منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 تطور مشاريع الخيال العلمي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    تطور مشاريع الخيال العلمي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     تطور مشاريع الخيال العلمي Empty تطور مشاريع الخيال العلمي

    مُساهمة من طرف  الأحد نوفمبر 07, 2010 10:56 am

    ما المقصود بمشاريع الخيال العلمي؟


    ربما ليس مفهوما لدى بعض الناس أو الغالبية ما هو المقصود بموضوع مشاريع الخيال العلمي، لأن هذا الموضوع بصورة محددة و واضحة غير موجود الآن ، نعم هو موجود ومتناثر بأسماء أخرى ضمن عدد من المواضيع أو الحقول ولكن غير موجود مستقلا بنفسه ،و لتوضيح ذلك فأن عبارة الخيال العلمي المتداولة منذ أكثر من قرنين هي العبارة التي يقصد بها قصص و روايات الخيال العلمي، و هذا الموضوع معروف الأركان و مستقل بذاته ،وعند الحديث عن قصص و الروايات الخيال العلمي فأن كل قصة أو رواية منها تتناول مشروعا محددا تحاول القصة أو الرواية إيصالها إلى المتلقي أو القارئ أو ربما المستمع أو المشاهد أو النظارة لأن كثير أو معظم هذه القصص و الروايات قد حولت إلى أعمال فنية في الإذاعة و السينما و التلفزيون و أحيانا المسرح ،فهناك قصة أو رواية تتناول غزو كائنات فضائية لكوكب الأرض و الثانية تتناول الحياة تحت طبقات الأرض و الثالثة تتناول بشكل خيالي مبالغ فيه حالة تلوث البيئة بسبب النشاط الكيماوي أو البيولوجي أو النووي للإنسان الخ،و بالطبع فأن هذه القصص و الروايات هي نتاج أدبي و فني أكثر من كونهما نتاج علمي فالخط العام لهما هو التزام بالجانب الأدبي و الفني أكثر من الالتزام بالدقة العلمية والأسس المنطقية ، فهدف قصص و روايات الخيال العلمي هو إيصال الفكرة و ليس التزام بالشروط و القواعد و الدقة العلمية فهي في النهاية عمل خيالي كما يدل أسمه،وفي القصة أو الرواية المستندتين إلى الخيال العلمي لا يقول الكاتب صراحة بأن لديه مشروع كذا مثلا غزو الفضاء ،ولكن في النهاية يفهم من عمله بأن لديه مشروع علمي خيالي ربما لا يستطيع هو أن ينفذه بالفعل أو إن مستلزماته العلمية في وقت الكتابة غير متوفرة كما حدث لقصص و روايات صدرتا في القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين فقد كانت هذه القصص و الروايات تتحدث عن غزو الفضاء و بناء أجهزة و معدات تطير في الجو أو الفضاء بسرعة هائلة من وجهة نظر الكاتب أو الناس في ذلك الحين و غيرهما ما يعتبر من باب الخيال العلمي ،بينما هذه الخيالات وغيرها قد تحولت إلى واقع فعلي بتقدم القرن العشرين إلى نهايته و استمرارا لوقتنا الحاضر و كذلك في المستقبل المنظور، و في كل قصة أو رواية في مجال الخيال العلمي تكمن في داخلها مشروع علمي متكامل بصرف النظر عن مدى أمكانية تنفيذ هذا المشروع واقعيا ،فالمشاريع التي طرحت في قصص و روايات الخيال العلمي في القرنين الماضيين كانت في حينها نوع من الجنون لدى الناس المعاصرين لها ،بينما الآن الواقع الفعلي لتقدم العلمي والتقني تجاوزت هذا الخيال بأشواط بعيدة جدا بل هناك عجز في الخيال نفسه ،ففي القرنين الماضيين كان التعبير الخيالي يتقدم على الواقع بأشواط بعيدة لذا كان محط الأنظار، بينما في الوقت الحاضر و ربما تتفاقم هذه المشكلة في المستقبل أكثر فأكثر و هي إن التعبير الخيالي بات شبه عاجز ليكون أكثر خيالية من الواقع الفعلي نفسه.


    معنى المشروع:


    إن كلمة المشروع مشتقة من الشروع أو الفعل شرع يشرع أي شروع في الفعل أو العمل و ربما الاستمرار فيه لغاية انتهائه،وهذه كلمة مفهومة لغويا و اصطلاحيا، ومعنى الاصطلاحي للمشروع انه (خطة عمل) تتكون من مجموعة أعمال مترابطة وظيفيا ومتسلسلة زمنيا تؤدي إلى نتائج محددة في سقف زمني محدد وهذه هي هدف المشروع أيا كان نوعه،و كلمة المشروع من الكلمات التي تتداول بكثرة في مختلف مجالات الحياة ،فهناك مشاريع البناء و شاب لديه مشروع زواج و كاتب لديه مشروع مقالة و وزارة الصحة لديها مشروع البطاقة الصحية الكترونية الخ،و مليارات المشاريع موجودة في الدنيا و حتى في الآخرة فمشروع الأيمان و التقوى و الصلاح هو للوصول إلى النتيجة أو الهدف و هي ثواب الجنة،و فور ورود كلمة المشروع يقفز إلى الذهن مباشرة كلمة أخرى و هي التخطيط أو المخطط، فلا بد إن كل مشروع يسبقه التخطيط له و وضع مخطط له يسير عليه في التنفيذ و التقيد بالسقف الزمني ،فمشروع بناء نفق لتقاطع الشوارع في وسط المدينة لا بد إن يخطط لها بعناية فائقة ،كم هي النفقات و من يمول المشروع و كم يستغرق فهو سيؤدي في وقت التنفيذ إلى فوضى في المواصلات لأنه سيشغل مركز المدينة و لابد إن وقت تنفيذه أن يكون قصيرا، ومن سيكون المتضرر و من سيكون المستفيد من المشروع ،و من سينفذه الدولة أم المقاولون و هل المقاولون من البلد أم أجانب و من أين توفر الكوادر و من يشرف على جودة التنفيذ الخ ،عشرات الأسئلة و المواضيع المتعلقة بأي مشروع و تخطيط و تنفيذ أي مشروع و من أي نوع كان ،وبالطبع من المفهوم إن المشروع يتناول عمل محدد وبهدف محدد يدخل فيه طرفا أكثر من فرد ولو حتى كان مشروعا فرديا و قد يستغرق بضعة أيام كما في مشروع زواج شاب لديه كل مستلزمات الزواج فيعقد القران في يوم و في اليوم الثاني يدعو أصدقائه و أقاربه لحفلة الزواج و في اليوم الثالث يعد للحفلة و في اليوم الرابع يدخل القفص الذهبي و ينتهي مشروع زواج الشاب في بضعة أيام، بينما هناك مشاريع بناء لسدود و مفاعلات نووية قد تستغرق عقد أو أكثر في حين إن بعض المشاريع قد تكون لها بداية و نهايتها غير معروفة كمشروع بدأ غزو الفضاء بدأت بوادرها الأولى في ثلاثينات القرن العشرين وقد يستمر طالما أن البشرية موجودة.


    تاريخ المشاريع العلمية:


    إن البشرية مرت بمراحل تطور عديدة عبر القرون في مختلف مجالات الحياة ،السياسية و الدينية والثقافية و الاقتصادية و العلمية الخ، فالنظام السياسي كان وجد منذ إن أجتمع عشرون أو ثلاثون من البشر في بقعة جغرافية واحدة، و هو موجود الآن يدار به مئات الملايين من البشر كما هو في عديد من الدول بل في دولتين أو أكتر العدد يقارب أو يزيد أكثر من مليار من البشر،و الأعلام موجود منذ عصر القبائل البدائية بنقر الطبول و إشعال النيران للإعلام ،وكذا الحال في الإدارة الاقتصاد و القانون و الدين و الأدب الخ، كل هذه المجالات و غيرها طرأت عليها تطورات نوعية و كمية هائلة عبر العصور ، ولكن العلم أختلف عن هذه المجالات في طريق تطوره ، فقد بدأ مشروعا فرديا لدى الإنسان الأوائل عندما بدأ يبحث عن أداة يسقط به الفاكهة من الشجرة أو يهشم به لحوم فرائسه التي يصيدها من الحيوانات و استمر الحال هكذا إلا في حالات قليلة مثلا عندما تبنى المأمون أحد خلفاء الدولة العباسية مشروعا متكاملا لترجمة الثقافة اليونانية إلى اللغة العربية ،وهكذا كانت هناك مشاريع علمية قليلة تحمل صفة المشروع الجماعي ،فقد كانت المشاريع العلمية فردية في الغالب ،فهذا العالم يبحث عن الأحياء المجهرية بجهوده الفردية و ذاك يبحث تركيب الذرة وثالث كيمياء العناصر و الرابع الفلك و الخامس الوراثة و السادس تاريخ الجيولوجي للأرض الخ ،و منذ أواسط القرن التاسع عشر بدأت شيئا فشيئا تتبلور صفات الجماعية للبحث و الانجاز العلمي و يتخذ صورة المشروع المتكامل المؤسساتي ، بل في الوقت الحاضر أصبح الإنجاز الفردي للمشروع العلمي حالة نادرة جدا ،حتى إذا بدأ مشروع ما بجهود فردية فلا يتعدى ذلك مرحلة التصميم و البحث و الابتكار و التحقق ولكن في مرحلة التنفيذ يتحول إلى عمل جماعي و بصورة أدق إلى عمل مؤسساتي قد يكون بصيغة حكومة أو شركة أو معمل أو ورشة أو جامعة أو مؤسسة الخ ،وهناك مشاريع صفاتها علمية قد تشارك فيها ملايين البشر عبر عقود من الزمن مثلا مشاريع الأمم المتحدة للقضاء على الجدري و السل و الحصبة و شلل الأطفال الخ ،و باختصار فان مفهوم المشروع هو انه عمل جماعي من ثلاثة أشخاص فأكثر وقد يصل عدد المشاركين فيه إلى الملايين و مليارات من البشر و تمتد من أسبوع ربما إلى قرون كما في غزو الفضاء مثلا و قد يتفرع من داخل المشروع الأصلي عشرات المشاريع الفرعية فمثلا غزو الفضاء بدأ كمشروع لسبر الفضاء القريب من الأرض لسد فضول الإنسان إلى معرفة ما يحيط به، غير انه تفرع منها مئات بل ألاف المشاريع منها الطب الفضائي و جيولوجيا الفضاء و بيولوجيا الفضاء و استغلال الفضاء في المواصلات وتجريب علم المقذوفات و التصنيع في ظروف انعدام الوزن وتصوير طوبوغرافيا وجغرافيا الأرض من الفضاء و مراقبة مناخ الأرض من الفضاء الخ ،مئات بل ألاف المشاريع الفرعية التي تولدت من المشروع الأصلي لا بل إن المشروع الأصلي لم يعد ذي بال في الوقت الحاضر بعد أن عرف الإنسان الشيء الكثير عن ليس الفضاء المحيط بالأرض بل عن الكون بجمعه.


    طفرات العلم كيف تقاس:


    ليس هناك قياس منطقي لحد الآن يمكن الاعتماد عليه في قياس مدى التقدم العلمي الذي يحرز كل يوم بل وفي كل ساعة في هذه المرحلة من التاريخ، ويمكن القول بأن مؤشر التقدم العلمي يرتفع باتجاه الأعلى بالعدد الجبري للمتوالية الهندسية ،بمعنى لو أخذ مؤشر التقدم العلمي في أي مجال أو معظم مجالات العلمية و افترض بأنه يمثل رقم (4) فأن هذا الرقم لن يكون متواليته الهندسية (16) خلال وقت قصير ، بل يتحول إلى مريع أو مكعب متواليته الهندسية أي يتحول إلى (256) أو (4096) ،و هذين الرقمين بدورهما يسيران من النقطة التي وصلتا إليها بنفس مربع أو مكعب المتوالية الهندسية ،و يشمل هذه المؤشرات عدة حقول منها السرعة باتجاه الزيادة و الحجم باتجاه التصغير و التكلفة باتجاه التقليص و الانتشار باتجاه الشيوع و الخ ، و لنأخذ عدد من المجالات على سبيل المثال و في مقدمتها الحاسبات،فالحاسبات في مقدمة بل الأولى في تغير مؤشر تقدمها على مدار الساعات و ليس الأيام أو الأسابيع و الشهور و السنوات، فيوما بعد يوم تزداد سرعتها و سعة خزنها وتصغر حجمها و يزيد انتشارها في التداول بين الناس وفي العمل و كذا السيارات و النقل الجوي و التقدم في علوم الطب و الفيزياء و الكيمياء و الفضاء الخ، و في نفس الوقت هذا التقدم الهائل في العلم بات كالدائرة المغلقة الدوران ضمن محيطه الداخلي بمعني إن التقدم في حقل يرد لينعكس مباشرة على الحقول الأخرى فيزيدها موجة أخرى من التقدم و التطور و هكذا دواليك.


    العبقرية الفذة:


    منذ فجر تأريخ البشرية بل إن هناك شواهد أثرية كثيرة في تاريخ البشرية ما قبل كتابته تؤكد بأن مسألة العبقرية الإنسانية الفردية كانت موجودة و مستمرة إلى وقتنا الحاضر و ستسمر مع وجود البشر،وهناك الأمثلة الكثيرة المعروفة من شخصيات الأنبياء و القادة و الفلاسفة و الأدباء و رجال القانون و علماء الخ،في كل مجالات الحياة ،و العبقرية هي إن يتميز الفرد بما يطرحه من فكر أو عمل يسبق زمانه وما هو معروف و مقبول فيه على شرط إن هذا الفكر أو الفعل يأتي عليهما زمان أخر قد يبعد سنوات أو عقود أو قرون أو حتى عصور يثبت صحة ما طرحه العبقري من فكر أو فعل ،فلماذا على سبيل المثال نقول عبقرية أفلاطون وسقراط و حمورابي و ألأسكندر وبعض فراعنة المصر والنبي محمد (ص) و خالد بن الوليد وسيبويه و أبن خلدون و اينشتاين و الخ ، لأن كل هؤلاء و غيرهم بالمئات وآلاف وكل في مجاله سبق زمانه في ما طرح من فكر أو فعل أو كلاهما و جاء عليهما أزمنة ثبتت فيها صحة ما طرحوه من فكر أو فعل أو كلاهما ،وفي التأريخ نفسه سواء في التاريخ العلمي و التكنولوجي للبشرية أو في سياق التاريخ العام هناك مئات بل ألاف لما قد نستطيع أن نصنفها بأنها كانت من نوع (مشاريع الخيال العلمي) بعضها كانت ذات صفات علمية مباشرة و بعضها الأخر كانت في مجالات أخرى غير العلم ولكن في الحصيلة كان أصحابها سواء كانوا أفرادا أو مجموعات يستهدفون من وراءها التقدم بالبشرية ،و بعضا من هذه المشاريع كانت نظرية بحتة بينما بعضها الأخرى حاول أصحابها تنفيذها فعلا ،و لنضرب أمثلة على ذلك ،بداء من فلاسفة اليونان و مرورا بالأنبياء المعروفين و مرورا بكتاب الروايات الخيال العلمي و مرورا برواد الاشتراكية الطوباوية في القرن التاسع عشر و غيرهم كثير، و يجب إلا ننسى ما واجهتها العبقرية البشرية الفردية من محن في مختلف العصور و الأماكن وحتى في عصرنا الراهن ،و من كل ذلك نستخلص بأن في كل عصر لو مهما كان التقدم و الرقي في العقل البشري و المنعكس في واقعه و لاشك إن عصرنا الحالي الأكثر تقدما و رقيا في تأريخ البشرية، فان هناك تطلع عبقري بشري إلى الأمام و أحيانا قد يكون لمسافات تقدر بعشرات أو مئات أو ألاف السنين إلى الأمام .


    المغامرون الأوائل:


    في معظم الأحيان عند طرح مفهوم الخيال العلمي تحصر النقاش في أدب الخيال العلمي من الروايات والقصص ،و يهمل تلك القصص الواقعية- الخيالية التي كانت أبطالها عباقرة بذلوا جهودا جبارة ليثبتوا كذا و كذا في زمانهم و لكن الظروف و الإمكانات خانتهم فخذلوا و بعضهم فقد حياته من أجل أن يثبت ما هو موجود في خياله إلى واقع فعلي.ربما لغاية الخمسينات القرن الماضي كان لا زال هناك كتاب للخيال العلمي قد طرحوا عبر قصصهم و رواياتهم مشاريع للخيال العلمي فيها العبقرية العلمية و بالطبع العبقرية الأدبية و الفنية و بعض هذه الروايات والقصص باتت مصدرا للإلهام العلمي و ثبت الواقع العلمي فيما بعد صحتها ،بل إن بعض المبادئ و القواعد و النظريات التي وردت في تلك القصص و الراويات طبقت في المجال العلمي البحت بحذافيرها ، بينما الكتابات التالية لمنتصف القرن العشرين ولغاية يومنا هذا أصبحت نوع من الإسفاف و الضحك على الذقون ، بل إن الكتابات الحالية بما فيها المقتبسة إلى السينما والراديو و التلفزيون من الروايات و القصص الخيال العلمي أصبحت غثة وغير معقولة و على سبيل المثال هناك مئات من القصص و الروايات الخيال العلمي وحولت معظمها إلى السينما والراديو و التلفزيون تتحدث عن غزو كائنات فضائية غريبة لكوكب الأرض،في حين إن المعلومات والأخبار حول علم الفلك و الفضاء تتداول عبر كل وسائل الأعلام و المعلوماتية يوميا و تؤكد بأن لا دليل عن وجود الحياة في المجموعة الشمسية غير في كوكبنا(الأرض) بل لا دليل عن وجود الحياة في مجموعات قريبة من الأرض ولو حتى بدأ هؤلاء الكائنات رحلتهم إلى الأرض منذ ما قبل ظهور الإنسان على الأرض و يمكن وصولهم إلى الأرض ولو بعد قرون أو عصور من الآن،وقد يعترض المعترض بالقول بان ذلك مجرد من باب الخيال العلمي و التعبير الأدبي و الفني وقد يكون حافزا للتفكير و التأمل ، وكل ذلك صحيح ولكن الحقيقة الأكبر التي تكمن وراء ذلك هي إن التعبير الأدبي و الفني باتا يعانيان أزمة تكيف مع التقدم العلمي الهائل الذي شهده البشرية و خاصة خلال عقدنا الحالي عقد الأول للقرن الواحد و العشرين ،و إذا لم يتدارك فأن الهوة ستتسع في المستقبل ،و ليس جديدا القول بأن التعبير الأدبي خاصة تعاني من أزمة خانقة و يوما بعد يوم تضيق دائرة القراء و مع مرور وقت أخر سيتسع الدائرة لتشمل التعبير الفني ،نعم أحدى الأسباب هي إشاعة الثقافة الكترونية بدلا من الثقافة المقروءة التقليدية ولكن السبب الأهم هو في المضمون وليس في وسيلة الإيصال و إلا تحول الاهتمام بالأدب إلى العالم الكتروني عبر الانترنت و وسائل المعلوماتية الأخرى .


    تشعب العلم و عزلته:


    وكما سبق الإشارة فأن طفرات التقدم العلمي و التكنولوجي وما ترافقها و تعقبها من تقدم في كل مجالات الحياة تسير بتربيع أو تكعيب عدد المتوالية الهندسية ، و رغم إن بعض المفكرين و السياسيين و الخبراء ومنذ ما بعد الحرب العالمية الثانية(1939-1945) أطلقوا على عصرنا الراهن (عصر الجماهير) بما في ذلك ناحيته العلمية،بحيث إن الحصول على الدرجة و المكانة العلمية لم تعدان حصرا بالصفوة، بل أصبحتا متاحتين للجماهير العريضة ، إلا إن العلم نفسه صار مقتصرا على صفوته الخاصة به وهو المجتمع العلمي ،و خاصة مع التعقيدات التي حصلت في الفروع العلمية ،ففي الفترات و تحديدا في القرون التي سبقت منتصف القرن العشرين كان العلم ينقسم في هيكله البسيط إلى عدد من الفروع المعروفة منها مثلا الطب والفيزياء و الكيمياء و الفلك و الرياضيات الخ ،من الفروع الأساسية التقليدية للعلم ،و رغم إن هذا التصنيف التقليدي لفروع العلم لا زال ساري المفعول كهيكل عمودي للعلم ،و لكن أفقيا انقسمت هذه الفروع إلى مئات بل ألاف الفروع الجانبية و كل فرع جانبي يعود ليلتقي بالفروع الأصلية و بالفروع المجاورة و هكذا دواليك ،على سبيل المثال أحدى الفروع التقليدية للعلم وهو الطب أنقسم إلى عشرات الاختصاصات العامة و هذه الاختصاصات بدورها تفرعت إلى فروع جانبية ولم تعد مقتصرة على ما يمكن إن يصنف بأنها ضمن الطب بل تتعلق بفروع أخرى مثل التكنولوجيا و الهندسة و الفيزياء و الكيمياء والرياضيات الخ،و هكذا رغم إن العصر بدا و كأنه عصر الاختصاصات الدقيقة إلا إن الثقافة و التخصص الدقيق بدءا يتجهان نحو الموسوعية أكثر فأكثر،فتكونت صفوة علمية خاصة مختلفة عن الجماهير العريضة ، في حين إن الجماهير العريضة زادت مساهمتها و حضورها في مجالات الحياة المختلفة باستثناء المجال العلمي، ففي المجال السياسي حدثت التطورات المعروفة في التحول إلى الأنظمة الديمقراطية بشكلها التقليدي المعروف ،ولكن خارج هذا التحول فان أسوأ الأنظمة الديكتاتورية الآن لا تستطيع مثلا منع وصول الأخبار و المعلومات إلى أقصى بقاع العالم ومن أكثرها عزلة ،ولكن ما هو متميز في العصر أكثر فأكثر هي المشاركة المباشرة للجماهير العريضة في صنع الحدث و تعقبه ، وما تلعبها من دور على سبيل المثال كل من الرسائل القصيرة و الصور و الاتصالات عبر الهاتف النقال أو المدونات عبر الانترنيت أو الاتصالات الهاتفية بالمحطات الفضائية و غيرها من الوسائل و الطرق التي أتاحت فرص كثيرة لم تسبق إليها المثيل في المشاركة الجماهيرية ليس في الجانب السياسي فقط ،بل في معظم جوانب الحياة،فعبر هذه الوسائل الإعلامية و المعلوماتية يعبر الناس عن أراءاهم و وجهات نظرهم و نمط تفكيرهم واجتهاداتهم حول الأحداث ومواضيع الساعة و تعرض في وسائل الأعلام و المعلوماتية كل ما يخطر على البال ،بل تعدى ذلك بأن الحكومات و المنظمات و الأحزاب و المؤسسات و الشركات و حتى محلات التبضع الكبرى الخ،أصبحت لديها مواقع على الانترنيت وأرقام هواتف النقال و الثابت و لمعظمها محطات فضائية يمكن الاتصال بها أو مراسلتها أو التحدث إليها مباشرة ،فصار في أمكان المواطن البسيط أو ما يسمى رجل الشارع أن يرسل خلال دقائق رسالة لرئيس أكبر دولة في العالم مثلا أو يتحدث مع مندوب المبيعات لأكبر شركة للسيارات في العالم في أسيا بينما هو يسكن في أقصى أمريكا الجنوبية أو يعلق على أبحاث الاستنساخ في كوريا الجنوبية أو ايطاليا بينما هو يسكن في أستراليا أو أفريقيا ،وكل هذه الوسائل و الطرق تتقدم بشكل يومي و على مدار الساعة و تتكائر فيها التسهيلات و تكاد أن تكون شبه مجانية، بينما تتلاشي تدريجيا الحواجز الجغرافية و اللغوية و الثقافية ،ليس بإلغاء أو الدمج أو الصهر بل بالتفاعل و التكامل ،فمثلا حاجز اللغة بات اختراقه أكثر سهولة بل وهدمه عبر ما توفرها نظم الحاسوب التي صارت متوفرة بمعظم اللغات و برامج الترجمة الفورية و هناك مئات المواقع الخاصة بالترجمة الفورية و القواميس و القواعد و تعليم عشرات اللغات بالكتابة و الصورة و الصوت،وربما البعض قد يحلو له أن يقول بأنه حدث أو قد يحدث صراع حضاري على صعيد الثقافي والفكري أو العقائدي أو إن هناك فجوة رقمية أو مادية بين الشمال و الجنوب الخ،ولكن الحقيقة إن ما تتيحها التقنية الحديثة من وسائل وطرق و فرص هي بالضبط تعمل على إزالة مثل هذه الصراعات من خلال فرص التفاعل والتكامل و تبادل المنافع و المصالح بين الكيانات السياسية و الحضارية و الاقتصادية ،و بمعني أدق و أكثر تفصيلا فأن كل الدلائل الحالية المتوفرة تشير بأن العالم متجه نحو (الوحدة) السياسية حتى إن بعض المتفائلين يتحدثون عن احتمال قيام (حكومة عالمية) على مدى البعيد، بينما على صعيد الحضاري و الفكري و العقائدي فان الفرص متاحة عبر الشبكة العنكبوتية في أن كلا يعرض سلعته ،و على سبيل المثال لا الحصر كم هي الفرص المتاحة للمسلمين في أن يعرضوا كل ما يتعلق بدينهم و حضارتهم و واقعهم عبر شبكة الانترنت و غيرها من التقنيات الحديثة ،بل إن شعوب متخلفة من كل النواحي تجد أمامها فرص في أن تعرض هي بنفسها و عن طريق غيرها ما موجود لديها من أشياء قد تكون ايجابية ، فيتعرف العالم مثلا بأن القبلية البدائية كذا في مجاهل أفريقيا أو أمريكا الجنوبية أو في جزر المحيط الهادي تستخدم النبات كذا في معالجة لدغة الأفعى، ففي هذه الحالة فأن وسائل و طرق التقنيات الحديثة هي نعمة و قد تكون نقمة لأنها تعتمد على طريقة استخدامها و استغلالها و القائمين عليها و الهدف منها ،فقد تستخدم في عرض و مثالب هذا و ذاك و بالطبع إن الفرص غير متساوية لا الآن ولا ستكون متساوية في المستقبل لأسبقية الفريق المستحوذ على ناصية العلم و سلبية الفريق الثاني ولكن بكل تأكيد قد تتغير الصورة وهي بالفعل في طريقها إلى التغير،و لكن هذا يعتمد على مبادرة الأفراد و الجماعات والشعوب و الدول المعنية في تقريب النار إلى طبختهم وعدم الاكتفاء بدور المتفرج أو المتلقي بل و دور الرافض و المقاوم .


    غلق منفذ الخيال بالمادة:


    ولو قورن بين مجموعتين من البشر وهم أنفسهم بني أدم ليس بينهم فرق جوهري يذكر،أحداهما تنتمي مجازا إلى الحضارات القديمة البابلية و المصرية و اليونانية و الصينية الخ،و المجموعة الثانية تنتمي إلى الحضارة الحديثة بكل مظاهرها الباذخة،نرى إن أفاق تطلع الإنسان تسير نحو الضيق في التطلع إلى عالم أكثر مثالية مبني على خصوبة الخيال للنظر إلى المستقبل ،بل إن الرقي العقلي بدأ يختصر بالعالم المادي ولم يعد للخيال البشري ذلك الدور البناء في النظر و استنباط ما هو أبعد من شروط و قواعد العالم المادي القائم الآن أو الذي سيقوم في المستقبل وفق الشروط و القواعد العلمية المعروفة الآن أو يمكن أن تعرف في المستقبل ،بالرغم إن فرعا علميا- اجتماعيا جديدا قد أستحدث ويسمى علم المستقبل أو المستقبليات،ولكن هذا العلم في معظم قواعده و شروطه خاضعة لتصنيف العلمي الصارم ليس فيه أي دور للخيال البشري الخلاق الذي كان له عبر العصور الدور الرائد في توجيه البشرية نحو أفاق لم تعبأ بما هو موجود في العالم المادي القائم لأنها كانت تلك أفاقا للعقل البشري و ليس للعالم المادي أو حتى الشروط و القواعد العلمية الصارمة ،فعلى سبيل المثال منذ قرون بعيدة و يقال منذ عصور اليونانية و البابلية و المصرية القديمة ،في تلك العصور وما بعدها في حين كان الناس يعانون في التنقل و الانتقال بين قريتين مجاورتين،كان بين البشر من ينظر بخياله إلى أفاق خيالية حقا، فيتطلع مستشهدا بالطيور في أن يصل أو تتوصل البشرية إلى طريقة يمكن أن يتم التنقل عبرها على علو من الأرض في السماء القريب أو في الفضاء، وهذه ابسط مثال في تطلعات العقل البشري عبر التاريخ .عندما كان العقل البشري في طوره الفطري ،منذ نشأة الحياة العاقلة على الأرض أو منذ بدأ الكتابة و لغاية نهاية القرن العشرين بالتقريب،كان هذا العقل يعبر عن عبقريته و تفوقه وجموحه على الواقع المادي و الحياتي في صور مختلفة منها الأدب و الفن و منها أيضا بالإنجاز العلمي الواقعي أو الخيالي،ولكن بعد هبوط الإنسان على سطح القمر في أواخر ستينات القرن العشرين و بعد أن وجد القمر بأنها مجموعة حجارة و تلال خاوية بل و إن الأرض أجمل منها ففيها المياه والحياة و الأشجار،صدم الإنسان بهذه التجربة والنتيجة بعدما ظل ينظم القصائد و يغني بالقمر لقرون ،بل إن النبي إبراهيم الخليل (ع) وهو من البشر ظن في بداية هدايته بأن القمر هو(الله) في القصة المعروفة في الكتب المقدسة، فبدأت من ذلك التاريخ تقريبا أزمة حقيقية في التعبير الخيالي لأن ما توفر في الواقع بدأ يتفوق على ما عبر عنه بالخيال بمئات بل ألاف المرات، و لو أخذ مثال أو مثالان و قورن بين ما عبر عنه بالخيال و ما حصل في الواقع نجد إن الفجوة واسعة جدا ،فمثلا الطيران و الفضاء ، فكل الخيالات التي داعبت الإنسانية حول هذين التطلعين الإنسانيين صارت أحلام بائسة مقارنة بما حصل بالفعل من تطور في حقلي الطيران والفضاء،فكان الحلم و الخيال البشري يتطلعان إلى سرعة انتقال لا تتعدى بضع عشرات أو في أقصى الأحوال بضع مئات كيلو مترات في الساعة على الأرض أو في الجو القريب جدا من الأرض ،بينما في الواقع هذه السرعة في الانتقال باتت يمارسها بشكل يومي سائق أية سيارة عادية تقريبا ،ناهيك عن الطائرات العادية أو التي تفوق سرعة الصوت بله الصواريخ و المركبات الفضائية ،بينما تحدث بعض العلماء والمختصين أكثر من مرة في احتمالات سعي الإنسان للوصول إلى سرعة الضوء(300 ألف كم\ثانية) في الانتقال في الفضاء الكوني أو في داخل مختبرات الأبحاث على الأرض،والمثال الثاني هو قدرة أجراء الحسابات فوصلت لحد هذه الساعة إلى مليار عملية حسابية في الثانية الواحدة(تيرا فلوب) ،بينما كان خيال الإنسان يراوح بالحلم للوصول إلى آلة تستطيع أجراء بضع مئات أو ألاف عمليات حسابية في الدقيقة أن لم نقل في الساعة،و ربما قد يصح القول مجازا بأن خيال الإنسان في المراحل السابقة أو حتى في المرحلة الراهنة قد توصل إلى استنتاج واحد على الأقل ثبت صحته ،وهو إن العلم قد يتوصل إلى آلة يتفوق على الإنسان و يتغلب عليه ،وهذا ما حصل أو قد يحصل، بمعنى إن العلم لم يتوصل بالفعل إلى آلة واحدة محددة وحصل أن تفوق على الإنسان و تغلب عليه، ولكن في مجموع تطوراته و تقدمه بدأ العلم يتغلب على الإنسان فأخرج خيال الإنسان وهو أهم سلاحه في معركته العتيدة مع الطبيعة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 8:54 am