251
جايلك يوم ، حغسل فيه عاري يابنت سلمى.
...............
الشيخ أدم والمقدس أرمنيوس يجلسون في مضيفة جعفر، يقلبون
في صفحات حال بلدة بلا ملامح، يحتارون مَنْ فيها أضاع الآخر
هل الزمن أضاعهم ، أم هم من أضاعوا الزمان، بلدة تلطخت بالدم
وأمست على الصراخ والعويل.
_ تفتكر يامقدس جعفر عاوزنا ليه؟
_ علمي علمك.
_ أوعى يامقدس ترتعش وركبك
تخبط في بعضها جنبي، حتربكني
وتخليني معرفش أتكلم.
يدخل هارون يتبادل معهم التحية والترحيب بشكل لم يتعودا عليه
أدهشهم ووضعهم في حيرة ، تََبِعَهُ اللزي وهو يرحب بهم بأدب
بغير عادته وغلظته معهم، كانت المفاجآة الكبرى في ترحيب جعفر
وعزم عليهم بالغداء فشكروه فأمر لهم بالشاي والفاكهة، الشيخ
أدم والمقدس في حالة ذهول غير عادي.
الشيخ ادم للمقدس
_ أيه الكرم واللغه الجديدة دي يامقدس.
ارمنيوس
_ أنا ماعدتش فاهم حاجه ولا مستوعب
253
اللي بيحصل.
هارون شعر بما يدور بينهم.
_ احنا جبناك ياشيخ أدم علشان
نفتحوا صفحة جديدة مع بعض
الشيخ أدم
_ هو فيه بينا صفحه قديمه
علشان نفتحوا صفحة جديدة .
هارون
_ أقصد أقول، اديك شايف حال
البلد وقتيل كل يوم.
ارمنيوس
_ هو احنا قتلنا حد.
هارون
_ انتوا ماقتلتوش ، لكن حسن قتل
وحسن قتل علشانكم.
الشيخ أدم أدرك أنهم يستخدموه هو وارمنيوس كوبري للوصول
لحسن، فكر أن يستغل الموقف جيداً وأنه الآن في مركز قوة
صنعها لهم حسن .
_ انتوا كمان حرقتوا دار الحمداني
وقتلتوه وقتلتوا سديري وبهدلتوا
بنت الحمداني وخليتوا أخوها مطرود
في الجبل.
254
جعفر
_ علشان كده بعتنا ليكم نصفي كل
المشاكل ديه.
الشيخ أدم
_ وأنت شايف نصفيها إزاي ؟
جعفر
_ أنا حعوض كل أهل قتيل اتقتل
من عندنا وحعوض حمدان بدار
بدل داره اللي اتحرقت، أيه رأيكم
في الكلام ده.
الشيخ أدم
_ لو كان الكلام ده بنية صافية يبقى
خير ولو كان بنية وحشه بحذركم
منها ، حتخسروا أكتر ماخسرتوا
لو بتدبروا حاجه وحشه.
هارون
_ لا سامح الله، نيتنا خير .
جعفر
_ وعلشان اثبت أن نيتنا خير
يلتفت للمقدس أرمنيوس .
_ أنا متنازل عن الحكم بتاع دارك
أنت المفروض بعد شهر كنت
255
حتفضي الدار وتمشي من البلد
خلاص ياسيدي ، دارك ملكك
ومحدش حيقرب منك.
الشيخ ادم
_ أنا مش مصدق اللي بيحصل ده.
هارون
_ لا صدق ، وكمان حسن يقدر
ينزل يعيش وسطينا زي ماهو
عاوز.
الشيخ أدم ساخراً
_ أيه ده ، متكنش الدنيا مطرت فجأة
عليكم رحمه وشهامه ورجوله.
جعفر
_ علشان كده بعتنا ليكم، تروحوا
لحسن وتبلغوه أننا حندفع دية
اللي اتقتل من عندنا ونبني دار
لحمدان وكمان نجيب القاضي
ويعيد محاكمته وياخد براءة
أرمنيوس
_ وأيه المطلوب من حسن قدام
ده كله.
256
هارون
_مش عاوزين من حسن غير
أنه يرجع ورق الحيازة.
الشيخ فكر في الأمر وحدث نفسه.
_ هم بيساموا على ورق الحيازه
وأكيد بعد مايمسكوا الورق
ممكن يغدروا بحسن ، تعمل أيه
يا أدم ؟، تعمل أيه؟ حوافق على
كلامهم أكيد حسن عامل حسابه
وكمان عارف أنهم حيساوموه
علشان كده ، ساب الورق أمانه
عندي.
يلتفت إليهم الشيخ أدم .
_ كلامكم معقول. حاخد المقدس دلوقت
وحنطلع لحسن ، وحشوف رده
أيه علي الكلام وليه طلبات يقولها.
هارون
_ واحنا حنستنى الرد.
257
27_ المساومة
حسن لديه خبرة كبيرة في ترتيب حقائبه ووضع الأشياء فيها بعناية
يرى الحقيقة المختفية خلف أسوار الظُلم والإستعباد،هو ينظر للأيام
ككتاب يجب أن يتصفحه في هدوء وروية، يدرك أن الفاشل هو من يتصفح الكتاب بغضب أو تسرع، أو نجاسة، كتاب الحياة حتى تتصفحه
تحتاج لطهارة في القلب والروح، يجلس حسن ومرسال وحمدان خارج
الخيمة .
حمدان
_ الأيام عماله تقلب فينا وتعدل
ومش عارفين واخدانا على فينا؟
_ مفيش قدامنا غير الصبر ياحمدان
والفرج حيجي ماتقلقش.
مرسال
_ مات أبويه وأمي وعم حمداني وليله
ومنازع ياتُرى الدور على مين فينا
حمدان
_ ماعادتش تفرق يامرسال.
حسن شعر بالهم والإحباط يعتريهم وأراد أن يخفف عنهم.
_ قوموا نتمشوا شوية، نوصلوا لحد
السيف ونبصوا على البلد من هناك
258
مرسال
_ أنت اتجنيت ياحسن ، أنت عاوز
تخلص مننا.
_ بينا بلاش كسل واطمنوا ماحدش
حيفكر يهجم علينا دلوقت.
حمدان
_ وأيه مخليك مطمن كده ؟
حسن
_ حتعرف كل حاجه قريب
بينا على السيف.
نزل ثلاثتهم من أعلى الدرب الجبلي ،وصلوا أسفل الجبل ، ثم صعدوا
الهضبة العالية التي ينحدر منها كُثبان رملي على شكل السيف، نزلوا
من أعلى الرمال وهم يضحكون، فجأة توقفوا عن اللهو فقد لمحوا من
بعيد أن هناك من هو قادم، اختبئوا خلف الكُثيب الرملي وهم يراقبون
خطوات القادمين، حتى بدأ يتسرب لهم الإطمئنان.
حسن
_ دول الشيخ أدم ومعاه المقدس.
حمدان
_ غريبة ، جايين من غير خوف وفي
العصرية كمان، واضح أنهم جايين
من البلد علينا على طول.
حسن ينظر لهم وهو يبتسم.
259
مرسال
_ حسن فاهم حاجه ومش عاوز
يقول لنا.
حسن
_ دلوقت تعرفوا كل حاجه.
وقف حسن ينتظرهم حتى أن المقدس ارمنيوس لمح ثلاثتهم
..............
ارمنيوس
_ حسن اهو .
الشيخ أدم
_أيه معقول لحقنا نوصل.
_ هو واقف عند السيف ، وفر علينا
طلوع الكوله والدرب .
_ زي مايكون مستنينا
وصل ارمنيوس بصحبة الشيخ أدم سيف الرمال وتبادلوا التحية
والترحيب مع حسن وحمدان ومرسال وقدما واجب العزاء في وفاة
ليلة لحمدان وجلسوا جميعاً في دائرة على الرمال، قص حسن ماحدث
من جعفر منذ أن أرسل في طلبهم حتى خروجهم من عنده.
االشيخ أدم
_يعني بإختصار بيساوموك على الحيازة
براءتك ورجوع حمدان ورجوعكم البلد
وحيبنوا دار لحمدان،ويدفعوا دية اللي
260
اتقتلوا من رجال اللزي ، علشان يهدوا
عائلاتهم ناحيتك ومايتعرضوش ليك
حسن
_ كنت عارف أنهم حيساوموني يامولانا
وعارف كل اللي قولته.أنا حرجع الحيازة
بالشروط اللي حقولك عليها.
ارمنيوس
_ قول طلباتك ياحسن واحنا نبلغهم ردك.
حسن
_ بيت لحمدان زي ماقالوا،وكمان براءتي
زي ماقالوا ولكن أنا حضيف شرطين
عليهم ، لو وافقوا عليهم، أنا حرجعلهم
الحيازة.
الشيخ أدم
_ قول شروطك دي من حقك.
حسن
_القصاص في القتل بدل الديه يامولانا
ارمنيوس
_ إزاي ياحسن ، مش فاهم قصدك بالقصاص.
حسن
_ تار اللي اتقتلوا من رجال اللزي معايه
ومعرفهمش واتقتلوا بسبب اللزي
261
الشيخ أدم
_ تمام كلامك، لكن القصاص حيتم إزاي.
_أنا قتلت رجال اللزي واللزي حرق دار
الحمداني وقتله وقتل بنته وقتل منازع
وقتل سديري وكسر دراع منقريوس
أنا ححطب مع اللزي تحطيب موت
ياقتلني ويبقى هو إقتص مني لرجاله
وبكده يرتاح أهل القتيل يا أقتله أنا وأخد
بتار كل اللي ماتوا.
الشيخ أدم
_ أيه اللي بتقوله ياحسن عاوز تحطب
مع هذا الثور الهائج.
ارمنيوس
_ الشيخ أدم معاه حق، اللزي قوي يابني
مفيش حد في بر ساقلته قدر عليه.
حسن
_ ده أول شرط مني ياعمي.
الشيخ أدم
_ حيوافقوا عليه ويفرحوا كمان
حسن
_ الشرط التاني، اتجوز لواحظ اللي
عمالين يلطخوا في شرفها
262
الشيخ أدم
_ يادي لواحظ ، مابلاش الشرط ده.
حسن
_ الشرط ده أهمهم أرد بيه كرامة لواحظ
وماأضمنش أبوها يعمل فيها أيه لما يطمن على
ورق الحيازه، ممكن يدفنها بالحيا علشان ينتقم
منها ومني.
ارمنيوس
_ خلاص حنقولهم شروطك
حسن
_ لو وافقوا عليها ، يجي القاضي
اللي حكم عليه الجامع الجمعة
اللي جايه، يسمع شهادة أهل البلد
بعد صلاة الجمعة، وبعد مايحكم
بالبراءة نطلعوا على الوسعايه
اللي حطب فيها اللزي مع سديري.
الشيخ أدم
_ حنرجع دلوقتي نقولهم شروطك
بينا يامقدس.
يعود المقدس للبلدة بصحبة الشيخ أدم وحسن ينظر لمرسال وحمدان
حسن
_ أيه رأيكم في غدوة لحمة وويكا وملوخيه.
263
مرسال
_ أنت حتتمقيط علينا .
حسن يبتسم
_ روح هاتلي السمراء واركب فرسك
وحمدان يركب فرسه ، حنطلعوا
على معتصم نتغدوا معاه.
مرسال بفرحه
_ ربنا يخليك ياحسن ، حناكلوا تاني
ونهبروا في اللحمه.
.................
264
28_ مائدة الأرض
الحياة كتاب صفحاته ممتده وسطوره لا تنتهي حتى يشاء الله، تمسكوا
بالحلم ولا تجعلوه كومة من كوابيس تتعثر فيها أقدامكم، ووصل حسن وحمدان بخيولهم بلدة الكتكاتة حيث يقيم الشريف معتصم، استقبل حسن
بكرم لم يتوقعه حسن وذبح عجلاً تحت قدمية، قدم لهم مائدة من خيرات
الأرض فاقت ماقدمه جعفر لهم،لم يشعروا بغربة هناك، يتحسسون بعض الطمآنينة، عقد جلسه مغلقة مع حسن في مضيفته الكبيرة ، الواسعه
وأمر رجاله بأخذ حمدان ومرسال والتجول في حديقته خارج قصره
_ شرفت الكتكاته ياحسن.
_ الشرف ليه يامعتصم وأشكرك
على كرم الضيافة.
_ أنت بقيت اخوي ياحسن مالوش
لازمه الكلام ده ، خلينا في المهم.
أنت عملت أيه مع جعفر.
_ جعفر بعتلي قبل ما أجيلك الشيخ
أدم والمقدس أرمنيوس،وبيساومني
على الحيازه، بيقول انه حيدفع دية
اللي اتقتلوا من رجال اللزي وحيعيد
المحاكمة بتاعتي ، علشان يتلغي
حكم الإعدام، وحيبني دار لحمدان
_ممكن يكونوا بيدبروا حاجه ياحسن
265
_ عارف مكرهم ولكن ماتقلقش.
_ يعني أنت وافقت على كلامهم
_ لا طبعاً ، رفضت دفع الدية
وطلبت القصاص منى أو القصاص
من اللزي لقتل الحمداني وسديري
ومنازع وليله .
_ مش فاهم ياحسن؟
_ أنا طلبت تحطيب موت مع اللزي
يايقتلني وياخد بتار اللي اتقتل من
رجالته يااقتله وأخد بتار اللي قتلهم
_ ليه الشرط ده ياحسن، اللزي قوي
ويمكن أقوى واحد في التحطيب في
مديرية جرجا كلها، كنت وافقت انهم يدفعوا
الديه.
_ ماينفعش يامعتصم، اللزي أكبر شيطان
وعاوز أخد بتار اللي قتلهم واتشفى فيه
_ طيب ده كان شرطك ولا فيه شروط
تاني.
_ فيه شرط زواجي من لواحظ.
_ معتصم يضحك.
_ بتضحك ليه.
_ أصلها تبقى في بُق معتصم وتقسم
266
لحسن ، كنت ناوي أخطبها، مبروك
عليك لواحظ ، أيه اللي مطلوب مني
أنت لازم تيجي علشان حاجتين
تبقى واقف جنبي وشاهد وحكم
علشان ماأضمنهمش والحاجه التانيه
علشان تاخد ورق الأرض ده حقك.
_ ماتقلقش ياحسن ، حاجي بكل رجالتي
عاوزني امتى؟
_ يوم الجمعه ، نصلي مع بعض الجمعة
في مسجد الحاجر والقاضي حيجي هناك
يعيد المحاكمة، وتحضر طبعاً التحطيب
وبعد مانخلصوا تاخد ورق الحيازه.
_ إسمعني ياحسن ، أنا كمان محتاجك
أنا مارحتش أخد أرض جعفر ، علشان
أنا غاوي أرض، أنا قطعت الطريق على
سنجق جرجا العثماني ، اللي بيتوحش
في المديرية زي الغول، أنا عاوز أوقفه
عند حده، وحدخل معركة معاه.
_ وأنا معاك يامعتصم، على الأقل أخد
تار أبويه منه ومن جنودهم.
_ يبقى خلي ورق الأرض معاك
لو إنتصرنا عليهم، حلال عليك كل
267
الأرض.
_ أنت بتقول أيه ؟
_ ماتقلقش لو انتصرنا عليهم، حاخد
اد الأرض دي أربع مرات، نواحي
ساقلته وولاد طوق والعواميه وعرب
بني واصل والفراسية والصوامعة
الخير كتير، والأرض دي تبقى
نصيبك من الإنتصار، إتفقنا.
يضع حسن يده في يد معتصم ويحتضنه ، ويستأذن في الإنصراف ومعتصم لم ينسى أن يحملهم بأقفاص الفاكهة ومؤن للطعام من لحوم
ودقيق وسمن.
...............
الإنسانية شرف ومن ينتهك هذا العِرْضْ، هومجرم، فمن يفقدها خرج
من تصنيف الإنسانية، يالها من إحصائية صعبة لو أحصينا مجرمي
الإنسانية وصنفناهم حسب المراتب التي يستحقونها، فمن يقتل الإنسانية ، يقتل معها الخير والقيم ، يقتل الجمال ويزرع كل المتناقضات
التي لا تتماشي مع الطبيعة الإنسانية، جعفر يجلس بصحبة اللزي
وهارون في المضيفة ينتظرون رد حسن على عرضهم.
جعفر
_ تفتكروا حيوافق على العرض.
268
هارون
_ وهو حيلاقي أحسن من كده أيه؟
جعفر
_ نمسك بس ورق الحيازه ونسلموه
لمعتصم ويحلها حلال بعد كده.
يدخل مهران
_ الشيخ أدم والمقدس بره.
هارون
_ خليهم يدخلوا.
اللزي
_ حنشوف بسلامته وافق ولا لا.
دخل المقدس ارمنيوس وهو ممسك بيد الشيخ أدم ، تبادلا معهم التحية
وأجلس الشيخ أدم وجلس بجانبه.
الشيخ أدم
_ أنا مش حطول عليكم علشان ألحق
صلاة العشا، إسمع ياجعفر، عرضنا
على حسن كل اللي قولتوه، وافق على
حاجتين ورفض حاجة وضاف بدالها حاجه
وضاف كمان حاجه من عنده.
هارون
_ فهمنا واحده واحده يامولانا.
269
الشيخ أدم
_ حسن وافق تتعاد محاكمته ووافق
يتبني بيت لحمدان بدل اللي إتحرق
ولكن ماوافقش أنك تدفع الديه.
جعفر
_ ماوافقش ليه ؟ دنا اللي حدفع مش هو.
الشيخ أدم
_ حسن طلب القصاص لقتل رجال اللزي
والقصاص لقتل الحمداني وسديري ومنازع
وكسر ايد منقريوس وقتل ليله.
هارون
_ يعني أيه هو حيقدم نفسه قصاص لقتل
رجالة اللزي.
ارمنيوس
_ أيوه حيقدم نفسه وزي ماهو يقدم نفسه
للقصاص ، اللزي كمان يقدم نفسه.
جعفر
_ ومين بقى اللي حيقتص منهم لو اللزي
قدم نفسه.
الشيخ أدم
_ حسن طلب تحطيب موت مع اللزي
270
عند الوسعايه ، لو اللزي قتل حسن
يبقى أخد تار رجالته، ولو حسن قتل
اللزي ، يبقى حسن أخد بتار اللي اتقتلوا
اللزي ضحك بصوت عالي .
_ انت بتقول لو هو قتل اللزي ، هو مفكر
نفسه يقدر يغلبني ويقتلني.
جعفر يلتفت إلي اللزي
_ إستنى انت يالزي ، يعني أنت موافق
على التحطيب ده.
اللزي
_ دنا مستنيه من زمان يقع قدامي
موافق وحجيب موافقة أهل رجالتي
جعفر
_ خلاص كده وافقنا على التحطيب
فيه حاجه تاني.
الشيخ أدم
_ آه فيه ، حسن طالب كمان يتجوز
لواحظ وبيقول علشان أرد ليها إعتبارها
جعفر يقف غاضباً
_ لا مش موافق على كده ونجوم
السما أقرب ليه أنه يكون جوز بنتي.
هارون يهمس في أذن جعفر.
271
_ يابيه أحنا مش متفقين إننا نتعامل بعقل.
_ ودي فيها عقل ياهارون.
_ ياجعفر بيه ، الولد مش كد اللزي
واللزي حيخلص عليه في دقيقتين
أنت شُفت جسمه كد أيه ، اللزي لو
مسكه يعصره في أيده، ولو هو قتل
اللزي وده مش حيحصل، أنا حطخه
بطلقة بارود ونرتاح منه ، قول موافق
للشيخ أدم.
_ قولهم أنت مش حتطلع من على لساني
هارون للشيخ أدم
_ وافقنا على كل اللي اتقال ياشيخ أدم
حنفذوا الإتفاق إزاي.
ارمنيوس
_ حسن قال ، لو وافقوا موعدنا الجمعه
اللي جايه ، تجيبوا القاضي في الجامع
اللي حكم على حسن وبعد صلاة الجمعة
تتعاد المحاكمة وبعد مانخلصوا من المحاكمة
نطلعوا على الوسعايه وهناك حيحطب مع اللزي.
جعفر
_ ماشي يامقدس.
272
29_ شهادة الحق
_ يوم غير عادي في الحاجر،إزدحم المصلين داخل المسجد وخارجه
بشكل لم تتعوده الحاجر في تاريخها، مئات المصلين حتى مايحيط بالمنزل إزدحم بالمصلين ، داخل المسجد في الصف الأمامي جعفر وبجواره
القاضي وهارون واللزي ورجالهم تُحيط بهم من يمين الصف الأول حتى يساره، يليهم في الصف الثاني معتصم ورجاله وخلفهم حسن وحمدان
ومرسال والباقي من أهل البلدة، إنتهى المؤذن من الأذان الثاني ، أذان
الخطبة وصعد الشيخ أدم درجات سُلم المنبر حتى وقف في منتصفه.
بدأ الشيخ أدم ، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام،وأمتن علينا بالأيمان
وأمرنا بأداء شهادة الحق ونهانا عن الكتمان، موضوع خطبة اليوم
هو عن شهادة الحق واسترسل يقول،شرع الإسلام الشهادة في بعض
الأمور، لتوضيح الحق وكشف المستورووعد على إقامتها أعظم الأجور
وبدأ يشرح لهم أهمية الشهادة وإسترشد بأيات من الكتاب والسنة
وكيف أن الله نهى عن شهادة الزور، خطبة قوية للشيخ أدم خلبت
العقول وألهبت أهل القرية الحماس لقول كلمة الحق والوقوف بجوار
الحق وضرورة مقاومة الظلم ، أثر الخطبة عظيم على وجوه المصلين
وبدأ يختم بقوله أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وقام بالدعاء
ثم إقامة الصلاة، إنتهى الجميع من الصلاة وبدت جلسة إعادة محاكمة
حسن على أساس ظهور أدلة جديدة، وجلس حسن أمام القاضي
وعندما طلب الشهود تطوع العشرات من أهل البلدة ،إكتفى القاضي
بإختيار خمسة منهم شهدوا جميعاً بان مهران المتهم حسن بقتله
هو من تهجم على حسن محاولاً قتله واضطر حسن الدفاع
273
عن نفسه فوقع مهران قتيلا وأنهم رأوه وهو يمسك بالسكين ويتهجم
على حسن وعندما سألهم القاضي ليه مدخلوش يشهدوا قبل النطق
بالحكم أجابوا أنهم تم منعهم من الدخول، نظر القاضي إلى جعفر
فأجاب جعفر بأن من منعهم من الدخول أخد جزاؤه ومات واحنا
بنصلح الوضع دلوقت، انتهت المحاكمة ببراءة حسن من تهمة القتل.
274
30_مذاق الدموع
للدموع عندما تنسكب نكهات خاصة،تحتار إلى أي مدى يصل بك مذاقها
في الشجن للدموع مذاق، وفي الحزن والهم طعم آخر يفوق المرارة
تتذوق طعمها شفتيك ، تجدها مالحة بغير طعم الملح، حارقة بلا نار
في الوسعايه حشد ضخم ورهيب من النار ،خرج أهل الحاجر من بيوتهم
نساء ورجال ولم يتبقى فيها أحد ، حتى أهالي البلاد المجاوره التي
كانت تأتيها أخبار حسن واللزي أتوا على الوسعاية، المشهد مُهيب
والصمت يُطبق على الجميع ماعدا شاعر الربابة الذي يمدح اللزي
في مقدمة الحضور جعفر وهارون وحاشيتهم من الرجال والشريف
معتصم ورجاله والشيخ ادم وبصحبته المقدس ارمنيوس وبجوارهم
حمدان الذي يتذكر تحطيب سديري مع اللزي في نفس المكان وبجوارهم
مرسال ، دائرة كبيرة من البشر لم تتحملهم الوسعاية إمتدت لعدة صفوق خلفية ، والنساء من الخلف يراقبن التحطيب وهناك من صعد
لأعلى أسطح المنازل حتى يتمكن من المشاهدة ، اللزي يتقدم مترين
أمام جعفر في الوسعاية وحسن كذلك يتقدم مترين أمام الشيخ أدم
أمام الشيخ أدم والمقدس ، الجميع ينتظر دق طبول التحطيب وشاعر
الربابة يمدح في اللزي الذي يتيه فخراً وغروراً.
شاعر االربابة
يالزي يا سبع البريه
تخشى الوحوش نزالك
اليوم الخلايق بتتفرج
275
والكل يعرف مقامك
يابو كف يضرب اتنين
والموت ليهم سلامك
مسكين بيتدى أسد
ماخايف ينداس بأقدامك
حسن يفهم طبيعة اللزي وأنه يصطحب شاعر الربابة حتى يزيد ثقته
بنفسه ويلهبه الحماس ويجعله أكثر إتزانا في القتال ويسيطر به على
غضبه وتسرعه ، لذلك فكر حسن في الرد على شاعر الربابة واستفزاز
اللزي ، حتى يدخله التحطيب فاقد التركيز، تقدم حسن لمنتصف الوسعاية مشيراً لشاعر الربابة بالتوقف.
_ استنى أنت ياغراب البين
ياللي جاي مابتحسن كلامك
أنا حسن بن الشيخ عامر
مين يكون اللي يقف قدامي
الكلاب تنبح في الدروب( يشير إلى اللزي)
والسباع تعرف مقامي.
قول للزي أني سيدك
ياشاعر ياكداب حخليك
تحفر قبره بإيدك
رد حسن على شاعر الربابة لاقى استحسان الناس وتحمسوا ينادون
بإسمه ، اللزي في حالة غضب وخرج عن شعوره ونظر للحواشي
276
_ دقوا الطبول .
بدأت معركة التحطيب بين اللزي وحسن وقطعت أنفاس الجميع
من هول الضربات المشتركة من الإثنين، حسن ينظر لعين اللزي
بثقة وهدوء وكلما نظر للزي ، هجم عليه بضربة عشوائية
تفاداها حسن، ضربات من الطرفين وكر وفر وسط صمت الجميع
تكاد أن تتوقف القلوب مع كل ضربة ، حتى أن الجميع نسوا أنفسهم
بحركات وكأنهم في ساحة التحطيب، معتصم يراقب حسن وبعد أن
كان قلقاً على حسن ، عاد إليه الهدوء قليلاً وهو يشاهد حسن في
صد ضربات اللزي وكلما صد ضربة إشتعل اللزي غضباً.الشيخ
أدم يضرب المقدس بكوعه .
_ طمني يامقدس .
_ أهم بيحطبوا مع بعض والاتنين جامدين
بيضربوا ويصدوا.
_ يعني حسن واقف بثبات يامقدس
قدام اللزي.
_ أيوه واقف زي الأسد ومخلي اللزي
مولع نار وبيضرب بغل.
_ اوصفلي الضربات يامقدس، عايشني
معاكم.
_ اللزي بيهجم على حسن عاوز يمسكه
يتملك منه.
_ ياساتر لو اتملك من حسن هذا الجاموس
277
_ ماتقلقش ، حسن مش مديه فرصة.
استمر التحطيب من بعد صلاة الجمعة حتى قرب أذان العصر
اللزي أدرك قوة حسن وأنه خصم قوي ، لم يسبق له مواجهة
خصم مثله، حاول اللزي أن يلاحق حسن بضربات سريعه
حسن تركه يتسرع في الضربات المتلاحقه وهو يتفاداها وبعد
آخر ضربة عنيفة من اللزي تفاداها وقاما بضربه التي تمسك
بالعصا ،فقد اللزي إتزانه قليلاً فعاجله حسن بضربة قوية
في معصم القدم جعلت اللزي يصرخ وينزل على الأرض وسط
صياح الناس وتشجعيهم لحسن ، حسن أشار لهم بالصمت
اللزي يحاول أن يتحامل حتى لا يسقط، حسن.
_ الضربه دي علشان منقريوس اخو
المقدس اللي كرت دراعه.
يضربه ضربة قويه على يده اليمني يكسرها، سقطت منه العصا
وامسك اللزي بيده اليسرى يده اليمنى متوجعاً ولم يرحمه حسن
_ والضربة دي علشان سديري وليله
يالزي.
يضربه على يده اليسرى واللزي يصرخ.
_باقي ليك ضربة منازع يالزي
اللي عاهدته على أخدي بتاره منك
اللزي ينظر له نظرة إستعطاف ولكن الغل والتشفي داخل حسن كان
أقوى، يلاحق بضربة قوية على رأسه تهشمها وتتطاير الدماء على
278
جلبابه وعلى الناس، هارون أدرك أن حسن تمكن من اللزي
أمسك ببندقيته ، لا يدري أن هناك عين تراقبه من بعيد،كانت
لواحظ ، أخبرتها حليمه بكل شئ وتنكرت في جلباب أبيها
ووضعت شال على رأسها وصارت كرجل غريب يشاهد التحطيب
عندما لمحت هارون يصوب بندقيته نحو حسن ، جربت مسرعة
نحو حسن لتحتضنه فتأتي الطلقة لها من الخلف، معتصم يشاهد
هارون متأخراً بعد أن أطلق النار ، جرى نحوه وحاول هارون
الفرار فعاجله بطلقة في رأسه من الخلف،الجميع في حيرة
من هذا الشخص الغريب الذي إفتدى حسن بنفسه، حسن في
دهشة، حضن الغريب وهو في ذهول ، نزل به على الأرض بهدوء
وهو يسنده بيده اليسرى، يقترب الناس من حسن، وهم في حيرة
من هذا الغريب، نزع حسن الشال من على وجهه ليجد لواحظ
فيصرخ.
_ لواحظ ، لواحظ.
لواحظ تبتسم وهي على ذراع حسن والدموع تنهمر من عينيها
_ ماتبكيش ياحسن ، علشان خاطري
مش عاوزه أشوف دموعك وأنا
بموت ، عاوزه أبص لعنيك وبس
اللي أول مره أبصلهم من خير خوف
إمسك إيدي ياحسن.
حسن يمسك يدها وهو يبكي بحرقة.
279
_ حتعيشي يالواحظ .
_ قولتلك ماتبكيش علشان خاطري.
العناية الإلهية أردات أن تحفظ لواحظ لحسن وتم إنقاذها من الموت بإعجوبة، الرصاصة اخترقت ظهرها وسكنت على بعد مليمترات
قليلة من القلب .
تمت بحمد الله
سمير حمايه
» تطبيق وصفات طبخ
» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية