منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 بقرة الحواجز Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    بقرة الحواجز

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     بقرة الحواجز Empty بقرة الحواجز

    مُساهمة من طرف  الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:45 pm

    بقرة الحواجز بقلم راجا راو عن اللغة الإنجليزية

    ولد راجا راو عام 1907، وتعلم في حيدر أباد، وأليجار والسوربون. درّس في السوربون لمدة ثلاثة عقود. وفي الوقت الحاضر، يدرّس في جامعة تكساس في ولاية أوستن.‏

    كان روائياً كبيراً في اللغة الهندية والإنكليزية، أدخل مواضيع سياسية وغيبية في رواياته. وفي أول رواية لـه باللغة الإنكليزية (كانثابورا) أعاد خلق الاضطراب الاجتماعي في قرية كارناتاكا، في أعقاب الصراع من أجل الحرية. وفي روايته التقليدية (الأفعى والحبل) يبحث في طبيعة الوجود البشري كما بناها وفسرها العقل البشري.‏

    حصلت الرواية على جائزة ساهيتيا الأكاديمية عام 1963. آخر رواياته: سيد الشطرنج وتحركاته.‏

    كانوا يطلقون عليها اسم "غوري"، لأنها تأتي مساء كلّّ ثلاثاء قبل الغروب لتقف إلى جانب الأستاذ، وتقضم شعره فيربت عليها ويداعبها ويقول لـها: (كيف حالك، (غوري)). تثني (غوري) أرجلها، وتدلي لسانها، وتدور حوله ببطء، وهي تهز رأسها، ثم تختفي بين الأشجار. ولم تكن تشاهد قبل الثلاثاء الذي يليه. كان أتباع الأستاذ يجمعون الحَبّ والأعشاب وماء الأرز ليقدموه لـها كلّّ ثلاثاء. ولكنها ترفض كلّّ ذلك وتأخذ فقط حفنة الحبّ التي يقدمها لـها الأستاذ. تمضغها ببطء وحذر، كما يتلفظ المرء بوضوح سلسلة من الكلمات المقدسة. وعندما تنتهي من الطعام، تنحني ثانية، تهز رأسها ثم تختفي.‏

    يقول أتباع الأستاذ "هذه مخلوقة عجيبة"، ويتجهون نحو شارع القطن، وشارع المانغو، ويمرون بالحانات، ويعبرون مخازن النساجين، ولكن لا أثر (لغوري). حتى إنها لم تكن بقرة مخصصة لخدمة الآلهة، إذ لم يرها مرة صاحب متجر وهي تأكل الحمص، ولم تشاهد جاثمة في زريبة الحيوانات، قال الناس: (الأستاذ هو الشخص الوحيد الذي يأتيه مثل هؤلاء الزوار الغرباء). ذهبوا إلى الأستاذ وقالوا لـه: (أيها الأستاذ هل تخبرنا من هي هذه البقرة؟) وابتسم الأستاذ بحب كبير ومرح وقال: (ربما كانت حماتي المسلحة بالهراوة، ربما كانت أم أحدكم. أو ربما كانت عربة الأم العظيمة(1). وكما تفعل الأم يضعون "الكمكم" على جبهتها، وينتظرون قدوم (غوري) حتى الثلاثاء التالي.‏

    ولكن سمع الناس بقصتها من هنا وهناك، فحضروا وأحضروا معهم الحبّ والعلف وماء الكمكم، وهم يقولون: (لدينا زائرة غريبة، لنكرمها). ويأتي التجار ويقولون:"ربما هي الآلهة لاكشمي، وربما سنحصل في الموسم القادم على مزيد من المال"، وينحنون أمام أرجلها". ويأتي الطلاب ليلمسوا رأسها وذنبها وهم يقولون: "أدعي لنا لننجح في امتحانات هذا العام!" وتأتي الفتيات ليطلبن منها أزواجاً، والأرامل ينشدن الطهارة، والعاقرات يتمنين الإنجاب. وهكذا يتجمع كلّّ ثلاثاء موكب حقيقي من الناس أمام صومعة الأستاذ. وتمر بهم (غوري) وكأنها عروس مقدسة تمرّ بين عدد من الرجال وتتجه مباشرة نحو الأستاذ، لتتمسح به، ثم تختفي بين الشجيرات. ولأن الناس لا يستطيعون أن يعيدوا معهم الهبات التي لم تمسّ، فإنهم يرمون بها إلى النهر، فتقفز الأسماك وتبتلعها، كما يحدث في الاحتفال، إلا أن التمساح اختفى من دوامات المياه العميقة. وفي صباح مشرق، استيقظ الأستاذ في سريره ليسمع الأفعى والفأر يلعبان تحت سريره. إذ إنه عندما يجد الباحث انسجاماً، يصبح ابن آوى والغزال والفأر والأفعى أصدقاء، و(غوري) بلا شك روح متحمسة نشدت سبل هذا العالم لكي تولد حكيمة في العالم الآخر، لأنها رحيمة وصادقة إلى حد كبير.‏

    أصاب الناس رعب شديد، فأخذوا النساء والأطفال إلى الحقول الخلفية، وقاموا بطبخ الطعام تحت الأشجار وعاشوا هناك لأن جيش الحكومة كان سيستولي على المدينة، ولن تسلم امرأة أو طفل. فأوصدت الأبواب، وخُبئت الملابس والأواني والمجوهرات في مكان آمن. وسيطر على المدينة العمال والرجال فقط، يرأسهم جميعاً الأستاذ، وكانوا ينادونه بالرئيس. أخذت دوريات الشباب تجوب الشوارع في مدينة (كادي) و(غاندي كاب)، وإذا صادفوا العجائز أو البخلاء يختلسون النظر من وراء الأبواب، يستدعونهم ويتحدثون إليهم ثم يقودونهم إلى المعسكر بجانب الحقول، لأن الأستاذ قال إن هناك خطراً ولا أحد يمكنه البقاء ما عدا الأقوياء والشبان. نما العشب تحت الأفاريز، واكتسح الغبار الذي أثارته الرياح الموسمية الشوارع في حين حملت قطارات الرجال الحمر الجيوش على دفعات، بإمكان كلّّ شخص أن يراهم، لأن المحطة تقع في الأسفل، والمدينة تقع على هضبة. نصبت الحواجز على الطرقات مثلما كانت أكوام الجثث بعد الوباء الأخير، وأقيم أكبرها في شارع (سوريانارايانا). كان كبيراً بحجم مركبة حربية. اختبأ الرجال خلفه بانتظار المعركة. إلا إن الأستاذ قال: (لا لن يكون هناك معركة أيها الأخوة). إلا أن الرجال قالوا: (ليس بترديد شعارات: أحبك، أحبك، يمكن تغيير قلب هذه الحكومة القاسي). وقاموا بإحضار المعاول والمناجل والمخلات. وأحضر بعض المحمديين سيوفهم، وقام رجل أو اثنان بسرقة بنادق من القصور. وأصبح هناك جيش نظامي مقاتل مستعد للانقضاض على رجال الرجل الأحمر. تابع الأستاذ قول هذا وذاك، إلا أن العمال قالوا: (سنحارب)، وهم سيحاربون. لذا قال الأستاذ بيأس عميق: (أنا أستقيل من الرئاسة). وذهب واعتكف في تأمله وارتفع إلى العوالم التي يأتي منها الضوء والحب، كي يصبح بالإمكان إنقاذ المدينة من إراقة الدماء. عندما سمع الناس بذلك، غضبوا كثيراً من العمال، ولكنهم يعلمون أن العمال محقون، وأن الأستاذ محق، ولا يعرفون أية جهة يختارون. حام البوم حتى في ضوء النهار، وعندما حل الظلام، انخفضت النجوم جميعها فعلم الناس أن تلك الليلة ستشهد قتالاً.‏

    لكن نظر الجميع إلى زوايا الشارع الفارغة وقالوا: (أين هي غوري) في الساعة العاشرة من تلك الليلة، سمع صوت أول مركبة حربية تتحرك، وفي الحال استعدت المدافع والحراب والسيوف المشرعة للانقضاض.‏

    والذي حدث بعد ذلك ما يزال راسخاً في ذاكرة الناس حتى يومنا هذا. هاهي (غوري) تظهر من "درب الزيت"، وتنعطف حول "منزل النحاس سينايا" باتجاه شارع "سوريانا رايانا". كان رأسها محنياً بلطف، وأذناها مضغوطتين إلى الخلف كضفيرتين، وتمشي متهادية كمن يذهب إلى المعبد محملاً بالفواكه والأزهار ليقدمها للآلهة. كانت تسير مسرعة، مسرعة، وعندما رآها الناس أسرعوا خلفها تجمعت الحشود حولها، واجتازوا شارع البراهما حاملين المشاعل والمصابيح، ثم شارع القطن، واجتازوا بئر "فينكاتالاشاما". وكلما اقتربت من الحواجز أسرعت خطاها، مع أنها لم تركض أبداً. قال الناس: (ستحمينا. من المؤكد الآن أنها ستنقذنا). أحضرت الأجراس وقرعت، أشعل الكافور، وكسرت ثمرات جوز الهند تحت قدميها؛ إلا أنها لم تهتز أو تحرك رأسها، بل تابعت سيرها. عندما رأى العمال الجالسون خلف الحواجز ذاك، استشاطوا غضباً وقالوا: (انظروا، لقد أرسلوا البقرة بدلاً من أن يأتوا ليساعدونا). بعضهم شتموا، وآخرون ضحكوا، وقال أحدهم: (سنطلق عليها النار، لأنه إذا كانت البقرة هنا، وجيش الرجل الأحمر في الطرف المقابل، سيكون الأمر فظيعاً). ولكنهم خافوا، لأن الحشد كان يغني أغنية" الأرض الأم". وكانوا جميعاً واثقين وراسخين، وكانت (غوري) تتقدم إلى الأمام وعيناها مركزتان على الحواجز. انبطحوا ساجدين عند قدميها وهم يهمسون: (من يمكن أن تكوني أيتها الآلهة؟) وشكلوا دائرتين، مرّت بينهما (غوري)، أولاً بقائمتها الأمامية اليسرى، ثم بقائمتها الخلفية اليمنى، مرة على كيس الرمل، ومرة على دولاب العربة، وفي الخطوة الثالثة دفعها الرجال عالياً لتصبح فوق الحواجز. ثم صدر همسٌ عميق كالذي يصدر عن حشد في أمسية عبادة. ولكن صاح جيش الرجال الحمر من الطرف الآخر من الحواجز (أوه، ما هذا؟ أوه، ما هذا؟) واندفعوا نحو الحواجز معتقدين أنها راية صلح. ولكنهم عندما رأوا البقرة، ونظراتها، والدمعة الصافية كقطرة من نهر (الغانج)، صاحوا: (النصر لمهاتما! النصر لمهاتما غاندي). وانضموا إلى الحشد. ولكن عندما رأى رئيسهم: الرجل الأحمر، ذلك، أطلق رصاصة اخترقت رأس غوري، وسقطت كعربة آلهة بين رجال بؤساء.‏

    ولكنهم قالوا بأن الدم لم يندفع من الرأس، ولكن من بين القوائم الأمامية فقط، ومن ثنيات صدرها.‏

    حل السلام عندنا الآن. وقام "سيث جامنالا دواراك شارز" بشراء المنزلين الواقعين على طرفي الحواجز، وشق طريقاً بينهما، وأقام في الوسط تمثالاً من المعدن (لغوري).‏

    لم تكن (غوري) طويلة، ولا قوية، كان لـها نظرة إنسانية إلى حد كبير. ولكننا جميعاً كنّا نقدم لـها الأزهار والعسل والحلويات المعطرة، بالإضافة إلى العشب الأخضر الذي يظهر في بداية الربيع. ويقفز أطفالنا فوق الأسوار، ويلعبون بين قدميها، ويضعون أفواههم على فتحة الصدر، حتى هذه كانت موجودة أيضاً.. ويطلقون أصواتاً مدوية. أما النجارون فقد كانت أسعد أيام حياتهم بعد موت غوري، لأن الأطفال لم يعودوا يرغبون بثيران الباسوانا، ولكنهم يطلبون فقط غوري. وحتى هذا اليوم ينادي الباعة المتجولون في محطة سكة الحديد، وهم يغنون: (غوري الغوراكبور! مدهونة ومطلية وبأربع عجلات!) ويجرها العديد من الأطفال من جبال الهيمالايا وحتى نهر الجنوب عبر شوارع هندوستان المغبرّة.‏

    حتى الآن عندما نشعل الأنوار المقدّسة في الليل، نقول: (أين هي غوري؟) الأستاذ فقط يعلم أين هي، إنه يقول: (إن (غوري) تنتظر في السماوات الوسطى كي تولد من جديد. وستولد من جديد عندما تعاني الهند ثانية وقبل أن تتحرر).‏

    لذلك يقال: (ربما كان المهاتما مخطئاً بالنسبة للأمور السياسية، إلا أنه محق بإشباع جميع المخلوقات بالحب، الناطقة والصامتة).‏

    (1) رمز إلى البقرة الآلهة.‏





      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 1:05 am