المنزل رقم 13 وكر عصابة الدجل والشعوذه

رقم 13 ··وكـر عصابة الدجـل والشعـوذة في العين

--------------------------------------------------------------------------------

أعرف انه هالموضوع ليس هنا مكانه المناسب لكن وضعته للفائدة والحذر ،فارجو نقله بعد الاطلاع عليه ,,,,


المنزل رقم 13 ··وكـر عصابة الدجـل والشعـوذة في العين


المزروعي: الحبس والإبعاد للمتهمين·· وإجراءات صارمة للحد من الظاهرة
شهدت الآونة الأخيرة تزايد عدد جرائم السحر والشعوذة وما يستتبعها من عمليات نصب ودجل واحتيال غالباً ماتقود الى خسارة الضحية لأموال طائلة ويستيقظ على كارثة لا يجدى معها الندم· ورغم تكرار الحوادث المماثلة، وجهود التوعية التى تقوم بها أجهزة الأمن ووسائل الإعلام للتحذير من مخاطر الجري وراء السراب وأوهام لاتخلف إلا حصاداً مراً ·
أما دافع الضحايا الى هذا السقوط المدمر فى شرك الدجالين فيعود كمايراه رجال الأمن وعلماء الدين والاجتماع والطب النفسى الى ضعف الوازع الدينى فالعلاج وتفريج الكربات وزيادة الأموال بيد رب العباد وحده، إضافة الى جشع البعض ورغبته فى تحقيق الثراء السريع·
كما يلجأ بعض الضحايا الى هؤلاء المشعوذين طلباً للترقية أو رضاء رئيسه فى العمل أو التفريق بين زوجين أو الانتقام من خصم، وهي بطبيعة الحال أوهام وأحلام يقظة يعرف هؤلاء الدجالون كيف يصطادون أصحابها والإيقاع بهم والاستيلاء على أموالهم·
وعصابة المشعوذين التي سقطت فى العين لم تخرج عن هذا الإطار وتفننت في خداع عدد من الأشخاص العرب عن طريق إيهامهم بمضاعفة أموالهم، حيث تردد هؤلاء المخدوعون على العصابة في المنزل رقم 13 في منطقة الجيمي بالعين وكانوا يفاجئون الضحية بأصوات يرددها أفراد العصابة ويوهمونهم أن تلك الأصوات صادرة من العالم الآخر وهي في حقيقتها منبعثة من حفرة يتواجد فيها احد أفراد العصابة·
وهكذا كان رجال شرطة العين لهم بالمرصاد وألقت القبض على أفراد العصابة الأربعة ووجهت النيابة لهم تهمة الاحتيال والاستيلاء على أموال الغير بعد أن اعترفوا بجريمتهم وخداعهم للضحايا، وتم الحكم عليهم بالحبس شهرين تمهيدا لإبعادهم عن البلاد·
وفيما يلى تفاصيل هذه القضية المثيرة:
عبد الرحيم عسكر:
ألقت شرطة العين القبض على عصابة للشعوذة والدجل مكونة من أربعة أشخاص بتهمة الاحتيال والاستيلاء على مال الغير·
وأشار العميد سعيد عبيد المزروعي مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي إلى أنه في تاريخ 6/4/2005م، ورد كتاب من السيد مدير التحريات والتحقيق الجنائي بقيادة شرطة منطقة الظاهرة بسلطنة عمان مفاده أن أحد مواطنيها تقدم بشكوى ضد المتهمين الثالث والرابع وشخص سوداني يدعى يوسف يتهمهم بالاستيلاء على أمواله عن بطريق الاحتيال بإيهامه بعملية مضاعفة أمواله وقد اشترط المتهم الرئيس أن يقوم بمضاعفة الأموال له بمدينة العين منطقة من المنزل رقم (13) بمنطقة الجيمي·
على ضوء ذلك تم أخذ الاذن اللازم من النيابة العامة لدخول المنزل المذكور لضبط الموجودين به متلبسين بالجرم المشهود وضبط أي أشياء أو أدوات تستخدم في الجريمة·
في تمام الساعة 5,15 من مساء نفس اليوم 6/4 2005م، التقى المصدر مع الشخصين العمانيين المذكورين الثالث والرابع بالقرب من حديقة السليمي بصفتهما وسطاء حيث اصطحباه معهما إلى المنزل المذكور وبعد برهة من الزمن وعند إعطاء الاشارة المتفق عليها مع المصدر تمت مداهمة المنزل وضبط كل من المتهمين الثالث والرابع وبرفقتهما المصدر بصالة المنزل وبالتوجه إلى احدى غرف المنزل تم ضبط المتهم الأول المدعو ربيع صديق محمد نور سوداني الجنسية عما اذا كان يوجد احد آخر معه؟ فأجاب بالنفي وفي هذه الأثناء سمع صوت لشخص غير معروف مصدره فتم رفع فرشة الغرفة فعثر على المتهم الرابع المدعو موسى احمد عبدالله محمد سوداني الجنسية مختبئاً داخل حفرة بأرضية الغرفة ومغطاة بالسجاد لإيهام الضحايا ممن يرغبون في مضاعفة أموالهم بأن الأصوات المسموعة هي أصوات قادمة من العالم الآخر، كما تم ضبط منشار وسكين ايضاً بغرفة النوم ومبالغ مالية من عملة الدولار الأميركي· وقام المتهمان الأول والثاني أعلاه باعادة تمثيل كيفية تضليل وإيهام الضحايا بمضاعفة الأموال وتم تصويرهما فوتوغرافياً وبواسطة كاميرا فيديو عند اعادتهما لتمثيل الواقعة وتم جلب المذكورين أعلاه والمضبوطات إلى فرع التحريات العين·
التحقيق
بالتحقيق مع المتهم الأول أعلاه اعترف بواقعة ضبطه داخل منزله بمنطقة الجيمي العين أثناء قيامه بالتحضير لمضاعفة الأموال حيث حضر اليه شخصان بواسطة المتهمين الثالث والرابع يرغبان في مضاعفة أموالهما· وأضاف أن كلاً من المتهم الثالث والرابع أشتركا معه حيث اتفقا معه منذ حوالي أسبوع على أن يحضرا له أحد الأشخاص من سلطنة عمان يرغب في مضاعفة أمواله ومن ثم يستولون على مبلغ خمسة وسبعين ألف دولار اميركي من الضحية فوافقهما على ذلك وطلب من المتهم الثاني أعلاه أن يشترك معهم في العملية فوافقه على ذلك وذهب إلى السوق وقام بشراء صندوق معدني ووضع بداخله وسادتين وقام بوضع الدولارات المضبوطة فوق الوسادتين بداخل الصندوق لتظهر وكأنها مملوءة بالدولارات وقام بحفر حفرة بداخل الغرفة لكي يختبئ فيها المتهم الثاني أعلاه·
وفي يوم واقعة ضبطهم وعندما حضر المتهمان الثالث والرابع والشخصان اللذان معهما كانا يرغبان في مضاعفة أموالهما طلب المتهم الأول من المتهم الثاني أعلاه الاختباء بالحفرة الموجودة بأرضية الغرفة وقام بتغطيته بالسجادة وعند مداهمة منزله من قبل أفراد التحريات تم ضبطه كما ضبط المتهم الثاني أعلاه مختبئاً بالحفرة الموجودة بأرضية الغرفة والمغطاة بالسجاد· وأضاف المتهم الأول أن المبالغ المضبوطة بحوزته وقدرها (8054) دولاراً أميركياً تعود اليه وقد أحضرها معه من بلاده وأفاد بأن هذه هي المرة الأولى التي يمارس فيها هذا النشاط داخل الدولة وأنه تعرف إلى الثالث والرابع عن طريق شخص آخر يدعى (ف) لا يعرف بقية اسمه ولا يستطيع الدلالة عليه فقط يعرف بأنه يقيم بولاية البريمي، ونفى ممارسته لهذا النشاط بولاية البريمي إلا أنه اعترف بأنه كان يمارس نشاط العلاج بالقرآن والرقيا·
بالتحقيق مع المتهم الثاني أعلاه اعترف بواقعة ضبطه وأفاد تفصيلاً بأنه كان مختبئاً داخل حفرة بالغرفة التي كان المتهم الأول يقوم بإتمام عملية النصب والاحتيال بها بمنزل الأخير، وأضاف أن المتهم الأول طلب منه أن يشترك معه في عملية الاحتيال بأن يقوم بالاختباء داخل الحفرة الموجودة بأرضية الغرفة وعندما يتكلم المتهم الأول يقوم هو بالرد عليه ووعده الأول بإعطائه مبلغ (300) درهم مقابل القيام بهذا الدور كما واعترف بالعمل لدى غير الكفيل·
بالتحقيق مع الثالث أفاد بأنه تعرف إلى المتهم الأول أعلاه منذ حوالى أسبوع بولاية البريمي وأخبره بقدرته على مضاعفة الأموال وطلب منه البحث عن أشخاص يرغبون في مضاعفة أموالهم وقبل ثلاثة أيام من تاريخ القبض عليه حضر إلى منزل المتهم الأول بمنطقة الجيمي خريس برفقة المتهم الرابع بمدينة العين ومعهما شخص يرغب في مضاعفة أمواله وكان ذلك الشخص الذي يرغب في مضاعفة أمواله يود أن يطمئن على صحة العملية ومعرفة مدى قدرة المتهم الأول على مضاعفة الأموال فأخذهما المتهم الأول إلى غرفة خالية بمنزله وكان بداخلها كرتون فارغ وخالٍ من أي شيء ثم قام برش بعض العطور على الكرتون وطلب منهم الخروج من الغرفة وخرج هو أيضاً معهم وأقفل الغرفة بالمفتاح وطلب منهم الانتظار بالخارج·
وبعد مضي حوالى عشر دقائق قام بفتح الغرفة وطلب منهم الدخول ولدى دخولهم شاهدوا الكرتون مملوءاً بالدولارات الأميركية وبعد أن أقنعهم المتهم الأول بجدوى العملية طلب منهم المتهم الأول أن يحضروا معهم مبلغ خمسة وسبعين الف دولار اميركي ليقوم بمضاعفته لهم إلى ثلاثة ملايين دولار أميركي ثم يأخذون المبلغ الذي تم مضاعفته إلى البريمي لاقتسامه فيما بينهم بالتساوي وفي يوم واقعة القبض عليه حضر برفقة المتهم الرابع والشخص الذي كان يرغب في مضاعفة أمواله إلى منزل المتهم الأول أعلاه بمنطقة الجيمي وفي أثناء قيام المتهم الأول بالتحضير لمضاعفة الأموال فوجئوا بأفراد تحريات العين تداهم المنزل وتلقي القبض عليهم·
وتم اتخاذ العقوبات اللازمة تجاه المتهمين الأربعة وإبعادهم عن البلاد·
وأكد المزروعي أن هناك آثاراً اجتماعية على المجتمع من جراء هذا التصرف مشيراً إلى أن هناك العديد من الحيل والطرق التي يلجأ اليها أفراد هذه العصابات لاقناع بعض الفئات التي لا تتمتع بوعي كافٍ لممارسة الشعوذة عليه·
وأضاف المزروعي أن هناك اجراءات صارمة تقوم بها الجهات الأمنية للحد من هذه الجرائم ومحاصرة مرتكبيها وحماية المجتمع منها·
وأفاد بأن الجناة في مثل هذه القضايا يتمتعون بوعي وذكاء ومراحل من الخبرة بحيث ينتقلون من دولة إلى أخرى للإيقاع بفرائسهم، مضيفاً إلى أن التنسيق بين الدولة والدول الأخرى المجاورة بتبادل المعلومات يسهل بشكل كبير في الوصول إلى هؤلاء المشعوذين وإحالتهم إلى القضاء لنيل عقابهم·
مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة والربط الالكتروني بين جميع إمارات الدولة والدول المجاورة ساهم بشكل كبير للوصول إلى هؤلاء المشعوذين من خلال تمرير المعلومات ومتابعة الحدث أولاً بأول وضبطه·
وقال المقدم محمد غدير الكتبي مدير مديرية شرطة العاصمة: بلغ عدد اجمالي جرائم الشعوذة 11 قضية على مستوى شرطة العاصمة وعشرة قضايا على مستوى مدينة العين لعام 2004 و·2005
وأضاف الكتبي تتم عملية الشعوذة باستدراج الأشخاص ممن يريدون مضاعفة أموالهم باستخدام الحيل والخرافات والأساليب البدائية المختلفة لإقناع الأشخاص الذين لا يتمتعون بوعي كافٍ بمضاعفة أموالهم والحصول منهم على أموال طائلة·
وأشار الكتبي إلى أهمية تعاون الجمهور مع رجال الأمن للقضاء على خلايا الشعوذة بأسرع وقت وعدم التراجع بالإبلاغ·
مضيفاً أن للإعلام دوراً كبيراً في توعية الناس من مخاطر المشعوذين·
المشعوذون خارجون عن الملة ·· واستخدام حيل السحر والدجل بهتان وافتراء
عبد الحي محمد:
استطلعت ''الاتحاد'' رأي علماء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قضية الشعوذة التي يمارسها بعض الدجالين، فاتفقوا على أنهم (المشعوذون) خارجون عن الملة ويمارسون حيلا يخدعون بها ضعاف الإيمان والعلم والمعرفة·
وأشاد سعادة الدكتور محمد جمعة سالم وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالجهود الكبيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنية في القبض على عصابة المشعوذين في العين مؤكدا على أخطار تلك العصابة في خداع البسطاء والتغرير بهم·
وأكد سعادته أن الوزارة بعلمائها الأفاضل تكثف من جهودها التوعوية عن طريق المحاضرات والخطب الأسبوعية واللقاءات الجماهيرية للتعريف بظاهرة الشعوذة والدجل الدخيلة والخطيرة على المجتمع والحكم الشرعي تجاهها وتجاه ممارسيها ومن المهم أن تتكاتف جميع الأجهزة المعنية خاصة الإعلامية والتربوية والدينية لمحاصرة تلك الظاهرة التي تنشأ بسبب ضعف الإيمان والمعرفة لدى بعض الناس الذين يعانون من مشكلات حياتية أو مادية ولابد أن يكون هناك جهد توعوي مكثف ومستمر ودؤوب·
ويؤكد فضيلة الشيخ صديق محمد المنصوري كبير الوعاظ في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في أبوظبي على أن المشعوذين والدجالين مخادعون حيث يمتلكون أساليب غريبة في التمويه والإغراء منها الاستعانة بالجن واستراق السمع يخدعون بها ضعاف النفوس وبلاشك فإنهم على باطل لا محالة ومآلهم إلى الكفر والنار·
وشدد على أن أعمال الشعوذة والسحر من السبع الموبقات التي تؤدي بمرتكبها إلى النار كما أن أعمال الشعوذة والدجل فتنة وابتلاء لبعض الناس، وقد كان اليهود هم أول من استخدم حيل السحر والشعوذة، وعلى الرغم من أن تلك الظاهرة قديمة إلا أنها عرفت بشكل كبير أيام عهد سليمان عليه السلام وقد وردت آيات كثيرة تؤكد وجود السحر منها قول الله تعالى: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)·
ويشير فضيلته إلى أن بعض السحرة والمشعوذين يوهمون بعض الناس الجهلة بأنهم يمتلكون أشياء خارقة عن العادة وبعضهم يوهمونهم بأنهم يمتلكون معجزات من الله تشفيهم من مرض أو تزيد من أموالهم وسلطانهم أو يزوجونهم ، ويتناسى هؤلاء المخدوعون أن المعجزة مرتبطة بالأنبياء أما هؤلاء المشعوذون فإنهم أناس لا حول لهم ولا قوة وهم خارجون عن ملة التوحيد وكل من يفعل فعلهم فهو كافر بالله ولابد أن تتخذ الجهات الرسمية ضدهم الإجراءات الرادعة·
ويقول الشيخ صديق المنصوري إن الحديث النبوي في حكم المشعوذين واضح وضوح الشمس حيث قال صلى الله عليه وسلم: ''من أتى عرافا أو كاهنا فسأله عن شيء فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد، فإن لم يصدقه لا تقبل صلاته أربعين صباحا'' أو كما قال صلى الله عليه وسلم·
ويؤكد فضيلة الشيخ محمد محمد شريف الواعظ الأول بوزارة الأوقاف في أبوظبي أن ظاهرة لجوء أفراد من المجتمع إلى الدجالين والسحرة والمشعوذين ناتجة عن ابتعادهم عن الله وطريق الإسلام في المقام الأول والأخير، ولو وجد الإيمان الصحيح فسوف تختفي كل تلك الظواهر المؤسفة· ويوضح أن تلك الظاهرة ليست قليلة مشيرا إلى أن الوعاظ بالوزارة يتلقون استفسارات كثيرة عبر التليفونات والرسائل المكتوبة حول شرعية الذهاب إلى هؤلاء المشعوذين ونحن كعلماء ننهيهم عن الذهاب إليهم لحل مشكلاتهم أو شفائهم من الأمراض لأن هؤلاء المشعوذين ليس بيدهم شيء يقدمونه لهؤلاء المخدوعين وهذا معلوم لكل الناس·
ويرى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الزامل رئيس قسم الوعظ والإرشاد بمكتب وزارة الأوقاف في العين أن ظاهرة الشعوذة والدجل منتشرة في المجتمعات بما فيها مجتمع الإمارات منذ قديم الزمان وهى ظاهرة ليست خاصة بعصرنا، وفي الغالب فإن تلك الظاهرة تتوطن وتترعرع عند ضعاف الإيمان والجهلة من الناس العوام ، وحكم الإسلام في الشعوذة أنها حرام وتؤدي بصاحبها الذي يعمل بها وتُعمل له إذا اعتقد بها إلى الكفر والخروج من الملة لأن الذي يمارس الشعوذة أو تمارس عليه يكون لديه شك كبير في عقيدته ولا يؤمن بأن الله هو النافع والضار·
ويوضح أن المشعوذين يدخلون لضعاف الإيمان من مدخل الدين وأحيانا يوهمونهم بأنهم يمارسون شعوذتهم انطلاقا من أسس دينية وينخدع بهم المترددون عليهم خاصة عندما يعلمون أن لدى المشعوذين بعض المعرفة بآيات القرآن أو الأحاديث أو أحكام الرقية الشرعية كما أن تلك الظاهرة تنتشر أيضا بسبب الطمع المادي عند بعض الناس الذين يسعون للثراء السريع·
ويضيف: الظاهرة موجودة ولا نستطيع إخفاءها أو التقليل من خطرها ونتلقى أسئلة كثيرة من الناس الراغبين في الحصول على فتاوى دينية حول حكم الشعوذة وهل من يمارسها على حق أم على باطل؟ ونحن في الغالب نؤكد لهم أن الشعوذة لا أساس لها في الدين لأن دين الإسلام جاء ليحرر العقول من الجهل والخرافة وبلاشك فإن كافة أعمال الشعوذة لا تعمل العقل أو الفكر·
ويوضح أن تلك الظاهرة المتنامية تحتاج إلى تضافر جميع جهود المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للقضاء عليها وهنا فإن دور الأجهزة الإعلامية والدينية مطلوب للغاية لتوعية الناس عبر تحقيقات وأخبار الصحف وكذلك عبر المحاضرات والدروس الدينية بخطورة تلك الظاهرة ولتقوية الوازع الديني عند الناس وتصحيح العقيدة ونشر العلم الصحيح وهنا لابد من التأكيد على خطورة تلك الظاهرة على عقيدة المسلم·
ويذكر الدكتور الزامل أن تلك الظاهرة تتواجد في القرى والنجوع والمناطق النائية مقارنة بالحضر والمدن والسبب في ذلك أن المشعوذين يتجهون للأماكن البعيدة عن نور العلم والمعرفة ويحبون أن يعملوا في الخفاء وبعيدا عن أعين الرقابة الأمنية لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم على خطأ ولو كانوا على صواب لعملوا في العلن·
أما الشيخ طالب محمد الشحي الواعظ بوزارة الأوقاف فيرجع وجود ظاهرة الدجل والشعوذة إلى قلة الوازع الديني وضحالة العلم الشرعي وعدم معرفة المتردد على المشعوذ بأحكام الرقية الشرعية كما أن هناك أمراضا كثيرة نفسية وعضوية تنتشر بيننا وبعض الناس يعتقدون أن تلك الأمراض مستعصية على الأطباء ويريدون العلاج الشافي ويغضون الطرف عن المعالج حتى لو كان مشعوذا·
وأوضح أن المشعوذين يظهرون للمترددين عليهم ويوهمونهم بأنهم يتمسكون بالدين وشعائره حيث أن بعض المشعوذين يطالبون المترددين عليهم ألا يدخلوا عليهم إلا إذا كانوا متوضئين مثلاً، كما أن هؤلاء المخدوعين يصدقون المشعوذين عندما يخبرونهم ببعض المعلومات عن حياتهم وأحوالهم وهكذا تستسلم الفريسة بسهولة·
ويؤكد الشيخ طالب الشحي أن السحر موجود ومعروف والمشعوذ باستعانته بالجن والشياطين يمكن أن يسحر المتردد عليه حتى يستسلم إلا إذا كان متحصنا بالرقية الشرعية، والعلاج هنا يكون بالرقية الشرعية بالقرآن الكريم والأدعية النبوية وإبطال فعل المشعوذ وحرقه إن وجد·
ويوضح أن الشرع الحكيم وضع للرقية أحكاما وضوابط أبرزها أن تكون بأسماء الله وصفاته جل وعلا وأن تكون باللغة العربية أو ما يعرف معناه إن كان بغير اللغة العربية وأن يعتقد الراقي والمرقي أن هذه الرقية سبب من الأسباب، ونفع الأسباب إنما هو بإذن الله، قد تنفع وقد لا تنفع بإذن الله كما حدد الشرع للراقي شروطا أبرزها أن يكون مخلصا لله جل وعلا وأن يكون ذا علم وأن يكون يقصد النفع كذلك لابد أن يكون معلقا المرقي بالله وليس بنفسه وأن يكون ذا خشوع وخضوع وإخبات لله وألا يتعاظم ويعظم نفسه·