ويُصَدِّقُهمُ بما أخبر به، فهذا كفر بالله عز وجل لأنه صدَّقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشر دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى: ) @è% žw ÞOn=÷ètƒ `tB ’Îû ÏNºuq»yJ¡¡9$# ÇÚö‘F{$#ur |=ø‹tóø9$# žwÎ) ª!$# ( . ولهذا جاء في الحديث التنصيص على الكفر والعياذ بالله .
    القسم الثالث : أن يأتي إليهم فيسألهم ليبين حالهم للناس، وأنها كهانة وتمويه وتضليل، وهذا لا بأس به، ودليل ذلك أن النبي r أتاه ابن صياد، فأضمر له النبي r شيئاً في نفسه فسأله النبي r ماذا خَبَّأَ له ؟ فقال: الدُّخ يريد الدخان . فقال النبي r: ((اخسأ فلن تعدو قدرك )) . ( 5 )
    ويقول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته : (( أما الشريعة فلم تفرِّق بين السحر و الطلِّسمات والشعبذة وجعلته كله باباً واحداً محظوراً ؛ لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا، أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا، وما لايهمنا في شيء منهما. فإن كان فيه ضرر أو نوع ضرر، كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع، ويلحق به الطلِّسمات ؛ لأن أثرهما واحد ؛ كالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير ؛ فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله ؛ فجعلت الشريعة باب السحر والطلِّسمات والشعوذة باباً واحداً لما فيها من الضرر، وخصته بالحظر والتحريم . )) أهـ ( 6 )
    المبحث الثالث
    بيان صفاتهم وكشف علاماتهم وبيان مصنَّفاتهم ومن الذي وراءهم
    فالعلامة ؛ السِّمة ، وهي ما دلَّ على الشيء وميَّزه عن غيره . و معرفة علامات السحرة والكهنة والدَّجالين أمرٌ في غاية الأهمية ؛ ذلكم أن هذه العلامات هي ما تميز الخير من الشر ، وهذا منهج قرآني ، إذ يقول الحق جلَّ في علاه : ) y7Ï9ºx‹x.ur ã@Å_ÁxÿçR ÏM»tƒFy$# tûüÎ7oKó¡oKÏ9ur ã@‹Î6y™ tûüÏB̍ôfßJø9$# ÇÎÎÈ ( [الأنعام : 55]. فكلَّما جاء السحرة بحيلٍ سحرية وشعوذة ودجل ، يُقيَّض الله من حملة الإسلام من يهتك أستارهم ويُبيِّن عَوَرَهم ، ويكشف زيفهم ، وبمعرفة هذه العلامات لهذه الشرذمة يأمن المسلم من شرهم وإغوائهم ، وهذه بعض علاماتهم :
    - كُلّ من يأمر أمراً، أو يطلب طلباً مخالفاً للكتاب والسنة، ليفعله المريض أو المريضة فلا يُؤتى، كأنْ يطلب ذبح حيوان من غير ذكر اسم الله عليه، أو يطلب حرق أوراقٍ كُتِبَ فيها طلاسم غير مفهومة ولا معقولة ومن ثم التبخر بها، أو أنْ يخبر المريض بعدم استعمال الماء (وضوءاً أو اغتسالاً) لفترة معينة من الزمن ! أو ربما أمره بالعزلة عن الناس، وغيرها من طقوسهم ؛ فلا يفعل ذلك أبداً ولا يقربهم .
    - كُلّ من يعطي المريض أو المريضة (حِجَابَاً) يحتوي على رموز وأرقام ورسومات مربعات وحروف مقطعة ولو كان بعضها من القرآن - بتقطيع حروفه - للتمويه ! ليعلقه على رقبته أو يضعه في جيبه، أو في حقيبته أو في سيارته أو منزله، أو ربما أعطاه شيئاً منكراً غير معروف وطلب منه أنْ يدفنه في مكان معين، ويُخَوِّفه أن لا يفتحه وإلا حصل له شرٌّ كبيرٌ وخطرٌ عظيمٌ .كل هذا من الأمور المحرمة ومن العبث بعقول الناس، وربما إذا فعلها عادت عليه بالإثم والضرر، وهذا معروف فلْيُتْلِفها ويحرقها . ولا عبرة بها والله المستعان.
    - كُلّ من يطلب من المريض أو المريضة (اسمه واسم أمه) أو ( اسمه واسم زوجه ) ليتعرَّف عليهم من خلال شياطينه عن طريق القرين ؛ فيزعم ما يدل على التوافق من عدمه في الحياة ، أو التعب والأذى من خلال ربط الأسماء ببعضها !
    - كُلّ من يقرأ في بداية رقيته القرآن، ومن ثم يتمتم بكلام غير مسموع ولا مفهوم، فذا من أهل الشيطان، وربما زعم أنَّ عنده خُدَّاماً لسور القرآن !! وأنهم صالحون ! وما هذا إلا لصلاحه ؟! بل تبجَّح أحدهم وزعم تسخير الملائكة له !! وهذا تزيين على الناس ذوي العقول القاصرة، وما أكثر النساء الواقعات في هذا الجانب فلينتبهن لمثل هذه الخزعبلات والترهات، ويلحق بها : ما زعمه بعض المعالجين (( بأنَّ لكلِّ اسم من أسماء الله الحسنى خواصّاً وأسراراً تتعلق به على إفاضة فيها وإيجاز، وقد يغلو بعض الناس فيتجاوز هذا القدر إلى الزعم بأن لكلِّ اسم خادماً روحانياً يخدم من يواظب على الذكر به، ويذكر بعض الذين ساروا في هذا الاتجاه أنهم يكشفون بأسماء الله أسرار المغيبات، والخافي من المكنونات، ويزعم بعض هؤلاء أن اسم الله الأعظم سرٌّ من الأسرار، يُمنح لبعض الأفراد، فيفتحون به المغلقات ويخرقون به العادات، ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس . وما كان كذلك فلا اعتبار له، وحسبنا في ردِّه قوله r: (( كلُّ عمل ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ )) وقد فتحت هذه المقولة باب الخرافة، ودخل السَّحرة والمشعوذون من هذا الباب، فترى عبَّاد الشيطان يمكرون بالناس، ويكيدونهم بالسِّحر، ويزعمون أنهم يسخِّرون غيرهم، ويؤثِّرون فيهم، ويعلمون المستور من الأخبار وبعض البسطاء من الناس يثقون بهم، ويتابعونهم على ضلالهم )) ( 1 )
    وأما عن مصنَّفاتهم :
    فقد انتشرت واشتهرت بين الناس ؛ فيها السحر والدَّجل والشعوذة والخرافات والخزعبلات( 1 ) ؛ ومن هذه الكتب :
    1- كتب أبي معشر الفلكي (جعفر بن محمد بن عمر البلخي ت 272هـ) كلها كتب شعوذة ودجل ، وقد انتشرت انتشاراً واسعاً في مصر ، وطبع أشدها خطراً وفساداً ودجلاً باسم: (( بغية الطالب في معرفة الضمير للمطلوب والطالب والمغلوب والغالب )) في مصر سنة 1863م ( 2 ).
    2- كتب عبد الفتاح الطوخي ، والناشر لها المكتبة الثقافية في بيروت ، ولا تقل خطراً عن سابقه ، وفيها من الخبث والضلال ما الله به عليم ، وأخبثها كتاب : (( السحر الأحمر )) ففيه الكفر الصُراح ، نسأل الله السلامة والعافية ( 3 ) .
    3- كتاب (( الجفر )) ، يُنسب كذباً وزوراً إلى علي بن أبي طالب t ، وتارة يُنسب إلى جعفر الصادق رحمه الله . وهو مشهور في بلاد إيران والعراق . وفيه زعم الإمامية أنَّ جعفراً رحمه الله كتب لهم فيه كلَّ ما يحتاجون إليه ، وكلَّ ما سيقع إلى يوم القيامة ! فنسبة هذا الكتاب إلى علي t أو جعفر رحمه الله باطلة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وأما الكذب والأسرار التي يدَّعونها عن جعفر الصادق ؛ فمن أكبر الأشياء كذباً ، حتى يقال : ما كُذب على أحدٍ ما كُذب على جعفر t ، ومن هذه الأمور المضافة كتاب (( الجفر )) الذي يدَّعون أنه كتب فيه الحوادث .)) أهـ ( 4 )
    4- كتاب (( الرحمة في الطب والحكمة )) يُنسب للإمام السيوطي رحمه الله ، وهو خطأ ، بل هو كما يقول صاحب كشف الظنون أن صاحبه هو : مهدي إبراهيم الصبيري . وهو منتشر في بلاد مصر والشام .فيه من الخزعبلات والجهالات والشعوذات التي تَمُجُّهَا النفوس وترفضها الفِطَر السليمة ، فمن ذلك ما ذكره الشيخ القشيري رحمه الله ، في كتابه (السنن والمبتدعات) تحت عنوان (عزيمة للعمى) يقول : (وقال شيخ الدَّجالين والعرَّافين وإمامهم وقدوتهم إلى الجهل والبَلَهِ والغباء والجنون ، صاحب كتاب (( الرحمة - بل اللعنة - في الطب والحكمة )) قال : يُؤخذ دم الحائض التي لم يمسها رجل ، ويخلط مع المني ويكتحل به !! فإنه يقطع البياض من العين ) أهـ ( 5 ) ؛ فانظروا إلى هذا الجُنُونِيَّات والخزعبلات ؛ فأيُّ رحمة وأيُّ حكمة فيها ، وما خفي كان أعظم ، نسأل الله السلامة والعافية .
    5- كتاب (( شمس المعارف الكبرى )) و(( الوسطى )) و (( الصغرى )) ومؤلِّف هذه الكتب أحمد بن علي البوني ( ت 622 هـ ) وقد ألف اثنين وثلاثين مؤلفاً في السحر وهي كتب شرك وسحر وشعوذة ودَجَل، فيها منادات للشياطين والعفاريت، وكم أفسدت بيوتاً للمسلمين، وكم دمَّرت حياتهم لفترة من الزمن، وأغلب أهل هذا الزمان يتطفَّلون عليها لما يسمعون من التشويق لها، فما أن يجدوها وينظروا فيها إلا وتجد الكارثة من منادات الشياطين والمردة والعفاريت ، ويبدأ مسلسل العذاب والويلات من جَرَّاء التطفل عليها وحب الاستطلاع بما فيها ( 6 ). وأكثر من يقتني هذا الكتاب هم السحرة قاتلهم الله . وهو منتشر في مصر والشام وإندونيسيا .
    6- حرز ( أبي دُجانة ) ، ونصُّه : عن موسى الأنصاري : شَكَى أَبو دُجَانة الأنصاري فقال : يا رسول الله ، بَيْنَا أنا البارحة نائم ، إذ فتحتُ عيني فإذا عند رأسي شيطان ، فجعل يعلو ويطول ، فضربتُ بيديّ إليه ؛ فإذا جلده كجلد القنفذ ، فقال رسول الله r : ومثلك يُؤذى يا أبا دجانة ، عامرُك عامرُ سوءٍ ورب الكعبة ، ادعُ لي علي بن أبي طالب ، فدعاه ، فقال ، يا أبا الحسن ، اكتب لأبي دجانة كتاباً لا شيء يؤذيه من بعده ، فقال : وما أكتب ؟ قال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من محمدٍ النَّبيِّ العربيِّ الأُمِّيِّ التُّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ المكيِّ المدَنِيِّ القُرشِيِّ الهاشِمِيِّ صاحب التاج ، والهراوة ، والقضيب ، والناقة ، والقرآن ، والقِبلة ، صاحب قول لا إله إلا الله ، إلى مَن طَرَق الدَّار من الزُّوارِ والعُمَّارِ إلا طارقاً يطرق بخير ، أما بعد : فإنَّ لنا ولكم في الحق سعة ؛ فإن يكن عاشقاً مُولعاً أو مُؤذياً مُقتَحِماً أو فاجراً يجهر أو مُدَّعياً مُحِقاً أو مُبطلاً ، فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق ، ورسلنا لدينا يكتبون ما تمكرون ، اتركوا حملةَ القرآن وانطلقوا إلى عبدة الأوثان ، إلى من اتخذ مع الله إلها آخر لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، يُرسل عليكما شُواظٌ من نار ونحاس فلا تنتصران ، فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدِّهَان ، فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان، ثُمَّ طَوَى الكتاب ، فقال : ضَعْهُ عند رأسك ؛ فوضعه ؛ فإذا هم يُنادون النَّار .. النار احرقْتَنَا بالنار ، والله ما أَرَدْنَاك ولا طلبنا أذاك ، ولكنَّ زائراً زارنا وطَرَق ، فارفع عنَّا الكتاب ، فقال : والذي نفس محمدٍ بيده لا أرفعه عنكم حتى استأذنه r فلما أصبح أخبره r فقال : ارفع عنهم فإن عادوا بالسيئة فعُدْ إليهم بالعذاب ، فوالذي نفس محمد بيده ما دَخَلت هذه الأسماء داراً ولا موضعاً ولا منزلاً إلا هَرَبَ إبليس وجنوده وذريته والغاوون " أهـ . وهذه الحديث باطلٌ موضوعٌ ، حكم بوضعه وبطلانه العلماء ، سيَّما وليس في الصحابة من اسمه موسى أصلاً .
    يقول الحافظ البيهقي رحمه الله : (( رُوي في حرز أبي دُجانة حديثٌ طويل ، وهو موضوع لا تحلُّ روايته )) ( 1 )
    7_ العهود السليمانية السبعة المزعومة الباطلة . كذب ودجل .
    وأما أهدافهم :
    1) إدخال الناس في الكفر والشرك والعياذ بالله . وهل يرضى إبليس دخول النار لوحده ؛ لا بد من حشد أكبر قدر ممكن معه والعياذ بالله . { È@sVyJx. Ç`»sÜø‹¤±9$# øŒÎ) tA$s% Ç`»|¡SM~Ï9 öàÿò2$# $£Jn=sù txÿx. tA$s% ’ÎoTÎ) Öäü“̍t/ y7ZÏiB þ†ÎoTÎ) ß$%s{r& ©!$# ¡>u‘ tûüÏHs>»yèø9$# ÇÊÏÈ } [ الحشر : 16 ]
    أكل أموال الناس بالباطل : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ ، فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ : تَدْرِي مِمَّ هَذَا ؟ قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ ، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ ، فَلَقِيَنِي ، فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ ))( 2 ) وهذا يدل بكل وضوح على غاية السحرة والمشعوذين من عملهم إنما هو كسب المال .
    _ وذكر ابن كثير رحمه الله : أن الحلاج بعث رجلاً من خاصة أصحابه ، وأمره أن يذهب بين يديه إلى بلدٍ من بلاد الجبل ، وأن يُظْهِر لهم العبادة والصلاح والزهد ؛ فإذا رآهم قد أقبلوا عليه وأحبُّوه واعتقدوه ؛ أظهر لهم أنه قد عَمِيَ ، ثم يُظْهِر لهم بعد أيام أنه قد تَكسَّح ؛ فإذا سعوا في مداواته ، قال لهم : إنه لا ينفعني شئ مما تفعلون ، ثم يُظهِر لهم بعد أيام أنه قد رأى رسول الله r في المنام وهو يقول له : إن شفاءك لا يكون إلا على يَدَيْ القطب ، وإنه سيقدم عليك في اليوم الفلاني في الشهر الفلاني ، وصفته كذا وكذا ، وقال له الحلَّاج : إني سأقدِمُ عليك في ذلك الوقت .
    فذهب ذلك الرجل إلى تلك البلاد ؛ فأقام بها يتعبَّدُ ويُظهر الصلاح والتنسُّك ويقرأ القرآن .
    فأقام مدة على ذلك ؛ فاعتقدوه وأحبُّوه ، ثم أظهر لهم أنه قد عَمِيَ ؛ فمكث حيناً على ذلك ، ثم أظهر لهم أنه قد زَمِن ؛ فسعوا بمداواته بكلِّ ممكن ؛ فلم يُنتِج فيه شئ ، فقال لهم : هذا الذي تفعلونه معي لا يُنتِج بشيء وأنا قد رأيت رسول الله r في المنام وهو يقول لي : إن عافيتك وشفاءك إنما هو على يَدَيْ القطب ، وإنه سَيَقْدِمُ عليك في اليوم الفلاني في الشهر الفلاني ، وكانوا أولاً يقودونه إلى المسجد ، ثم صاروا يحملونه ويُكرمونه ، فأقبل الحلاج حتى دخل البلد مختفياً وعليه ثيابٌ صوفٌ بيضٌ ؛ فدخل المسجد ولَزِمَ ساريةً يتعبَّدُ فيه لا يلتفتُ إلى أحدٍ ؛ فعرفه الناسُ بالصفاتِ التي وَصف لهم ذلك العَليلُ ؛ فابْتَدرُوا إليه يُسَلِّمون عليه ويَتَمسَّحون بِهِ ، ثم جاؤوا إلى ذلك الزَّمِن ؛ فأخبَره بخبرِه ، فقال : صِفُوهُ لي ؛ فوصفُوهُ له فقال : هذا الذي أخبرني عنه رسول الله r في المنام ، وأنَّ شفائي على يديه ، اذهبوا بي إليه ؛ فحملُوه حتى وضعوه بين يديه ؛ فكلَّمَهُ فعرفه فقال : يا أبا عبد الله ، إني رأيت رسول الله r في المنام ، ثم ذكر له رؤياه ؛ فرفع الحلاج يديه فدعا له ، ثم تفل من ريقه في كفيه ، ثم مسح بهما على عينيه ؛ ففتحهما كأنْ لَمْ يكن بهما داءٌ قط ؛ فأبصر ، ثم أخذ من ريقه ؛ فمسح على رجليه ؛ فقام من ساعته ؛ فمشى كأنْه لَمْ يكن به شئٌ ، والناسُ حضور ، وأمراء تلك البلاد وكبراؤهم عنده ؛ فضجَّ الناسُ ضجةً عظيمةً وكبَّروا الله وسبحوه ، وعظَّموا الحلاجَ تعظيما زائداً على ما أظهر لهم من الباطل والزور ، ثم أقام عندهم مُدَّةً يكرمونه ويعظِّمونه ، ويودُّون لو طلب منهم ما عساه أن يَطلب من أموالهم ؛ فلما أرادَ الخروج عنهم ، أرادوا أن يجمعوا له مالاً كثيراً فقال : أمَّا أنا فلا حاجة لي بالدنيا ! وإنما وصلنا إلى ما وصلنا إليه بترك الدنيا ، ولعلَّ صاحبَكم هذا أنْ يكون له إخوانٌ وأصحابٌ من الأبدال الذين يجاهدون بثغْرِ طرسوس ، ويحَجُّون ويتصدَّقون ، محتاجين إلى ما يُعينُهم على ذلك ؛ فقال ذلك الرجل المتزامن : صدق الشيخ ، قد ردَّ الله عليَّ بصري ومنَّ اللهُ عليَّ بالعافية ، لأجعلنَّ بقيةَ عُمري في الجهاد في سبيل الله ، والحجِّ إلى بيت الله مع إخواننا الأبدالِ والصالحين الذين نعرفهم ، ثم حثَّهم على إعطائه من المال ما طابت به أنفسُهم ، ثم إنَّ الحلاج خرج عنهم ، ومكث ذلك الرجل بين أظهرهم مُدَّةً إلى أنْ جمعوا له مالاً كثيراً ألوفاً من الذهب والفضة ؛ فلمَّا اجتمع له ما أراد ودَّعهم وخرج عنهم ؛ فذهب إلى الحلاج فاقتسما ذلك المال .( 1 )
    _ أما في عصرنا فقد انتشرت القنوات الفضائية السحرية وهي أعظم من يأكل أموال الناس سحتاً وظلماً وباطلاً والعياذ بالله ، وخذ هذه الحسبة اليسيرة لأحد القنوات المشهورة بترويج السحر ؛ لنعرف فقط حجم أكل الأموال بالباطل عندهم :
    قمت بأخذ الرقم الذي يظهر في أسفل الشاشة وقمت بالاتصال على شركة الاتصالات الأردنية ، وطلبت معرفة البلد الذي يوجد به هذا الرقم ؛ فكان ردهم أن هذا الرقم يوجد في ( ليختن شتين ) ، وسعر الدقيقة هو (69 قرش ) فلو فرضنا أنه يَرِدُ في الحلقة الواحدة خمسون اتصالاً فقط ، موزعة على ساعتين وربع الساعة ، يقوم الكمبيوتر باختيار اتصال واحد في كل مرة ليجيب ؛ فهذا يعني أن كثيراً من المتصلين يَردُّ عليهم الكمبيوتر ويحولهم للانتظار ، فإذا فرضنا أن كل متصل يظل منتظراً عشر دقائق فقط ( على أقل تقدير ) فبالإمكان إجراء الحسبة التالية لتحديد الدخل اليسير : ( 50 ) اتصالاً ضرب (10 ) دقائق انتظار ضرب (69 قرش أردني ) فتكلفة الاتصال تكون حسبتها :
    50 ×10 × 69 = ( 345 ) دينار أردني في العشر دقائق ! وفي مدة الحلقة ساعتين على الأقل فإنَّ ما يَرِد من ريع الاتصالات 345×12 = 4140 دينار فقط في الحلقة الواحدة . وإذا فرضنا أنه في اليوم الواحد تبث خمس حلقات ( على أقل تقدير ) ؛ فهذا يعني 4140×5 = 20700 دينار أردني في اليوم الواحد ، وفي الشهر يكون الدخل التقريبي : 20700 ×30 = 6.21000 دينار أردني . يعني : ( 3.291.300 درهم ) مليون دولار في الشهر تقريباً على أقل تقدير هو حجم أكل أموال الناس بالباطل !! فقط على أقل تقدير ! ناهيك عن الحقات الخاصة المطوَّلة ، والرسائل القصيرة
    وللإنصاف أقول : ( فهي كلها لوجه الله سبحانه وتعالى ! اللهم لا حسد ) ولكن الأهم من هذا أن هذه الملايين من الأموال التي تدخل في حساب القنوات لَمْ تُسرق من أموال المتصلين ولكن المتصلين أنفسهم وبطيبة منهم أودعوها في حسابهم ، وهم الذين اختاروا الاتصال ولم يجبرهم أحد على ذلك ! وهذا وحده كافٍ في تصور حجم خطورة هذه القنوات الخطيرة .
    بث سموم عقائدهم وأفكارهم المنحرفة وذلك لتعلق الناس بهم ، واعتبارهم منقذين ، ومن ثم الدخول في مذاهبهم الفاسدة ، وقد تبجَّح أحدهم بالتسويق للنجف وعرض شهادات مراجع الرافضة في تزكيته !! وهكذا فلتكن الدعوة .
    وأما مصادر السحر في بلاد المسلمين :
    أولاً : اليهود ، وهذا معروف من عهد نبي الله سليمان عليه السلام ، بل عصر النبوة المحمدية فقد أذوا النبي r ، وأرعبوا المسلمين في المدينة ؛ فأشاعوا أنه لن يولد للمهاجرين ولد ؛ فأخزاهم الله وخيَّب أملهم فولد عبد الله بن الزبير t وفرح المسلمون به فرحاً شديداً .( 1 ) واليهود لعنهم الله لا يدخلون مدينة إلا وينشرون السحر فيها .
    ثانياً : الرافضة ، من أكثر الطوائف اعتقاداً بالسحر ، ولا أدلَّ على ذلك مما هو مسطرٌ في كتبهم والدعوة إليهم فكتاب الجفر المزعوم ، والموسوم بـ : ( مفتاح العلم المكنون والسر المصون ) و ( مفتاح اللوح والقلم ) وغيرها ، فيها أبوابٌ متصلة برموز الكواكب ، وأرقام وحروف وبيان لمدلولاتها وأسرارها .
    بل إن غلاة الشيعة يقولون : إن الله أَطْلَع علياً على ما هو مثبت في اللوح والقلم ، وصار يتكلم بما شاهده ))
    ومن كتبهم المشهورة ( الإمام علي منتهى الكمال البشري ) يقول مؤلفه : ( فلا يجوز لمسلم أن يتعلَّم التنجيم إلا ما يفيد أو يرد به غائلة المُنجمين الذين يدَّعون سبقهم أو أعلميتهم أو يقصدون تضليل الناس )) وبعدها بصفحة مباشرة بعد أن نسب علم الغيب لعلي t أنه قال : (( سَعِد البارحة سبعون ألف عالِم ، ووُلِدَ في كل عالِم سبعون ألفاً ، والليلة يموت مثلهم ))( 2 ) وهذه القنوات الفضائية التي تطل علينا اليوم القائمون عليها هم الرافضة وسحرتهم ، وفيه دعوة صريحة من بعضهم للنجف وتقديس أئمَّتها والعياذ بالله .
    ثالثاً : الصوفية المنحرفة ، تلقت غلاة الصوفية السحر والتنجيم ، وألفوا فيه تآليف كثيرة ، أشهرها للبوني صاحب ( شمس المعارف ) وكتب ابن عربي الذي حكم العلماء عليه بضلاله وكفر ، وقد تحدَّث ابن خلدون في مقدمته كلاماً مستفيضاً فيهم وفي علمهم ( علم أسرار الحروف ) وحاصله عندهم ؛ تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان . ومما يقوله البوني في هذا العلم : ( فإن حقيقة الطلسم وتأثيره على ما حققه أهله أنه قوى روحانية من جوهر القهر، تفعل فيما له ركب فعل غلبة وقهر، بأسرار فلكية ونسب عددية وبخورات جالبات لروحانية ذلك الطلسم، مشدودة فيه بالهمة، فائدتها ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية ) ( 3 )


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 6:49 am