منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
السامري و الدجال Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
السامري و الدجال Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
السامري و الدجال Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
السامري و الدجال Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
السامري و الدجال Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
السامري و الدجال Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
السامري و الدجال Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
السامري و الدجال Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
السامري و الدجال Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    السامري و الدجال

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    السامري و الدجال Empty السامري و الدجال

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الجمعة نوفمبر 27, 2020 6:21 am

    السامري و الدجال
    ==================
    هل السامري هو الدجال وما العلاقة بينهما؟ نعم، لأن السامري الذي أضل بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام هو المسيح الدجال. هذا الرجل صِنّوُ إبليس، وشريكه في إغواء الناس والفساد في الأرض، وهو رجل منظر من المنظرين الذين قال الله عز وجل عنهم: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ# قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ# إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [ص:79-81].
    إذن فإبليس ليس هو المنظر الوحيد فهناك منظرون آخرون غيره سيعمَّرون أعماراً طويلة جداً، منهم المسيح الدجال.
    وعلى ذلك فإن جميع الأنبياء عليهم السلام أنذروا أممهم المسيح الدجال، وحتى نوح عليه السلام أنذر أمته الدجال، وإن المتأمل لقصة موسى عليه السلام والسامري ليرى العجب، حيث ذهب موسى عليه السلام لمناجاة الله عز وجل ومكث أربعين ليلة، وكان قد استخلف أخاه هارون على قومه.
    وأنزل الله عز وجل على موسى عليه السلام ألواحاً مكتوباً فيها كلام الله عز وجل، وسأل الله عز وجل موسى عليه السلام لماذا ترك قومه وجاء متعجلاً؟ {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى# قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى# قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ# فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي# قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ# فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه:83-88].
    نلاحظ هنا أن موسى عليه السلام صار عنده علم من الله عز وجل بهذه الفتنة التي وقعت بقومه، ومن هو الفاعل، ولكن ليس الخبر كالمعاينة، رجع فوجد القوم يسجدون ويطوفون ويرقصون حول (عجل)، فغضب إلى حد الإغلاق، حيث أنه ألقى ورمى الألواح المقدسة التي نزلت من السماء، والتي فيها كلام الله تعالى، وذلك من شدة الغضب، وأخذ برأس أخيه هارون عليه السلام ولحيته يجره ويعنّفه، وهارون ليس بمجرم، وليس له ذنب في تلك الجريمة، وجعل هارون يسترحم موسى عليه السلام من جهة أمه، لأن الأُمَّ أقرب إلى الحنان والعطف، وقال إنه لم يشأ أن يُحدث فتنة وشرخاً في صفوف بني إسرائيل، وأنهم كادوا أن يقتلوه، وأنه نهاهم عن عبادة العجل، ولكنهم أصروا وقالوا إنهم لن يبرحوا، وسيبقون عاكفين على العجل إلى أن يرجع موسى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف:150].
    إذا كانت هذه الشدة وهذا العنف مع هارون البريء، الذي ليس له ذنب في هذه الجريمة، وهذه الفتنة العظيمة، فكيف كان الحال مع السامري المجرم المذنب.
    نحن نتوقع أن يقوم موسى عليه السلام بقتله، أو تعذيبه عذاباً شديداً، ولكن العجب العجاب أن الأمر مختلف تماماً، فنجد موسى عليه السلام يخاطب السامري بهدوء ولين:
    {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ# قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} [طه:95-96].
    عذر أقبح من ذنب، صنع عجلاً من ذهب، ثم أخذ قبضة من أثر حافر فرس جبريل عليه السلام ، وألقاها على العجل الذي من ذهب، فدبت فيه الحياة، وصار له خوار، وقال بنو إسرائيل هذا هو إلهنا وإله موسى، وإن موسى نسي أن هذا هو الإله.
    نلاحظ أن الرجل، (أي السامري) عنده قدرات ليست عادية، فهو يرى جبريل عليه السلام، (قال بصرت بما لم يبصروا به)، فهو يرى ما لا يراه الناس، يرى الملائكة، وهذا هو حال المسيح الدجال (لأن المسيح الدجال عند خروجه يأتي المدينة المنورة فيرى الملائكة على أنقابها تحرسها بالسيوف).
    وهو يُحوّل العجل الذهبي إلى عجل حيّ (لا يستطيع أي واحد من أولاد آدم أن يحول المادة إلى كائن حي، ولا حتى في هذا الزمان حيث العلوم المتقدمة) ، وهذه القدرات غير موجودة إلا عند المسيح الدجال، وعند من شاء الله عز وجل من الأنبياء عليهم السلام، فقد كان عيسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وكان عليه السلام يحي الموتى بإذن الله.
    والسامريُّ يعلم أن موسى عليه السلام رجل قوي وله هيبة، ولكنه لا يخشاه، بل يجادل ويصر على الجريمة لأنه يعلم أن موسى عليه السلام لا يستطيع أن يؤذيه. وهذا ما حدث، لم يستطع موسى عليه السلام أن يعاقبه! بل قال له: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه:97].
    (اذهب) هذه هي الكلمة نفسها التي قالها الله عز وجل لإبليس: {قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا} [الإسراء: 63]. هذا إبليس يُقال له (اذهب)، ويُنظر إلى يوم الوقت المعلوم، والسامريُّ يقول له موسى عليه السلام (اذهب).
    عجباً!! اذهب بدون عقاب، بدون جزاء، هارون البريء يُجَرُّ من شعر لحيته ورأسه، والسامريُّ المجرم يقال له (اذهب)!! نعم، لأن الله عز وجل أخبر موسى عليه السلام أن هذا الرجل لن تسلط عليه، وأن هذا الرجل له موعد؛ موعده مع عيسى ابن مريم عليه السلام هو الذي سيقتله.
    وإلى أن يأتي ذلك الميعاد المحتوم قال له موسى عليه السلام: اذهب: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ}، أي أنها ميزة ومنحة لك، لا يستطيع أحد أن يمسك بسوء أو بأذى، وقياساً على هذا قول الله عز وجل لآدم: }إِنَّ لَكَ ألاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى{ [طه:118]، ثم نجد موسى عليه السلام يقول: {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ}.
    وقد ساق المفسرون - رحمهم الله - أقوالاً لا تستقيم في تفسير هذه الآية حيث قالوا: إن موعدك يوم القيامة وحسابك عند الله! كيف ذلك ولو صح هذا القياس لقلنا للسارق والقاتل والمجرم: اذهب فإن موعدك يوم القيامة ولا عقاب في الدنيا، وهل يُعقل أن موسى عليه السلام يرمي الألواح المقدسة ويبطش بأخيه هارون البريء، ثم يقول للسامري المجرم اذهب، هكذا بهذه البساطة.
    ثم إن الذين وقعوا في فتنة عبادة العجل من قوم موسى عليه السلام ، كانت توبتهم أن يقتلوا أنفسهم، فامتثلوا لأمر الله عز وجل فقتل بعضهم بعضاً، ثم تاب الله عليهم: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:54].
    أما السامريُّ الذي (هو المسيح الدجال) فإن له موعداً سيلاقيه في الدنيا قبل يوم القيامة: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف:152].
    سيكون عقابه وهلاكه هو ومن انتظم تحت لوائه، على يد نبي الله عيسى عليه السلام ، ورجال أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
    روى الطبراني والبزار عن نهيك بن صريم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيّه وهم غربيّه».
    {وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه:97]، لأنه لم يعد عجلاً من ذهب، ولو بقي كذلك عجلاً من ذهب لتحوَّل بعد حرقه إلى كتلة، وهنا لا يقال (لننسِفنَّهُ) بمعنى: لنذرينَّهُ في البحر، لأنه يتحول بعد الحرق إلى رماد عندما يكون عجلاً من لحمٍ ودم، وهنا يقال (لننسِفَنَّهُ)أي: لنذرينَّهُ. وقد قرأ ابن مسعود رضي الله عنه في مصحفه (لنذبَحَنَّهُ)، كما جاء في «فتح القدير» للشوكاني.
    هذا الرجل (السامريُّ) هو المسيح الدجال الذي أُعطي قدرات عظيمة، فسخرها للشر والفساد في الأرض، حتى إذا آن أوان خروجه ليزعم أنه الله أظهر الله عز وجل في صورته علامات تدل على أنه الأعور الكذاب ليعرفه بها الذين (يعبدون الله الواحد الأحد الذي في السماء).
    عن سليمان بن شهاد قال: نزلت على عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويُجب على ذلك ثم يقول بعد ذلك إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد حتى يقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه حبة من خردل من إيمان ... )). الحديث بطوله رواه الطبراني.

    المسلمون بين فكي الماسونية ونظرية الفوضى الخلاقة
    أولاً: تعرف "الفوضى الخلاقة" بأنها: "حالة جيوبوليتيكية تعمل على إيجاد نظام سياسي جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم أو تحييده ".
    ثانيًا: يقول خالد عبدالقادر أحمد في تحليله لنظرية الفوضى الخلاقة: "من المتفق عليه أن القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية، وتوظفها من أجل إنهاك المجتمعات وتركيع أنظمتها، فهي كما تستغل وتوظف الخلافات الحدودية، فإنها تستغل أيضا التباينات الطبقية والمذهبية، وتفاقمها إلى أن تصبح انشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة، تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها، بما يخدم مصالحها الخاصة، وفي النهاية تفرض شروطها على جميع أطراف الصراع...".
    "ولهذا طورت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النهج، وصاغته في نظرية تعامل إستراتيجي، تتيح لها ألا تضطر إلى اللجوء إلى العمل العسكري المباشر إلا مضطرة، خاصة بعد التجربة الفيتنامية، فكانت نظرية الفوضى الخلاقة....وتستهدف هذه النظرية استحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين أطراف محلية، تتيح للولايات المتحدة الأمريكية ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها، وتسخر من أجل تحقيق هذا الهدف مجموع الإمكانيات الأمريكية المتفوقة تقنيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، مستندة إلى أكبر حجم ممكن من المعلومات عن مواقع وأطراف الصراع المحلي...".
    "وقد أثمرت هذه الحصيلة العامة التي خرجت بها الولايات المتحدة الأمريكية جراء هذا الجهد الضخم من العمل، عن إطلاقها مقولات ثقافية حضارية سياسية تحريضية، موجهة إلى مجتمعات الدول النامية، وإلى قواها الشبابية بصفة خاصة، تحدد لهم مطالبهم الثقافية والاقتصادية التي يعجز بها نظام الحكم في بلادهم عن الوفاء بها، فتحدث الاضطرابات والعنف في هذه المجتمعات، ويتاح للولايات المتحدة التدخُّل".
    ثالثًا: ألقى باحثون آخرون الكثير من الضوء على جذور هذه النظرية وتطوراتها وتطبيقاتها؛ ففي مقالة بعنوان: "الفوضى الخلاقة بين الفكر والممارسة" جاء ما يلي:
    1- وُجِد هذا المصطلح في أدبيات الماسونية القديمة، أشار إلى ذلك الباحث الأمريكي "دان براون" الذي نسب إلى الأب "ديف فليمنج" بكنيسة المجتمع المسيحي بمدينة بتيسبرج ببنسلفانيا قوله: "إن الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم منعدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر، إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق".
    ومن المعروف أن الماسونية كانت وراء الثورة الفرنسية والبلشفية والبريطانية، وكانت تعمل على إسقاط الحكومات الشرعية، وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها، كما كانت تبثُّ سموم النزاع داخل البلد الواحد، وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية".
    2- يؤكد "مارتن كروزرز" - وهو مؤسس مذهب جديد في علم العلاج النفسي - أن "الفوضى هي إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي، فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه، وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات.. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة، بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة، تساعده على تطوير البيئة المحيطة به".
    3- يعد "مايكل ليدين" العضو البارز في معهد "America enterprise" أول من صاغ مفهوم "الفوضى الخلاقة" أو "الفوضى البنَّاءة" أو "التدمير البنَّاء" في معناه السياسي الحالي، وهو ما عبر عنه في مشروع "التغيير الكامل في الشرق الأوسط"، الذي أعده عام 2003م.
    ارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لكل دول المنطقة، وفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ثم إعادة البناء.
    4- تعتمد نظرية "الفوضى الخلاقة" في الأساس على ما أسماه الأمريكي "صموئيل هنتجتون" بـ" فجوة الاستقرار"، وهي الفجوة التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الاستقرار بشكل أو بآخر. فاتساعها يولد إحباطًا ونقمة في أوساط المجتمع، مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، لاسيما إذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وافتقدت مؤسسات النظام إلى القابلية والقدرة على التكييف الإيجابي، فتتحول مشاعر الناس في أية لحظة إلى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى، وأحياناً غير متوقعة، ما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة السياسية، واستيعاب تلك المطالب.
    أما إذا كانت تلك المؤسسات محكومة بالنظرة الآحادية؛ فإنه سيكون من الصعب الاستجابة لأي مطالب، إلا بالمزيد من الفوضى التي يرى "هنتجتون" أنها ستقود في نهاية الأمر إلى استبدال قواعد اللعبة واللاعبين.
    5- يرى البعض أن الفوضى الخلاقة ترتكز على أيديولوجيا أمريكية نابعة من مدرستين رئيستين:
    الأولى:صاغها "فرانسيس فوكوياما" بعنوان "نهاية التاريخ"، ويقسم فيها العالم ما بين عالم تاريخي غارق في الاضطرابات والحروب، وهو العالم الذي لم يلتحق بالنموذج الديمقراطي الأميركي. وعالم آخر ما بعد التاريخي وهو الديمقراطي الليبرالي وفق الطريقة الأمريكية. ويرى أن عوامل القومية والدين والبنية الاجتماعية أهم معوقات الديمقراطية.
    وصاغ المدرسة الثانية"صمويل هنتنجتون"في مؤلفه "صراع الحضارات"، معتبراً أن مصدر النزاعات والانقسامات في العالم سيكون حضاريًّا وثقافيًّا، وذهب إلى أن الخطوط الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط المعارك في المستقبل.
    ورغم تناقض المدرستين، إلا أنهما تتفقان على ضرورة بناء نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة، إضافة إلى معاداة الحضارة الإسلامية باعتبارها نقيضًا ثقافيًّا وقِيَميًّا للحضارة الغربية.
    6- طور"توماس بارنيت" - أحد أهم المحاضرين في وزارة الدفاع الأمريكية - نظرية "الفوضى الخلاقة"، فقسَّم العالم إلى: من هم في القلب أو المركز "أمريكا وحلفاؤها"، وصنف دول العالم الأخرى تحت مسمى دول "الفجوة" أو "الثقب" حيث شبهها بثقب الأوزون الذي لم يكن ظاهرًا قبل أحداث 11 سبتمبر.
    يذهب "بارنيت" إلى أن دول الثقب هذه هي الدول المصابة بالحكم الاستبدادي، والأمراض والفقر المنتشر، والقتل الجماعي والروتيني، والنزاعات المزمنة، وهذه الدول تصبح بمثابة مزارع لتفريخ الجيل القادم من الإرهابيين.
    وبالتالي فإن على دول القلب العمل على انكماش الثقب من داخله، فالعلاقات الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط لم تعد مجدية؛ ذلك أن الأنظمة العربية بعد سقوط العراق لم تعد تهدد أمن أمريكا، وأن التهديدات الحقيقية تكمن وتتسع داخل الدول ذاتها، بفعل العلاقة غير السوية بين الحكام والمحكومين.
    ويخلص"بارنيت" إلى أن تلك الفوضى البنَّاءة ستصل إلى الدرجة التي يصبح فيها من الضروري تدخل قوة خارجية للسيطرة على الوضع وإعادة بنائه من الداخل، على نحو يعجِّل من انكماش الثقوب وليس مجرد احتوائها من الخارج، منتهيًا بتخويل الولايات المتحدة القيام بالتدخل بقوله: "ونحن الدولة الوحيدة التي يمكنها ذلك"!!
    7- يعتقد أصحاب وأنصار نظرية "الفوضى الخلاقة" بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار سوف يؤدي حتمًا إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية، وهو ما يشبه العلاج بالصدمة الكهربائية لعودة الحياة من جديد.غير أن ثمة أهدافًا متوارية تهدف الولايات المتحدة إلى تحقيقها بتلك الفوضى.
    8- يمثل "روبرت ساتلوف" المدير التنفيذي لمؤسسة "واشنطن لسياسات الشرق الأوسط" ذات الميول الصهيونية، أحد أقطاب نظرية الفوضى الخلاقة، وهو من أشد المعجبين بأفكار "برنارد لويس"؛ حيث اقترح"ساتلوف" إقصاء مصطلَحَي العالم العربي والإسلامي من القاموس الدبلوماسي الأمريكي، وطالب بالتعامل مع العالم العربي من خلال مقاربة خاصة بكل بلد على حدَّة ومحاربة الأصولية الإسلامية بلا هوادة.
    ويذكر الباحث الأمريكي "مايكل ماكفيل" أنه لم يعد في وسع الولايات المتّحدة الحفاظ على الوضع الراهن فقط، فهي تسعى إلى التغيير السريع، وهذه المهمة يجب أن تكون عدوانية بطبيعتها، وأن العدو الذي يجب تدميره هو أيديولوجي بالدرجة الأولى وهو "الشمولية الإسلامية".
    9- سلم صناع السياسة الخارجية الأمريكية بأن التغيير في دول الثقب لم يعدفي حد ذاته كافيًا، وبالتالي فإن مفهوم السيادة والشأن الداخلي لم يعد شأنًا داخليًّا بالنسبة لأمريكا؛ طالما ارتبط بالأمن القومي الأمريكي، المرتبط أساسًا بتأمين أقدام أمريكا على حقول النفط العربية وحفظ مصالحها، وبذلك فإن الأوضاع الداخلية لبلدان الثقب تحتاج إلى تحول شامل، لن يحدث إلاعبر التدمير الخلاق، الذي سينتهي بإزالة الأنقاض ورفع الأشلاء، ثم تصميم نظام سياسي جديد ومختلف، لا يراوغ ولا يشترط ولا يهدد مصالح أمريكا الاقتصادية.
    10- اعتبر "ساتلوف" أن الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط تقاس على مسطرة المصالح الأمريكية، وكان قد قدم ورقة توحي للإدارة الأمريكية، بتشجيع حالة الغليان وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، طالما أن خلاف الحكام مع المعارضة في دول المنطقة، سيحدث نوعًا من الهدوء والطمأنينة على الساحة الأمريكية، ويؤمِّن أهدافها الحيوية في بلدان الشرق الأوسط.
    11- لم تنسَ الولايات المتحدة أن صواريخ صدام أقضت مضاجع تل أبيب ذات يوم، وما إن فرغت من حربها المعلنة على الإرهاب في أفغانستان، حتى توجهت نحو العراق دفاعًا عن حقوق الإنسان، والحد من أسلحة الدمار الشامل، وبعد سقوط بغداد في إبريل 2003 احتج العراقيون على صمت الإدارة الأمريكية عن عمليات النهب والسلب والحرق والتخريب في العراق، فعلق السيد "رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي على تلك العمليات قائلاً: "إنها إيجابية وخلاَّقة وواعدة بعراق جديد".
    12- جاء على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس": "إن الولايات المتحدة سعت على مدى ستين عامًا إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، ولم تحقق أيًّا منهما.. وتتبنى الآن نهجًا مختلفًا.. إن هناك من يقول: إن الديمقراطية تقود إلى الفوضى والصراع والإرهاب، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، بمعنى أن الفوضى تمثل الأساس المنهجي لخلق الديمقراطية الأمريكية المنشودة".
    وحول أحداث عدم الاستقرار في بعض البلدان العربية صرحت "رايس" أيضًا لصحيفة "الواشنطن بوست" بالقول: "إن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية، هي من نوع الفوضى الخلاَّقة التي قد تنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حاليًا، ولاشك أن الكيان الصهيوني في الأساس هو المستهدف بذلك الوضع الأفضل الذي قصدته رايس، بينما لن يجنِ العرب أكثر من ويلات الفوضى".
    13- هناك أربع مراحل متتابعة لعملية الفوضى الخلاَّقة:
    الأولى: خلخلة حالة الجمود والتصلب غير المرغوب في النظام المستهدف.
    الثانية: الوصول إلى حالة من الحراك والفوضى المربكة والمقلقة لذلك النظام.
    الثالثة: توجيه تلك الفوضى وإدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه.
    الرابعة: استخدام المدخلات التي أججت الفوضى لإخمادها وتثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي، إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية، والأساطيل الأمريكية في المنطقة، وهي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى.
    14- لتحقيق تلك الرؤية وتحريك الفوضى الخلاَّقة بشكل عملي على الساحة الشرق أوسطية، جندت الولايات المتحدة الكثير من الإمكانات، والعديد من وسائل الجذب والضغط والإقناع الإيديولوجي، على مختلف الأصعدة (الإعلامي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي)، ومن ذلك: اتفاقيات التجارة الحرة، والحث على تعديل الدساتير الوطنية، وإنشاء واختراق القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية، وتقديم خدمات التواصل الإلكتروني المجاني بين أفراد المجتمعات، عبر الإيميلات والفيس بوك والمواقع التي تعج بها شبكة الإنترنت، والتواصل المكثف مع النشطاء والحقوقيين، والتركيز على بعض المسؤولين الحكوميين والأكاديميين الذين تلقوا تعليمهم في أمريكا، إضافة إلى دعم عدد من أطراف المعارضة في البلدان المستهدفة بشكل فردي أو مؤسسي.. إلى غير ذلك مما يحقق الالتقاء الجماهيري والشعبي مع آراء وميول ووجهات وطموحات أمريكا في المنطقة.
    15- دأبت الولايات المتحدة في ذات الإطار على بث مفاهيم تقارن بين الإسلام والإرهاب، تدعمها بشكل مريب تصريحات منسقة ومتزامنة من قبل قيادات تنظيم القاعدة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، ولم تغفل أمريكا التلويح بملف المرأة والإيحاء بتخلف الإسلام في التعامل مع نصف المجتمع، كما خلقت جبهات عده من أجل حرية التعبير بالمفهوم الغربي كأزمة الرسوم المسيئة للرموز الإسلامية من جهة، ودعم الحريات الشخصية كحقوق الشواذ والمِثْليين منجهة أخرى، وتدخلت في كثير من الأماكن كداعم لحقوق الإنسان، ومساندة الأقباط ونصرة الأقليات، وحقوق المجتمع المدني، ولعبت أدوارًا خفية هنا وهناك لزرع النزعات والنزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية وتشويه صورة المسلمين في عيون الآخرين، وزعزعة القيم الإسلامية داخل المجتمعات المحافظة.
    أرادت الولايات المتحدة بذلك - ولازالت - فرض مناخ فكري يخلق لها بيئة آمنة للتواجد المستقر في إطار المجتمعات العربية والإسلامية، دون مساعدة أو تدخل النخب الحاكمة لتلك المجتمعات، وربط العالم بشبكة اتصال واحدة، من شأنها خلق عقل جمعي مبرمج وفق النمط الغربي، الأمر الذي أدخل الذات الحضارية لمجتمعاتنا في حالة من عدم التوازن، وجعلها قابلة لاختراق الطرح المعولم، وفقًا للصيغة الأمريكية البحتة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 9:06 am