منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رامنجاني...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    رامنجاني...قصه هنديه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     رامنجاني...قصه هنديه Empty رامنجاني...قصه هنديه

    مُساهمة من طرف  الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:54 pm

    رامجاني بقلم: لاليت عن اللغة المايثيلية

    عاش لاليت ميشرا بين عامي (1932 ـ 1983) ويعد من بين أفضل كتَّاب القصة باللغة المايثيلية. أصدر أكثر من أربعين قصة، ورواية بعنوان (أرض الشمس) باللغة المايثيلية. أوجدت قصصه أرضية جديدة بتصويرها لحياة الأشخاص الريفيين بعبارات واقعية ومسرحية.‏

    ***‏

    وقفت الطنجة(1) المتداعية تحت أغصان شجر السيرمور خلف حديقة غاندي، أخذ رامجاني سهوة مستنداً إلى الحاجز الجانبي تحت أشعة شمس الأصيل الحارقة. بدا ليف وسادة المقعد ممزقاً في عدة أماكن، والمظلة القذرة مقطعة بشكل طولي. استيقظ جفلاً، ونظر حوله بعينين يملؤهما النعاس. كانت الفرس قَدْ أتت على كلّّ العشب الملقى أمامها. ترجل من العربة بحذر وهو يتثاءب فاغراً فاه، ويقوم ببعض الحركات المرخية لجسده، وتناول قبضة من العشب من كيس الخيش المعلق تحت العربة. ثم نفض الغبار عن العشب ووضعه أمام الفرس.‏

    كانت الحديقة تضج بأنواع مختلفة من النشاط. ياغنا ورامضون كانا مستمرين بالغناء كالعادة على مدار الساعة، في وسط الحديقة ينتصب تمثال من المرمر الثمين للمهاتما غاندي، بمئزره المألوف. وحول قاعدة التمثال، يمتد طريق عشبي دائري، مقسّم بممرات للمشاة مغطاة بحصى حمراء اللون، ومزينة بأزهار موسمية. كان الأشخاص ذوو الشأن يجلسون في هذا المكان وقد ارتدوا القاديّ(2) من رأسهم حتى أخمص قدمهم، وقد انهمكوا في غزل (يارفادا شاكرا). وعلى بعد عدة ياردات، وتحت خيمة، وقفت مغنية تعزف على الأرغن وتقود فرقة تغني: (كلّّ الصلوات لله)، في حين كانت المكبرات الصوتية تدوي لمساعدة أهل المدينة، قال رامجاني لنفسه: كيف يمكن أن أهتم (برامضون) أو (ياغنا)؟ كان اهتمامه ينحصر في إيجاد: "راكب واحد للمحطة؟ تعال يا سيدي؟ وفّر على نفسك...."‏

    لم تبد هذه الأحداث الصاخبة أفضل من الصخب والضجيج الذي يحدث أمام نوافذ شباك التذاكر في المسرح أو صالات السينما، وليست أفضل من الشجار المتنافر النغمات الذي يحدث في اجتماعات لجان المدينة. لقد أتى إلى هنا ليأخذ ركاباً. انقطعت سلسلة أفكاره لدى رؤيته زبونين مرتقبين يخرجان من الحديقة. طقطق لسانه ولكز خاصرة فرسه قائلاً: (هيا، أيتها الشيطانة العجوز، استيقظي) ثم أخذ يتوسل إلى الركاب: (تعال يا سيدي... تعال إلى الحكومة... إلى المحطة؟ إلى السوق؟ إلى المضافة؟ إلى المحكمة).‏

    إلا أن السيدين سارا في طريقهما بعد أن رميا (رامجاني) وطنجته بابتسامة ازرداء. بدت صناديق "اليارفاردا شاكرا" الخشبية المطلية التي يحملانها في أيديهم تشبه صناديق "الجميلة" لمواد التجميل، وفي مكان قريب وقفت جنَرْكَشة(3)، ركباها وغاصا فوق مقعدها المرن. أُصيب (رامجاني) بخيبة أمل وهو يرى الجنركشة تسير مبتعدة فوق عجلات صامتة مضغوطة.‏

    بعد انتظار طويل حظِي بثلاثة ركاب كانوا متجهين فقط للمحطة القريبة. ولكن يا لـهم من مجموعة مساومين! لم يزيدوا بيزة واحدة على الاثنتي عشرة آنة في حين كانت الأجرة روبية واحدة!‏

    عندما مر (رامجاني) في طريق عودته بالحانة التي يتردد عليها جذبته رائحة الخمر.‏

    قال لنفسه: كأس واحدة فقط لا أكثر، وسأتخلص من تعب اليوم. هيا، مهما كنت متعباً، كأس من الخمر ستفعل فعلها، علاوة على ذلك، ما أرخص شراب البايساكي، الكأس الواحدة بخمس آنات. وماذا عن المذاق الذي يروي الفم للطعام الذي تطهوه زوجة بائع الشراب؟ هل يمكن لأحد أن يقاوم القريدس المحمر المقلي، والأرز المفرقع.... والمنقوع بالخردل وصلصة مرق اللحم الحار؟ هل يمكن؟ آه! امضغ، امضغ، وأتبعها بكأس مترعة من عصير التودّي المزّ لتسهل ابتلاعها... يقولون إن المسلم يجب أن لا يمس المشروبات المسكرة. اللعنة! إنه ليس هندوسياً ولا مسلماً. إنه مجرد عامل، لا يكسب رزقه إلا بعد يوم عمل شاق. هل يأتي كاهن أو شيخ ويعطيانه الأرز والكاري إذا جلس عاطلاً عن العمل؟ شدّ (رامجاني) لجام الفرس كي تقف، وترجل من طنجته، وكذلك من قطار أفكاره. ولكن هل وافق شراب التودي والطعام جسده في ذلك اليوم؟ كان يعاني من حرارة طفيفة في ذلك اليوم. وكان يرتجف أيضاً من وقت لآخر. فاستبدت به القشعريرة حتى إنه تقيأ كلّّ التودي والشاكنا عند عتبة بابه. وصل إلى كوخه وهو مصاب بالدوار، وانبطح على الأرض الصلبة الجرداء، وهو يكيل الشتائم لزوجته (حُسنى).‏

    أبقته الحمى في حالة من الأرق والهذيان لمدة ثلاثة أيام بلياليها. وفي مساء اليوم الرابع شعر بالتحسن، وزالت الحمى.‏

    نظر إلى الأعلى فرأى قميصه المخطط القصير الأكمام متشابكاً مع ساري (حسنى) القذر على حبل الغسيل المتدلي من سقف البيت المصنوع من القش. وتتدلى منه أيضاً رزمة بالية تحوي لحافاً مهترئاً وبعض الأسمال البالية. أدار بصره في الغرفة فرأى إبريق الماء الخزفي ذا الفم المكسور، مقلوباً رأساً على عقب وملقى في أحد الزوايا. وإلى جانبه يقف سوط أبيه النحاسي الكبير (زهير ميان)، واسمه محفور عليه. كان هذا التذكار الوحيد المتبقي من أبيه المتوفى. وهناك دجاجتان تقرقران في فسحة الدار الداخلية، تنقران على كومة من روث الحصان. حكّ أنفه بشده، إذ غزته رائحة كريهة، وهو يعلم مصدرها. إنَّها آتية من حفرة المرحاض العائدة للسيد البنغالي، الواقعة أمام الفسحة الأمامية لمنزله. وعلى الرغم من أن أنفه أصبح منذ زمن عديم الحساسية لـهذه الرائحة القذرة لكن المألوفة، إلا أن نسمة لطيفة، بعد حرارة الصيف الخانقة، جعلتها اليوم ثقيلة الوطأة. كان قَدْ قام باحتجاجات قوية على بناء هذا المرحاض، ويتذكر كيف أن السيد البنغالي قَدْ كشف عن كلّّ أسنانه المزيفة في محاولة لرسم ابتسامة متملقة على وجهه وهو يقول: (أوه، دادا، لماذا تحدث كلّّ هذه الجلبة حول الموضوع؟ سأدبر لـها غطاء، أفهمت؟).‏

    تجسد الوعد بشكل غطاء من صحيفة قصدير، يوضع فوق الفتحة، فيأبى أن يبقى في مكانه، ويكشف محتويات الحفرة كلها. وعندما واجه السيد البنغالي في المرة التالية، خرج المتنمر من غرفته الشخصية غاضباً، وهو يجمع ملابسه الحريرية. وبعد مدة، وعندما كان (رامجاني) برفقة صديقه باريو، اكتفى بتقليد حركات السيد البنغالي وكلامه.‏

    لم يكن يوجد ماء للشرب في المنزل، وشعر (رامجاني) بالعطش الشديد. كم من الوقت ستستغرق هذه المرأة لإحضار الأعشاب؟ تمتم بينه وبين نفسه غاضباً "يجب أن تعود الآن!" وعلى الفور سمع خطواتها، وصوت السلة التي تحوي الأعشاب وهي تلقى على الأرض، بالإضافة إلى نحيب الطفل. وحالما ظهرت أمامه، صرّ (رامجاني) على أسنانه بغضب وأومأ بإشارة قذرة: "هل ذهبت لإحضار الأعشاب أم..."‏

    تراجعت إلى الخلف وفي عينيها نظرة دهشة مؤلمة: "كم أنت بذيء اللسان! ألا تراعي مشاعر الآخرين قليلاً؟ أين يمكن للمرء أن يجد أعشاباً خلال شهر أيار في المناطق المجاورة، أخبرني؟ كان هناك ذلك الجرف الذي يقع إلى جانب بركة السيد راي، إلا أنهم أقاموا سياجاً حول المنطقة بأكملها من أجل. ماذا يسمونه: (بيل بايثا)؟ ضحك (رامجاني) من لفظ زوجته الساذج وصحح لـها قائلاً: "تدعى (بال باتيكا)ـ أي حديقة أطفال ـ وليس (بيل بايثا) يا امرأة". تذكر (رامجاني) اليوم الذي أتى فيه أحد الوزراء ليفتتح الحديقة. تجمع يومها حشد كبير من أجل تلك المناسبة، وقام بنقل عدد كبير من الركاب إلى المحطة. على أية حال، تعد مثل تلك الأيام نادرة.‏

    عندما رأت (حسنى) أن إمارات الغضب قَدْ زالت عن زوجها، جلست إلى جانبه على السرير، ووضعت راحة يدها على جبينه وقالت: "لقد زالت الحمى". قال لـها: "نعم، ولكن أولاً اذهبي وأحضري بعض الماء للشرب، هلا فعلت؟على فكرة أين الفرس؟ لا أسمع صهيلها".‏

    فأجابت الزوجة: "كانت هنا في الساحة الخارجية أليس كذلك؟". مع ذلك نهضت لتلقي نظرة، وعندما لم تجد أثراً للفرس ارتبكت بعض الشيء. وبعد تردد أضافت: "لابد أنها ترعى في مكان قريب، لا تقلق. هل أحضر لك بعض الطعام؟".‏

    سألها (رامجاني): "هل نظرت إذا كان في المنزل طحين؟" عندما لزمت (حسنى) الصمت، سألها (رامجاني): "هل تقترضين قليلاً من الطحين من البقال؟"‏

    أجابت (حسنى): "دعني أحاول".‏

    إن فترة قصيرة جداً من المرض تعني مجاعة بالنسبة إلى عائلات كعائلة (رامجاني)، فخبز الغد يعتمد على رحمة الله. فهو يعلم أنه لا يوجد حبة قمح في المنزل، وشعر بأن قلبه يتمزق عندما فكر بالكلمات القاسية التي سيكيلها البقال إلى (حسنى)، وحجم الإهانة والتحقير الذي ستتحمله المسكينة. تمكنت (حسنى) من قراءة أفكار زوجها جيداً من خلال نظرته المليئة بالخزي. رمقها (رامجاني) بنظرة مفعمة بالعاطفة. كان جزء من الساري الذي ترتديه ممزقاً من طرف رأسها، كاشفاً بعض حزم القش العالقة بشعرها التي أخذ يلتقطها بحنان وهو يقول: "يا الله! كم تبدين شاحبة ومرهقة يا زوجتي! لم تطبخي منذ الصباح، أليس كذلك؟ "وتناول يدي (حسنى) الخشنتين في كفه الرطب وضغط عليهما بلطف. ثم قال بعد برهة بصوت مشحون بالعاطفة: "إذا كنت لن آكل، هل تعانون جميعاً من الجوع؟ "توردت وجنتا (حسنى) الشاحبتان، ولكن الجميلتان، كعروس: "سأطبخ في الحال" قالت ذلك وهي تتناول إبريق الماء وتتجه نحو الباب.‏

    في هذه اللحظة دخل (موستاك) مسرعاً وهو يصيح: "أمي، أمي، لقد لوثت الفرس ملعب تنس السيد (بروسا)، وأخذها الناظر إلى البركة. يا إلهي، كم ضربها بوحشية!" تخثر كلّّ الحب الحديث العهد والعطف الذي كان يملأ قلب (رامجاني) وتحول إلى غضب بسبب إهمال (موستاك). نهض وقد تملكه غضب شديد، وهو يتمايل مترنحاً، أمسك شعر الصبي وانهال عليه باللكمات والشتائم: "أيها الوغد! يا بن الزنا! ألا يمكنك الاعتناء حتى بفرس؟ هه! ولكن يمكنك أن تأكل صحناً مليئاً بالأرز واللحم المتبل بالكاري أليس كذلك؟ لا يمكن أكل الخضار أيها النذل؟ أخبرني هل كنت تلعب بالكرة في الشارع؟ هيا أخبرني؟"‏

    ألقت (حسنى) إبريق الماء من يدها، وبدأت تضرب صدرها بهلع، وخرجت تهرول طلباً للنجدة: "أوه، أيها الجيران الطيبون، تعالوا وانظروا كيف يذبح ابني!"‏

    لفتت صيحاتها المذعورة ونحيب الطفل انتباه بعض الأشخاص. اندفع باربو صديق (رامجاني) شاقاً طريقه عبر الحشد، وحرر (موستاك) من قبضة والده. ثم طلب من الحشد التفرق، وأخذ يهدئ (حسنى) قائلاً: "يا زوجة أخي، إن المرض قَدْ أنهك أخي (رامجاني)، وتعرفين كم يفسد المرض مزاج المرء. إذا لم تحتمليه في مثل هذه الأوضاع، من سيحتمله إذاً؟ ولكن لابد من القول إن ابنك هذا وغد حقاً. عندما يكون والده مريضاً، يجب عليه الاعتناء بالفرس أليس كذلك؟ ولكن بدلاً من ذلك، كان الوغد يلعب الكرة مع أولاد الشارع". قام (باربو) بتوجيه توبيخ لطيف إلى (رامجاني): "يا صديقي ما كان عليك أن تنفعل بهذا الشكل. قبل كلّّ شيء هذا سن اللعب عند الطفل. كنا جميعاً نفعل ذلك عندما كنّا في نفس عمره، أليس كذلك؟ هيا أخبرني. و"بمثل هذه الكلمات تمكن باربو من إصلاح ذات البين ثم عاد لينظف فرسه.‏

    وعندما حملت (حسنى) إبريق الماء ثانية لتذهب إلى قناة البلدة، تسلل (موستاك) أيضاً وخرج إلى الشرفة الخارجية. اعتقد أن البقاء إلى جانب والده ليس آمناً.‏

    مضت الدقائق، و(رامجاني) مستلق على ظهره بصمت مؤلم. فقد استنفذت نوبة الغضب المفاجئة كامل قوته.‏

    ولكن عندما مضى بعض الوقت ولم تعد (حسنى)، شعر (رامجاني) بالضجر. ربما هناك رتل طويل أمام قناة الماء، أو ربما البقال يتردد بإعطائها بعض الطحين على الحساب، وفكر (رامجاني) بقلق. هل كان لطيفاً معها أو متفهماً لمشاعرها طول هذه السنوات العشر؟ وكم هو شديد القسوة ليضرب الولد بهذه الطريقة‍ قبل كلّّ شيء الطفل يبقى طفلاً. شعر بالندم يجتاحه.‏

    تذكر (رامجاني) تلك الأيام القديمة الجميلة عندما كان والده على قيد الحياة. كان والده (زهير ميان) يملك عربة كبيرة يجرها ستة جياد، بالإضافة إلى ذلك، كان يملك عدداً من البوجيّات(4)التي يقودها سائقون يعملون لديه. كان زهير أكثر الرجال احتراماً بين الحوذيين في المدينة كلها. يتذكر (رامجاني) جسد والده الطويل والعريض، وعينيه الكرويتين المحاطتين بإطار أحمر، ولحيته المقصوصة بدقة، وصوته الهادر. وكان (رامجاني) يجفل عندما يناديه: "رامجاني ني ني!" وكيف كان العجوز يدخن بمهابة نارجيلته الطويلة. ويتذكر أيضاً شغف والده بأمه، والتي كانت زوجته الثالثة. كان زهير بالتأكيد يجلده من حين لآخر، ولكن كان ذلك إما لأنه سرق بعض المال من جيبه ليذهب إلى السينما، أو لأنه أزعج فتاة من فتيات المنطقة. ومع ذلك كان العجوز يحبه.‏

    وعندما توفي والده، ألم يقع يبدد كلّّ شيء: العربة والجياد؟ إنه يعترف بذلك بخجل. والآن عندما تغيرت الأحوال، هل يهتم أحد لاستئجار طنجة؟ فالمدينة ملأى بتلك البدع اللامعة التي تدعى "الجنركشة".‏

    هو شخصياً خطط في سره لشراء واحدة، أليس كذلك؟ هل بإمكانه أن ينسى نظرة الازدراء التي رمق بها أولئك السادة في يوم عيد ميلاد غاندي طنجته المتداعية وفرسه الهزيل؟‏

    أخيراً قرر (رامجاني) أنه يجب أن يبيع طنجته والفرس ويشتري جنركشة، يجب أن يفعل ذلك. فالفرس تلوث الطريق بروثها.‏

    في تلك الأثناء كان (موستاك) يجلس في زاوية الشرفة. لقد تحول نشيجه إلى شهيق. فكر (رامجاني) في ابنه، الولد ذكي جداً. كم هو بارع في قيادة الطنجة عبر الطريق المزدحمة وهو في هذه السن الصغيرة! ولكن (رامجاني) لن يدع ابنه يصبح سائق طنجة مثله. فقد قرر أن يرسله إلى المدرسة. ولكن كيف؟ كيف لـه أن يتدبر نفقات المدرسة.‏

    ثم خطرت لـه فكرة. إن المال الذي بدده على مشروباته كان حتماً سيغطي نفقات مدرسة (موستاك). ويمكنه أيضاً أن يحاول الحصول على إعفاء من رسوم تعليم الصبي.‏

    ناداه: (موستاك)، فأجفل الصبي من طريقة الخطاب الرسمية، وسار بضع خطوات داخل الغرفة ببطء، وذقنه ملتصقة بصدره.‏

    سأله (رامجاني): "هل ترغب بالالتحاق بالمدرسة يا (موستاك)؟"‏

    رفع الولد رأسه ببطء ونظر إلى والده نظرة غير متفهمة.‏

    قال (رامجاني): "ألم تسمعني يا (موستاك)؟"‏

    ـ ولكن اللوح والقلم والكتب؟‏

    ـ يمكن تدبير ذلك.‏

    ـ وماذا عن الطنجة والفرس؟‏

    ـ سأشتري جنركشة؟‏

    ـ أوه. جنركشة؟‏

    قفز (موستاك) وقد نسي كلّّ الضرب والشتم وصفق بيديه واندفع نحو الباب ولكنه اصطدم بأمه في طريقه عند العتبة. وكاد أن يسقط إبريق الماء الذي تحمله فوق رأسها. صاح (موستاك): "أمي! أمي1 سيشتري والدي جنركشة وأنا سأذهب إلى المدرسة". وبقفزة واحدة اجتاز الولد الفسحة ليذهب ويعلم أصدقاءه. نظرت (حسنى) إلى زوجها نظرة استفهام، رد عليها (رامجاني) بابتسامة ساحرة.‏

    ترجمها ر. ك. ميشرا‏

    (1) عربة بعجلتين يجرها جواد.‏

    (2) قماش قطني منزليّ النسج في الهند.‏

    (3) عربة صغيرة بدولابين يجرها رجل واحد.‏

    (4) البوجيّة: عربة خفيفة وحيدة المقعد يجرها جواد واحد.‏





      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 7:27 pm