لماذا حكم الامام المهدي سيكون مثل حكم داوود كما ورد ببعض الروايات ؟؟

لماذا حكم الامام المهدي سيكون مثل حكم داوود كما ورد ببعض الروايات ؟؟
اولا
قد يتهكم البعض ويدعي كما يرى السطحيون الكلام ويعتقدون انه حكم يهود وبالشريعة اليهودية !!
فحكم النبي داوود كان مختلفا اساسا عن اليهود وذلك لان الله اتاه الحكمة وفصل الخطاب وجعله خليفة في الارض ليحكم بين الناس
يعني امده بالحكمة والمعرفة ونفاذ البصيرة لتتبع واستنباط الدليل وكشف المظلوم من الظالم

ثانيا
الانبياء جميعهم على دين الله الموحد الحنيف وهو الاسلام ولكن الشريعة الكاملة كانت مع القران وهذا وضحته من ايات كتاب الله بالدليل والبينة و رابط الموضوع سارفقه بالاسفل
ثالثا
لماذا حكم داوود سيحكم به الامام احيانا وكيف سيحكم به ؟؟
هل داوود لم يكن على بينة في حكمه وكان يحكم بدون بينة ؟؟
هذا مارد القران عليه لمن يتدبره
فداوود عليه السلام كان حكيما ذو بصيرة نافذه كان يوفقه الله لاستخراج الدليل وكان يحكم بالدليل والبينة ولكن الفرق هنا بينه وبين غيره انه مؤيدا بمعرفة الامر دون مسائلة مثل الخضر عليه السلام
ولكن هذا لا يعني انه لا يوضح الدليل والبينة على المتهم ولكنه سيكون متمكنا من كشف الدليل بالحكمة والتاييد لان هذا هو الدين والفعل الذي امر الله به جميع المرسلين وخلفائه في ارضه ممن ارتضاهم وايدهم
فيكون مؤيدا لكشف الادلة بايات الله وبالتأييد من روح القدس وبدون الحاجة لاحد
قال عز اسمه :
اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) ۞ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)
هنا الله سبحانه يذكر ايمان داوود وتسخير الجبال معه وتشديد ملكه لانه اواب حليم وكريم لذلك اجتباه الله
اولا فشدد ملكة
وثم اتاه الحكمة وفصل الخطاب
وثم اجتباه فجعله خليفة في الارض بعد ان امتحنه بمسألة شرعية فوجده نافذ البصيرة تواب لايتبع الهوى في حكمه لان النبي داوود لم يخر لله ساجدا لتوبة من ذنب كما يفتري اليهود والمرضى
ولكن خاف ان يكون ممن هم قلة قليلة من الصلحاء (مااجمل هذا القلب الذي يستحق ان يكون خليفة لله في ارضه والله دمعت عيني وانا اكتب لكم عن فعل النبي داوود وخشيته من الله وخوفه ان يكون ممن وصفهم بقوله :إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ ) فخاف ان لايكون من الصلحاء .

ولذلك جعله الله خليفة وهذه ميزة ميزها الله له من بقية اغلب الانبياء كما ميز ابراهيم بالامامة وادم بالخلافة والعلم , وسليمان بالملك ,وموسى بالتكليم ..,وهكذا .
وهذه احدى السنن الموجوده في امامنا المهدي من داوود كما انه فيه من كل نبي سنة
وهذه سنته من داوود انه سيؤتيه الله الحكمة وفصل الخطاب فيحكم بالعلم واستنباط الدليل بدون وسيلة ..
وورد في
روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 266
وقال الصادق عليه السلام : إذا قام قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويخر كل قوم ما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم
........
احمد بن مهران رحمه الله ، عن محمد بن علي ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما منزلة الأئمة ؟ قال : كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان ، قال : فبما تحكمون ؟ قال : بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمد صلى الله عليه وآله ويتلقانا به روح القدس .
........
محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : بما تحكمون إذا حكمتم ؟ قال : بحكم الله وحكم داود فإذا ورد علينا الشئ الذي ليس عندنا ، تلقانا به روح القدس
وهذا هو الاخبار الغيبي والتأييد يكون من روح القدس كما كان النبي عيسى عليه السلام مؤيدا بالروح وهو مايتلقى به التأييد والتسديد لاستنباط الدليل والانقياد اليه وللمعرفة وهي اية من ايات الله والعلم اللدني والتأييد بالايات والمعرفة
و يعني أن الله سبحانه يطلع الإمام المهدي (ع) على بواطن المتهمين فيقوده ذلك للدليل والحكم كما فعل الخضر عندما خرق السفينة ، وقتل الغلام ،وهو حكم مباشر من الله سبحانه له ادلته وبراهينه فالخضر عندما فعل مافعله بامر الله لم يسكت بل وضح ادلته واسبابه وان لم يكن معاه نبيا مرسلا لما سكت عن ادلته وبينته .
وهذه قصة تبين كيفية حكمه
روى عن داود (ع) أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال (أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه قضية من قضايا الآخرة فأتاه جبريل (ع) فقال : لقد سألت ربك شيئاً ما سأله غيرك نبي من أنبياءه (صلوات الله عليهم) ، يا داود إن الذي سالت لم يطلع الله عليه أحداً من خلقه ولا ينبغي لإحد أن يقضي به غيره ، فقد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سألت ، أن أول خصمين يردان عليك غداً القضية فيهما من قضايا الآخرة. فلما أصبح داود وجلس في مجلس القضاء أتى شيخ متعلق بشاب ، ومع الشاب عنقود من عنب. فقال الشيخ : إن هذا الشاب دخل بستاني ، وخرب كرمي وأكل منه بغير أذني. قال : فقال داود للشاب ما تقول ؟ قال : فأقر الشاب انه قد فعل ذلك ، فأوحى الله تعالى إليه : يا داود أن كشفت لك من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ، ولا يرضى بها قومك يا داود. أن هذا الشيخ أقتحم على والد هذا الشاب في بستانه فقتله ، وغصبه بستانه ، وأخذ منه أربعين ألف درهم ، فدفنها في جانب بستانه ، فادفع إلى الشاب سيفاً ومره أن يضرب عنق الشيخ ، وأدفع إلية البستان ، ومره أن يحفر في موضع كذا من البستان ، فيأخذ ماله. قال ففزع داود عليه السلام من ذلك ، وجمع علماء أصحابه ، واخبرهم بالخبر ، وأمضى القضية على ما أوحى الله إليه).
فهذه القصة التي نقلتها لكم تبين كيف يكون الحكم مثل حكم داوود وال داوود اي انه سيكون مسددا لمعرفة الدليل واظهار البينة وليس
الحكم التعسفي والاكتفاء بظاهر الافعال !!
والسلام على داوود الاواب والامام المهدي الاواب المنيب .