منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية مملكة الجبل 4 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    رواية مملكة الجبل 4

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

     رواية مملكة الجبل 4 Empty رواية مملكة الجبل 4

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الجمعة فبراير 08, 2019 6:25 am


    ينتاب الرعب الشيخ أدم، يهمس لأرمنيوس وهو في شدة الخوف
    _أنت بتقول فين يامقدس؟
    _ قدامنا على طول .
    105
    الشيخ أدم يتعلق بملابس ارمنيوس بشدة.

    _ بتعمل أيه ياشيخ أدم ؟
    الشيخ أدم ساخراً
    _ بعمل أيه ، بتعلق بيك ،افرض هجم علينا
    تجري أنت وتسلمني ليه؟
    _ طيب خف على هدومي شويه.
    الشيخ أدم
    _ قولي بالراحه كده ، هو بيبصلي
    ولا بيبصلك أنت.
    _ وأنا اش عرفني، عنيه مبحلقه فينا
    ومنوره.
    _ تعالي نمشي بالراحه.
    _ نمشي أيه ، مش حنتعتع من هنا
    الا لما يمشي.
    فترة قليلة مرت وهما واقفان وارمنيوس يمسك الشيخ أدم بيد
    ويرفع عصاه باليد الآخرى ، الذئب انسحب بعيداً بعد أن أماتهم
    رعباً.
    _ أيه الأخبار؟ طمني.
    _ خلاص مشي ؟
    _ طيب
    يسقط الشيخ أدم على الأرض وارمنيوس يحاول إفاقته .
    _فوق ياشيخ أدم ، أحنا في جبل.
    106

    الشيخ أدم يبدأ التنفس والحركة.
    _ فيه أيه ياعزيزة ؟
    _ عزيزه مين ياسيدي، فوق الله يخليك
    قوم قبل مايرجع الديب تاني.
    ينهض الشيخ أدم مسرعا بعد جملة أرمنيوس الآخيرة، خوفا من
    عودة الذئب.
    _ هو مشي؟
    _ أيوه ياسيدي.
    يواصلان السير بمحاذاة الجبل.


    .................
    أمام الخيمه

    حسن يتسامر مع منازع ، يحاول أن يخفف من الضغط الواقع على كاهله، اصابه الملل من ممارسة طقوس الألم ، يحاول أن يبتعد عن
    عين الحياة التي ترمقه ولا تتوقف نظراتها نحوه،منازه هو الآخر
    يحاول أن يتنكر من الملل والإحباط .
    _ وليه بتكره النسوان كده يامنازع ؟
    _ ماشفتش منهم خير ، وزي ماقولتلك
    أمي ماتت وأنا صغير وأبويه إتجوز
    وجاب لي مرات أب ، سقتني الحنضل
    107

    وأنا عيل ،لطشت بيا الدنيا ، اتجوزت
    واحده حلبيه عشان ألاقي دار تلمني
    خانتني وقتلتها وكنت أول مرة أقتل
    _ من حقك تكره النسوان وتتعقد منهم
    يامنازع.
    _ وآخر حالة قتل ليه كانت واحده
    دخلت بيت بعد مانقبته وخلاص
    حسرق البهايم ، سمعت اللي بتقول
    المنيل جوزي راح بدري الغيط يسقي
    الأرض ويارب مايرجع، يعني حقعد
    في حضنك لحد ماتزهق،مااتحملتش
    ياحسن ، قتلتها هي وعشيقها.وسبت
    البهايم .
    _ داانت حكايه يامنازع ، أنا افتكرت
    أن كل قتلك حرام، أديك قتلت بالحلال
    يضحك حسن ومنازع.
    _ حاول تريحلك شويه يامنازع
    _ لا ادخل ريح أنت شويه.
    _ أنا مابعرفش أنام في الليل واصل
    أدخل أنت.
    _ حنقعدوا إحنا الاتنين نعزموا على بعض.
    يسمع الإثنان صوت يقترب منهم.
    108

    _ أيه لسه ماقربناش.
    _ خلاص قربنا ، إحنا في نص الدرب.
    منازع يمسك ببندقيته .
    _ فيه حد جاي علينا ياحسن؟
    _ ماتضربش بارود، تعالى نتسحب
    نشوف مين ؟
    يتسلل حسن ومنازع من خلف الأحجار في خفة وهدوء، يختبئان
    خلف حجر كبير ، يظهر أمامهم الشيخ أدم وأرمنيوس.
    _ وصلنا يامقدس.
    _ أيوه ، أنا شايف خيمة حسن.
    حسن يخرج من خلف الحجر وخلفه منازع .
    منازع
    _ مين دول ؟
    _ المقدس ارمنيوس والشيخ أدم
    تعالى يامنازع، دول تبعنا وجايين
    ليه.
    حسن يسير نحو الشيخ أدم وارمنيوس وخلفه منازع
    حسن يرحب بأرمنيوس ويحتضنه ويسأله عن يشعه ومريم
    ثم يرحب بالشيخ أدم ويحتضنه، لاحظ حسن نظرات غيربة
    من المقدس لمنازع.
    _ ده منازع ياعم أرمنيوس.
    _ عارفه كويس.
    109

    _ منازع صاحبي ، ماتقلقش ياعمي.
    _ هو اللي زي ده يتصاحب يابني.
    بيقولوا عليه في البلد قتل الحمداني
    حسن يستشعر الخجل من كلام ارمنيوس عن منازع
    _لا ياعمي ، أنت متعرفش منازع
    كويس،منازع وقف جنبي كتير
    وهو اللي جابلي البارود اللي
    وقفت بيه قدام اللزي ورجاله.
    وهمش هو اللي قتل الحمداني
    هو فهم اللزي كده علشان يثق
    فيه ، الحمداني قتله اللزي
    والحكايه كبيره ، ارتاحوا بس
    انتوا ، مشوراكم كان كبير.
    _ إن كان كده نشيله فوق روسنا
    ياحسن .
    يصطحب حسن ارمنيوس والشيخ أدم ويسير بهما نحو الخيمة
    يدخل الجميع الخيمة ، بينما منازع يقف بعيداً.
    _ واقف بعيد ليه يامنازع ، تعالى اقعد معانا
    يجلس الشيخ أدم وبجواره أرمنيوس بينما حسن يجلس
    أمامهما وبجواره منازع.
    أرمنيوس
    _ فين مرسال وكمان حمدان علشان
    110

    نعزي حمدان في أبوه.
    _ نايمين ياعمي.
    الشيخ أدم
    _ الله يرحم الحمداني، كان راجل طيب.
    ارمنيوس
    _ عليه رحمة الرب.
    الشيخ أدم
    _إحنا جينالك ياحسن علشان موضوع
    مهم، أنت عملت علشان أهل البلد كتير
    وكلهم دلوقت بيحبوك ومفيش سيرة غير
    سيرتك ، حتى الشباب بيدوروا عليك
    عاوزين يبقوا جنبك.
    _ قول ياشيخ أدم ، أنا واحد منكم
    ماتعتبرنيش غريب.
    _ هو انا لو بعتبرك غريب، كنت
    جيت لحد هنا، أنت ياحسن اتحملت
    كتير ولسه بتتحمل واللي جايين
    علشانه موضوع كبير،مايتسكتش
    عليه.
    _ سامعك كويس يامولانا.
    _أنت عارف ياحسن إن أهل البلد
    فقراء وغلابه وعلى كديهم، ومايقدروش
    111

    يعملوا حاجه ، يمكن خوف، ويمكن جهل
    والجهل والخوف وحشين ياحسن، والبصيره
    ربنا مابيدهاش لأي حد ، وإحنا عشمنا فيك
    كبير.
    _ رقبتي سدادة ياسيدنا الشيخ.
    ارمنيوس
    _ أنت لها ياحسن، أنت عراف إن الأرض
    هي الرزق الوحيد لأهل البلد ولا ليهم
    في صنعه ولاحرفه.
    حسن
    _ وجعفر حيبيع الأرض ويشرد أهل البلد.
    الشيخ أدم
    _ معقول ، وانت عرفت منين؟
    _ عارف كل حاجه يامولانا واطمن
    أنا مرتب لكل حاجه.

    ..................

    لواحظ قلبها يتوجع ، تعاني زفرات مُحرقة، تعجز عن البوح،يخذلها
    الأمل فتتحداه ،هى تتلوى من الوجع ، مثقلة بالهموم،تجرها الأقدار كما تشاء تتلاعب بها الأيام،ترمقها الحياة بعين قاسية ، هي مصممة على إلحاق
    الوجع بها ، ورغم ذلك تنسى وجعها وألمها وتفكر في حسن ، لا يسقط
    112

    من عينيها لحظة.
    _ ياتُري مكتوب لي أشوفك ياحسن
    ولا الأيام حتقسى عليه وتحرمني
    منك،مش طمعانه ياربي غير أشوفه
    قدامي ، أمَلي عيني منه،أشوفه
    بشحمه ولحمه وان شاء الله
    أموت بعدها.
    بسيف الحنين، تحاول طعن الغياب، تفتل من الشوق حبلا، تصعد به إلى السماء، تصارعها الأيام فتذبحها على عتبة الأهات، لا تلتفت لخطى الحالمين، نحرت الإنتظار على أسوار الأمل....
    _ مش هاممني حبستي ، ولا اللي عامله
    فيه أبويه،ولا هاممني الوجع، اللي
    مقطع قلبي أنت ، أنت ياحسن
    قلقي عليك أنت ، خوفي من بكره
    عليك أنت.

    ..................

    أحلام مبعثرة ، أمال متضرعة ، متوسلة،اللسان سئم البوح
    لا تزال هناك شموع تشتعل لم يكتمل إحتراقها، تبتهل في
    صومعة الرجاء، ترفض الخضوع والإستسلام، حبات الأمل
    تتضور جوعا للحياة، داخل الخيمة ، الشيخ أدم والمقدس
    113

    وحسن ومنازع طال بهم الحديث.
    الشيخ أدم
    _ يعني مشوارنا جع على الفاضي.
    حسن
    _ لا ياشيخ أدم ، مشواركم ماجاش على
    الفاضي لسببين ، رفعتوا من روحي
    وحسستوني إن فيه اللي واقف معانا
    ويساندنا والسبب التاني ، وحشتوني
    وحسستوني حقيقي أني واحد منكم.
    الشيخ أدم
    _ فيك الخير ياحسن ، إحنا في ضهرك
    الشيخ عامر خلف راجل.
    أرمنيوس
    _ عاوز أقولك حاجه ياحسن؟
    _ قول ياعمي.
    _ بيني مابينك ياحسن.
    الشيخ أدم معترضاً
    _يعني أيه بينك مابينه، هو احنا
    قاعدين طُربشات.
    _دي حاجه تخص حسن بس؟
    _ اللي يخص حسن ، يخصنا كلنا
    يامقدس.
    114

    حسن أدرك أن الكلام يخص لواحظ وخشي أن ينفرد به، يحرج
    منازع والشيخ أدم.
    _قول ياعمي، مفيش حد غريب.
    _ لواحظ ياحسن.
    _ مالها لواحظ؟
    _ أبوها عرف اللي بينك مابينها وضربها
    وعذبها وجبسها في أوضتها.
    حسن
    _ مسكينه ، ذنبها أيه علشان تتعذب علشاني.
    أرمنيوس
    _ ذنبها أنها بتعشقك ياحسن وحالتها صعبه.
    الشيخ أدم بخفة دم.
    _حتى أنت ياحسن ، ليله أذاقتنا المرار
    ألوان ، وجه الدور على لواحظ علشان
    تكمل علينا ، باينها شوطه ودخلت البلد
    مع اني بحس أن البت دي بنت حلال
    وغير أبوها.
    حسن يضحك ويعاود الشيخ أدم الكلام.
    _ قوم بينا يامقدس،قبل مااتجن أنا
    دا أنا أحمد ربنا أني مش شايف عزيزة
    كانت كملت الحكايه.

    15

    10_ أحلام وردية

    الكثير منا يتعلق بالوهم وتزعجه الحقيقة، دائما نحرص على إخفاء
    الحقيقة في صناديق الأوهام، نهرب منها لمتاهات مقفرة، لماذا أحلامنا
    الوردية تسبقنا للمحال ، هل لأننا نحلم أحلام فوق طاقتنا وعندما تفشل
    تقودنا إلى التبلد والتمرد والعصيان ، لماذا أحلام الشر تتسع وأحلام
    الخير تضيق،جعفر وهارون في المضيفة يستقبلان أحلام وردية ومجد
    وغنى.
    _ عملت أيه ياهارون؟
    _ اللزي بيحضر في الرجاله وبعد الضهر
    حقابله هو والرجاله نرتبوا كل حاجه .
    _ وأنا حجهز المضيفة هنا كل حاجه.
    _أنا حضرت الطبالين وشاعر الربابه
    وحيستنونا على الجسر بعد الضهر
    ووصيت شاعر الربابه ينفخ فيه شويه
    _أيوه ، خليه ينفخه كويس ، علشان
    نعرف نفتشه.
    _ وحياتك ماحنخلي معاه حاجه.




    116

    ..............

    الشيخ أدم جالساً على الدكة وسط الدار وشحاته بجواره وتجلس عزيزة
    على حصير على الأرض، يشرب الشاي، يرتشف الرشفة بصوت
    مزعج،وكأنه شخير رجل نائم .
    _ أشرب كوبايه الشاي واتوضا
    واجهز نفسي على صلاة الظهر.
    _ أنت رحت وقابلت حسن اللي
    بيحكوا عليه ياشيخ أدم
    _ أيوه ، الواد ده ياعزيزه راجل
    ولا كل الرجاله، حاسس أن ربنا
    بعته نجده لأهل البلد، والأقدار رمته
    هنا لحكمه لربنا، ربنا يحمي الولد
    ده ياعزيزه.
    _بيقولوا فتل خمسه من رجاله اللزي
    _ أيوه واللزي فر وهرب برجالته
    لو استنوا شويه ، مش بعيد
    كنا خلصنا منهم.
    شحاته
    _ أنا لما أكبر يابا ، حبقى زي حسن.
    الشيخ أدم ساخراً
    _ تبقى زي مين ياابن عزيزه.
    117

    _ زي حسن يابا.
    الشيخ أدم ساخراً
    _ تبقى زي حسن ، طب غور من جني
    فز ، قوم من هنا، واقعد جنب أمك
    ياابن أمك،
    ساخرة
    _ زي حسن قال.

    ...............

    تمر به الساعات والأيام وصوت الوجع حزين،يبحث عنها بين شقوق
    الأمل، ويقتله الشوق والحنين، قلبه إمتلأ بالوجع والأنين،يحمل كل
    عذابات الشجن وعذابات السنين، يصرخ ، يناديها ، حسن يجلس على
    الحجر الذي أسماه مرسال حجر لواحظ، يفكر فيما قاله ارمنيوس عن لواحظ، ينشغل عليها وبحالها، يحدث نفسه.
    _ أبوها عرف كل حاجه ياحسن،وكل حاجه
    بتتعقد ، وأبوها مش حيكتفي باللي عمله
    فيها، ليه كده ؟ لواحظ ماتستاهلش كده
    وأنا عاجز مش قادر أعملها حاجه، بس
    حقدر أعمل أيه ياربي؟
    يدخل منازع وحمدان يقطعان عليه خلوته.
    منازع
    118

    _ قوم ياحسن ، الضهر قرب يأدن
    واحنا لازم نتحركوا.
    حسن
    _ معقول الوقت مر بسرعه كده.
    حمدان
    _ ماهو أنت مش معانا علشان تحس بيه.
    حسن
    _ بينا نجهزوا نفسينا وننزل.

    .........

    ليله لا تنام قريرة العين منذ أن خطفها منازع وحبسها في منزله
    الدموع باتت لا تفارقها، تكاد أن تكون عدمت كل حلول خلاصها
    حتى أحلامها تخشى أن تقترب منها فتغرق في الدموع، لازال اللذي
    يسمح لحليمه في زيارة ليله، تقف ليله وحليمه في منتصف الدار
    حليمه كانت قد قصت لليله موضوع بيع الأرض وأن البلد في هذا
    اليوم مشغوله بإستقبال الشريف معتصم بالطبل والزمر وشاعر
    الربابه.
    ليله
    _ ربنا يكون في عون أهل البلد.
    الأرض وماكنتش مكفياهم علشان
    تسترهم ، مابالك وهي حتتباع.
    119

    يقطع حديثهما دخول منيره، هي تغار من وجود حليمه مع ليله.
    منيره لحليمه
    _ روحي يابت تبني للبهايم، بدل
    الحديت الفاضي اللي انت فيه.
    حليمه تنظر لليله وكأنها تنتظر رأيها فتهز ليله رأسها بالموافقة.
    تخرج حليمه من غرفة ليله ، منيره تنظر لليله ساخره.
    _ وأنت حتقعدي كده ؟
    _ عاوزاني أعمل أيه يامنيره؟
    _قومي حللي شوية دقيق علشان
    عندنا خبيز.

    .....................

    حليمه تحمل غلق مملوء بالتبن وتتجه به نحو الحوش ، تفتح باب
    الحوش وتدخل، تجد السلوتي الذي يفرح برؤيتها فيتهلل وجهه
    بالفرحه ويتوسل إليها.
    _ حليمه ، حليمه ، أنا جعان ، سلوتي جعان.
    _ انت لسه محبوس هنا ياحزين ؟
    _ اللزي وحش ، يارب يموت
    خديني معاك.
    تتجه حليمه بغلق التبن نحو مكان العلف ويسمونه مَخَول، تُفرغ
    به التبن، السلوتي يبكي متوسلاً
    120

    _ خديني معاك ياحليمه.
    _ جاك خيبه ياواد ، بقى مش قادر
    ياواد تنط من على الحيطه.
    _ واطلع الحيطه وأنط ازاي.
    _ حط جذع النخله اللي هناك ده
    واطلع فوقيه ونط.
    _ صح ، حليمه ، سلوتي حمار.
    _اسكت الله يخرب بيتك حتوديني
    في داهيه.
    _ طيب افك المربط ازاي.
    _ هما ربطوك من ورا علشان
    ماتعرفش تتعدل وتحل المربط
    بص ياحزين، أنا أحله واربطك
    من قدام وكده تقدر تحله من قدام
    وتنط على الحيط، بس تعمل كده
    في الليل وهم نايمين .
    _ ماشي.
    تقوم حليمه بحل المربط وتعيد ربط السلوتي من الامام.
    _ أوعي ياحزين تقول أني
    قولتلك حاجه ،حيربطوك تاني
    ويحبسوك.
    _ لا ، مش حقول حاجه، انت حلوه ياحليمه.
    121

    ..............

    على الجسر أمام مدخل البلدة ، يمتطي كلا من اللذي وهارون جواده
    يقف مجموعة من الرجال ومعهم ثلاثة من الطبالين وبجوارهم شاعر
    الربابه.
    طلب للزي
    _ كله تمام ياسبع.
    هارون
    _ بينا نتحرك يالزي .
    اللزي لطلب
    _ أمشوا ورانا ، الرجاله من ورا
    ومن قدامهم شاعر الربابه
    والطبالين ومعاهم أنت .
    _ ماشي ياسبع.








    122

    11_ المغامرة
    عندما تضيق الصدور، لا تيأس وابحث في الظلام، عن بصيص ضوء
    إصنع من إرادتك وعزمك مصابيح تنير لك طريقك، لاتنظر لصوت الماضي وانظر لصوت الغد بقلب قوي وبإيمان قوي.
    حسن ومنازع وحمدان ومرسال ساروا فوق الجبل حتى وصلوا حدود
    البلدة المجاورة إسمها الحمديه ، إختاروا منطقة الزراعات قبل مساكن
    البلده ، لا يريدون أن يراهم أحد من أهل تلك البلدة، إجتازوا الأراضي
    الزراعية حتى وصلوا لكوبري مصنوع من جذوع النخيل، إجتازوا
    الكوبري وسلكوا طريق ضيق يصلهم بترعة السلموني والطريق الذي
    سوف يأتي منه معتصم ،إجتازوا الطريق حتى آخرة في منطقة مليئة
    بالأشجار على حافة ترعة السلاموني وتوقفوا هناك.
    حسن
    _ أيه رأيكم نستناهم هنا.
    منازع
    _ كويس والمكان ده معقول.
    حسن
    _ يبقى على بركة الله، أنا
    حطلع الشجرة ومنازع الشجرة
    اللي جنبيها .
    يشير حسن لشجرتي صفصاف على حافتي ترعة السلاموني.
    يلتفت لحمدان ومرسال.
    _ أنت ياحمدان ومرسال تدخلوا القصب ده.
    123

    يشير إلى حوض من القصب على حافة الطريق الضيق ، المواجه للأشجار

    _ وأول ماتلاقوني أنا ومنازع نطينا من على الشجر عليهم ، تهجموا
    من القصب.
    منازع
    _ فيه حاجه مهمه ياحسن، نسيتها.
    _ أيه هي يامنازع؟
    _ ممكن يتعرفوا عليه ، وكمان ممكن
    يتعرفوا عليكم واحنا مش عاوزين
    نسيب حاجه ورانا تكشفنا.
    _ معاك حق يامنازع.
    منازع
    _ عندي حل يريحنا ياحسن
    _ قول يامنازع.
    _ نقلعوا كلنا هدومنا ونبقوا بالسروال
    بس ونبربطوا نفسنا بالطين من الترعة
    ومايبنش غير عنينا،وبعد مانكتفوهم
    نتفقوا نعملوا أيه؟
    _ حل كويس يامنازع وكمان منظرنا
    كده لوحده ممكن يرعبهم.
    خلعوا ملابسهم ماعدا السروال وأخفوا الملابس في مكان داخل حقل
    124

    القصب ، وقاموا بدهت كامل أجسادهم بالطين ولا يظهر سوى أعينهم
    صعد حسن شجرة وصعد منازع الشجرة الملاصقة لها. واختبأ كلا من
    حمدان ومرسال داخل حقل القصب، الطريق أصبح مكشوف لهم جميعاً

    ..............

    أحلام الأغنياء دائما كبيرة ، تُحلق في الفضاء بحرية كبيرة ، لها أجنحه
    يمكنها صد العواصف وتيارات الهواء ، لا يسقطهم من الفضاء سوى
    القدر، أما أحلام البسطاء كأحلام عصافير صغيرة، تساقطت من أعشاشها ، قبل أن تتقن فن الطيران،لتعجز عن التحليق،وقد تعجز
    عن العودة إلى أعشاشها ،موكب الشريف معتصم، يركب
    جواده وبجانبه شافعي وخلفه ثلاثة من الرجال وفي المؤخرة ، جمل
    محمل بالصناديق يقوده عبد أسود، معتصم هو ابن الشريف معصوم
    الوحيد ملتزم الكتكاته ، شاب جميل الوجه ، مدلل ،يحب التملك ويسعى
    لتملك كل ماتقع عليه عينه، شعر ناعم وعينان عسليتان، وجهه يميل
    للحمرة قليلاً، متوسط الطول ، يرتدي ملابس فاخره، لم يسبق له
    معرفة جعفر ملتزم البلده ، يسير الموكب في طريق ضيق يفصل
    حقول القصب عن ترعة السلاموني.
    شافعي
    _ بيقولوا جعفر عنده بت حلوه
    بترفض كل اللي بيتقدم ليها.

    125

    _ وماله ، نشوفوها، لو طلعت حلوه.
    يبقى زيادة الخير خيرين ، الأرض ومعاها عروسه.

    ..............

    موكب اللزي وهارون.
    هم إعتادوا ممارسة طقوس الظُلم ، يمارسونه بغوايه وعشق
    كبير، لا يكترثوا لضمير ولا يفكرون في عقاب، اللزي وهارون
    وخلفهما موكب كبير ، طلب وشاعر الربابة والطبالين وفي الخلف
    مجموعة من الرجال ، يتوقفون على الجسر في منتصف الطريق
    بين بلدتهم والحمدية البلد التي تليهم.
    اللزي لهارون
    _ حنقفوا نستنوهم هنا ،ماينفعش نروح
    نقابلهم عند فلقة الحمديه.
    _ ماشي ، هنا كويس يالزي
    يلتفت هارون نحو الموكب من الخلف.
    _كل واحد فيكم عارف حيعمل أيه؟
    شاعر الربابة
    _ أيوه عارفين ، أنا أول مايظهر
    الشريف ، حشتغل على طول.

    ..............
    126

    موكب معتصم يسير في الطريق ، وصل على بُعد أمتار من المكان
    المختبئ به حسن ومنازع ومرسال وحمدان.
    معتصم
    _هموا شويه ، تلاقي الناس مستنيه
    من بدري.
    شافعي
    _ مايستنوا ، هم وراهم أيه
    وأدينا ماشيين على مهلنا.
    إحنا لولا الجمل كُنا وصلنا
    من بدري.

    ..................

    حمدان ومرسال مختبئان في القصب، عيناهما معلقة على الطريق.
    مرسال .
    _ أهم وصلوا ياحمدان.
    _يبقى نحضروا نفسينا
    أول مانشوف حسن ومنازع
    نزلوا عليهم ، نهجم على طول.

    .................

    127

    منازع يقف على أحد الفروع ، على شجرة الصفصاف، وقع نظره عليهم، فأشار لحسن الذي يقف في الشجرة المجاورة له، اشارات
    بينهما بالإستعداد للهجوم.
    .................
    موكب معتصم يقترب منهم شيئاً فشيئاُ، حسن ينظر إلى منازع ويهز
    له رأسه ويبادله منازع بهز رأسه، الموكب أصبح أسفل منهم.يقفز
    حسن على معتصم ويقفز منازع على شافعي ويشتبكان معهما ويخرج
    حمدان ومرسال من حقل القصب ويشتبكان مع الرجال الثلاثة ،المفاجأة هزت معتصم ورجاله ، أربعة أشباح تخطفتهم وتمكنت منهم جميعاً حاول
    العبد الذي يقود الجمل الرجوع بالخلف بالجمل ، ولكن حسن بعد أن ضرب معتصم الذي أغمى عليه ، لحق بالعبد وضربه وأمسك بالجمل
    أجبروهم على خلع ملابسهم والبقاء بالملابس الداخلية سديري وسروال وقاموا بتكتيفهم وتعصيب أعينهم وبعد أن قاموا بتعصيب
    أعينهم أغتسل حسن ومنازع وحمدان ومرسال من الترعة وارتدوا
    ملابس الرجال ، حسن ارتدي ملابس معتصم ووضع عمامته على
    رأسه ومرسال ارتدى ملابس العبد ووضع طاقيته على رأسه وارتدى
    منازع وحمدان جلبابين .
    حسن لمنازع
    _ أنت وحمدان حتاخدوهم على الجبل
    كل اتنين منهم على حصان متكتفين
    فيه وأنت وحمدان كل واحد حصان
    وتسحبوهم على الجبل وتخلوهم
    متغمين مايتعرفوش على حد فيكم
    128

    منازع يضحك
    _ وانت بقى حتعمل معتصم.؟
    حسن يبتسم
    _ أه ومرسال العبد بتاعي حيمسك
    الجمل .
    _ حنشوف أخرتها معاك ياحسن
    دول لو مسكونا حيقطعونا.

    ............

    موكب إستقبال معتصم ، ينتظر قدوم موكب معتصم .
    هارون
    _هو اتأخر ليه ، المغرب قرب يأدن.
    اللزي
    _ أنا زهقت من الوقفه.
    يلمح هارون من بعيد حسن ومرسال .
    _ أهم جم ، أيه ده ، دول اتنين بس
    واحد على فرس أكيد محتصم وواحد
    بيقود جمل.
    اللزي
    _ عجيبه ، جاي لوحده من غير رجاله.
    _ هو ده معتصم اللي سمعت عنه
    129

    _ بيقولوا عليه سبع ومايمشيش
    غير لوحديه، أنا سمعت أنه بيفطر
    على خروف لما بيقوم من النوم
    وبيتغدا بخروف.
    .................

    هاهو الوهم، هم يروا فيه الشريف، السلطان ، الجاه،غاب الوعد ، وغاب الصدق،أصوات الشياطين تثير الألم والفزع في النفس
    ضاقت الحناجر بالبوح، حسن يسير بمغامرته بثبات غير عادي
    مرسال في غلية الفزع والرعب.
    _إمسك نفسك يامرسال ، قربنا عليهم.
    _ ربنا يستر ياحسن ،رُكبي عماله تخبط
    في بعض .
    _ إجمد لو عرفونا حنروح في داهيه.
    _ أنا جامد من بره، بس من جوه
    حموت من الرعب.

    ................

    الفرحة قد تذهب ثم تعود، والهم بيروح ويرجع، والزمن هو نصيب
    زي مابيدينا بيوجع، والقلب اللي اتملا عصيان ، ربك قادر يخليه يخشع
    موكب إستقبال معتصم ، اللزي وهارون يقفان في منتصف الطريق،
    130

    بينما باقي الرجال موزعين على جانبي الطريق كتشريفة يمر بينها
    معتصم، يقترب حسن ومرسال منهم، تدق الطبول ويتقدم نحو حسن
    شاعر الربابة يعزف على الربابة ويمدح معتصم.
    يامعتصم ياابن الأشراف
    ياسليل الأصول المجيده
    على الربابه جيت أغنى
    وأمدح وأرحب بيك
    أهلاً دي خطوه حميده
    يتقدم اللزي وهارون ويرحبان بحسن.
    هارون
    _ شرفت البلد ياجناب الشريف.
    حسن
    _ يشرف مقدارك.
    هارون يقوم بالتعريف بنفسه واللزي.
    _ أنا هارون من كبار الحاجر
    يشير إلى اللزي.
    _وده يبقى اللزي.
    حسن
    _ وفيه حد مايعرفش اللزي،أسد الحاجر
    وحاميها.
    اللزي يركبه الغرور والعنجهية بعد إطراء حسن عليه.
    _ وأنت غني عن التعريف ياجناب الشريف يابن الأصول..اتفضل
    131

    الحياة فيها واحد يحبك وواحد بيكرهك، ماشيه بوجهين ، أحياناً بوجه
    معدول ، وأحيانا بوجهين،وزي ماتاخد بتدفع، وفيها السؤال والجواب
    عايشين بين فرح وعذاب، يسير الموكب على الجسر في إتجاه البلدة
    حسن في المنتصف بين اللزي وهارون،وخلفهم مرسال يقود الجمل
    المحمل بالصناديق وشاعر الربابة لا يتوقف عن المدح.
    ياجميل الوجه والعمه
    ياحسن السيره والذمه
    شجاع وسبع وكلك همه
    يخطب بسيرتك أئمه
    يتعجب حسن من الإستقبال المبالغ فيه لمعتصم ويحدث نفسه.
    _ كل ده نفاق لمعتصم ، وكمان
    سيرته بقت خُطب للأئمه.

    ................

    أسوأ دمعة ، دمعة الشعور بالظلم، هي دمعة بالغة السواد، قاتمة
    تُضاعف الهم والألم ، يتمدد معها الحزن،فتقيدنا تلك الدموع
    وتُفقدنا القدرة على الإبتسامة، ما إن إنتهت صلاة المغرب حتى
    خرج من في المسجد مهرولين ،الشيخ أدم بجواره ابنه شحاته
    كلما حاول لبس الحذاء اصطدم به رجل من أهل البلدة يجري.
    _ فيه أيه ياواد ياشحاته؟
    _ مش عارف فيه أيه ؟ الناس بتجري.
    132

    يقترب عبدالمتجلي حلاق وجزار البلدة من الشيخ أدم .
    _ حرماً ياشيخ أدم.
    _ أوعي تقول كنت معانا بتصلي.
    _ لا ، أنا جاي من الدرب لقيتك .
    _ قولي بقى، فيه أيه؟ الناس بتخبط
    فيه وتجري ، أنا لبست مركوبي
    بالعافيه.
    _ أصلهم بيجروا علشان يتفرجوا على
    الشريف ويسمعوا شاعر الربابة .
    _ خيبهم الله ، أكثر ماهم خايبين
    هم كل همهم يروحوا يتفرجوا
    وناسيين خيبتهم ، هم مش عارفين
    الشريف جاي يعمل أيه، عليك اللعنه من بلد.
    عبدالمتجلي
    _ السكينه سارقاهم ومش حاسين بحاجه.
    _ أيوه ، ولما الجوع يقرصهم هم وعيالهم
    يبقوا يروحوا وقتها يطينوا عند الترعة
    وكل واحد يحط على دماغه ، جالوسين طين.




    133

    ..................

    يصل موكب معتصم لقصر جعفر ويستقبل جعفر حسن في ملابس معتصم ، يتبادلان الترحيب ويسيران في ممر القصر حتى يصلان
    للمضيفة، مهران يعاون مرسال في إنزال الصناديق من فوق الجمل
    ..داخل المضيفة مآدبة عشاء كبيرة ، أطباق كبيرة من اللحوم والدجاج
    المحمر والمحشي فريك ، أطباق لحمام محشي، أطباق مختلفة من الملوخية والويكا والأرز ،أكثر من برام زفر باللحمة ، يدخل معتصم
    ومعه حسن وخلفهما اللزي وهارون.
    جعفر
    _ اتفضل يامعتصم يابني، حاجه على ماقُسم.
    _ الخير كتير اهو ياجناب الملتزم ، وانا عارف
    أن الحاجر مشهوره بالملوخيه والويكا .
    يجلس حسن ويجلس بعده جعفر ، ثم اللزي وهارون، حسن يلتفت حوله.
    _فين العبد بتاعي؟
    جعفر
    _ حياكل بره مع الرجاله.
    حسن
    _ أنا مش باكل لوحدي من غير رجالتي.
    الدهشة علت جعفر واللزي وتدخل هارون محتوياً الموقف
    _ وماله ، باين ان جناب الشريف نفسه حلوه.
    يطلب هارون من طلب الذي قف على خدمة المائدة أن يأتي بعبد معتصم
    134

    ( مرسال) ينصرف طلب ويقوم بإحضار مرسال الذي يجلس بجوار حسن وحسن يتسائل في نفسه.
    _ يعني مقدرش جعفر يوكل لواحظ معانا.
    يبدأ الجميع في تناول الطعام.

    .................

    ليله في حالة بكاء واقترب موعد زواجها المجبرة عليه من اللزي
    هي تشعر بالوجع ، ليس الزمان زمانها ولا المكان مكانها،والأحاسيس
    تبلدت وتجمدت في صقيع لا ينتهي، لا تشعر بالأشياء حولها ولم يعد
    هناك مايشبهها،حليمه تواسي ليله كعادتها مع لواحظ.
    _كفايه عياط ياليله .
    _ مش عارفه أعمل أيه ياحليمه،اللزي
    مش ممكن يتجوزني، ولا يلمس شعره
    مني ، دنا الموت أهون عليه.
    _ كفايه والنبي قطعتي قلبي
    أيه الغلب ده ياربي اللي
    إحنا فيه !


    ...............

    135

    لواحظ في حجرتها مستلقية على فراشها ، حالها لا يقل عن حال ليله
    هي تشعر أن مدن أحلامها ، تهدمت ، لم تُعد عامرة، كل الكلمات لديها
    تُولد ميتة، أبيها أغلق أمامها كل أبواب الأمل ، حبسها في قيود الحزن
    وأغرقها في بحر من الدموع، تدخل عليها مصايب وتقطع عليها وحدتها
    _ معلش يابنتي ، اتلهيت في طبيخ الضيوف
    علشان كده إتعوقت عليك.
    _ الضيوف وصلوا ياخاله.
    _ أيوه يابنتي ، بيتعشوا من بدري
    مع أبوكي ، أيه رأيك أجيبلك لقمه
    أنا طابخه زفر وويكا وملوخيه
    يستاهلوا بقك.
    _ كمان شويه ياخاله، قوليلي
    حليمه عامله أيه ؟ مابتسألش عليه؟
    _ هي معاها سيره غيرك ، تلاقيها عند
    ليله.
    _ وليله عامله أيه ياخاله ؟
    _ حليمه بتقولي اللزي حيكتب
    عليها الخميس اللي جاي وهي
    مش موافقه وحيكتب عليها بالعافيه.
    _ ياعيني عليك ياليله، حالك من حالي.
    _ ياستي خليك في حالك، كفايه اللي
    أنت فيه.
    136

    _ ليله شافت مر أكتر مني ياخاله
    كفايه اللي هي فيه، قتل جوزها
    وحرق دارهم وخطفها وحبسها
    وكمان قتلوا أبوها من كام يوم.
    _ هي ماتعرفش إن أبوها إتقتل.

    ..............

    حسن شخصية تربت على الثبات والثقة بنفسه وبقدراته،يفكر بعمق
    يكره السلبية، لا يُنصت لإحباط، لا يخشي المحاولة ويكره الفشل
    الحياة منحته خبرات متراكمة ، فمنذ إعدام أبيه الشيخ عامر في المحروسه وهربه مع رحان للصعيد وما لاقاه من صراعات في الصعيد
    كل تلك الظروف أكسبته خبرات وقوت قوة التحمل لديه ، انتهوا
    من تناول العشاء في المضيفة والشاي أيضاً وشكر حسن جعفر
    على كرم الضيافة.
    جعفر
    _شرفت دارك يامعتصم ياابني.
    _ الله يشرف مقدرارك ياجناب
    الملتزم ، وأنا مش عارف أقولك
    أيه؟ على كرمك والحفاوه اللي لقيتها.
    _ وهو انت شويه يابني، أنت تستاهل كل خير.
    _ ربنا يخليك، أنا جبتلك عشرين ألف
    137

    آقجه تمن الأرض .
    يلتفت لمرسال بجواره.
    _ هات صندوق المال ياخير.
    يتجه مرسال نحو الصناديق الملقاه في جانب من حجرة الضيوف
    ينظر بحيرة للصناديق ويلعن حسن .
    _ منك لله ياحسن ، المفروض أنا
    أكون عارف الصندوق اللي فيه
    المال، أحسن حاجه أفتح الصناديق كلها.
    يفتح مرسال الصندوق يلي الآخر بيد مرتشعة.
    _موتي حيكون على يدك ياحسن.

    ...........

    حاول الوقوف مهما كان الألم ، فالوقوف خير من أتدهسك أقدام الأشقياء،ماتخشاه قد يحدث لك إن داومت التفكير به، وهناك مثل
    شعبي يقول اللي يخاف من العفريت يطلعله، السلوتي المسكين
    حبيس حوش البهايم ، بلا رحمه ، لو قدموا له طعام ، يكون القليل
    من كسر الخبز العطنة والناشفه، هم لم يرحموا ضعفه، وعيوبه
    الخلقية، السلوتي يحاول أن يتذكر كلمات حليمه له وكيف يهرب
    _ البت حليمه قالت لك أيه ياواد
    ياسلوتي.
    يحاول أن يتذكر
    138

    أيوه قالت أنط من على الحيطه
    بس أنط إزاي ؟
    يتذكر عندما يقع نظره على جذع النخلة المركون في جانب من الحوش
    _ أيوه دي .
    يذهب نحو جذع النخلة ويعافر في جر الجذع نحو الحائط، نجح في
    المحاولة،عافر أيضا حتة أسند الجذع على الحائط وبدأ في الصعود
    نجح في الوصول لأعلى الحائط ، يسمع خوار البقرة ومأمأة الخراف.
    _ اسكتوا ربنا يخليكم، ماتقولوش لحد
    أني مشيت.؟
    ينظر للأرض من أعلى الحائط ويتردد في السقوط، حتى يمسك الحائط من أعلى ويسقط جسمه إلى أسف ويغمض عينيه ويقفز وهو واقفاً
    يمسك بقدمه .
    _آه يارجلي ، اتعورت ياسلوتي.

    ................

    مضيفة جعفر ، لازال مرسال يفتح في الصناديق وهو يكيل اللعنات
    على حسن، حسن يلتفت إليه.
    _ أيه ياخير فين الصندوق؟
    ومرسال بغيظ وبصوت مكتوم.
    _ يعني أنت مش عارف اللي فيها ياحسن؟
    أخيرا يعثر مرسال على الصندوق ويحمله ويسر به، حتى يضعه
    139

    فوق المنضدة التي يجلس عليها حسن، ينظر لحسن بعتاب
    _ أدي الصندوق ياجناب الشريف.
    حسن يلتفت نحو جعفر.
    _ فين عقود الحيازة؟
    هارون يقوم بإخراج عقود الحيازة المكتوبة على ورق من الجلد،
    يتناول حسن العقود ويتفحصها جيدأ.

    ...............

    السلوتي يعرُج وهو يمشي ، يُحمل على قدم ، ويريح الآخرى،يسير
    متذكراُ حمارته،
    _ تلاقي الحماره كلها مشيت ولا كلها ديب.
    تروح فين ياسلوتي؟، أروح فين؟ أيوه
    أروح عند حسن ، أقعد معاه، ولا بلاش
    حسن يمكن يكونوا ضربوه.
    يهديه تفكيره للهرب نحو الجبل والعودة إلى المغارة.




























      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 10:08 am