منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد)

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد) Empty باب ما جاء في السحر (تابع كتاب التوحيد)

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الثلاثاء يناير 03, 2012 12:06 pm

    وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 102].
    وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51].
    قال عمر: الجبت: السحر. والطاغوت: الشيطان.
    وقال جابر: الطواغيت: كهّان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حيٍّ واحد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    أنه لمّا كان السحر من أنواع الشرك إذ لا يأتي السحر بدون الشرك، عقد له المصنف هذا الباب في كتاب التوحيد؛ ليبين ذلك تحذيراً منه.
    ما جاء: أي: من الوعيد وبيان منافاته للتوحيد وتكفير فاعله.
    في السحر: السحر لغة: عبارةٌ عما خفي ولطُف سببه. وشرعاً: عزائم ورقى وكلام يُتكلم به وأدوية وتدخينات وعُقد، يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويَقتل ويفرّق بين المرء وزوجه.
    ولقد علموا: أي: علم اليهود الذين استبدلوا السحر عن متابعة الرسل.
    لمن اشتراه: أي: رضي بالسحر عوضاً عن شرع الله ودينه.
    من خلاق: من نصيب.
    الجبت:كلمةٌ تقع على الصنم والساحر والكاهن. وتفسير عمر له بالسحر من تفسير الشيء ببعض أفراده.
    الطاغوت:من الطغيان وهو: مجاوزة الحد، فكل من تجاوز المقدار والحد في العصيان فهو طاغوت.
    الطواغيت كهّانٌ: المراد به أن الكهان من الطواغيت فهو من أفراد المعنى وليس المراد الحصر.
    ينزل عليهم الشيطان: أي: الشياطين لا إبليس خاصة فهو اسم جنس.
    في كل حي: في كل قبيلة.
    المعنى الإجمالي للآيتين:
    يقول تعالى: ولقد علم اليهود الذين استبدلوا السحر عن متابعة الرسل والإيمان بالله لمن استبدل السحر بكتاب الله ومتابعة رسله ما له نصيب في الآخرة، وفي الآية الثانية: يخبر تعالى عن اليهود أنهم يصدقون بالجبت الذي منه السحر.
    مناسبة الآيتين للباب:
    أنهما يدلان على تحريم السحر وأنه من الجبت.
    ما يستفاد من الآيتين:
    1- تحريم السحر.
    2- كفر الساحر.
    3- الوعيد الشديد لمن أعرض عن كتاب الله، واستبدل به غيره.
    4- أن السحر من الشرك المنافي للتوحيد؛ لأنه استخدامٌ للشياطين وتعلق بهم.



    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذا الحديث رواه البخاري ومسلمٌ.
    اجتنبوا: أبعدوا.
    الموبقات: المهلكات، سُميت موبقات؛ لأنها تهلك فاعلها في الدنيا والآخرة.
    الشرك بالله: بأن يجعل لله نداً يدعوه ويرجوه ويخافه.
    التي حرم الله: أي: حرم قتلها.
    إلا بالحق: أي: بفعل موجبٍ للقتل.
    وأكل الربا: أي؛ تناوله بأي وجه.
    وأكل مال اليتيم: يعني: التعدي فيه –واليتيم: من مات أبوه وهو دون البلوغ.
    التولي يوم الزحف: أي الإدبار من وجوه الكفار وقت القتال.
    وقذفُ المحصنات: رميهن بالزنا –والمحصنات: المحفوظات من الزنا. والمراد: الحرائر العفيفات.
    الغافلات: عن الفواحش وما رمين به – أي البريئات.
    المؤمنات: بالله.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    يأمر –صلى الله عليه وسلم- أمته بالابتعاد عن سبع جرائم مهلكاتٍ، ولما سُئل عنها ما هي؟ بيّنها بأنها الشرك بالله، باتخاذ الأنداد له من أي شكل كانت، وبدأ بالشرك؛ لأنه أعظم الذنوب، وقتلِ النفس التي منع الله من قتلها إلا بمسوغٍ شرعي، وتناول الربا بأكلٍ أو بغيره من وجوه الانتفاع، والتعدي على مال الطفل الذي مات أبوه، والفرار من المعركة مع الكفار، ورمي الحرائر العفيفات بالزنا.
    وجه سياق الحديث في باب السحر:
    أن فيه دليلاً على تحريم السحر واعتباره من الكبائر المهلكة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الشرك، وأنه هو أكبر الكبائر وأعظم الذنوب.
    2- تحريم السحر، وأنه من الكبائر المهلكة ومن نواقض الإسلام.
    3- تحريم قتل النفس بغير حق.
    4- جواز قتل النفس إذا كان بحقٍّ كالقصاص والردة والزنا بعد إحصان.
    5- تحريم الربا وعظيم خطره.
    6- تحريم الاعتداء على مال الأيتام.
    7- تحريم الفرار من الزحف.
    8- تحريم القذف بالزنا واللواط.
    9- أن قذف الكافر ليس من الكبائر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2766" ومسلم برقم "89" وأبو داود برقم "2874".



    وعن جندب مرفوعاً: "حد الساحر ضربهُ بالسيف" رواه الترمذي. وقال: الصحيح أنه موقوف"1".
    وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عَبَدة قال: كتب عمر بن الخطاب: "أن اقتلوا كل ساحر وساحرة". قال: فقتلنا ثلاث سواحر"2".
    وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. فقُتلت"3". وكذلك صح عن جندب.
    قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حد الساحر: أي: عقوبته.
    ضربهُ بالسيف: أي: قتله، رُوي "ضربه" بالهاء والتاء.
    موقوفٌ: أي: من كلام الصحابي لا من كلام النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    عن ثلاثة من أصحاب رسول الله: هم: عمر، وحفصة، وجندب.
    مناسبة الآثار للباب:
    أن فيها بيانَ حدّ الساحر بأنه القتل؛ مما يدل على عِظَم جريمة السحر وأنه من الكبائر.
    ما يستفاد من الآثار:
    1- بيان حد الساحر وأنه يُقتل ولا يُستتاب.
    2- وجود تعاطي السحر في المسلمين على عهد عمر فكيف بمن بعده.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "1460"، والبيهقي في سننه الكبرى "8/136"، والحاكم في المستدرك "4/360".
    "2" أخرجه البخاري برقم "3156" وأحمد في المسند "1/190".
    "3" أخرجه مالك في موطئه "2/872".




    باب بيان شيء من أنواع السحر

    قال أحمد: حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا عَوف عن حَيَّان بن العَلَاء حدثنا قَطَن بن قَبِيْصة عن أبيه، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "إن العِيَافَة والطَّرْق والطِّيَرة من الجِبْت""1".
    قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يُخط بالأرض.
    والجبت قال: الحسن: رَنّة الشيطان. إسناده جيد.
    ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسنَدُ منه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن المصنف رحمه الله لما ذكر في الباب الذي قبل هذا السحر، ذكر في هذا الباب شيئاً من أنواعه؛ لكثرة وقوعها، وخفائها على الناس، حتى ظنّوها من كرامات الأولياء، وآل بهم الأمر إلى أن عبدوا أصحابها فوقعوا في الشرك العظيم.
    التراجم:
    1- أحمد هو: الإمام أحمد بن حنبل.
    2- محمد بن جعفر هو: المشهور بغُندُر الهُذَليّ البصري ثقةٌ مشهور.
    3- عوف هو: ابن أبي جَميلة المعروف بعوفٍ الأعرابي ثقة.
    4- عن أبيه هو: قبيصة بن المُخارق الهلالي صحابي مشهور.
    5- الحسن هو: الحسن البصريّ.
    زجر الطير: التفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرّها.
    من الجبت: أي: من أعمال السحر.
    يُخط بالأرض: يخطه الرمالون ويدعون به علم الغيب.
    الجبت رنّة الشيطان: هذا تفسير للجبت ببعض أفراده. والرنة: الصوت، ويدخل فيه كل أصوات الملاهي، وأضافه إلى الشيطان لأنه يدعو إليه.
    ولأبي دواد... إلخ: أي: أن هؤلاء رَوَوا الحديث واقتصروا على المرفوع منه ولم يذكروا تفسير عوف.
    مناسبة الحديث للباب:
    بيان أن العِيافة والطرْق والطيَرة من الجبت الذي هو السحر المنافي للتوحيد.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم ادعاء علم الغيب؛ لأنه ينافي التوحيد.
    2- تحريم الطيرة؛ لأنها تنافي التوحيد أو كماله.
    3- تحريم الملاهي بأنواعها؛ لأنها تنافي طاعة الله وكمال توحيده.
    4- أن الملاهي بأنواعها –من الأغاني والمزامير وسائر آلات اللهو- من رنّة الشيطان الذي شأنه كله الصد عن سبيل الله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أحمد في المسند "3/477" وأبو داود برقم "3907"، وابن حبان كما في الموارد برقم "1426".

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زادَ ما زادَ""1" رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من اقتبسَ: من تعلّم.
    شعبة: طائفة وقطعة.
    شعبة من السحر: المعلوم تحريمه.
    زاد ما زاد: يعني: كلما زاد من علم النجوم زاد له من الإثم مثل إثم الساحر أو زاد من اقتباس شعب السحر مثل ما زاد من اقتباس علم النجوم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر –صلى الله عليه وسلم- في هذ الحديث خبراً معناه النهيُ والتحذيرُ أن من تعلّم شيئاً من التنجيم فقد تعلّم شيئاً من السحر المحرّم، وكلما زاد تعلّمه التنجيم زاد تعلمه السحر؛ وذلك لأن التنجيم تحكمٌ على الغيب، بحيث إن المنجم يحاول اكتشاف الحوادث المستقبلة التي هي من علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر فيه أن التنجيم نوعٌ من أنواع السحر.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التنجيم الذي هو الإخبار عن المستقبل اعتماداً على أحوال النجوم؛ لأنه من ادعاء علم الغيب.
    2- أن التنجيم من أنواع السحر المنافي للتوحيد.
    3- أنه كلما زاد تعلّمه للتنجيم زاد تعلّمه للسحر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "3905" وابن ماجه برقم "3726"، وأحمد في مسنده "1/277، 311".

    وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عُقدة ثم نفث فيها فقد سَحَر، ومن سحر فقد أشرك، ومَنْ تعلَّقَ شيئاً وُكل إليه""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من عقد عقدة: على شكل ما يفعله السحرة من عقدِ الخيوط ونحوها.
    ونفَث فيها: النفث هو: النفخ مع ريقٍ وهو دون التفل.
    فقد سحَر: أي: فعل السحر المحرم.
    ومن سحر فقد أشرك: لأن السحر لا يتأتى بدون الشرك؛ لأنه استعانة بالشياطين.
    ومن تعلّق شيئاً وُكل إليه: أي: من تعلق قلبه بشيء واعتمد عليه وكله الله إلى ذلك الشيء وخذله.
    معنى الحديث إجمالاً:
    يبين –صلى الله عليه وسلم- نوعاً من أنواع السحر وحكمَه، محذراً أمته من تعاطيه. فيقول: إن من أنواع السحر أن يعقد العقد في الخيوط ونحوها، وينفخ في تلك العُقد نفخاً مصحوباً بالريق؛ وذلك أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدةٍ حتى ينعقد ما يريدون من السحر، فتتكيف نفسه الخبيثة بالشر، ويستعين بالشياطين، وينفخ في تلك العقد، فيخرج من نفسه الخبيثة نفَسٌ مقترنٌ بالريق الممازج للشر، ويستعين بالشياطين فيصيب المسحورَ بإذن الله الكونيّ القدريّ.
    مناسبة الحديث للباب؛
    أن فيه بيان نوع من أنواع السحر، وهو سحر العقد المسمى بالعزيمة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- بيان نوع من أنواع السحر وهو ما كان بواسطة العقد والنفث.
    2- أن السحر شركٌ؛ لأنه استعانة بالشياطين.
    3- أن من اعتمد على غير الله خذله الله وأذله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه النسائي، وللجزء الأخير من الحديث شواهد يتقوى بها أخرج الشاهد الترمذي برقم "2073" وأحمد "4/310، 311" والحاكم "4/216".

    وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا هل أنبئكم ما العَضْهُ؟ هي: النميمة القالةُ بين الناس""1". رواه مسلم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ألا: أداة تنبيه.
    أنبئكم: أخبركم.
    العضْهُ: بفتح العين وسكون الضاد مصدر عَضَه يعْضَهُ عضْهاً بمعنى كذَب وسحر والمراد به هنا: السحر.
    النميمة: نقل الحديث على وجه الإفساد.
    القالة: كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يُحكى للبعض عن البعض.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    أراد –صلى الله عليه وسلم- أن يحذّر أمته عن السعاية بين الناس بنقل حديث بعضهم في بعض على وجه الإفساد، فافتتح حديثه بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفوس وأدعى للانتباه، فسألهم ما العَضْهُ –أي ما السحر- ثم أجاب عن هذا السؤال –بأن العضه هو نقل الخصومة بينهم؛ لأن ذلك يفعل ما يفعله السحر من الفساد وتفريق القلوب.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بيّن فيه أن النميمة نوعٌ من أنواع السحر.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن النميمة نوعٌ من أنواع السحر؛ لأنها تفعل ما يفعله السحر من التفريق بين القلوب والإفساد بين الناس –لا أن النمام يأخذ حكم الساحر من حيثُ الكفر وغيره.
    2- تحريم النميمة، وأنها من الكبائر.
    3- التعليم على طريقة السؤال والجواب، لأن ذلك أثبتُ في الذهن وأدعى للانتباه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "2606".


    ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من البيان لسحراً""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    البيان: البلاغة والفصاحة.
    لسحراً: أي: يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل والباطلَ في قالب الحق، فيستميل قلوب الجهال.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يبين –صلى الله عليه وسلم- نوعاً آخر من أنواع السحر وهو: البيان المتمثل في الفصاحة والبلاغة؛ لما يُحدِثه هذا النوع من أثر في القلوب والأسماع؛ حتى ربما يصور الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق؛ كما يفعل السحر. والمراد ذمّ هذا النوع من البيان الذي يلبس الحق بالباطل ويموّه على السامع.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه بيانَ نوع من أنواع السحر وهو بعض البيان.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- بيان نوع من أنواع السحر وهو البيان الذي فيه التمويه.
    2- ذمّ هذا النوع من البيان –وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره ويبطل الباطل ويدحضه فهو ممدوح.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "5146" ومسلم برقم "869".



    باب ما جاء في الكهّان ونحوهم


    روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء فصدّقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الكهان: جمع كاهن وهو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل اعتماداً على الاستعانة بالشياطين.
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    لما كان الكهان ونحوهم يدّعون علم الغيب الذي قد اختص به الله تعالى، وذلك دعوى مشاركة الله تعالى في علم الغيب، أراد المصنف أن يبين في هذا الباب ما جاء في حقهم وحق من صدّقهم من الوعيد.
    ما جاء في الكهان: أي: من التغليظ والوعيد.
    ونحوهم: كالعرافين والمنجّمين والرمّالين.
    عن بعض أزواج النبي: هي: حفصة.
    لم تقبل له صلاة: أي: لا ثواب له فيها.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يبين –صلى الله عليه وسلم- الوعيد المترتب على الذهاب إلى الكهان ونحوهم لسؤالهم عن المغيبات التي لا يعلمها إلا الله، أن جزاءَ من فعل ذلك حرمانُه من ثواب صلاته لمدة أربعين يوماً؛ لتلبّسه بالمعصية. وفي هذا وعيد شديد ونهيٌ أكيد عن هذا الفعل، مما
    يدل على أنه من أعظم المحرمات، وإذا كان هذا جزاءُ من أتى الكاهن فكيف بجزاء الكاهن نفسه! نعوذ بالله من ذلك ونسأل الله العافية.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن إتيان الكُهّان ونحوهم، وعن تصديقهم لمنافاته للتوحيد.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- المنع من الذهاب إلى الكهان وسؤالهم عن المغيبات وتصديقهم في ذلك وأنه كفر.
    2- تحريم الكهانة، وأنها من الكبائر.
    فائدة؛
    من ذهب إلى الكهّان ولم يصدقهم لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، كما جاء في ذلك الحديث الآخر وأما من صدّقهم فقد كفر بما أنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "2240" وأحمد في مسنده "4/68"، "5/380".


    وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم-""1" رواه أبو داود.
    وللأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم-""2".
    ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً"3".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بما أُنزل على محمد: أي: الكتاب والسنة.
    المعنى الإجمالي للحديث بروايتيه:
    الوعيد الشديد على إتيان الكهان والعرافين لسؤالهم عن المغيبات وتصديقهم في ذلك؛ لأن علم الغيب قد اختص الله تعالى به. فمن أتاهم وصدّقهم فقد كفر بالوحي المنزّل على محمد –صلى الله عليه وسلم-.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن إتيان الكهّان والعرافين وبيان الوعيد في ذلك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الذهاب إلى الكهان والعرافين وسؤالهم ووجوب الابتعاد عنهم؛ لأن ذلك كفرٌ إذا صدقهم، ومحرمٌ إذا لم يصدقهم.
    2- وجوب تكذيب الكهان والمنجمين.
    3- من أتاهم وصدقهم فقد كفر بالوحي المنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-.
    4- أنه الكهانة شرك؛ لأنها تتضمن دعوى مشاركة الله تعالى في علم الغيب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "3904" وأحمد في مسنده "2/408، 429، 476".
    "2" أخرجه الحاكم في المستدرك "1/8" وأحمد في المسند "2/429".
    "3" أخرجه أبو يعلى في مسنده "رقم 5408" والبزار كما في الكشف "رقم 2067" وقال الهيثمي في مجمع الزوائد "5/118": رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة بن يريم وهو ثقة.


    وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- مرفوعاً: "ليس منا من تَطيّر أو تُطير له، أو تَكهن أو تُكهن له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم-""1" رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى" إلى آخره.
    قال البغوي: العرَّاف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك -وقيل: هو الكاهن.
    والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
    وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
    وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجِّم والرّمَّال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ليس منا: أي: لا يفعل هذا من هو من أشياعنا العاملين باتباعنا المقتفين لشرعنا.
    من تطيّر: فَعل الطيرة.
    أو تُطير له: أمر من يُتطير له. ومثله بقية الألفاظ.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يقول –صلى الله عليه وسلم-: لا يكون من أتباعنا المتبعين لشرعنا من فعل الطيرة أو الكهانة أو السحر أو فُعلت له هذه الأشياء؛ لأن فيها ادعاء لعلم الغيب الذي اختص الله به، وفيها إفساد للعقائد والعقول، ومن صدّق من يفعل شيئاً من هذه الأمور فقد كفر بالوحي الإلهي الذي جاء بإبطال هذه الجاهليات ووقاية العقول منها. ويلحق بذلك ما يفعله بعض الناس من قراءة ما يسمّى بالكف، أو ربط سعادة الإنسان وشقائه وحظّه بالبروج ونحو ذلك.
    وقد بين كلٌّ من الإمامين البغوي وابن تيمية معنى العرّاف والكاهن المنجم والرّمّال بما حاصلُه: أن كل من يدعي علم شيءٍ من المغيبات فهو إما داخلٌ في اسم الكاهن أو مشاركٌ له في المعنى فيلحق به، والكاهن هو الذي يخبر عما يحصل في المستقبل ويأخذ عن مسترق السمع من الشياطين كما سبق في أول كتاب التوحيد.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي والتغليظ عن فعل الكهانة ونحوها وتصديق أهلها.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم ادعاء علم الغيب؛ لأنه ينافي التوحيد.
    2- تحريم تصديق من يفعل ذلك بكهانةٍ أو غيرها؛ لأنه كفرٌ.
    3- وجوب تكذيب الكهان ونحوهم ووجوب الابتعاد عنهم وعن علومهم.
    4- وجوب التمسك بما أُنزل على الرسول –صلى الله عليه وسلم- وطرح ما خالفه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "5/117": رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة.

    وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد، وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق"1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يكتبون أبا جاد: أي: يقطعون حروف "أبجد هوز... إلخ" التي تسمى حروف الجمل ويتعلمونها لادعاء علم الغيب.
    وينظرون في النجوم: أي: ويعتقدون أن لها تأثيراً فيبنون أمورهم على زعمٍ فاسدٍ واعتقادٍ باطل في النجوم والحساب الذي يظنون أنهم يدركون به علم الغيب.
    ما أرى: بفتح الهمزة بمعنى: لا أعلم، وبضمها بمعنى: لا أظن.
    من خلاق: من نصيب.
    المعنى الإجمالي للأثر:
    يقول ابن عباس: لا أعلم ولا أظن أن من يكتب حروف أبا جاد وينظر في النجوم ويبني على ذلك الحكم على المستقبل، ما أرى لمن فعل ذلك نصيباً عند الله؛ لأن ذلك يدخل في حكم العرّافين المدّعين لعلم الغيب.
    مناسبة الأثر للباب:
    أنه يدل على أن كتابة أبا جاد وتعلّمها لمن يدعي بها معرفة علم الغيب والنظر في النجوم على اعتقاد أن لها تأثيراً، كل ذلك يدخل في العرافة ومن فعله فقد أضاع نصيبه من الله.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- تحريم تعلّم أبي جاد على وجه ادعاء علم الغيب به؛ لأنه ينافي التوحيد. أما تعلّمها للتهجّي وحساب الجمل فلا بأس به.
    2- تحريم التنجيم؛ لأنه وسيلةٌ إلى الشرك بالله تعالى.
    3- عدم الاغترار بما يُؤتاه أهل الباطل من معارفهم وعلومهم.
    لأن ذلك من باب الاستدراج لهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "5/118": رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 8:15 am