منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    حياة الرسول ( الحلقه الثامنه)

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     حياة الرسول ( الحلقه الثامنه) Empty حياة الرسول ( الحلقه الثامنه)

    مُساهمة من طرف  الجمعة أغسطس 12, 2011 6:37 am

    هجرة النبي *صلي الله عليه وسلم*


    "علي رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي". هكذا كانت إجابة النبي *صلي الله عليه وسلم* لأبي بكر حين تجهز للهجرة إلي المدينة، وما إن علم الصديق بذلك حتى حبس نفسه علي رسول الله *صلي الله عليه وسلم*، ليصحبه، وعلف راحلتين بذلك استعدادًا للهجرة المرتقبة، وفي السابع والعشرين من صفر للسنة الرابعة عشرة من النبوة جاء الأمر بالهجرة من الله *عز وجل* إلي رسوله الكريم، فانطلق في الظهيرة إلي صاحبه أبي بكر، متقنعًا؛ ليخبره الخبر، ثم رجع *صلي الله عليه وسلم* بعد أن أبرم الخطة مع صديقه إلي بيته ينتظر مجيئ الليل، أما مشركو مكة فقد تعجلوا تنفيذ مؤامرتهم الدنيئة، وقاموا بتطويق المنزل، حتى يغمدوا في صدره الشريف سيوفهم إذا أرخي الليل أستاره، لكن رافع السماوات بغير عمد، مالك الملك، ومدبر الأمر *سبحانه وتعالي*، جرت مشيئته بأن يغادر الرسول بيته، ثم يلحق بأبي بكر؛ ليتحركا إلي غار ثور، وفي الغار كان اختباؤهما عن عيون قريش، التي جن جنونها، وأسرعت في مطاردة الرسول *صلي الله عليه وسلم*، ولما أعجزها الطلب، رصدت مكافأة ضخمة لمن يأتي لها بالمهاجرين حيين أو ميتين، فاجتمع عليه *صلي الله عليه وسلم* مع مطاردة قريش مطاردة سراقة بن مالك أيضًا. ومضي النبي *صلي الله عليه وسلم* في حماية ربه وأمنه قدمًا في الطريق إلي المدينة، وجرت له بها أحداث عديدة، منها: نزوله *صلي الله عليه وسلم* وأبي بكر في خيمة أم معبد، التي هنئت بمقدمه المبارك، ومازال الرسول *صلي الله عليه وسلم* يتقدم في مسيره حتى نزل بقباء، ثم دخل المدينة التي طال اشتياق أهلها لمجيئه وإقامته بها، وبعد أيام من وصوله لحق به أهله *صلي الله عليه وسلم* وأهل أبي بكر، ثم كانت هجرة علي *كرم الله وجهه*.
    الأمر بالهجرة نزل جبريل الأمين *عليه السلام* إلي النبي يخبره بمؤامرة قريش، وأن الله قد أذن له في الهجرة، ويحدد له وقت الهجرة في قوله: لا تبت هذه الليلة علي فراشك الذي كنت تبيت عليه. ومن فوره ذهب الرسول *صلي الله عليه وسلم* في حر الظهيرة إلي أبي بكر متقنعًا، فعلم الصديق أن نبيه لم يأت في هذه الساعة إلا لأمر قد حدث، واستأذن رسول الله *صلي الله عليه وسلم* ثم دخل علي أبي بكر *رضي الله عنه* قائلاً: إني قد أذن لي في الخروج، فأجابه الصديق: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟! فقال *صلي الله عليه وسلم*: نعم. وعاد النبي *صلي الله عليه وسلم* إلي بيته مترقبًا مجيء ليل، ينتظره معه صناديد قريش!.
    تطويق المنزل أمضي كبراء قريش *بل سفهاؤها* نهارهم في الإعداد لمعركتهم الكبرى والتي سيواجهون فيها بشجاعة رجلاً أعزل ينام هادئًا في فراشه البسيط!! وبسخرية شديدة أبدي أبو جهل دهشته المتعالية من أمر النبي *صلي الله عليه وسلم* حين وقف مع جمعه الفتي محاصرًا بيت النبوة غير شاك من نفاذ أمره قائلاً: إن مُحَمّدا يزعم أنكم إن تابعتموه علي أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نارٌ تحرقون فيها. ولا شك أن سخريةً ودهشةً هما أكبر من سخرية أبي جهل ودهشته ستكون من نصيبنا نحن!! نحن الذين نطالع الآن هذا الحدث، ونحن نعلم كيف سيخيب أبو جهل وفريقه، وكيف سيخرج النبي *صلي الله عليه وسلم* من بينهم سالمًا، وكيف سيكون له فيهم ذبح، ويكون لأتباعه من بعده ملك العرب والعجم، أما السخرية فمن موقفه المتعالي ذاك، وأما الدهشة فمما نعلمه من إصراره علي مضيه في طريقه بعد ظفره من هذا الحصار بخفي حنين الشهيرين!.
    الرسول يغادر بيته مر رجل مشرك ببيت مُحَمّد *صلي الله عليه وسلم* ليلاً فرأي أمرًا عجبًا، سادة قريش وكبراؤها ينامون حول باب البيت ورؤوسهم مغطاة بالتراب!! وبدهشة قد خالطتها السخرية أيقظهم متسائلاً: ماذا تنتظرون؟، فأجابوه بثقة الأغبياء: مُحَمّدا. أما مُحَمّد الذي ينتظرونه فإنه قد خرج من بين صفوفهم المتراصة، بعد أن جعل عليًا مكانه في الفراش، وغطاه ببردته، وأخذ حفنة من التراب وجعل يذرها علي رؤوسهم، وهو يتلو: (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)، وأفاق مشركو مكة علي كلمات الرجل، التي ألقاها في وجوههم وهو يتولى عنهم متعجبًا قائلاً: خبتم وخسرتم، فو الله مر بكم، وذر علي رؤوسكم التراب، وانطلق لحاجته، لكن النومى المعاندين نفضوا عن رؤوسهم التراب، وتطلعوا من صير الباب، فرأوا عليًا، فطمأن بعضهم بعضًا قائلين: والله إن هذا لمُحَمّد نائم، عليه برده. فبقوا في أماكنهم متيقظين متنبهين حتى استيقظ علي وقام عن فراشه، فطاش صوابهم، وسألوه عن النبي *صلي الله عليه وسلم* فقال ببساطة: لا علم لي به!.


    من الدار إلى الغار ومطاردة الرسول

    بينا الليل قد أرخي ستاره علي مكة في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر للسنة الرابعة عشرة لبعثته *صلي الله عليه وسلم* إذ سمع أبو بكر الصديق من يطرق بابه، وعلي الفور استقبل الصديق زائره المرتقب مُحَمّدا *صلي الله عليه وسلم*، وأسرع خارجًا معه من باب خلفي بالدار، وعلي عكس المتوقع، اتجه النبي *صلي الله عليه وسلم* وصاحبه جنوبًا باتجاه اليمن، وأخذ يجدُّ وصاحبه في السير خمسة أميال حتى وصلا إلي جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقي، ذي أحجار كثيرة، يعرف بجبل ثور، فتسلقاه إلي أن انتهيا إلي غار في قمة الجبل، عرف بغار ثور فدخلاه.
    في الغار لا شك أن تاريخ الإنسان علي الأرض سيظل يحفظ في ذاكرته هذا المشهد باعتزاز وتقدير! نبي كريم يحمل النور للبشرية يقبع في غار مظلم، وقد أجهده السير، فوضع رأسه في حجر صاحبه، ثم نام لكنه الآن ينتبه، وما أيقظه إلا دموع صاحبه التي انحدرت رغمًا عنه فوقعت علي وجهه الشريف، ويسائل مُحَمّد *صلي الله عليه وسلم* صاحبه: مالك يا أبا بكر؟ فيجيبه الصديق: لدغت، فداك أبي وأمي. إن أبا بكر وقد وجد ثقبين في الغار، خاف علي نبيه العظيم، فوضع في كل واحد منهما قدمًا من قدميه، حتى لدغ، فأبي أن يتحرك حتى لا يوقظ حبيبه، حقًا ما أقسى جبل ثور، وما أرق المشاعر التي حبست في جوفه!، تفل الرسول صلي الله عليه وسلم* علي قدمه، فذهب عن أبي بكر ما أصابه، وبقي المهاجران بالغار ثلاث ليال يأتيهما عبد الله بن أبي بكر بخبر قريش ليلاً، ثم يغدو عليهما عامر بن فهيرة مولي أبي بكر بغنم له، فيشربان من لبنها، ويعود مولي أبي بكر بغنمه إلي مكة، مزيلاً بآثارها آثار ابن أبي بكر.
    مطاردة الرسول *صلي الله عليه وسلم* إن سيوف قريش العازمة علي اختراق جسد النبي الشريف لم تلق في صبيحتها مُحَمّدا في بيته، وبدلاً من اعترافها بالعجز أمام قدرة الله تعالي ومشيئته، استدارت رؤوس الكفر لتصب جام غضبها، وتظهر مدي شجاعتها علي فتي أعزل، وفتاة وحيدة، أما الفتي فكان عليًا، فضربوه وسحبوه إلي الكعبة، وحبسوه ساعة، وأما الفتاة فكانت أسماء بنت أبي بكر، قدموا إليه بقوتهم المتغابية، بعد أن عجزوا عن أن يظفروا من علي بمعلومة تفيدهم، فقرعوا بابها وسألوها عن أبيها، فأجابتهم بثبات: لا أدري والله أين أبي، فرفع المتغطرس الفاحش الخبيث أبو جهل يده، ولطم خدها لطمة طرح منها قرطها، ثم مضي يعوي، وقد لحقه جيش الأغبياء. واجتمعت قريش، وأصدرت أوامرها المتعالية الطائشة: توضع جميع الطرق الخارجة من مكة تحت الحراسة المشددة، ومن يأت بمُحَمّد أو صاحبه حيًا أو ميتًا يمنح مكافأة مائة من الإبل. ينتشر علي الفور الفرسان والمشاة وقصاص الأثر في الطلب. لكن ما جدوى ذلك كله والله هو المقدر والمدبر؟! نعم وصلت أقدامهم الخائبة إلي باب الغار، وخشي أبو بكر من افتضاح أمرهما وقال: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا، وخاف أن يمس رسول الله *صلي الله عليه وسلم* بسوء، فقال: إن قتلت فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة، لكن ما جدوى وصولهم والأمر بيد الله تعالي من قبل ومن بعد؟! هكذا كان الدرس الذي نطق به النبي *صلي الله عليه وسلم* متسائلاً: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟!.
    مطاردة سراقة فارس مترجل عن فرسه النجيبة، يحمل رمحه، ويسعى خلف رجل أعزل يطلب منه الأمان! والأعزل يسير قدمًا، يتلو قرآن ربه، ولا يلتفت إليه! تلك هي الصورة التي نقلتها لنا كتب السيرة لفارس بني مدلج: سراقة بن مالك بن جعشم، حين خرج يطارد رسول الله *صلي الله عليه وسلم* وصاحبه الصديق طامعًا في مكافأة قريش، فعاندته فرسه وغاصت قوائمها في الرمل مرارًا، حتى علم أن مُحَمّدا وصاحبه ممنوعان، وأعطي مُحَمّد *صلي الله عليه وسلم* سراقة الأمان، كتابًا خطه عامر بن فهيرة، ليحتفظ به سراقة، سراقة الذي بدأ يومه محاربًا للنبي *صلي الله عليه وسلم*، ثم أنهي هذا اليوم مدافعًا عنه، بتضليل المطاردين له، وصرفهم عن هذا الطريق.

    في الطريق إلى المدينة

    ثلاثة أيام مرت علي النبي *صلي الله عليه وسلم* وصاحبه في الغار حتى هدأت المطاردة، ثم خرجا بعدها ليبدءا رحلتهما إلي المدينة بصحبة دليلهما عبد الله بن أريقط، الذي كان علي دين قريش، وكانا قد عهدا إليه براحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، وصحبهما أيضًا عامر بن فهيرة مولي أبي بكر، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بطعامهما، ثم تحرك الركب جنوبًا باتجاه اليمن، فغربًا نحو الساحل ثم شمالاً بمحاذاة الساحل، في طريق لا يسلكه أحد إلا نادرًا، وكان الصديق خلال الرحلة يفرغ وسعه لراحة النبي *صلي الله عليه وسلم* وأمنه، فإذا سأله أحد: من هذا الرجل الذي بين يديك؟، أجابه: هذا الرجل يهديني الطريق؛ حتى يخفي حقيقة النبي *صلي الله عليه وسلم* طلبًا لسلامته، ودون أن يكذب، وفي الطريق كانت هناك مفاجأة كبيرة تنتظر رسول الله *صلي الله عليه وسلم* وصاحبه: تلك هي اعتراض بريدة بن الحصيب الأسلمي لهما طمعًا في مكافأة قريش، لكن رسول الله *صلي الله عليه وسلم* دعاه إلي الإسلام، فأسلم من فوره مع سبعين رجلاً من قومه، ونزع عمامته، وعقدها برمحه، فاتخذها راية تعلن بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلاً وقسطًا، وكانت فرحة رسول الله *صلي الله عليه وسلم* بهذا النصر الجديد كبيرة، إذ بإسلام بريدة الذي كان سيد قومه دخلت قبيلة أسلم في الإسلام، وصارت قاعدة إسلامية جديدة علي الطريق بين مكة والمدينة، ولقي النبي *صلي الله عليه وسلم* في الطريق أيضًا الزبير، وهو في كرب من المسلمين، كانوا تجارًا عائدين من الشام، فكسا الزبير النبي *صلي الله عليه وسلم*وصاحبه ثيابًا بيضاء.

    في خيمة أم معبد

    حامل الخير تجد أثره وريحه حيثما مر! ولقد مر نبي الله بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة جلدة تطعم وتسقي من مر بها، إلا أنها اعتذرت عن تقديم شيء لمُحَمّد وصاحبه قائلة: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى، فجاء النبي إلي شاة ضعيفة، لم تستطع لشدة ما بها أن ترعي مع الغنم، ثم مسح بيده الشريفة علي ضرعها، وسمي الله ودعا، فامتلأ لبنًا حلبه النبي *صلي الله عليه وسلم*، ثم سقاها، فشربت حتى رويت، وسقي صحبه حتى روي، ثم شرب وحلب في إناء لها ثانيًا، حتى ملأه ثم تركها وارتحل، وأفاقت أم معبد علي صوت زوجها: من أين لك هذا؟ والشاة عازب ولا حلوبة في البيت؟! فأخبرته خبر الرجل المبارك الذي مر بها فقال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، ثم قال: لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلي ذلك سبيلا!. أما أهل مكة فقد أصبحوا يسمعون صوتًا ينشد بأبيات يصف بها مرور مُحَمّد *صلي الله عليه وسلم* بخيمتي أم معبد، وهم يتبعون صاحب الصوت ولا يرونه، فلما سمع الناس صوت هذا الرجل من الجن علموا أين ذهب مُحَمّد *صلي الله عليه وسلم*.
    النزول بقباء كانت ظهيرة يوم الإثنين الثامن من ربيع الأول سنة أربع عشرة للنبوة، ظهيرة شديدٌ حرها، ألجأت المسلمين الذين كانوا يخرجون لاستقبال رسول الله *صلي الله عليه وسلم*، تتنازعهم مشاعر الخوف، وجواذب الشوق* ألجأتهم إلي الاحتماء ببيوتهم، وفي هذا الجو القلق، الذي يغلفه السكون برداء ثقيل، إذا بصرخة مدوية يطلقها يهودي من فوق مرتفع تشق عنان السماء قائلة: يا معاشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون!. وما كادت هذه الصرخة تصل إلي آذانهم حتى انطلق المسلمون إلي السلاح، وتعالت أصوات التكبير فرحًا بقدومه، وسمع التكبير في بني عمرو بن عوف، وأسرع المسلمون للقاء المرتقب، لقاء خير الأحبة، وسيد الأنام، حامل النور والهداية، مُحَمّد بن عبد الله فأحدقوا به، وأحاطوه وقد كسته السكينة، والوحي يتنزل عليه بقول ربه *عز وجل*: (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير)، وكان يومًا مشهودًا زحفت فيه المدينة بأسرها لاستقبال الرسول، ونزل في بني عمرو بن عوف، ونزل بقباء علي كلثوم بن الهدم، وأقام بها أربعة أيام، أسس خلالها مسجد قباء وصلي فيه، فلما كان بها اليوم الخامس *يوم الجمعة*؛ أرسل إلي أخواله من بني النجار، فجاءوا متقلدين سيوفهم، فركب وأبو بكر خلفه، وسار نحو المدينة، حتى أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلي بهم الجمعة وكانوا مائة رجل


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 8:19 pm