منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
  رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4) 1

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

      رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 Empty رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4) 1

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأحد فبراير 03, 2019 8:22 pm



      رواية مملكة الجبل( أسياد وعبيد 4)     1 51906413






    اسياد وعبيد 4






    مملَكة الجبل

    سميرحمايه

    2

    المساء الضال


    هناك المساء التائه والضال يفقد فيه الأنسان ذاته... يبحث عنها في كل مكان... في مدن الحيرة وشوارع اليأس وطرقات العدم يتسائل من أنا ولا يجد إجابة... يبحث عن تفسير لأحلامه يتسائل أين الربيع ولماذا يعيش بفصل واحد هو الخريف واختفت باقي الفصول من سنين عمره.












    3
    ملخص للأحدث

    انتهت أحداث الجزء الثالث، المعنون ب الحاجر ،عند كشف منيرة أخت
    اللزي علاقة حسن بلواحظ بنت جعفر، عن طريق السلوتي وكشف المكان
    الذي يتواجد به حسن في الجبل ، وعز اللزي علىمداهمة حسن في الجبل.













    4

    هناك أشياء جميلة لا تموت لاتنساها مهما علت أعاصير الزمن
    ..الصداقة الحقيقية وهي الزهرة الأجمل في بستان الحياة ،تنبُت وتتفتح
    في القلب ولا تذبل.
    .. السعادة وهي الحُلم الذي يبحث عنه الجميع ولا يجدها رغم أنها
    أمامنا ولكن نتكاسل في تحقيق شروطها الثلاثة..أن تفعل بما أمر به
    الله ،أن تقنع بما قسم لك في الحياة، وأن ترضى بما قضَى.
    ...لا تتحدث وأنت غاضب فإبليس يجد في الغضب اللحظة التي يمتطي
    فيها لسانك.
    ....لا تلوم الجاهل على جهله فطريقه مستقيم من وجهة نظرة.
    ....إن لم يكن لك عقل يكون حجر الأساس لشخصيتك ، فاعلم
    أن هدمك هين.
    ...عليك أن تعلم أن للرجل الحقيقي قلبان ، قلب يتألم، وقلب يتأمل.
    ...لا تكن مثل علماء السوء ولا من مبدعي الذات ولا من مفكري
    الهدم ولا من مثقفي الكلام والسفسطة فهم كصخرة وقعت من على
    تبة عالية في فم نهر فهي لا تشرب منه ولاتتركه يسقي الزرع.


    5

    1_ مضيفة جعفر

    مائدة العشاء ، على المائدة طبق به زوجان من الحمام المحشي بالفريك
    وطبق أخر به قطع كبيرة من اللحوم، طبق شوربة ( مسلوقه بلغة الصعيد)
    مطشوشة بالثوم ، طبق ويكا وطبق ملوخية وعيش شمسي، يتناول جعفر
    طعام العشاء بصحبة لواحظ، يقطع عليهم الطعام حضور الغفير مهران.

    _إلحق يابيه .
    _ فيه أيه ياواد يامهران؟
    _اللزي لامم كل الرجاله وطلع على الجبل
    _ طلع يعمل أيه.؟

    وقف الطعام في فم لواحظ وكاد أن يحدث لها قئ من هول
    المفاجآة .
    _ حيروحوا يجيبوا حسن .
    _ هو عرف مكانه .؟
    _ أيوه .
    6
    _ عرف مكانه من الواد السلوتي ، بيقولوا
    مستخبي في الدرب اللي ورا السيف.
    ترتبك لواحظ وعندما تحاول أن تقف على قدميها ، تُسقط الأواني
    والأطباق الموضوعة على مائدة الطعام.
    _ فيه أيه يالواحظ ؟
    _ مفيش يابا .
    يلتفت لمهران
    _ وبعدين ياد يامهران.
    _اللزي بيحضر الرجاله ورايحين على الدرب.
    الإرتباك يظهر على لواحظ بشكل غير عادي ، يلفت نظر جعفر
    إليها ، تجري مسرعة خارج المضيفة .
    _ البت دي مالها ؟ فيها أيه؟
    لواحظ تصعد السُلم ، تفتح باب حجرتها وتدخل مستلقية فراشها، تحتاج
    أن تتكلم ولكن مصيبتها لن تجد مَنْ يُنصت ،هي عشقت الوجع حتى أصبح
    فرضاُ عليها تمارسه صلوات كل نهار وليل،تبحث عن مصباح ضئيل لتشعله
    حتى تتخلص من لعنة إستمطار الظلام، تجلس وتقف ، تسير وتعود لتجلس
    هي في حيرة مابعدها حيرة ، تعاتب نفسها على عدم قدرتها السيطرة على حالها أمامأبيها.
    7
    _ أيه اللي حصل منك ده يالواحظ،، تفتكري
    أبوكي أخد باله منك ،ولو أخد باله حيقول
    أيه....؟
    تعود ملتمسة العذر لنفسها .
    _ من كمان غصب عني واللي حصل مش
    شوية ،المصيبة يكون اللزي عرف حاجه
    عن علاقتها بحسن من السلوتي .
    تصرخ متوجها لربها بالدعاء باكية.
    _ إرحمني يارب .

    ...................
    المساء الضال
    تستطيع منح البشر الإبتسامة، لأنها الأرخص وتبقى الدمعة، لا تمنحها لأحد سواك، هناك مساء تائه، وضال يفقد فيه الأنسان ذاته، يبحث عنها في كل مكان.، في مدن الحيرة وشوارع اليأس وطرقات العدم يتسائل من أنا ولا يجد إجابة... يبحث عن تفسير لأحلامه يتسائل أين الربيع ولماذا يعيش بفصل واحد هو الخريف واختفت باقي الفصول من سنين عمره.
    في الصحراء اللزي ورجاله يعفرون الصحراء بالتراب بإقدام خيولهم
    التي تجري بلا وعي ، هو وهارون وبكر وطلب وكُريم وهريدي ومعهم
    أكثر من عشرين رجل .
    8

    هارون للزي
    _ احنا ندخلهم الدرب من عند السيف
    علشان نقدروا نحاوطوهم .
    _ لا  حنلفوا من ورا الكوله ( هضبة عالية)
    علشان نطوقوهم، لو رحنا من ورا السيف
    ممكن يكشفونا.

    ..............
    مساء بلون الألم .
    هناك مساء بلون الألم، نفتقد فيه كل ألوان الحياة، مساء ترتدي فيف  الدموع ثوب الحداد وتتزين  بالوجع، لتشعل اللهيب علي الخدود وتتراقص عليها الأهات وتعزف سيمفونية الألم النغم الحزين، سوف نظل في نظرهم أطفال الإنسان. ربما أطفال خطيئة وهم الآلهة.
    حسن ومنازع وحمدان ومرسال والحمداني أمام الخيمة في الجبل .
    _ أنت يامنازع حتاخد ساتر في مدخل
    الدرب من اليمين.
    يتلفت حسن لحمدان .
    _ وانت ياحمدان حتاخد ساتر في شمال
    الدرب عكس منازع .
    يلتفت لمرسال .
    _ وانت فوق الكوله ، حتبقى كاشفهم
    وأنا حكون في نصف الدرب من ورا
    الخيمه .
    9

    الحمداني لحسن .
    _ ماتيجي يابني ، نسيب المكان ونمشوا
    أحسن ، ويادار مادخلك شر، وييجو
    مايلاقوش حد ، حياخدوا بعضهم ويمشوا.
    _ لا ياعمي ، احنا مش حنهرب تاني
    اللزي لازم يعرف إن عضمنا ناشف ومش
    لقمه طريه ، مش حنخليه يفكر يطمع فينا تاني.
    منازع
    _كلامك صح ياحسن واللزي لازم
    يعرف اننا مش ساهلين . دول حتي
    ماراعوش ان بكره عيد الضحيه
    وجايين علشان يضحوا بينا.

    ..........

    دار اللزي ، ليله تملإ صفيحة ماء من الطلمبة، ومنيره تقف شامتة
    وساخرة من ليله .
    _ حتروحي العيد بكره ، ولا حتحزني
    على رقبة حسن ، ومين عارف رقبة
    مين كمان تروح.
    _ فال الله ولا فالك ياوش الفقر

    10

    تترك الطلمبه وتتجه نحو منيره.
    _عاوزه أيه مني ،أنا مش فايقالك.
    حلي بعيد عني دلوقت ، وإلا والله
    أصور قتيل دلوقت.
    منيرة ترتبك من تهديد ليله .
    _ عشنا وشُفنا ، البيت بيت أبونا
    والغرب بيتحكموا فيه وعاوزين
    يقتلونا.
    منيرة بغضب تبحث عن أي شئ لتضرب به منيرة ، تمسك بجذع شجره
    _ والله ماسياباك .
    منيره تجري نحو حجرتها وهي تدعو على ليله.
    _ يارب أشوف فيك يوم ، ياليله يابنت تنفيده العمشه.

    ...........

    مرسال لا يبصر تلك النجمة المخبأة ،خلف ستائر السماء، تجلس بعيدة عن كل النجوم، تبحث عن ذاتها ،لِمْ لا تتلألأ كغيرها من النجوم، كل الكون لا يراها، هي تبتسم  تنظر إليه،ومسحت دمعة سالت على خديها... وبدأ الليل يسحب خيوطة وبدأت النجوم في الرحيل، يحاول أن يتحسس الطريق
    مرسال من فوق هضبة عالية ، يسمونها الكوله ، يظهر له من بعيد جمع كبير قادم في إتجاهم ، يحاول أن يلتف من خلف الهضبة ، ينزل من
    التبة ويجري مسرعاً ، يختل توازنه ويقع أكثر من مرة حتى يصل أسفلها.ويواصل الجري نحو حسن .
    11

    أمام الخيمة حسن ومنازع وحمدان والحمداني يحدثهم في خطة صد
    هجوم اللزي .
    _ لما أضرب أنا أول طلقة ، انتوا
    تضربوا ورايا .
    يدخل مرسال منهك من التعب .
    _ اللزي ورجالته جايين على هنا ياحسن.
    _ جايين من أنهى حته.
    _ بيلفوا من ورا الكوله.
    _ عاوزين يفاجؤنا ويطوقونا.
    يعطي حسن تعليماته لهم .
    _ كل واحد يروح مكانه اللي قلت له عليه
    يتجه حمدان إالى الناحية اليمنى من الدرب ومنازع نحو الناحية اليسرى
    الحمداني
    _ أنا حروح مع حمدان ياحسن يابني
    علشان أبقى مطمئن عليه.
    _ ماشي ياعمي.
    يلتفت نحو مرسال
    _ إرجع للكوله بسرعه أنت يامرسال
    وأول ماتسمع أول طلقه مني ، إضرب
    على طول.
    يتجه مرساله نحو الكوله فهو لا يزال لم يلتقط أنفاسه، ولكن رغبته في
    الإنتقام لأبيه رحان أنسته مافيه من تعب ومشقة .
    12

    صعب أن يسألك من حولك ماذا بك، وتجيب بليس هناك شئ ، وداخلك تبعثرت كل أشياء الوجود، منازع يصل للجانب الأيمن من الدرب ،هو أحب
    حسن لأنه قتل شيطان الشر داخله ، يساند حسن بلا مصلحة ، لا يبحث
    عن ثمن ، ترك نفسه مثلهم للرياح تبعثرهم كلما شاءت،يختبأ خلف حجر كبير ، يصوب بندقيته وهو يترقب الطريق.
    ...........
    ...على الجانب الأيسر من الدرب الجبلي ، يختبأ حمدان وراء حجر كبير
    ويقف خلفه والده الحمداني ، يقف في حالة استعدام / مصوبا بندقيته
    لأسفل الدرب.
    _ أقعد أنت يابا وإرتاح .
    _ خايف عليك ياابني.
    _ ماتخفش يابا واقعد ربنا يخليك
    خليني أركز في اللي أنا فيه .
    ..............
    للحق عين واحدة ،وللباطل ألف عين، ونحن نعشق التعدد، كل ملفات الحماقة مفتوحة أمام حسن ، صعد إلى الجبل لمكان عالٍ قليلاً خلف
    خيمتهم ،يختفي خلف الأحجار ويراقب الدرب من أعلى.

    ...............

    حتى سيف القانون والسلطة مُسلطان علي رقاب الفقراء ما أبشعها من إنسانية، ملهاة في على مسرح الخيال على شفا إنتحار كل أبطالها.
    اقترب اللزي ورجاله من الدرب ،بجواره هارون وهريدي وبكر وكُريم
    13

    _ هارون وبكر حيبقوا معايه وخمس
    رجاله يفضلوا معايه  ،    باقي
    الرجاله يقسموا نفسهم، نصهم يروح
    على يمين الدرب والنص التاني على شماله.
    كريم وهريدي يروحوا ناحية الكوله
    تتسحبوا بالراحه ، مش عاوز واحد يعتر
    في حجر يحسسهم بينا .

    ................
    بدايات الليل ، سحبت الشمس خيوطها وجاء الليل ليستعمر الكون.
    أحلامنا مبعثرة في الدروب ،. مصلوبة تحت أقدام الأشقياء، مسافات الأمل محدودة ومساحات اليأس شاسعة ومترامية الأطراف. لذلك نري دائما دروب الأمل ضيقة، اللزي وهارون وبكر وخلفهم خمسة رجال يصلون بداية
    الدرب، يقيدون خيولهم في الأقدام الأمامية ، يتسحبون ببطء داخل الدرب ،مجموعه آخرى من الرجال إتجهت نحو يمين الدرب ومجموعة نحو
    اليسار وكُريم وهريدي اتجها نحو الهضبة التي يقف بها مرسال، منازع يرى بوضوع رجال اللزي وهم على مرمى بصره، وأيضاً حمدان يرى
    المجموعة التي تقترب منه .
    .. اللزي وهارون وبكر يصلون مدخل الخيمة ، اللزي بصوت عالى
    _ ياحمداني أنت وحمدان سلموا نفسكم
    مش جاي أضركم وحرجعكم البلد، وأنت
    ياللي اسمك حسن ، سلم نفسك بالراحه
    مفيش خرم إبره حتلاقيه تهرب منه .
    14

    اللزي لم يجد من يرد عليه ، كرر كلامه أكثر من مرة ، طلب من بكر
    الدخول داخل الخيمة ، دخل بكر وعاد مسرعاً .
    _ مفيش حد جوه ياسبع.
    اللزي لرجاله بغضب
    _ إقلبوا عليهم الدرب حته حته.
    حسن يظهر لهم من على بعد خمسين متر وهو يُخفي بندقيته.
    _ بتدور على مين هنا يالزي .

    المفاجأة هزت اللزي فلم يكن منتظراً تلك الشجاعة والجرأة من حسن .
    _ هو أنا ورايا غير ك ياحسن .
    يمسك اللزي بندقيته ويصوب بسرعة نحو حسن ، حسن يتفادى الطلقة
    ويطلق طلقة نحو اللزي ، تأتي الطلقة في رأس بكر فيسقط ميتاً، مفاجآة آخرى زت اللزي ، لم يتخيل أن يكون مع حسن بارود، طلب من رجاله
    الإختباء ، تبادل اللزي ورجالة إطلاق النيران مع حسن حتى سقط قتيل آخر من رجاله ، اضطر اللزي للتراجع للخلف .
    هارون يتراجع معه.
    _ جابوا بارود من فين يالزي .
    _ أنا حتجن أرجع لورا بسرعه كده
    إحنا مكشوفين ليهم.
    تقهقر اللزي ورجاله إلى الخلف ، منازع في الجانب الأيمن في تبادل
    إطلاق النيران مع مجموعة من رجال اللزي وأسقط منهم قتيل وجرح
    أكثر من فرد ، لديه خبرة عالية في إطلاق النيران، بدأ رجال اللزي
    15

    في التقهقر والتراجع أمام طلقات منازع والبعض تقهقر واختل توازنه
    فسقط متدحرجاً حتى الأرض والقليل منهم نجح في الفرار وكل من تم جرحه أو إصابته راح يهرب من طرق مختلفة بعيداً عن موضع ضرب
    النار، من يسار الدرب حمدان يطلق النيران على مجموعة رجال اللزي
    فترعبهم المفاجأة ويتقهقرون وهم متفرقين ومنهم من يصرخ.
    _ ارجعوا بارود، بارود يارجاله.
    حمدان يلمح اللزي يتراجع لمدخل الدرب ويتجه نحو حصانه ويركب حصانه محاولا ً الهرب وبجواره هارون أيضا يركب حصانه، فيضرب حمدان طلقة في اتجاه اللزي الظاهر أمامه ولكن الطلقة أخطأت طيقها
    وأصابت الحصان الحصان  ، فسقط الحصان باللزي ، الذي إستعاد
    توازنه واحتمى زاحفا بجوار جثة الحصان وأطلق عدة طلقات في إتجاه
    حمدان، لتستقر إحدى الطلقات على جبين الحمداني فيسقط صارخاً صرخة مكتومة لا يسمعها سوى حمدان، الذي يرتمي على أبيه.
    _ أبا ، أبا .
    الحمداني وهو يلفظ أنفاسه الآخيرة .
    _ اختك أمانة في رقبتك ياحمدان.

    .............

    عند الهضبة كان مرسال ينتظر قدوم رجال اللزي، لمح كُريم وهريدي
    يصعدون الهضبة ، أطلق وابلاً من النيران في إتجاههم، لم يتمكنا من الفرار واستقرت طلقة في صدر كلاً منهم فسقط صريعا والسعادة ترتسم
    على وجه مرسال محدثاً نفسه.
    16

    _ كده أنا ارتحت أخدت بتار أبويه
    وأمي اللي ماتت حزن عليه .

    ...............

    حسن ينزل من أعلى وهو يُطارد رجال اللزي ، يتقهقرون أمامه ويفرون، يلمح اللزي من بعيد وهو  يقفز خلف هارون الذي
    ينطلق هاربا بحصانه ، يكتفي بما حدث ويعود إلى الخيمة منتظراً
    أصحابه ، منازع ينزل مهرولاً من أعلى التبة ويسير في داخل الدرب
    وكذلك مرسال يعود مزهواً بنفسه ونصره .يحمد الله على نصره لهم
    وتشتيت اللزي ورجاله ، يصل منازع.
    _شُفتهم وهم بيفروا من قدامنا زي المعيز
    دول اترعبوا لما سمعوا صوت البارود.
    _ اللزي اتجن آخر حاجه كان يتصورها
    أنه يكون معانا بارود.
    يصل مرسال وهو في حالة فرحة وسعادة .
    _ كلهم هربوا ولا نفر منهم قاعد.
    وقعت أنا منهم اتنين .
    منازع
    _ وقع منهم مش أقل من خمسة
    غير اللي اتصابوا.
    حسن
    17

    _ فين حمدان ؟
    مرسال
    _ تلاقيه جاي في السكة.
    يا لها من غابة صائد الدم يصطاد صائد الأمل، حساب الأمس واليوم والغد مقسوما علي الجبين يساوي وجعا ، يظهر حمدان حاملاً جثة
    أبيه على كتفه والدموع تملأ عينيه ، يهرول حسن ومنازع ومرسال
    نحو حمدان .
    _ أيه ياحمدان فيه أيه؟
    حمدان وهو يبكي بحرقة
    _ أبويه مات ياحسن.
    حسن بنبرة حزن
    _ أيه اللي حصل ؟
    حمدان
    _ لقيت اللزي قدام وبيركب فلوته ( حصانه)
    ضربت عليه بارود ولكن الباروده جات في
    الحصان، رد عليه بطلقات بارود كتيره
    واحدة منهم جات في أبويه.
    مرسال
    _ أنا ححفر هنا قبر لعم حمداني.
    حمدان معترضاً
    _ مش حدفن أبويه غير في الجبانه
    وف قبر أمي حتى لو حموت فيها.
    18

    حسن
    _ معاك حق ياحمدان ، عم الحمداني
    مش حيندفن غير في الجبانه ، بينا على هناك.
    ..يحمل مرسال الجثة مع حمدان ، حمادان يرفع الجزء الأمامي
    من الجثة ومرسال الجزء الخلفي .
    حسن لمنازع
    _ خليك أنت هنا يامنازع ، مش عاوز
    حد يشوفك معانا .
    _ حروح معاكم وقبل ماتدخلوا الجبانه
    حستناكم من بعيد ، وأراقبكم.
    _ ماشي يامنازع
    بدأ موكب جنازة حمداني الصغير في السير نحو المدافن في صمت
    وعيون دامعة وحمدان في حالة بكاء لا تتوقف .
    حسن
    _ شد حيلك ياحمدان ، مفيش حد
    يغلا على ربنا ياحمدان
    حمدان في حالة صراع بين قلبه وعقله، القلب للعقل،. لا تفسر لي الرؤيا وافعل ماشئت وستجدني إن شاء الله من الصابرين.

    ........................
    يصل اللزي إلى داره منكسر الرأس ، في حالة غضب غير عادية
    هو لا يعترف بالحقيقة ويود أن يحافظ على قصور الوهم التي
    19
    يبنيها ويحيا فيها ، يطرق الباب وتفتح منيره . تستقبل أخيها
    _ أنت جيت ياخويا، جبت رقبة حسن
    مش كده ؟
    اللزي يعض على كف يده  بغيظ.
    _ غوري من قدامي دلوقت .
    يدخل اللزي مُنكس الرأس ، يتجه نحو غرفته ، منيره تتابعه والفضلول يقتلها لمعرفة الأحداث، وكذلك ليله التي تنتظره حتى كاد الإنتظار يخنقها
    ويفتك بها ، تنظر إلى اللزي في فضول ولكنها تخشى أن تسأله ، اللزي
    قرأ مايجول بخاطرها وتكلم بإستهجان .
    _ اطمنى ياليله ، رُحت أصيدهم صادوني
    ولكن ، حيروحوا مني فين .
    ليله ظهرت عليها الفرحه والسعادة ووالشماته في اللزي ومنيره واتجهت نحو غرفتها ، بينما اللزي ينظر لها من بعيد بإنكسار
    دخل غرفته ومنيرة في صدمة لم تتوقفها ، تسمرت قدماها في
    مكانها ، ثم جلست على أقرب دكة في وسط الدار.

    ..........
    بالقرب من المدافن،بين أشباح الظلام ، حمدان ومرسال يحملون جثة الحمداني ويسير خلفهم حسن ومنازع.
    منازع
    _ أنا مش حقدر أدخل معاكم الجبانه
    أحسن حد يشوفني ، وحستناكم هنا.
    حسن
    _ ماشي يامنازع
    20

    هم واصلوا السير نحو الترب حتى دخلوها ومنازع جلسة تحت إحدى الأشجار مشعلاً لفافة تبغ .
    ........
    داخل القبور حمزه الفحاحري وهو لفظ يطلق على حفار القبور
    الفحاحري ينظر إلى الجنازة القادمة قليلة العدد ولا يرى نعشاً
    وميت محمولاً على الأعناق ، يصل موكب الجنازة ويقف عند
    قبر أم ليله .
    حمدان
    _ ده قبر أمي.
    الفحاحري يتجه نحوهم ، ينظر لحمدان وتعلوه المفاجأة فهو يغرفه
    ويعلم أنه مختفي بعيداً.
    الفحاحري
    _ مين ؟ حمدان !
    _ أيوه ياحمزه وده أبويه ، حتدفنه هنا
    في قبر أمي .
    يبدأ حمزه في الحفر حتى ينتهى إلى الوصول للقبر من أسفل
    ينزل القبر ، يتناول جثة الحمداني من حمدان ومرسال ويحملها
    لداخل القبر .
    ..............
    داخل قصر جعفر ، في حجرة المضيفة ، يجلس جعفر بمفرده
    يفكر في مغامرة اللزي في الجبل ويحدث نفسه.
    _ اللزي لو جاب رقبة حسن النهارده
    21

    حيتلوح ومش حنعرف نكلمه
    ويقول ياأرض اتهدي ماعليك ادي.
    يسمع طرق على الباب فينادي لواحظ لتفتح الباب ، تتجه لواحظ
    لتفتح الباب فتجد هارون في حالة تعب ، يحاول أن يلملم أنفاسه
    _ فيه أيه ياعم هارون.
    يرد وهو يستجمع شتاته وأنفاسه المبعثرة .
    _ جناب البيه جوه .
    _ أيوه جوه ،  قاعد في المضيفه.
    هارون يهرول لحجرة المضيفه ولواحظ خلفه ، يدخل المضيفة
    يجلس على أقرب أريكة ، جعفر في تعجب وفضول.
    _ فيه أيه ياهارون ،مالك ، القيامه قامت.
    _ ياريت قامت ، احنا لسه راجعين
    من الجبل .
    _ وجبتوا رقبة حسن ولا شكلك بيقول
    غير كده .
    _ مقدرناش عليه ، ولقينا البارود
    بينضرب علينا من كل حته .
    _ بارود أيه.؟
    _ مانعرفش جاب بارود من وين
    وقع خمسة مننا ، كريم وبكر وهريدي
    واتنين رجاله كمان.
    .. لواحظ تتصنت عليهم وعلت وجهها الفرحة بنجاة حسن
    22

    من كمينهم، اقترب بباب المضفة حتى التصقت به ، حتى يأتي
    إليها صوتهم بشكل أوضح .
    جعفر بغيظ
    _ قول كلام غير ده ياهارون
    _ ده اللي حصل وكان ممكن حسن
    يخلص علينا ، معاه رجاله بيضربوا
    من كل حته ، معرفش جابهم منين
    اللزي كانوا حيضربوه والبارودة
    جات في الفلوه بتاعته وأنا أخدته
    ورايا على فرسي وجريت .
    _ واللزي فين دلوقت ؟
    _ تلاقيه في البيت بيموت من الغيظ،
    _بس حسن جاب بارود من فين .
    _ ده اللي مش لاقي له تفسير.
    _ طيب قوم بينا نروح نزور اللزي
    عاوز أبص في خلقته وشكله عامل ازاي
    بعد الضربة الكبيرة دي.
    لواحظ تنسحب من أمام باب المضيفة وتصعد لحجرتها، في قلوبنا الكثير من الكلام نعجز عن شرحه فنترك للدموع فرصة للحديث، وأروع الدموع
    دمعة فرحة بعد حزن، تكاد أن تطير من الفرحة لواحظ داخل حجرتها ، هي، في سعادة مابعدها سعادة ، تحمد ربها على نجاة حسن.
    _ أحمدك يارب ،ألف حمد وشكر ليك ، حفظتلي حسن.
    23

    ...........
    عند الجبانه ، انتهى الفحاحري من الدفن وقام بردم التربة بالرمال
    _ بكره حبني القبر ياحمدان.
    _ تشكر يافحاحري ، ضروري تبني
    القبر .
    حسن طلب من الجميع قراءة الفاتحة والدعاء للميت.
    حسن
    _ ولا الضالين .
    الجميع
    _ أمين
    أخذ حسن يدعوا للميت وهم يرددون خلفه
    • اللهم ارحم روحاً صعدت إليك و لم يعد بيننا و بينها إلا الدعاء
    • اللهم ارحمها و اغفر لها و انظر اليها بعين لطفك و كرمك يا أرحم الراحمين .
    • اللهم ارفع درجته فى المهديين واخلفه فى عقبة الغابرين
    • و اغفر لنا و له يالله و أفسح له فى قبره و نور له فيه .
    • اللهم أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله و أدخله الجنة و أعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
    • اللهم ارحمه فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض عليك اللهم قه عذاب يوم تبعث عبادك .
    • اللهم أنزل نوراً من نورك عليه
    • 24
    • .
    • اللهم نور له قبره و آنس وحشته ووسع مدخله.
    • اللهم ارحم غربته و ارحم شيبته .
    • اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة لا حفره من حفر النار .
    • اللهم اغفر له و ارحمه و اعف عنه و اكرم منزله .
    • اللهم أبدله دارا خير من داره و أهلا خيرا من أهله و ذرية خيرا من ذريته و زوجا خيرا من زوجه .
    • اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود الى جناتك جنات الخلود

    الجميع
    _ أمين

    شد حيلك ياحمدان ، عمي الحمداني
    غالي علينا كُلنا
    يحتضن حسن حمدان .

    ......................
    في الدرب
    لا تسألني عن حكمة إغتصبها إبليس، وأنجب منها بنات أفكارنا وبنات أفكارنا أنجبن فكر السفاح، برغم أن الله وهبنا البصر والبصير منا من
    يعيش أحول، والغالبية إختارت أن تعيش عمياء. إن غابت شمس
    العدالة فطبيعي أن يسود ظلام الباطل،جعفر يسير في الدرب بصحبة
    25

    هارون ، أهل البلة في الدرب يرمقونهم بنظرات إستهجان وعدم
    ترحيب ومن يرد عليهم السلام ، يرد مجاملاً ومشوحاً بيديه ببرود
    جعفر وهارون يقابلان ذلك بإبتسامات ساخرة وماكرة ، يوزعونها
    هنا وهناك .
    _ الواد حسن ده ،جن مصور وشوكته
      بتكبر جوانا ، وحيبقى خطر علينا
    _ معاك حق ياهارون ، واللزي كده
      جاب آخره، مش حيقدر عليه.
    _ ما تبلغ عليه الهجامة وهم يتصرفوا معاه.
    _ مش عاوز رجل الهجامه تاخد على البلد
      ضررهم أكتر من نفعهم.
    _ وحنعمل أيه مع حسن دلوقت؟
    _أخلص بس من بيع الحيازه
      وأفضى لحسن .
    يصلان دار اللزي ، يستقبلهم طلب وهو في حالة حزن
    هارون لطلب .
    _ عارف انك زعلان على صاحبك بكر
      البقيه في حياتك .
    _ أنا مش حرتاح غير لما ناخدوا بتاره
    _ حناخد بتاره وتار كريم وهريدي وكل
      اللي ماتوا .
    جعفر لطلب
    26
    _ كنت معاهم ياطلب في الجبل .
    _ ماتفكرنيش يابيه ، أنا نجيت معرفش
    إزاي ، البارودة كانت بتعدي جنب ودني.
    يفتح طلب الباب ويسير بجعفر وهارون في الممر، يسيرون في
    الممر وطلب يتقدم جعفر وهارون خوفاً عليهم من كلاب اللزي
    مجموعة من الكلاب تنبح وطلب يُبعدها ويعاتبها.
    _ ده البيه ياولاد الكلب ، بطلوا تنبحوا.
    جعفر يبتسم
    _ اللزي مش فالح دلوقت غير
      في تربية الكلاب .
    _ دده بيموت في تربيتهم.
    ..وصلوا باب الدار ، طرق طلب الباب ففتحت منيره التي تهلل وجهها
    برؤية جعفر.
    _ جناب البيه ، أنا مش مصدقه
     زارنا النبي النهاردة .
    _ ازيك يامنيره.
    _ بخير بحسك ياجناب البيه.
    اتفضلوا ، بيتك ومطرحك.

    .................
    أمام الخيمة ، حياتنا ألوان متداخلة ومتغيرة، نفتقد لوناً ويحل لوناً وهكذا بلا إستقرار، كل شئ متغير، ومتجدد، في وطني الأماني مشرده. الأحلام لاهتة في شوارع اللصوص، في وطني الفقير مصلوب علي أسوار الأشقياء،
    27

    يجلس حسن ومنازع ومرسال .
    _اللزي حيبتدي يقلق منك يامنازع
     حتعمل أيه معاه.
    _ مش عارف اقوله أيه وحَوَريه
     خلقتي إزاي.
    _ ماينفعش ولازم تقابله ، علشان
     نعرف ، مين حيشتري الحيازه
    وحيروح لجعفر امتى.
    مرسال
    _ منازع كده انكشف قدام اللزي.
    حسن
    _ لازم نفكر يقنعه إزاي ويبعد
     أي شك عنه.
    حسن بدأ يفكر ، يصاهر الصمت،خلف جدار بعيد، يتسامر مع بنات
    أفكاره ، يفكر ويفكر، يحدق في الفضاء البعيد باحثاً عن حل، يبحث عن حبات الرمان، يلتفت نحو منازع.
    _ اللزي حيشك في حالتين ، خروجك
      من داره وحيسألك رحت فين
    وعلشان هو أكيد حيشك فيك في
    موضوع البارود ، حيسألك تفتكر حسن
    جاب البارود من فين ؟

    28

    مرسال
    _ مسألة البارود ساهله ، يقول باعوا
     البهايم اللي سرقوها من الجنينه
    واشتروا بفلوسها بارود.
    _ ومنازع عرف منين أننا سرقنا البهايم
    منازع
    _ دي ساهله ياحسن، مفيش حاجه بتستخبى
      وهم عارفين أني بروح سوق التلات.
    _ يعني كلام مرسال يقنع اللزي؟
    _أيوه .
    _ يبقى مش فاضل غير انه يسألك رحت
    فين بعد ماطلعت من هنا .
    _ دي مش عارف ألاقيلها حل.
    حسن
    _ لقيت حل ، أنت تقول للزي انك مشيت
    من داره علشان تسبقه وتقتل حسن ،طلعت
    على المغارة تجيب بارود ولما أخدت البارود
    وطلعت على الدرب علشان تخلص على حسن
    شُفته هو والرجاله بيضربوا نار وبينضرب
    عليكم نار، قلت اللزي كده سبقني وقعدت
    تراقب ضرب النار ، ولقيتك أنت ورجالتك
    يالزي هربتوا من قدمهم، قُلت أنا بقى حكمل
    29

    وحصطادهم واحد واحد وأعرف عددهم.
    مرسال
    _الكلام ده صح ، وعلشان تقنعهم أكتر
     قول قتلت منهم واحد ، ماهو اللزي
     مايعرفش أنه قتل الحمداني.
    حسن
    _ عفارم عليك يامرسال .
    يلفت حسن لمنازع
    _ وقول كمان ، شُفتهم شايلين القتيل
    اللي قتلته وطلعوا بيه على الجبانه.
    منازع
    _ إزاي أشوفكم من غير ما أضرب عليكم
    تاني .
    مرسال
    _ قول انك اتصبت في دراعك وكمان
    البارود اللي معاك خلص .
    منازع
    _ الكلام ده معقول ، تعالى انت بقى
    اضربني بالسونكي بتاع البارودة
    في كتفي واجرحني جرح كبير.
    حسن
    _ مش مستاهله ، اربط دراعك وخلاص.
    30

    _ لا ياحسن ، أنت متعرفش اللزي ، ده
      مش ساهل وكمان اكويلي الجرح.
      تعالى اضرب.
    يقترب حسن من منازع ويتردد في جرحه .
    منازع
    _ اضرب بقى ياحسن ، أنت قلبك خفيف ولا أيه؟
    حسن يغرز خنجر البندقية الأمامي  في الكتف الأيسر لمنازع الذي
    يصرخ صرخة مكتومة ، يقوم بعدها بإشعال نار وتسخين الخنجر
    والقيام بكي مكان الجرح وربط الجرح.
    حسن
    _ كده مش باقي غير نضربوا طلقات بارود كلنا
      في الهواء علشان يصدقوا أنك هجمت علينا
    يقوم حسن ومنازع بإطلاق أعيرة نارية كثيفة .









    31

    اللزي مستلقياً على الفراش بملابسه الداخلية ، تدخل إليه منيره مسرعه
    _ جناب البيه جعفر وهارون هنا ياخويا
      دخلتهم المضيفه.
    اللزي يعتدل من نومه ، يرتدي جلبابه ويخرج مسرعاً لحجرة المضيفة
    يدخل حجرة المضيفة ويُرحب بجعفر وهارون.
    جعفر ساخراً
    _ سلامتك ياسبع الحاجر.
    اللزي منكسراً
    _ اللي يسلمك ياجناب البيه.
    _ أيه اللي حصل ؟
    _ مش هارون قال لجنابك على اللي حصل.
    _ انا عاوز أسمع منك .
    _ اللي حصل طلعتلهم بالرجاله ، وخدونا
    على خوانه ولقينا الدنيا بتمطر بارود حوالينا
    من كل حته .
    _ وطبعا ماكنش قدامك غير أنك
     تهرب وتجري أنت والرجالة .
    _ انت مش حتقدر على الواد ده يالزي
      أنا لما أخلص من بيع الحيازه حوريك
      أعمل فيه أيه ؟
    اللزي يُدرك أن جعفر يسخر منه ويقلل من شأنه أمام هارون وأنه جاء
    للدار ليس من أجل الإطمئنان عليه ،ولكن للتشفي فيه ، ينظر لجعفر
    32

    محاولاً الدفاع عن نفسه، ونقل التوتر لجعفر نفسه ،الذي يشمت به
    ليردها إليه ويشمت فيه.
    _ العيب مش عندي ياجناب البيه
     حسن بيعرف كل حاجه عننا
    والأخبار بتوصله من دارك.
    جعفر ينزعج من كلام اللزي
    _ من داري  ! داري أنا ! أنت بتخرف
     تقول أيه ، إعقل كلامك يالزي.
    ساخراً
    _ مايكنش أنا اللي بوصل الأخبار
      لحسن .
    _ أنا ماقُلتش أنت، أنا قُلت من دارك
     وماكنتش عاوز أتكلم ، ولكن أنت عمال
    تتمقيط عليه وتدوس على اللي جابوني.
    اللزي إنكسر من دارك ، مش من حسن
    هارون
    _ أنت بتقول أيه يالزي.
    _ أنا عارف اللي بقوله كويس
    ينادي على منيره بصوت عالي.
    _ بت يامنيره .
    تدخل منيره مهروله هي كانت تنتظر تلك اللحظة وتتوقعها
    _ ايوه ياخويا.
    33

    جعفر
    _ مال منيره بالكلام اللي بتقوله ؟
    _ هي شافت كل حاجه بعينها.
    _شافت ! شافت أية؟
    يلتفت نحو منره.
    _ شُفتي ايه يامنيره؟
    منيره تتصنع التردد في الكلام واللزي يشجعها.
    _ اتكلمي ، قولي اللي حصل قدامك لجناب البيه.
    _أنا كنت قاعده هنا زهقانه ، قلت اروح
     اتفك مع لواحظ،اول ماوصلت الدار بسأل
    عليها الواد مهران ،قلي موجودة وحتى السلوتي
    لسه داخل عندها.
    جعفر
    _ السلوتي داخل للواحظ داري؟
    اللزي
    _ ايوه ، استنى اسمع الباقي.
      كملي يامنيره.
    _ دخلت الدار، سمعت صوت في الجنينه
    ربنا يسامحني اتسحبت بالراحه علشان
    سمعت كلمة حسن ، لقيت الست لواحظ
    بتطلع منديل للسلوتي وتقوله عاوزاك
    توصله لحسن .
    34

    جعفر بغضب
    _ لواحظ بنتي ؟
    منيره
    _ أيوه يابيه ، انا لما سمعت كده ماظهرتش
    لمنيره وسبتها دخلت وطلعت أجري
    ورا الواد السلوتي ، لقيت بكر الله يرحمه
    قلت له امشي ورا السلوتي وشوفه رايح
    فين ، مشي وراه وشافه بيقابل حسن
    ويديه المنديل ولما رجع بكر مسكه وجابه
    هنا لاخويه اللزي اللي ماكنش مصدقني
    وقالوا كل حاجه.
    اللزي
    _ ودي مش اول مره، السلوتي قلي
    حسن بعتلها منديل قبل كده ، والسلوتي
    أنا حبسته عندي في الحوش ، لو عاوز
    اجيبه ليك ، أجيبه يقولك بنفسه ؟
    جعفر المفاجآة هزته، غيرت لون وجهه
    _ لما أعوزه ، حبعتلك تجيبه.
    يسرح بعيدا ويحدث نفسه.
    _كده يالواحظ تمرمغي راس أبوكي
     في الطين،يكون اللزي بيكدب
    يعود ويلوم نفسه
    35

    _ لكن حيكدب هو واخته ليه
    يتذكر ارتباكها على مائدة الطعام عندما دخل مهران وأبلغه أن اللزي
    خرج برجاله للجبل لقتل حسن ، تذكر أنهارارتبكت أكتر من مرة المرة الأخيرة لم وصل هارون وحكي عن فشل اللزي في قتل حسن، كانت
    في غاية السعادة والفرح ، عكس لما عرفت انهم رايحين يقتلوه
    يتذكر كيف سقطت أواني المائدة أمامها أكثر من مرة.
    يقطع تفكيره هارون .
    _ أيه يابيه سرحت في أيه؟
     كل حاجه وليها حل .
    _معاك حق ، كل حاجه وليها حل .
    منيره
    _ عاوزني في حاجه تاني .
    اللزي _ لا ، اخرجي انت.

    تخرج منيره ، يصل لسمعهم أصوات الأعيرة النارية التي أطلقها حسن
    ومنازع ومرسال.
    هارون
    _ البارود ده ، مش بعيد عننا ، ده في الجبل.
    اللزي
    _ أيوه صح وف نفس المكان اللي كنا فيه.
    هارون
    _ بس مين يقدر يضرب بارود غيرنا.
    36

    اللزي
    _ أكيد منازع ، ماهو مش باين له حس.
    هارون
    _ ومنازع حيضرب على مين.
    اللزي
    _ على حسن.
    _ ومنازع عرف حسن من فين .
    اللزي
    _ أنا كريته علشان يقتل حسن ، هو فاضي
      ويقدر يلف عليه نهار وليل في الجبل .
    هارون ساخراً
    _ اللزي بقى بيكري  ياولاد الحلال.
    اللزي
    _ انت حتتمقيط فيها.
    _ لا حتمقيط ليه ، يمكن منازع يعمل
      اللي ماقدرناش نعملوه ، ويخلصنا من حسن.
    جعفر بغضب
    _ خلاصه مش حيكون غير ، على يدي أنا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 3:49 pm