منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 رواية الحاجر 5 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    رواية الحاجر 5

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

     رواية الحاجر 5 Empty رواية الحاجر 5

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأربعاء يناير 30, 2019 3:21 am


    142

    _ حسن ، حسن ، هو كمان القلب بيشوف
    كمان زي العين .
    _ أيوه ياسلوتي ، بيشوف كل حاجه.
    _ أنا قلبي مش بيشوف
    حمدان يضحك
    _ يمكن قلبك أعمى ياسلوتي.
    حسن للسلوتي
    _ تقدر توصل المنديل ده للواحظ.
    _ أيوه ، حطلع عليها دلوقتي وأديها المنديل.
    _ بس تخلي بالك من نفسك، وأوعى حد يشوفك.
    _ ماشي.
    ينطلق السلوتي حتى يصل حمارته ويبدأ بها رحلته
    إلى البلده وهو في فرح وسعادة لأنه يشعر أن تلك
    الخدمة تُسعد حسن .


    143
    31_حجرة لواحظ

    أحببتك نبض
    ولن يكون حبك يوما ذكرى
    ومهما جرحني الشوك
    يبقى عطرك بأنفاسي
    في أمسي ويومى وبكر ة
    للحب شموع من من عذاب ووجع لا ينطفئ، والذين
    لا يسمعونه متكلماً لا يتخذهم أتباعاً، لواحظ تمارس
    الوجع في صمت ، تقف في شرفة القصر ، هي إعتادت
    أنت تترقبه من بداية النهار حتى نهاية الليل، تراه قمراً
    سابحاً في فضاء بعيد ومع قدوم الفجر يتساقط عسله
    ليبلل شفتاها العطشى .تحدثه.
    _ ياه ياحسن ، أنا فين وأنت فين؟
    مفيش بينا غير الشوق والوجع والحنين.
    ملكت قلبي وروحي ياحسن ، ليه تشربني
    من كاس على لساني حلو ، وينزل جوه مني مر علقم.

    ........
    144
    السلوتي وصل لدار جعفر يحاول الدخول والغفير
    يمنعه .
    _رايح فين ياسلوتي.؟
    _ عاوز لواحظ.
    _عشان تديني جلبية العيد.
    _ الست لواحظ نامت ، يالا امشي.
    ........
    لواحظ تنظر للقمر لعله يشفق لحالها.
    _ لو بإيدي ياحسن، كنت تركت كل حاجه
    وجيتلك وعشت معاك .
    تتنبه لحوار عند الباب وتسمع صوت السلوتي
    وهو يصمم على مقابلتها.
    السلوتي للغفير.
    _لا ، أنا مش حمشي من هنا ، غير
    لما أشوف لواحظ.
    لواحظ أدركت أنه جاء كالعادة ينتظر منها العطايا
    تنادي على الغفير .
    145

    _ سيبه يامهران ، أنا نازله أشوفه
    تجمع لواحظ بعض الفاكهة والحلويات وتضعهم في
    منديل وتصرهم وتحمله وتنزل إليه.تصل الباب وتطلب
    من مهران أن يفتح الباب ، تطلب من السلوتي الدخول
    يدخل سلوتي ، يتلفت يميناً ويساراً حتى إطمئن أنه
    لا يوجد أحد، لواحظ في دهشة وحيرة من تصرف السلوتي
    هو تصرف جديد عليها .
    _ فيه أيه ياسلوتي ؟ مالك ؟
    السلوتي يكرر النظر يميناً ويساراً مرة آخرى ، ثم يضع
    يده من جيبه ويُخرج منديل حسن .
    _ حسن باعتلك المنديل ده .
    لواحظ بدهشه.
    _ حسن باعتهولي أنا.
    _ أيوه .
    تمسك بالمنديل وتفتحه وتقرأ
    ( إن ماكنتش شايفك بعنيه ، أنا شايفك بقلبي يالواحظ)
    146

    لواحظ في فرحة غير عادية، تشعر أن الكون يبتسم
    لها وكل مافي الحديقة يرقص ويغني، وضعت المنديل
    ناحية صدرها.
    _ ياقلبي ياحسن .
    أخيراً إنتبهت للسلوتي وحاولت أن تتماسك.
    _ وحسن عامل أيه ياسلوتي ؟
    _ حسن حلو ، أنا رحت قولتله اللزي كاري
    عليك منازع علشان يقتلك بالباروده.
    _ وأنت عرفت منين ياسلوتي
    _أنا سمعتهم بيتحدتوا عند نخلات مُصبح .
    ... بينما لواحظ تتحدث للسلوتي ،تسمع مهران
    يرحب بهارون ويدخل هارون ولواحظ تخفي المنديل
    في صدرها وتهب السلوتي صرة الفاكهة والحلويات
    هارون للسلوتي.
    _ بتعمل أيه هنا ياواد ياسلوتي ؟
    لواحظ
    147

    _ أنا ندهت عليه علشان أديه حاجه.
    هارون للسلوتي .
    _ واخد الحاجه .
    السلوتي يُبرز له الصُرة .
    _ أيوه أخدت .
    _ طيب إمشي غور ، إنجر من هنا .

    ...........
    مغارة الثعابين
    عندما يسود الظُلم ويغيب العدل ، من يحمينا من عوادم
    الإنسانية المسممة ،يعدمون الحق ليحيا الباطل وهكذا يكون أهل العار فالحياة في نظرهم لا تتسع إلا لهم حتى لا يقتلهم ضمير الشرفاء، أسوأ مصير للأرض أن يحكمها الأغبياء
    والحمقى.
    منازع بعدما تناول بعض فاكهة الجوافة ، إتكأ على حائط
    المغارة ، أشعل سجارته الملفوفة ، أخذ نفساً عميقاً
    وحدث نفسه بصوت عالي وهو في دهشة وتعجب .
    148

    _بقى اللزي اللي المديرية كلها بتخاف منه
    وتعمله ألف حساب ، يكريني أقتل واحد
    دنا لو الدنيا كلها كرتني أقتل ، اللزي بالذات
    ما أصدقش أن يفكر يكريني ، أيه الحكايه
    ومين حسن ده اللي أول مره أسمع عنه
    وشكله أيه ، على العموم كلها كام يوم
    واصطاده في فخي.









    149

    32_ بالقرب من خيمة حسن .
    نحن ندفع ثمن تذكرة قطار السعادة وعندما نتفحصها لا نجد إسما للقطار ولا موعد للقيام ولا رقم لعربة ولا رقم لمقعد جلوس ولا محطة إنتظار، حسن وحمدان بالقرب من الخيول
    _ تعالى ياحمدان اركب فرسك، حنوصل مشوار.
    _مشوار فين .؟
    _ حقولك عليه ، بينا قبل مامرسال يجي
    مش عاوز حد ياخد خبر.
    _ طيب قولي حنروح فين ؟
    يتجهان نحو الأحصنة ويمتطي كلا منهم حصان
    وينطلق حسن وخلفه حمدان .
    حمدان يقترب منه.
    _ قولي أنت مودينا فين بس؟
    _فيه ضيف جاي علشان يقابلني
    ولازم أرحب بيه .

    ........
    150
    في حجرة لواحظ ، هي مستلقيه على ظهرها وتمسك
    المنديل وتقرأ مافيه عشرات المرات وعيناها تنهمر بدموع
    الفرحه ، هي تحترق على وسائد الشوق تتمنى أن تتوحد
    أنفاسهما ،فللشوق أسرار وللغياب حكايات ونظل نحتضن بسمة الحنين وأبصارنا معلقة علي أرصفة الإنتظار.
    بينما هي في فرحتها تتذكر ماقاله السلوتي عن منازع
    وأن اللزي سلطه لقتل حسن ، بدأ قلبها ينقبض، حتى
    السعادة لا تأتي بحالها ولكن تأتي ملفوفة في منديل
    وجع وكأن حالها يقول .
    إن توسد الحزن صدري
    وفاق الشوق صبري
    وغلب الحنين أمري
    وطوت الذكرى عمري
    سوف تظل عسلي
    وكل مري




    151
    ...........
    بالقرب من مغارة التعابين يتوقف حسن بحصانه وخلفه حمدان ، ينزل كلا منهما من فوق حصانه .
    _ استناني هنا ياحمدان .
    _ عرفت أنت جاي ليه دلوقت
    جاي تقابل منازع .
    _ ضيفي ولازم أرحب بيه.
    حمدان يحاول أن يُثني حسن عن موقفه .
    _ بلاش ياحسن ، أنا قلبي متوغوش
    هو فيه حد يروح للشر برجليه.
    _ بص ياحمدان أقولك كلمتين خليهم حلقه
    في ودنك ،العدو اللي تشوفه بعنيك ويبقى
    هو كمان شايفك ، أحسن ألف مرة من عدو
    يشوفك وماتشوفوش وممكن يخلص عليك
    في لحظة غدر من غير ماتشوفه وتحس بيه.
    _ خلي بالك ياحسن منازع قوي ومش سهل.
    ومعاه كمان باروده زي ماقال سلوتي.
    _ قول يارب.
    152
    .........
    داخل المغارة اللزي يوقد نار ويضع عليها كنكة شاي
    هو يعشق السجارة وكوب الشاي ، هو يفضلهما عن
    أي شئ ، وللشاي تاريخ وأساطير ، في أحد
    أساطير الصين المشهورة , كان شينونج الإمبراطور التاريخي للصين
    ومخترع الزراعة والطب الصيني ،يشرب وعاء من الماء المغلي بسبب
    القرار الذي أصدر للرعية وهو ينص على وجوب غلي الماء قبل شربه,
    فقديما في 2737 قبل الميلاد عندما طارت بسبب الرياح بضعة أوراق من
    شجرة وسقطت في الماء تغيير لونة. فقد أخذ الإمبراطور رشفة من الماء
    وكان الطعم مفاجأة سارة لكونه منعش ولجمال نكهته.
    وتقول أسطورة أخرى أن الإمبراطور قام بإختبار الخصائص الطبية لأعشاب
    متعددة وذلك بتجربتها على نفسة . فبعض من هذه الأعشاب سامة ، وقد
    وجد الشاي ليعمل كمضاد وقد ذكر شيبونج للحكيم على ضرورة العمل
    المبكر في هذا الموضوع .
    صب منازع كوب من الشاي وبدأ يرتشف منه بصوت عالي مثير
    للإشمزاز .وبينما هو يأخذ رشفة عميقه من كوب الشاي ترن
    في أذن حسن الذي دخل إلى المغارة وهو يبتسم.
    _ إزيك يامنازع .
    153

    منازع تهزه المفاجأة ودخول هذا الغريب عليه وهو لا يخطر في
    باله أن يأتي إليه حسن في جحره .
    _ مين أنت ؟ وتعرفني منين ؟
    _ أنا جيت عشان أعرفك ، وكمان علشان تعرفني
    أنت.
    _ وأنا حعوز أعرف خلقتك ليه ؟
    _ علشان أنت عاوزني ، وجاي تدور عليه
    _ هو أنت ؟
    _ أيوه أنا ، أنا حسن اللي بتدور عليه يامنازع.
    منازع بدهشة.
    _ حسن .
    حسن يتكأ على عصاه .
    _ أيوه حسن ، جيتلك برجليه علشان تاحد العشرين أردب.
    منازع يحاول أن يمسك بالبندقية ، يلاحقه حسن بوضع العصا
    ودهس كفه،
    _ مش عيب منازع يتحامي في باروده.
    منازع ساخراً .
    154

    _ ما انت متحامي في عصايه.
    حسن يرمي بالعصايا بعيداً ويركل البندقية بقدمه بعيداً عن منازع.
    _ أنا من غير عصايه دلوقت ، وريني عندك أيه ؟
    _ حوريك وأعفر جتتك في التراب ، ولو أني فرحان
    أني لقيت اللي قدر يتجرأ على منازع .
    منازع يهجم على قدمي حسن بقوته ويطرحه أرضاً، يركله حسن بقدميه
    بقوة ترمي منازع على حائط الكهف ،حسن يقف سريعا ويتبادلا الضربات
    بالأيدي وبالركل بالقدم وبالرأس، منازع يمسك حسن بقوة فيعاجلة
    بضربة رأس قوية ، يترنح على إثرها منازع ، يعاجله حسن بضربة
    بقبضة يده ، يسقط منازع على الأرض ، وجاء سقوطه بالقرب من عصاة
    حسن ، نسي شرف القتال أمام إهانات حسن له بضربات أفقتدته إتزانه
    أمسك بعصا حسن وشب واقفاً محاولاً ضرب حسن ، يتفادى حسن الضربة
    وبحركة سريعة يطوي العصا بذراعه الأيمن ويسحب منه العصا ،عاجل منازع بضربة قوة ، تفاداها أيضاً منازع وأمسك العصا ولكن لم يخلصها
    من يد حسن ، يحاول كلا منهما إفلات العصا من يد الأخر ، تظهر قوتهما
    حسن يشد العصا بقوة نحوه فيندفع معها منازع فيعاجله بضربة رأس قوية
    تسقط العصا من يد منازع ويعاجله حسن بعدة ضربات قوية يسقط بعدها
    155

    منازع على الارض ويقف على جسده حسن واضعاً العصا
    على صدر منازع ، الذي إنهارت قواه وفقد المقاومة، يستسلم
    _ منازع مقدرش ياخد رقبة حسن ودلوقت مايستحقهاش
    وانت ياحسن تستحق رقبة منازع اللي البلاد كلها مستنياها
    _ أنا جيت علشان أشوفك ، عاوز تاخد رقبتي ليه ، عملتلك أيه.
    _ أنا قاتل بيقتل ويقبض التمن ، مايهمنيش أعرف اللي حقتله
    أو معرفوش .
    _ بتقبض على الراس كأن البني أدم دبيحه وراسه رخيصه
    مالهاش تمن عندك إلا كام أردب أو كام آقجة.
    _ كنت فاكر كده إنها رخيصة ياحسن ، دلوقت ورقبتي
    تحت إيدك حسيت بقيمة البني أدم ، أنا جيت أخد رقبتك
    دلوقتي أنا رقبتي تحت إيدك .
    _ رقبتك يامنازع ملك اللي خالقها ، هو بس اللي يقدر ياخدها
    أنا مش حقتلك ولا أعمل زيك وأقولك تشتري بكام رقبتك
    أنا عفيت عنك، قوم أقف يامنازع ، مش عاوز منك حاجه.
    منازع وقف صامتاً أمام مروءة حسن ورغرغت عيناه
    بالدموع .
    156

    _ مش عارف أقولك أيه ياحسن ؟
    _ ماتقولش حاجه يامنازع .
    منازع يتجه نحو البندقية وحسن ثابت ويترقب بحذر
    هل يعاجله بطلقه ، منازع يمسك البندقية من منتصفها ويتجه
    بها نحو حسن .
    _ ليه عندك طلبين ياحسن ؟
    _ قول يامنازع .
    _ أول حاجه تقبل مني البارودة دي هديه مني ، أهي
    تنفعك واكفر بيها عن البارود اللي اديته لجعفر ورجالته
    ومستنيين يضربوك بيه .
    _ وأنا قبلت الهديه يامنازع ، الطلب التاني أيه ؟
    _ تاخدني صاحب ليك ياحسن .
    حسن يبتسم ويقترب من منازع ويحتضنه ومنازع لا يسيطر على
    الدموع التي تتسابق على وجهه .



    157

    .........

    حمدان ينتظر حسن ، بدأ القلق يتسرب إليه من تآخير حسن في مغارة التعابين وخشي أن يكون أصابه مكروه ، لم يعبأ بأصوات الذئاب التي تحيط
    به .
    _ اتعوقت كتير ياحسن ، ماكنش له لزمة المشوار ده .

    ........

    حسن ومنازع ينزلان من المغارة ببطء وهما يتحسسان الأحجار
    منازع كاد أن يختل توازنه ، لولا أن حسن تلقفه .
    _ أيه يامنازع ، عجزت ولا أيه ؟
    _ اتعترت في طوبة ياحسن ، كانت حتشقلبني
    قول لي اللزي حيتجن منك ، أنت عملتله أيه.
    _ ماعملتلوش حاجه ومفيش حاجه بيني مابينه
    _ إزاي ، طيب كاريني عليك ليه ؟
    اللزي مابيكريش على حد ويقدر يعمل كتير قوي
    158

    ولما يكريني أنا يبقى مش قادر يعمل معاك حاجة
    _ هو بس مش قادر يطولني مش أكتر.
    _ يبقى فيه سبب كبير علشان يطاردك ويكري
    عليك .
    _ دي حكايه طويله ، حبقى أحكيهالك يامنازع .

    ..........
    حمدان يقف ممسكاً بحصانه وحصان حسن ويترقب تبة المغارة
    من بعيد ، يلمح شبحان ينزلان ،
    _ أيه اللي أنا شايفه ده ، حسن مش لوحده ولا يكونوا مين .
    يحاول أن يتبين الملامح ، بدأ حسن في الظهور وبصحبته.
    منازع .
    _ أيه ده؟ ، حسن ومعاه منازع !
    أيه اللي لم الشامي ع المغربي.
    يقترب حسن ومعه منازع من حمدان .
    _ معلش ياحمدان ، إتأخرت عليك
    ينظر لمنازع وهو يبتسم .
    159

    _ أصل منازع تعبني .
    منازع ساخراً
    _ أنا اللي تعبتك ولا أنت اللي ورمت جتتي .
    حسن يُعرف منازع على حمداني
    _ ده حمدان ابن الحمداني يامنازع ، صاحبي
    وأخويه تعرفه ؟
    _ لا ماشفتوش قبل كده .
    حمدان
    _ أنا مش فاهم حاجه ؟
    حسن لحمدان
    _ عاوز تفهم ايه بس ؟ منازع بقى واحد مننا
    حمدان يرتاب ولم يعجبه ماقاله حسن.
    _إزاي ياحسن ؟
    _ ماتقلقش من منازع ياحمدان ، منازع راجل
    وراجل جدع كمان ، ده اداني ابارودة بتاعته.
    منازع
    _ من حقه يقلق ياحسن ، مفيش حد في البلاد يأمن منازع.
    160

    33_ دار الشيخ أدم
    كلما ضاقت الحناجر بالبوح ، تعلقت بأنشودة الأمل حتى تُفرغ ما أثقلت
    به الحنايا ، ليتها كانت تنام الأعين قريرة ، وتسمح بإزالة بقايا دمع
    ببضع أحلام طفيفة ، أصعب الأوقات في الصعيد ، وقت القيالة وهو
    يبدأ من الظهر بتعامد الشمس على الأرض ، حر قارس الحرارة
    الشيخ أدم يجلس بعيداً عن حرارة الشمس ، يستظل بالخوص ،يجلس
    على حصيرة يصنع حبلاً ، يضع الليف بين أصبعي الإبهام والسُبابة
    ويفتل حبات الليف المنسولة إلى أعلى بأن يلف بعضها فوق البعض
    الشيخ أدم أنجز أكثر من مترين في الحبل ، هو يفتل وشحاته ينسل
    له من الليف وهو يغني .
    _ دا زمان كانت مشطه
    والنيل مالي الأراضي
    خراب يابيت بطه
    عمار يابيت نفادي
    _ أتغني ياابن عزيزه ، ألم تجد ماتغني
    به سوى بيت بطه وبيت نفادي .
    _ يعني أيه يابا زمان كانت مشطه؟ ويعني
    161

    أيه بيت نفادي وبيت بطه .
    _ يعني كانت الدنيا زمان عايمه على بعضها
    وماكنش فيه سدود ويجي الفيضان يغرق
    البيوت كلها ومن ضمنها بيت بطه وبيت فادي
    علشان في مكان عالي ، الميه ماتوصلوش.
    تدخل عزيزة
    _ خلصت الحبل ياادم.
    _ ان شاء الله تنطسي في نظرك ، أنت ياوليه
    مش شايفاني بفتل في الحبل، وأنت مستعجلة على أيه.
    _ عاوزه أخلص السباته علشان في الليل معزومه .
    _ مرات محمد عوض عزماني على حرق القمير.
    _ وفرحانه .؟
    ساخراً الناس تعزم بعض على غدا ولا عشا
    على بطه ولا ديك وانت معزومة على حرق القمير.
    ...القمير هو المرحلة الثانية بعد صناعة الطوب يتم بناءه بأكثر من عشرة
    آلاف طوبه وترك فراغات كثيرة داخلية يصلها النار وهو على شكل دائري
    بنصف قطر حوالي خمسة متر وبارتفاح يزيد عن العشرة أمتار ، يتركون
    162

    في منتصفه فوهة كبيرة وعميقة ومرتفعة في الوسط ويقومون
    بتجهيز الحطب والبوص ويوقدون عليه النار من بعد صلاة العشاء
    حتى صباح اليوم التالي ويَسْوَد القمير من كل جوانبه من دخان الحريق
    ويحمر كجهنم من داخل الفوهة ويتركونه حتى يبرد بعد أن يحمر كل
    الطوب .

    ........
    ليله في حجرتها في دار اللزي ، تتزين وتتجمل ، تُكحل عينيها
    من محرمة قماش بها أكثر من خمسة زجاجات للكحل ، تخرج
    من الغرفة ، تتجه لنصف الدار تكيد منيرة ، منيرة تحرك
    ذراع الطلمبة لجلب الماء في صفيحة لتسقي به البهائم ، تنظر لليله
    بغيظ فتحدثها ليله ببرود وكبرياء .
    _ إزيك يامنيره .
    منيرة ترد بإقتضاب
    _حمدالله بالسلامه .
    _ على أيه يااختي .
    _ على خروجك من حبستك ، وكمان متزوقه
    163

    وليك نفس تتزوقي .
    _ وما أتزوقش ليه ، هما اللي بيتزوقوا
    أحسن مني ، الله جو العصريه حلو.
    .... يدخل اللزي وتفاجئه ليله بزينتها فيمتلأ وجهه بالسرور والسعادة.
    _ والله منوره الدار .
    _ الدار منورها بأهلها.
    منيرة في حالة غيظ و كبت تود أن تسحبها من شعرها وتوقعها أرضاً
    وتُشبعها ضرباً، حملت منيرة صفيحة الماء التي إمتلأت من ماء
    الطلمبه واتجهت بها ناحية حوش البهائم وهي تمصمص الشفاه
    من الغيظ ، تدخل حوش البهائم وتصب لهم الماء وتحدث نفسها
    _ ماشي يابنت الحمداني ، أنت عاوزه تفرسيني ، طيب
    حشوف أنا ولا أنت ياعشيقة الرجاله.

    ..........

    لواحظ مستلقيه على فرشها ، نامت نوماً عميقاً ، لم يحدث لها
    من قبل ، فكلمات حسن منحتها حياة بعد عدم وأمن بعد خوف
    164

    وحيرة ، هو يبدأ به نهارها وينتهي به ليلها ، تراه نصف
    من القمر ونصف من الشمس ، هو كل رحلتها في الكون.
    حليمه تطرق الباب ، لواحظ تفيق من نومها .
    _ ادخلي ياحليمه .
    تدخل حليمه وتتعجب من وجود لواحظ على الفراش ويبدو لها
    أنها مستقيظة الآن .
    _ أنت لسه نايمه لحد دلوقت .
    _ أول مره أنام كتير كده ياحليمه
    _ إحنا داخلين على العصاري .
    _ معقوله أكون نمت ده كله .
    _ لا ، الحكايه فيها سر.
    _ أيوه فيها سر ، السر في المنديل ده .
    تضع لواحظ المنديل على صدرها وتحتضنه .
    _ أنت باين عليك اتخبلتي ، بتحضني منديل.
    _ وابوسه كمان وأطير بيه .
    _ والنعمه اتخبلتي رسمي ،منديل يهوسك كده .
    _ يهوسني ويجنني واكتر من كده ، منديل حسن
    165

    يابت ياحليمه .
    بدهشة وإستغراب
    _ منديل حسن ؟
    _ وجالك ازاي .
    _ بعته مع السلوتي ، وكاتبلي عليه .
    تنظر حليمه للكلام المكتوب ولا تستوعبه ولكن الكتابة بالدم أدهشتها.
    _ ده كاتب بدم على المنديل .
    _ أيوه ياحليمه ، حسن كتبهولي بدمه ، عرفتي
    ليه المنديل غالي عليه .
    _ أنا عقلي خلاص حيطير مني
    أنتوا حتموتوني ناقصه عمر.
    _وأنا عقلي وقلبي وروحي طاروا
    طاروا مع حسن ياحليمه .




    166

    34_ بالقرب من الخيمة
    عليك أن لا تتخيل كل الناس ملائكة حتى لا تفقد أحلامك ،ولا تجعل
    ثقتك فيهم عمياء فتبكي على سذاجتك ، يجب أن تتعامل بحيطة وحذر
    تعطي كل الثقة وتفترض حسن النية وأنت في ترقُب وحذر ،حسن يمنح
    منازع كل الثقة وحسن النية ومنازع بدوره يحاول أن يُثبت لحسن
    أنه تغير للأفضل ،حسن يجلس مع منازع على الرمال على ضوء القمر
    يحكي له قصته ويده اليمني تلهو بالرمال ، فيملأ قبضته بالرمال ويُفرغها
    من أسف قبضته ومنازع يُنصت له وهو الآخر يلهو ولكن مع الحصى
    يمسك بالحصى الصغير ويقذف بها بعيداً.
    _ جيت هربان البلد دي بعد ماعدموا أبويه وهربني
    من هناك عمي رحان ربنا يرحمه .
    _ مين رحان ده ؟
    _ يبقى أبو مرسال .
    _ العبد بتاعك ..؟
    _ هو صاحبي وأخويه يامنازع ماتقولش عبدي.
    أبوه وامه تعبوا علشاني واتحملوا كتير واللزي
    خطف عم رحان وحبسه في حوش البيت لولا
    167

    ماهربته من هناك وكانت صحته تعبت ومات هنا.
    _ وبعدين ياحسن ؟
    _ ربنا كرمنا براجل طيب ، أخدنا على مركبه
    اسمه منقريوس.
    _ عارف منقريوس ، أخو المقدس أرمنيوس.
    _ أيوه ، خلاني نزلت في ضيافة المقدس أخوه وفتحت
    عيني تاني يوم على كُريم وهو جاي عاوز يمشي المقدس
    وياخدوا داره .
    _ يبقى أنت بقى اللي ضرب كُريم ؟
    _ ماكنش قدامي غير كده ، علشان أحفظ للمقدس داره.
    _ علشان كده ، هربت للجبل ، طيب واتعرفت على الحمداني
    وحمدان إزاي ؟
    _ اللزي عاوز يتجوز ليله بنت الحمداني بالعافيه وهي زوجة
    لسديري ابن اخو الحمداني ، أنا نزلت هربت ليله وبعدها
    هربت سديري وقتله اللزي في المغاره اللي كنت قاعد فيها.
    _ وليله دي فين ؟
    _ أخدها اللزي وحابسها في داره.
    168

    _ يابوي ، دا أنت حكايتك حكاية ياحسن .
    أنا شُفت في حياتي كتير ، لكن ماشُفتش
    اللي أنت شُفته.
    _ أهل البلد غلابه يامنازع وجعفر واللزي
    وهارون بيمصوا في دمهم ومستعبدينهم.
    _ تصدق أنت حسستني بأني راجل ناقص
    شيطان بيفرح بالخوف اللي يشوفه في عيون
    الناس ، راجل ، قلبه مات من سنين .
    _ وقدامك الفرصة تصحي قلبك الميت
    وتكفر عن اللي عملته في الناس .
    _ أكفر عن أيه ؟ ولا أيه ياحسن ؟
    _ رحمة ربنا واسعه.
    _ وأنا من إيدك دي لإيدك دي.
    يمد يده ليصافح حسن الذي يُفرغ التراب من قبضة يده وبدلاً من أن
    يمد يده لمصافحة منازع ، أمسك بها من المعصم وصرخ صرخة
    كبيرة ، الصوت وصل لداخل الخيمه حيث الحمداني وحمدان ومرسال
    فظنوا السوء في منازع وخرجوا مسرعين نحو حسن .
    169

    _ أيه اللي حصل ياحسن .
    _ حاجة لدغتني جامد .
    _ دي دفينه ياحسن ، هات إيدك .
    يمسك منازع بيد حسن ويُخرج خنجر من ملابسه ويقوم
    بجرح المكان الذي أشار عليه به حسن وقام بتشريطه عدة
    شرطات لخروج السم ، ومد فمه في كف حسن ، يمتص الدم المسموم.
    ويبصق به بعيداً، وصل الحمداني وحمدان ومرسال ، ووجدوا منازع يمتص
    الدماء من كف حسن .
    الحمداني
    _ فيه أيه يامنازع ؟
    _ الظاهر إن دفينه لدغت حسن.
    _ ياساتر يارب ، دي لدغتها أصعب من العقربه.
    _ أنا خرجت الدم المسموم ، شوفولي خَلَقْه قديمه
    أربط بيها إيده .



    170

    .........
    في الدرب
    نأتي للحياة بصفحات بيضاء نقية ، وعندما نصل لمرحلة الوعي يمسك
    كل إنسان فرشاة لرسم صفحات حياته، منا من يحولها للوحة سوداء
    قاتمة ومنا من يتفنن في توزيع الألوان ويرسمها بشكل ساحر وجمالي
    ومنا من لا يجيد الرسم ويملأها تلطيش بالألوان.
    يشعه تسير حاملة البلاص على رأسها في الدرب ، فتقابلها حليمه
    هي الآخرى في الطريق للبئر ، حيث تنتظر كلا منهما دورها ويشاهدان
    خلف الملا وهو يعتريه الغرور لتحكمه في ماء البير ،هو لايحرص
    على دور كل واحدة منهن إلا قليلاً هو يجامل دائماً.
    _ أنت لسه رايحه تملي ميه دلوقت يايشعه.
    الشمس قربت تغيب.
    _ لقيت الزير مافيهوش ولا نقطة ميه ، كنت مكسله.
    _ أنا قربت املا الزير يمكن المره دي وخلاص.
    _ لواحظ عامله أيه يايشعه؟
    _ اسكتي ، دي طايره من الفرح ، من وقت
    ماحسن بعتلها المنديل وكتبلها فيه كلام بدمه.
    171
    يشعه بتعجب ودهشة
    _ حسن بعتلها منديل ، إزاي ؟
    _ بعته مع السلوتي وكتب عليه كلام حلو قوي.
    _ يا عيني عليك ياحسن ، دانت واقع خالص
    وكمان كاتبه بدمك.
    _ ولواحظ كمان ، مفيش في حياتها غيره .
    يصلان للبئر ، من حسن حظهن لا يوجد زحام على البئر
    خلف الملا بدأ في ملأ الماء داخل بلاص كلاً منهن.
    _ بتروحي لليله ياحليمه.
    _ أيوه ، هو أنا ورايه غير ليله ولواحظ ونكدهم.
    _ خلي بالك معاها .
    _ ليله رايقه دلوقت وبطلت تلبس السواد.
    _ أهو روقانها ده اللي قلقني.
    ينتهي خلف الملا من ملأ بلاص كلاً منهن.وساعدهن في رفع البلاص
    على رؤوسهن واستكملا حديثهن وهن في طريق العودة .
    _ ماتخافيش عليها ، ليله مش ساهله، دي مجننه منيره.
    _ ومنيره كمان مش ساهله ، دي تلعب بالبيضه والحجر.
    _ مش طايقين بعض وطول اليوم نافر وتقير.
    172

    بس اللزي واقف مع ليله.
    _ عاوز يرضيها علشان توافق ع الجواز.
    _ أيوه ، هو بيدحلب عليها علشان كده.

    .........
    في الجبل
    وقت الغروب يجلس حسن بصحبة منازع ،يتأمل الشمس وقت الغروب
    وكأنها تسبح على بحر شاطئ جميل لون مياهه إكتسى باللون البرتقالي
    مع مزيج من اللون الأحمر، ينتابهما السكون والصمت، هو يتابع النهاية
    المعتادة ،اليومية لرحلة النهار والأيام ، يكسر حدة الصمت منازع.
    _ أنا حنزل الليله ياحسن ، أطقس على الأخبار
    وأشوفك في الليل، وأقولك كل حاجه.
    _ ولو سألك اللزي عن رقبتي ، حتقوله أيه؟
    _ أقوله عاوزني أدور في الجبل كله
    وأجيبة في يوم وليله ،ولاأيه.
    حسن يبتسم
    _ إنزل أنت يامنازع وربنا معاك.
    173

    يبدأ منازع رحل النزول إلى أسفل نحو البلدة، حسن ينظر إلى البلدة من بعيد
    بلاد الدهشة أسوارها مليئة بمصابيح تخطف الأبصار ولا زلنا ننتظر خفض الضوء حتي نُبصر، يحدث نفسه .
    _ آه يابلد ، على أد مافيك من شر.
    جواك أحلى حلم وأجمل قمر
    ياترى وصلك المنديل يالواحط
    وقريتي الكلام اللي كتبتهولك.
    يعود ويعطي ظهره للبلدة ويتأمل في الجبل، إن كنت تمر بضيق أو حزن
    عليك بالتأمل ففيه راحة وحياة، إن شعرت بالوحدة فلا تجزع ، ففي التأمل
    مايُغنيك عن البشر.، حسن يتأمل في الجبل ورغم أنه بدأ مع خيوط الليل
    يظهر كشبح عملاق، لم يشعر حسن بحمدان.يقترب منه.
    _ فيه حاجه ياحسن ، بتبص ليه كده للجبل.
    _ الجبل والأرض وبلدكم مفيش فرق.
    _ مش فاهم تقصد أيه ؟
    _بقصد أنه مفيش فرق بين الجبل والبلد؟
    _ إزاي ، الأرض بتجمع الحب والكراهية ، الخير والشر
    الحسد والغل ، والجبل أيضا كل الأعداء، الديب
    174

    والضبع والأسد والتعلب ، بس تعرف
    ياحمدان الوحوش أرحم مننا.
    _إزاي طول اليوم بيطاردوا في بعض.
    _ بيطاردوا بعض علشان ياكوا
    ولو أكلوا وشبعوا خلاص
    لكن البني ادم مابيشبعش ،عاوز ياكل
    ويحرم غيره من الأكل.
    _ بس مايعرفوش الحب.
    _ مين قلك، الحب عندهم وكمان النظام
    حتلاقي كل الديابه عايشين مع بعض في حب
    ونظام ويحترموا بعض وعلى الخير والشر تلاقيهم
    ايد واحده ، قبيلة الأسود كده وكل قبيلة حيوان
    ولكن إحنا بنتربص لبعض ونسرق بعض
    ونقتل بعض.
    _ أنت لحستلي عقلي، إحنا مالنا ومال الكلام ده .
    حسن يبتسم
    _معلش أنا تقلت عليك ، بهون على نفسي
    175

    ……….
    لا تخسر همسات الصباح ، هي دائماً ممتلئة بأجمل الأحاسيس، يسكبها
    حبر أبيض شفاف خالي من الألم ،هي تمسح ماقبلها من وجع الليالي
    إملأ الصباحات بالأمل وروح التفاؤل ، الأشرار يستقبلون الصباح بحبر
    أسود ، يكتبون رسائل الوجع وينثرونها في الهواء ، تحملها الريح
    ويتلقفها البسطاء من البشر.
    .....مع تباشير الصباح ، جعفر يمتطي حصانه مسرعاً ، مخلفاً حوله
    كل الغبار، عند القريوس يجد طلب وبكر.
    _ ماشفتوش هارون يارجاله ؟
    _ هو واللزي كانوا ماشيين ناحية نخلات مُصبح.
    إنطلق جعفر بجواده قاصداً الجسر، واصل جواده الجري بسرعته
    القصوى ، الحصان تُقاس سرعته حسب البيئة التي يجري فيها
    فهناك حصان سرعته تتراوح مابين 40 و48 كيلووهناك من تصل
    سرعته من 68 حتى 75كيلو وهناك من يتخطى تلك السرعة.
    ...تحت ظل النخيل يجلس اللزي وهارون لا يعبئان بحشرات
    أبو العكيس وهي الحشرة الأشهر في الطرق الزراعية .
    _بطل كلام ، كلامك بقى ماسخ ياهارون.
    176

    _ أنت مابِطَقشْ حد يجيبلك سيرة ليله.
    _ وأنت مالك ومال ليله ، اتجوزها ماأتجوزهاش
    مالكش فيه .
    _ أنت اللي بتقولي أيه رأيك اتجوز ليله
    ومش عاوزني أقول غير اللي يرضيك
    أو تتعصب عليه وتهلفط كده.
    اللزي يلمح من بعيد حصان جعفروهو يجري. في إتجاههم.
    _ مين اللي بِيرمَح كده ؟
    _ هو فيه حد بيرمح كده غير جعفر .
    يقترب منهما جعفر وينزل من على جواده.
    _ بتعملوا أيه هنا ، جايين تشوطوا على الزرع.
    هارون
    _ كنا بنتمشى انا واللزي ،الزرع مَيِته حتقف
    داخلين على مية الأربعين .
    مياه الأربعين هي فترة قطع المياه عن المصارف والتُرع
    لمدة أربعين يوم وتجف الترع والمصارف ولا يجد أهل البلده
    إلا صيد أسماك البُلطي والقراميط، يقومون بتعكير المياه بالطين
    177
    فتفقد الأسماك القدرة على التنفس لنقص الأكسجين من المياه بسبب
    تعكير المياه فتخرج إلى أعلى محاوله التنفس وهي اللحظة التي
    يترقبها الصيادون ، ما إن تخرج الأسماك للتنفس حتى ينقضون عليها
    وكان أكثر مايرهقهم هو صيد القراميط ، فهي تتمتع بقوة يُمكنها أن
    تُسقط رجل .
    _ أنت جنابك صاحي بدري النهارده.
    _ أيوه ولقيت نفسي زهقان ، وماشفتش خلقة حد
    فيكم ، قلت أنزل أتمشى شويه، بقولكم أيه ؟
    اللزي
    _ قول جنابك.
    _ أنا زهقت من الأرض ، والناس اللي بيزرعوها
    زهقوني أكتر .
    هارون
    _وحنعمل أيه أكتر من اللي بنعمله.
    _الأرض مابتديش زي الأول وأنا السنجق
    مابيرحمنيش ولو قلت له ارحمني حيقول
    أنا كمان الوالي مابيرحمنيش.
    اللزي
    178
    _ أهي ساترانا وخلاص ونص العمى ولا العمى كله.
    _ لا ، أنا زهقت منها وعاوزين نشوف حل يخلصنا منها.
    هارون
    _ عندي يابيه الحل .
    _ قول ياهارون
    _ نقطعوها حتت وكل حته مية فدان ونبيعوها.
    اللزي
    _ واللي بيزرعوها.
    _ يشوفوا شغله تانيه .


    179
    35_ حب يحاول أن يتنفس
    لواحظ ولحظات الإنتظار،تتصاعد أنفاسها ، تتمنى لو تستجمع آهاتها
    وترسلها لحسن عبر النسيم ،هو فتنتها الكبرى ، وخطيئتها العظمى
    لا أمل لها في توبة منه ،مزقت كل صكوك النسيان ، تقف بجوار
    شجرة جوافه تنتظر حليمه التي أرسلت في طلبها، هاهي حليمه قادمه
    بمشيتها المميزة وإبتسامتها التي لا تفارق شفاها.
    _ خير ياست لواحظ ، خضيتيني ، فيه حاجه؟
    _ أيوه ، أنا عاوزه أبعت جواب لحسن.
    _ يادي النيله ، بقى جايباني على ملا وشي
    علشان تقولي أبعت جواب لحسن ، وده حتبعتيه
    إزاي ياستي .
    _ مع السلوتي .
    حليمه ساخره
    _ والله أنت مش حتجيبيها البر، غير لما
    تودينا في داهيه، سلوتي أيه ياستي
    ده واد عبيط ومايتبلش في بُقه فوله.
    _ ماهو جاب المنديل من حسن .
    _ من حسن ماشي ولكن منك حاجه تانيه
    180
    السلوتي مايطمنش .
    _ أنا كنت فرحانه وقلت حتشجعيني
    جايه تكسري في مجاديفي .
    _ أنا خايفه عليك.
    _ متخافيش أنا عامله حسابي كويس .
    بس أنت هاتيلي السلوتي من تحت طقاطيق الأرض.
    _ حجيبه وأمري لله ، أنا عارفه موتي حيكون على
    إيديك ومش أنا وبس ، أنا وابويه وأمي واخواتي.
    _ بطلي خوف وتعالي فوق نكتبله الجواب.
    _ وأنا حعمل أيه ، أنا لابقرا ولابكتب.
    _ كفايه إنك تكوني جنبي ، ياللا ابويه مش
    هنا خرج بالفرسه، بينا نطلع فوق.
    لواحظ تدخل من باب القصر وتصعد للدور الأول، حيث غرفتها
    تسير خلفها حليمه ، يدخلن الحجرة.
    _ طيب هو كتبلك على منديل ، أنت حتكتبي له على أيه؟
    _ حكتبله على حته من جلبيتي، علشان يشم ريحتي
    حشوف أحسن جلبيه عندي لونها فاتح وأقطعها.
    _ ياخساره على الجلبيه .
    181

    لواحظ تبحث في دولابها عن أفضل جلبيه حتى تجدها ، حليمه في ذهول
    من تصرف لواحظ ، هي تعلم أن ملابسها غالية الثمن . ومن أجل كلمتين
    تكتبهم لحسن تضحي بها.أمسكت بمرود من العاج وغرسته في المكحلة
    الخاصة بها وهي وعاء صغير من الأحجار الكريمة .
    _ أكتب أيه يابت ياحليمة.
    _ اكتبي له انك تعبتي وتعبتوا حليمه معاكم.
    لواحظ تبتسم
    _ سيبيني أكتب وأنت أسكتي خالص.
    تكتب لواحظ
    _ بكتبلك ياحسن على حته من جلبيتي ، علشان
    نفسي يبقى عاك وريحتي ،أنا عايشه في الدنيا
    عشانك وبيك ، وماليش رجا من ربنا غير أكون ليك.
    مفيش قلب أحسن من قلبك ياحسن ، والختام سلام
    من قلب مابيعرف ينام.
    حليمه تصرخ
    _ ياوعدي ، أيه الكلام ده ، جبتيه منين .
    _من جوه قلبي ياحليمه.

    يتبع 6

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 2:32 am