منطق الطير والنبيون واهل البيت والامام المهدي

منطق الطير والنبيون واهل البيت
والامام المهدي
قال الله بكتابه الكريم :
وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا أمم أمثالكم، ما فرّطنا في الكتاب من شيء، ثمّ إلى ربّهم يحشرون" (الانعام 38).
الاية تصف ان جميع ماخلقه الله من ذا نفس هم امم لها معايشها وقوانينها وحياتها ولغتها وتسبيحها امثال امم البشر
اي ضرب مثلا امثال على وزن اشباه واصناف ..الى اخره
وامثالكم توجيه خطاب لنا نحن البشر وهذه الامم امثال من الامم اشباهنا واقراننا ... الى اخره
وليس امم مثلنا متساوية اي من صنفنا وجنسنا او على نفس التكليف مثلنا ، فالفرق هنا بين الامثال وبين المثل ك :المتساوية والمتقاربة والمتفاضلة ..وماشابه .
وبني ادم فضله الله على كثير من خلقه كما قال
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)
والانسان ميزه بتحمل الامانة
والاولياء اخذ منهم العهد والميثاق من النبيين كما قال بكتابه الكريم .. (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ..)
فبني ادم والبشر تميزوا عن بقية المخلوقات لنعمة الروح والتكليف والخلافة وبالعقل الذي هو من نفخة الروح .. فقال عنهم (اني خالقا بشرا من طين ...فاذا سويته ونفخت فيه من روحي)
وقال عز من قائل (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ …)
وعن هذه التسبيحات علميا
عي موجات صوتية وترددات تحدث بالحركات او الاصوات .. وهي حسب العلم الرباني من علم التوسم ولها معاني لايفقها الا من اراد الله ان يفقه فكان هذا العلم ظاهرا في بني داوود واهل البيت وكان اهل البيت يتحدثون عن تسابيح الدواب والهوام والسباع والطيور في بعض المرويات ووصفوا وفسروا كثير من تسابيحهم ومن ضمن المفسرين لهذا المنطق الامام العالم جعفر الصادق ..
ومنها ما اكتشف العلم الحديث ان للنمل كلام عندما يكون بجحورهم وصوت خاص بهم .
وايضا اجسامهم تتحطم ولا تتمزق وهذا يعود لطبيعة اجسامهم التي تشبه مادة الزجاج .
قال الله تعالى مجده :
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16
وهذا مايفسر فهم سليمان للغة وحركة النملة واستبيان منطوقها بالتوسم ..
وكذلك خاطب الهدهد بلغته وليس كما يريد ان يدعي البعض زورا وبهتانا وخلافا للقران ان يدعون أن الهدهد رجلا وليس طيرا ؟!
بينما اللفظ واضح وصريح والله اخبرنا و وصف الرجال من قبل في المراسل مثل قوله (جاء من اقصى المدينة رجل ...) وغيرها الكثير
قلماذا يستثنى هذا ان كان حقا رجلا ؟!
كما ان الهدهد طير حقيقي وليس مجرد رمز او وصف او صفة !
فهذا العلم يدخل ضمن مسمى علم التخاطر ايضا
ففهم سليمان للغة النمل ليس فقط لانه فهم حركتها وسمع صوتها بل لنفاذ بصيرته وقدرته الفائقة على استماع الاشارات وارسالها .
وهذا علم حقيقي سيكون موجودا اخر الزمان حيث يعم السلام العالم حتى السباع سترعى في الارض مثل الانعام بين الناس وتصطلح مع بعضها البعض كما ورد بالاحاديث الشريفة .
فنعمة العلم ستشمل جميع الخلق والمخلوقات فيكونوا امة واحدة وليس امما مشتتة ..
وستتآلف قلوب الخلق حينها لدرجة فهم كل اللغات والاشارات بالتخاطر وبعلوم الانبياء الادمية العلوية مثل علم التوسم والهاتف الروحاني اي التخاطر والاضائة الذاتية وغيرها …
وعن تغاريد الحمام لانثاه كما نراهم دائما يغنون : )
ورد :
عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ، قال: كنت عنده ، إذ نظرت إلى زوج حمام عنده ، فهدر الذكر على الأنثى ، فقال لي: «أتدري ما يقول؟ قلت: لا. قال: «يقول: يا سكني ، وعرسي ، ما خلق الله أحب إلي منك ، إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)».
وهذا جزء بسيط من علم ال محمد صلوات الله عليه واله وسلم
عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، أو غيره ، عن محمد بن حماد ، عن أخيه أحمد بن حماد ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأول ويعني الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، قال: قلت له: جعلت فداك ، أخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، ورث النبيين كلهم؟ قال: «نعم» قلت: من لدن آدم ، حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: «ما بعث الله نبيا إلا ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعلم منه». قال: قلت: إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله. قال: «صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدر على هذه المنازل».
قلت .فقال: «إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده ، وشك في أمره ، فقال: )ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ( حين فقده. وغضب عليه ، فقال: )لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء ، فهذا وهو طائر ، قد اعطي ما لم يعط سليمان ، وكانت الريح ، والنمل ، والجن ، والإنس ، والشياطين ، والمردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه».
وإن الله يقول في كتابه:
)وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى (‏ وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال ، وتقطع به البلدان ، وتحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء. وإن في كتاب الله لآيات ، ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به ، مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، وجعله الله لنا في ام الكتاب ، إن الله يقول: )وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ(. ثم قال: ) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا( فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل ، وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء .
ولذا فإن اهل البيت يعلمون منطق الطير ايضا بل أكثر من ذلك وإليك بعض الاحاديث عنهم عليه السلام تدل على انهم يعلمون منطق الطير
ومنها عن المفيد في (الإختصاص): عن منصور بن يونس ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال: كنت مع علي بن الحسين (عليهما السلام) في داره ، وفيها شجرة فيها عصافير ، وهن يصحن ، فقال: «أتدري ما يقلن هؤلاء؟» فقلت: لا أدري. فقال: «يسبحن ربهن ، ويطلبن رزقهن.
وعن علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن أبيه ، عن الفيض بن المختار ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن سليمان بن داود (عليهما السلام) قال: )عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ( ، وقد والله علمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شي‏ء».
عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، ليس شئ إلا وهو مطيع لهم ، حتى سباع الأرض وسباع الطير تطلب رضاهم ( في ) ( و ) كل شئ ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم ) .