217
.........
أمام الجامع
وقت خروج المُصلين من صلاة العصر ، يقف عبدالمتجلي
أمام باب المسجد منتظراً الشيخ أدم، خرج كل المصليين
وهم ينظرون بتعجب لعبدالمتجلي الذي لم يكن معهم في
صلاة الجماعة، الشيخ أدم وبصحبته ابنه شحاته يخرجان
من المسجد فيستوقفهما عبدالمتجلي الحلاق الأخنف.
_حرماً ياشيخ أدم .
_ ده صوت عبدالمتجلي ،مش كده ياشحاته؟
_ أيوه يابا .
_ جمعاً ياعبدالمتجلي ، أوعى تقولي
كنت بتصلي معانا.
_ الجمعة اللي جايه حصلي.
_ طول عمرك بتقول كده
الظاهر إن جمعتك مابتجيش ياعبدالمتجلي
فكرتني بمحمود برطوعه لما دخل يصلي
وطلع مالقيش حمارته وحلف مايصلي تاني.
218
_ ياعم سيبك من محمود عثمان
أنا جايلك في حاجه مهمه قوي.
_ قول ياعبد المتجلي.
_ طيب احلف بحياة الشيخ عبدالحميد
انك اللي حقوله حيكون سر.
_ انا مش بحلف غير بالله ياجاهل
مش ببركة الشيخ عبدالحميد
وكمان ، مش ححلف ، عاوز تقول
قول ، لو مش عاوز بلاش.
_ طيب حقول ، وكأني ماقولتش حاجه
ماتجبش سيرتي.
_ قول ياجبان .
_ أنا الصبح عند الجميزة اللي عند بيتك
كنت بزين الواد بكر ، وعرفت منه إن
جعفر حيقطع كل الأرض اللي في الزمام
بتاعه ويبيعها .
المفاجأة هزت الشيخ أدم
219
_ حيبيع كل الأرض اللي في زمام الحاجر كلها.
_ أيوه ،وقلي حقطع رقبتك لو تجيب سيره لحد.
_ طيب وأهل البلد يروحوا فين ، دول عايشين
عليها وراضيين بالفتات، حيروحوا يقشروا بصل.
_ قلت له كده ، قلي يروحوا مطرح مايروحوا.
_ يالها من بلده مُتقلبه كأمواج البحر.
_ والنبي بلاش كلامك المكلكع ده.
_ دي كارثة وحلت ع البلد ، وديني
على بيت المقدس ياواد ياشحاته.
_ وهو حيعمل أيه يعني؟
_ حتحدت معاه ، يمكن نلاقي حل
للمصيبة اللي حلت على البلد دي.
............
السلوتي يجري بسرعة داخل الدرب ، لا يعبأ بنباح الكلاب ولا مطاراداتها
وصل لقصر جعفر ، حاول أن يدخل وكالعادة مهران منعه.
220
_ رايح فين ياواد ياسلوتي ؟
_لواحظ عاوزاني.
مهران ساخراً
_ الست لواحظ ، عاوزاك أنت !
..........
لواحظ تقف في شرفة المنزل، ترى السلوتي واقفاً مع مهران، تغمرها
السعادة وتنادي على مهران .
_ سيبه يامهران يدخل ، أنا نازلالك ياسلوتي.
... لواحظ تنزل مسرعة وسرعان ماتعود فقد نسيت قطعة القماش
أمسكتها وضمتها إلى صدرها ونزلت بها مسرعة ،قلبها نبضاته
تطير فرحاً .
............
221
.. في نفس اللحظة ، منيرة تخرج من دارها ، محدثة الغفير طلب
_ لو جه أخويه ، قول له أني رحت أشوف لواحظ.
_ ماشي ياست منيره .
_ وفتح عنيك كويس ياواد، مفيش حد مننا جوه.
_ماحدش يقدر يهوب هنا ، طول ماطلب موجود.
منيره ساخرة
_ ماهوبوا قبل كده ، ودخلوا كمان ، ماتعمليش فيها سبع.
تنظر منيرة بسخرية لطلب ، ثم تُكمل طريقها لقصر جعفر.
................
لواحظ تخرج من الباب وتسير عبر ممر الحديقة حتى باب القصر
تجد السلوتي واقفاً بجوار مهران .
_ ادخل ياسلوتي.
السلوتي يدخل وهو ينظر بتعالي وشماته للغفير مهران.
_ حتديني حاجه حلوه .
تُخرج لواحظ من جيبها ثلاث قطع خَلْعَة وهي حلوى مصنوعة
222
من العسل الأسود ، تشبه إلى حد كبير حجر الشيشة، لونها بني غامق
تنتشر بكثرة في الصعيد وقت حصاد القمح، السلوتي يفرح بقطع
الخَلْغَة .
_ الله ، الخلعه دي للسلوتي.
_ أيوه ياسلوتي.
............
منيره تسير عبر الدرب ، تجد الكراهية في نظرات من يقابلها
من نساء البلدة وهي تفسر تلك الكراهية على أنها حسد وغيرة
منها و خوف من أخيها، فتقابل نظرات الإستهجان منهم بنظرات
كِبْر وتَعَالي وغَطْرَسة، تصل لدار جعفر.
_ الست لواحظ صحيت ياواد يامهران ؟
_ من بدري ، لسه الواد سلوتي داخل ليها دلوقت.
...علت الدهشة وجه منيرة ، من وجود السلوتي ودخوله الدار.تُحدث نفسها
_ السلوتي بيعمل أيه جوه مع لواحظ.
223
تدخل منيره إلى داخل الممر، تبحث في الحديقة عن لواحظ، تلمحها
من بعيد ، تتسلل حتى تقترب منها ، توارت خلف إحدى الأشجار
ترى لواحظ والسلوتي بوضوح، تستمع لحديثهم.
لواحظ
_ أنا عاوزاك تروح لحسن ياسلوتي.
....منيرة أذهلتها المفاجاة ومعرفة لواحظ لحسن ، راحت تسترق السمع
بشكل أوضح.
السلوتي
_ ماشي أروح لحسن ، أنا بحب حسن قوي.
_ أنا عاوزاك تديله دي .
تُخرج قطعة القماش من جيبها وتعطيها للسلوتي ، الذي يضعها
في جيبه .
السلوتي
_ أنت بتبعتيله منديل زي ماهو بعتلك صح.
_ أيوه صح ياسلوتي.
... المفاجآت تنزل على منيرة كالصاعة، ذهول ودهشة، تحدث نفسها
_ بقى حسن بيبعتلها وهي بتبعتله، دي الحكايه، باينها كبيره.
224
لواحظ للسلوتي
_ حتروح لحسن امتى؟
_ حطير دلوقت عليه.
يتجه السلوتي نحو الباب وتتابعه لواحظ وهي في غاية الفرح
والسعادة ، خرج السلوتي من الباب ، الفرحة لا تسعها ، تشعر
أنها تطير وتحلق في الفضاء ، لاتدري أن هناك حية رقطاء
رصدت ماحدث بينها وبين السلوتي ،لواحظ إتجهت نحو باب
الدار وإنتظرتها منيرة حتى دخلت وإختفت، خرجت منيره مسرعة
من الباب قاصده السلوتي .
الغفير مهران لمنيره
_ أيه ياست منيره ، أنت مالحقتيش تقعدي؟
_ اتنيل وخليك في حالك ياغراب أنت.
تسير وهي تتابع السلوتي من بعيد ، تجد بكر ممسكاً بعود قصب
ويمص القصب .
_ واد يابكر .
يقف بكر
225
_ أيوه ياست منيره .
_ شايف الواد السلوتي .
_ أيوه .
_ عاوزاك تتسحب وراه من غير مايحس بيك
أوعى يغيب عن عينك، شوفه رايح فين
وإستناه كمان لما يرجع وهو راجع تجيبهولي.
_ دي ساهله.
_ لا مش ساهله، ده رايح يقابل حسن.
ينتاب بكر الرعب عندما سمع إسم حسن
_ يقابل مين ياست منيره.
_ أنت خايف ياواد، حقول للزي.
_ لا مش خايف وحروح وراه .
_ طيب إنجر قبل مايغيب عن عينك
تواصل منيره سيرها حتى باب الدار ، طلب يقف مُرحباً بها
تقترب منه .
_ اجري ياواد شوفلي اللزي فين
ولما تلاقيه قوله منيره عاوزاك دلوقت
226
38_دار ارمنيوس
يجلس أرمنيوس على الدكة ، يستريح من مشوار الدير، بجواره يشعه
وعلى الكنبة المقابله تجلس مريم .
مريم
_ أديك شميتي شوية هوا يايشعه.
_ أيوه نُقي فيها يامريم ، كنت محتاجه يااختي
أتنفس شويه ، وكلام أبونا ريحني كتير.
_ يابختك يااختي.
ارمنيوس
_ المره اللي جايه حاخدك يامريم.
طرق على الباب ، تتجه يشعه وتفتح الباب ويدخل الشيخ أدم بصحبة
إبنه شحاته.
الشيخ أدم
_ المقدس ارمنيوس هنا.
_ايوه ياعم الشيخ ادم ، اتفضل .
يدخل الشيخ ادم ، الشيخ أدم يقف ويمسك بيده ويُجْلسه على الدكة.
227
_ لو قدمت شويه ، ماكنتش حتلاقيني .
_ ليه كنت فين يامقدس ؟
_ كنت في الدير ، رحت أصلي ورجعت.
يلتفت ليشعه اعملي شاي لعمك الشيخ أدم يامريم .
_ حاضر يابا
تدخل مريم لداخل الدار.
_ بص يامقدس ، وصلني خبر مايطمنش.
_ ياساتر يارب ، خير ياشيخ أدم.
_ لقد اخبرني المعتوه مزين الغبره عبدالمتجلي
أن جعفر حيبيع كل الأراضي اللي في زمام الحاجر.
_ حيبيع الحيازه كلها .
_ أيوه ، الواد بكر كان بيتزين عند
عبدالمتجلي وقال كده .
_ دي تبقى مصيبه حلت ع البلد.
_ علشان كده انا جيتلك .
_ والعمل دلوقت .
_ نروحوا نقابلوه .
228
_ نقابلوه تاني ياشيخ أدم ، أنت مابتْحَرمش.
...........
السلوتي يسير عبر الصحراء بحمارته وبكر يتابعه من بعيد، يصل منطقة
السيف ، يترك حمارته بعد أن يربطها بقدميها يصعد هضبة عالية ، يبدأ النزول حتى يصل للمنطقة المرتفعة قليلاً المسماه بالدرب ، بكر يتسلل خلفه
دون أن يشعر به السلوتي .
..........
في دار اللزي ، منيره تمشي ذهاباً وإياباً وسط الدار .
_ بقى كل ده يطلع منك يالواحظ ، أنا مش مصدقه
نفسي واصل ، لواحظ بنت جعفر بتعشق ، ومين
حسن عدو أبوها، يامُرك يالواحظ ، شوفتيه وشافك
إزاي.
229
..............
أمام الخيمة في الجبل، يجلس حمدان وحسن .
_قلبي متوغوش على ليله اختي ياحسن.
_ ليله مفتحه ومش ساهله ياحمدان
اللزي مش حيقدر عليها .
_ أنا عارف ، بس خايف يؤذيها.
_ مايقدرش يعمل فيها حاجه ،اللزي
مجنون بيها وصعب يؤذيها.
يلمح حسن السلوتي قادم من بعيد.
_ فيه حد جاي ؟
_ دي مشية الواد السلوتي .
_ أكيد جاي يقولنا حاجه ، تعالى نشوفه.
ينزل حسن وحمدان في اتجاه السلوتي، ما إن يراهم حتى يقع على
الأرض من التعب ، يلهث بأنفاس متسارعة.
حمدان
_ ارتاح وخد نفسك ياسلوتي.
السلوتي يُتَهته في الكلام ويخرج من جيبه قطعة القماش ويعطيها لحسن
_ لواحظ بعتالك المنديل ده.
230
وماتبعَتوشْ حاجه تاني معايه ، تعبت.
حسن يفتح قطعة القماش ويقرأ (_ بكتبلك ياحسن على حته من جلبيتي ، علشان
نفسي يبقى معاك وريحتي ،أنا عايشه في الدنيا
عشانك وبيك ، وماليش رجا من ربنا غير أكون ليك.
مفيش قلب أحسن من قلبك ياحسن ، والختام سلام
من قلب مابيعرف ينام.
تدمع عيني حسن ويضع قطعة القماش على قلبه .
السلوتي ينتفض مسرعاً
_ حمشي أنا ألحق الحماره أحسن ياكلها ديب.
حسن
_ تشكر ياسلوتي ، تعبناك معانا، خلي
بالك من نفسك .
السلوتي يبدأ النزول من درب الجبل.
_ شُفت الكلام الحلوا اللي كاتباه لواحظ ياحمدان.
_العشق مر يحسن ويخليها تقول أكتر من كده.
_ تعرف ياحمدان ، لواحظ الحاجه الحلوه
231
اللي مصبراني في اللي أنا فيه.
_ دا انت واقع لشوشتك ياحسن ، شُفت القلب
وعمايله ، مالقيش غير بنت عدونا يحبها
قولي حاسس بأيه دلوقت.
_ حاسس أني زي الطير اللي طاير، وتايه
في الفضا ، مش لاقي فرع شجره يتاويه
طاير وبس ، لاعارف رايح فين ولا له
طريق يرجعله، ينزل ولا يطير
هو ده حالي ياحمدان .
233
39_ المؤامرة
إن حاولت أن تُحْصي وجوههم أُُصِبت بالإحباط ،قلوب أفلست ليس
لديها رصيد من رحمة ، هجرها الضمير، تاريخهم في القرية ملطخ
بالسواد، ملتزم خلف ملتزم ولا يكُف النباح، هذا هو حال بلدة غنية
يسرقون مايسرقون وهي ماتزال فتية .
في مضيفة جعفر يجلس جعفر وبصحبته اللزي وهارون.
هارون
_ الشريف معتصم يمكن يجي الأسبوع ده ياجناب
الملتزم .
_يشرف في أي وقت وحينزل ضيف عندي
ويتعمله تشريفه تليق بيه.
اللزي
_ أنا حستقبله بنفسي أنا والرجاله من بره
البلد .
يدخل طلب وهو يحاول أن يستجمع أنفاسه
اللزي
_ فيه حاجه ياواد ياطلب؟
234
_ أيوه ياسبع ، الست منيره عاوزاك حالاً.
_ خير ، فيه حاجه حصلت؟
_ بتقولي ماتسيبوش وهاته معاك .
_ طيب انجر قدامي يابجم.
جعفر
_ مالها الست منيره.
_ بعتالي ، حروح أشوف فيه أيه؟ حوصل
الدار وأرجعلكم.
يخرج اللزي مسرعاً وخلفه طلب
...........
لا تيأس إن تاخر شروق الشمس ، وانتظر شروق جديد حتى لو تأخر كثيراً
حاول أن تبحث عنها خلف السُحب والغيوم وسوف تجدها ولا تضيع حياتك
في الإنتظار .
في حجرة لواحظ مع جليستها المعتادة حليمه.
235
_ سمعتي الكلام اللي داير في البلد.
_ كلام ايه يالواحظ،أوعي يكون عني.؟
_ لا ياستي ، عن أبوكي.
_ ماله أبويه يابت.
_حيبيع كل الأرض اللي في الزمام.
_ أيوه سمعته بيقول كده ، ولما حاولت
أكلمه شخط فيه وزعقلي.
_ وانت فاكره الموضوع ممكن يعدي بالساهل.؟
_ حيحصل أيه.؟
_حسن مش حيسكت .
_ وحسن ماله بالأرض.
_ حسن واقف مع أهل البلد الغلابه
إن كان وقف لابوكي واللزي وضرب
كريم علشان عاوزين ياخدوا دار المقدس
مابالك والأرض اللي عايشين عليها أهل البلد
وحمداني وحمدان ابنه لو هو مااتحركش
حيخلوه يتحرك.
236
_ وتفتكري ممكن يعمل أيه ؟
_ ممكن يحصل فيها ضرب وقتل.
لواحظ تبكي
_ يعني معرفش أفرح يوم، لازم كل فرحه
تجر وراها نكد وهم ووجع ، إنزلي ياحليمه
سيبيني لوحدك
_ أنا ماكنتش أقصد حاجه.
_ عارفه ياحليمه ، قولتلك سيبيني لوحدي
.............
اللزي يسير عائداً للدار وخلفه طلب ، قبل أن يصل للبيت بأمتار
قليله يقطع منازع عليه الطريق .
_ منازع ! أيه اللي جابك دلوقت.؟
_ جاي علشان أقولك ، لقيت أثار أقدام
وشغال عليها وحتوصلني لحسن .
اللزي تنفرج أساريره.
237
_ أيوه كده ، مايجيبها إلا رجالها.
_ يعني أستاهل أتعشى.
_بيتك ومطرحك ، اتفضل معايه.
باب الدار مفتوح ، يدخل اللزي وخلفه منازع ، منيره لم تنتظر كثيراً
ولم تعبأ بمنازع.
_ كويس اللي جيت دلوقت.
_خير ، فيه أيه تاني يامنيره؟ سمعتي حاجه
تاني عند ليله.
_ لا ، اللي عاوزاك فيه أهم من ليله.
_ أيه ده اللي أهم من ليله؟
_ مش حينفع أتكلم قُدام حد .
منازع يستشعر الحرج .
_ أنا حدخل المضيفه وانتوا خدوا راحتكم.
اللزي
_ أنت مش عاوز عزومه ، اتفضل وأنا
حخلص وأجيلك.
يدخل منازع حجرة المضيفة.
_ حتفضل طاير لحد أمتى يامنازع،لا دار تؤيك
ولا عيل يشيل إسمك، وادي قعده .
يجلس على أقرب دكة ، بدأ يأتي إلى مسامعه صوت اللزي.
_ أنت إتهوستي، عشيه بتتهمي ليله
والنهارده إستلمتي لو احظ.، وكمان
بتقولي لواحظ بتعشق حسن ، تيجي إزاي.
عندما يأتي إلى مسامع منازع إسم حسن منازع ، إنزعج وتسلل بهدوء
حتي يستمع لهم بشكل أوضح.
_ طيب بالراحه ياخويه، الكلام أخد وعطا .
_ قولي وخلصيني ، أنا عارف حكاويك
الماسخه.
_ لو كلامي طلع غلط ، إقطع رقبتي.
_ وده كلام يتعقل.
_ افهم اللي حقوله وبعدين اعمل اللي عاوزه.
اللزي بغيظ.
_أنا رحت علشان أزور لواحظ ، وانا داخله
سألت عليها الواد مهران ، قلي مع السلوتي
لسه داخل يقابلها .
239
_ السلوتي داخل يقابل لواحظ ؟
_ ماتقاطعنيش بس ياخويه ، دخلت أدور
عليها ، سمعت صوتها بتتكلم مع السلوتي
وتقوله عاوزاك تودي دي لحسن، حاجه زي
منديل أو خَلقة مقطوعه والسلوتي بيقولها
هو يبعتلك منديل وأنت تبعتي منديل
_ منديل أيه ؟
_مااعرفشي ، بس أنا خليت الواد بكر
يمشي ورا السلوتي ، ويشوفه رايح فين.
وقلت له لما يرجع السلوتي هاته وتعالى.
_ يعني بكر ورا السلوتي دلوقت .
_ أيوه .
منازع يقترب أكثر وأكثر.
_يعني السلوتي على كلامك رايح يودي
مرسال من لواحظ لحسن .
_ أيوه .
_ كلام مايتعقلش ومش قادر أفهمه.
240
_ لما يجي بكر ومعاه السلوتي
حتعرف كل حاجه.
_ حنشوف يامنيره وأنا مستنيهم.
يتجه نحو غرفة الضيوف فيسمع منازع وقع أقدامه فيجري بسرعة
ويجلس على أقرب مقعد.
_ ياوقعه طين ، باين كلامها صح، كده
ممكن يعتروا في حسن.
يدخل اللزي
_ معلش يامنازع ، إتعوقت عليك.
_ ولا يهمك ،أكيد حاجه مهمه أخرتك.
_ لا مفيش ، أنا واخد على كده من منيره.
...........
بالقرب من دار اللزي ، يظهر بكر وهو ممسكا بملابس السلوتي من ملابسه
عند كتفه.
_ اطلع قدامي ياابن العبيطه.
241
_ أنت واخدني فين ؟
_دلوقت تعرف .
يصل بكر وهو ممسكاً بالسلوتي لباب دار اللزي ، طلب يقف في ذهول
_ مال الواد السلوتي يابكر ؟ عمل حاجه؟
_ عمل بلاوي سوده ، حبقى أقولك عليها.
السلوتي يبكي.
_ أنا معملتش حاجه، سيبوني .
بكر يطرق باب الدار وتفتح منيره.
_ جيت في وقتك ياواد يابكر، عفارم عليك.
_ ومعايه السلوتي.
_ ادخل بالحزين ده.
في مدخل الدار ، منيره والسلوتي وبكر .
_ قولي حصل أيه ياواد يابكر.
_مشيت وراه زي ماقولتيلي ، وصل الدرب
اللي في الجبل ، قابل حسن واداه حاجه
_ تعالى علشان تقول الكلام ده للزي.
242
في مضيفة اللزي ، منازع يحاول أن يستدرج اللزي في الكلام
_ عمل أيه جعفر النهاردة ، قاس الارض.
_ أيوه وقطعها لعشر حتت ، كل حته مية فدان.
_ ولقي حد يشتري ولا لا.
_ معتصم حيجي الاسبوع ده .
منيره تقتحم حجرة الضيوف .
_ بكر جه وجاب السلوتي معاه
تعالى إسمع كل حاجه بنفسك.
يخرج اللزي من حجرة المضيفة ويتجه لوسط الدار حيث بكر ومنيره
ومعهم السلوتي.
_ أيه الحكايه ياواد يابكر ؟
_ الست منيرة قالتلي امشي ورا السلوتي
وشوفه رايح فين ، مشيت وراح ، لقيته دخل
الدرب اللي في الجبل اللي ورا السيف.، وقابل
حسن هناك.
.......
242
.......
في حجرة المضيفة ، منازع في قلق وحيرة ، أدرك أن حياة حسن في خطر
_ الحكايه باينها كبيره ،لازم ألحق حسن دلوقت.
يفتح باب المضيفه ويخرج متسللاً، يصل إلى الباب الخارجي، لا يلتفت
للغفير طلب الذي علته الدهشه ومنازع يخرج مسرعاً
طلب لنفسه.
_ فيه أيه ؟ أنا مش فاهم حاجه واصل
دلوقت لمايجي بكر حيقولي كل حاجه
...........
في منتصف دار اللزي ، يقف مستجوباً للسلوتي.
_ يعني أنت يااهبل ، عارف مكان حسن ، وبتروح عنده.
بكر
_ ايوه ياسبع ، وطلعنا كلنا عبايط.
اللزي بغضب.
_ استنى انت يابجم.
يلتفت نحو السلوتي
243
_ وأيه حكاية الخلقة اللي بعتتها لواحظ لحسن
_ معرفش حاجه ، هي ادتني خلعه والخلقة
قالتلي وديها لحسن .
يلتفت نحو بكر.
_ وأنت شُفته بعنيك وهو بيقابل حسن.
_ أيوه ياسبع، ورجعت معاه ولما وصل البلد
مسكته وجيت بيه عليك.
............
حجرة ليلة االتي كانت تقف وتفتح الباب قليلاً وتراقب المشهد من بعيد.
_ والعمل دلوقت ياليله ، حسن وأبوكي وأخوكي في خطر.
أهرب وأروح أقولهم ، طيب وحهرب إزاي
آه يامُرك ياليله.
تسمع صوت اللزي وهو يتحدث مع بكر.
_ دَخل المخبول ده حوش البهايم
حتى أشوف صرفه فيه.
.........
244
منيرة للزي
_ مش حتقول لجعفر.
_ حقوله بعد ما أخلص على حسن
وأجيب رقبته.
ليله لم يعجبها كلام اللزي عن حسن.
_ان شاء الله تيجي رقبتك أنت مش
رقبة حسن يامفتري.
تمشي في حجرتها وهي في حيرة وقلق ورعب.
_ وبعدين ياليله ، حتفضلي ساكته.
بس اللزي قال مش حيضر أبويه وأخويه.
بس حيضر حسن ، هو انت نسيتي اللي عمله
علشانك وعلشان سديري وأبوكي وأخوكي.
.........
245
اللزي يتذكر منازع ويتوجه لحجرة المضيفة .
_ حاخد منازع وباقي الرجاله ونهجم
على حسن في الدرب.
يدخل الحجرة.
_ معلش يامنازع اتعوقت
قبل أن يكمل جملته كانت المفاجأة منازع غير موجود.
_يكون راح فين منازع ، برضه
ده كلام يامنازع.
اللزي يحدث نفسه .
_ يبقى أكيد سمعنا وعرف مكان حسن
وراح يسبقنا ويخلص على حسن
علشان ياخد العشرين أردب قمح.
طيب و بعدين يالزي، أسيبه هو يخلص عليه
لكن ده ممكن يقتل الحمداني وابنه
ولوحصل ليله مش حتنسهالك.
يقطع تفكيره حضور ليله هي تقف على باب المضيفة.
_ ليله ؟ فيه أيه .
246
_ عاوزاك في كلمتين .
_ تعالي، ادخي .
_ خير ياليله ؟
_ عاوزه أطلب حاجه ، بس خايفه تكسفني.
_ قولي ياليله ، مقدرش أرفضلك طلب.
_ أنا سمعت كل حاجه ، عاوزاك تسيب
حسن وأبويه وأخويه في حالهم.
_ مش حينفع ياليله ، أنا سبت حسن
غيري مش حيسيبه.
_ تُقصد مين غيرك .
_ منازع ،تلاقيه قرب يوصل هناك
ومنازع مابيرحمش ، ممكن يخلص
على حسن وأبوكي وأخوكي.
_ وهو ماله بيهم ، حد كراه عليهم.
_ أنا كريته على حسن بس وخايف
يروح ابوكي واخوكي في السكه
علشان كده أنا حاخد الرجاله وأروح دلوقت.
247
على الأقل ألحق أبوكي وأخوكي.
_ وحسن .
_ حسن محكوم عليه بالإعدام ، لوسبته
الكل حيروح فطيس ، يا أروح أنا
أخلص على حسن وأجيب أبوكي وأخوكي.
............
منازع يسير بسرعة ، حل عليه الإجهاد والتعب، تحامل على نفسه
حتى دخل الخيمة ، سقط داخل الخيمة، اندفع إليه حسن وحمله من على
الأرض ووضعه على صدره .
_ كوب ميه يامرسال.
مرسال يأتي بالماء سريعاً، يُسقيه حسن الماء ويرش وجهه ببعض
الماء ، الحمداني وحمدان يحاولون إسعافه مع حسن ، بدأ منازع
يسترد أنفاسه .
حسن
_ فيه أيه يامنازع ؟ أيه اللي عمل فيك كده.
248
_ أنا جاي أجري من البلد حتى هنا
ماوقفتش خالص ياحسن، انتوا في خطر.
الحمداني
_ فيه أيه يابني.
_ اللزي عرف مكانكم ، وممكن يجي
في أي وقت دلوقت.
حمدان
_ عرف مكانا إزاي؟
_ منيره اخته شافت لواحظ بنت
جعفر وهي مع السلوتي وبتديه
حاجه يوصلها لحسن ، وبعتت
واحد من الرجاله ورا السلوتي
وشاف السلوتي معاكم واول مارجع
السلوتي البلد مسكوه وسلموه للزي
واللزي حبسه في حوش البهايم
_ يعني كده عرفوا موضوع لواحظ معايا؟
_ ايوه ياحسن ، بس مش ده المهم.
249
_مش مهم إزاي ، لواحظ في خطر.
_ كلنا في خطر دلوقت ياحسن
اللزي حيجي هنا دلوقت، كمان
علشان أنا مشيت من الدار من غير ماأقوله
وجيت علشان أحذرك، هو حيفكر أني جيت
أخلص عليك واخد العشرين أردب قمح
وأني طمعت وسبقته على رقبتك.
.............
اللزي يمتََطي حصانه ويمسك ببندقيته ومعه هارون وكُريم يمسك كلا ًمنهما بندقية معهم جمع من الرجال ، يتجهون نحو الجبل في ليلة خفت فيها ضوء
القمر . اللزي يحلُُم بالتخلص من حسن وإحضار الحمداني وحمدان لإرضاء ليله ، يسابق الريح قبل ن يصل إليهم منازع ، هو يعلم أن منازع عندما يسكن
الجبل يستغني عن حصانه.
........
داخل الخيمة في الجبل، حسن ومنازع والحمداني وحمدان ومرسال يفكرون
في كيفية الخروج من مأزق هجوم اللزي وأشدهم قلقاً الحمداني.
250
الحمداني
_ حنعمل أيه دلوقت ياحسن؟
_ مش حنهرب وحنكون مُستعدين ليهم.
يلتفت حسن نحو منازع .
_ تفتكر معاهم كام باروده يامنازع.
_ حوالي تلاته ، اللزي وهارون وكُريم
ماافتكرش باقي الرجاله معاهم، أنا السبب
ياريتني ماجبتهم.
_ نصيب يامنازع ، أنت كفرت عن غلطتك
وجبتلي تلاته ، ومعاك واحده ، يبقى معانا
أربع بارودات.
حمدان
_ يعني حنواجهم.
حسن
_ نعم حنواجهم.
251
منازع
_ تسلم دماغك ياحسن ، اللزي مايعرفش
إن عندك بارود ولا عامل حسابه ، كده
ضمنت تفاجئهم وتغلبهم.
252
40 _ مضيفة جعفر
مائدة العشاء ، على المائدة طبق به زوجان من الحمام المحشي بالفريك
وطبق أخر به قطع كبيرة من اللحوم، طبق شوربة ( مسلوقه بلغة الصعيد)
مطشوشة بالثوم ، طبق ويكا وطبق ملوخية وعيش شمسي، يتناول جعفر
طعام العشاء بصحبة لواحظ، يقطع عليهم الطعام حضور الغفير مهران.
_إلحق يابيه .
_ فيه أيه ياواد يامهران؟
_اللزي لامم كل الرجاله وطلع على الجبل
_ طلع يعمل أيه.؟
وقف الطعام في فم لواحظ وكاد أن يحدث لها قئ من هول
المفاجآة .
_ حيروحوا يجيبوا حسن .
_ هو عرف مكانه .؟
_ أيوه .
_ عرف مكانه من الواد السلوتي ، بيقولوا
مستخبي في الدرب اللي ورا السيف.
253
ترتبك لواحظ وعندما تحاول أن تقف على قدميها ، تُسقط الأواني
والأطباق الموضوعة على مائدة الطعام.
تم بحمد الله
يُتبع الجزء الرابع والآخير الرياينه شرق.
» تطبيق وصفات طبخ
» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية