منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
أقوال الناس في المهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    أقوال الناس في المهدي

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    أقوال الناس في المهدي Empty أقوال الناس في المهدي

    مُساهمة من طرف سميرحمايه السبت يناير 02, 2021 6:13 am

    أقوال الناس في المهدي
    قال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف: "وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
    أحدها: أنه المسيح بن مريم وهو المهدي على الحقيقة".
    واحتج أصحاب هذا القول بحديث: لا مهدي إلا عيسى [المستدرك: 8363، وقال الألباني: منكر السلسلة الضعيفة: 77]. قالوا: هما شخصية واحدة، وليسا شخصيتان، ولكن هذا الحديث لا يصح.
    قال ابن القيم: "وقد بينا أنه لا يصح ولو صح لم يكن فيه حجة؛ لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله ﷺ وبين الساعة"، هو أعظم شخص بعد النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن ظهر إلى قيام الساعة عيسى لأنه سيظهر فيها.
    "وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي ﷺ على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وحكمه بكتاب الله، وقتله اليهود والنصارى، ووضعه الجزية، وإهلاك أهل الملل في زمانه.
    فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه، وإن كان غيره مهديًا، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا ما وقى وجه صاحبه، وكما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى، يعني: المهدي الكامل المعصوم".
    إذًا قول: إن المهدي هو عيسى هذا قول ضعيف، ودليله ضعيف.
    "القول الثاني: أنه المهدي الذي ولي من بني العباس" -في أول الدولة العباسية- "وقد انتهى زمانه.
    واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد عن ثوبان قال رسول الله ﷺ: إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حبوًا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي" [رواه أحمد: 22441، وقال الألباني: منكر السلسلة الضعيفة:85]، وضعف إسناد هذا الحديث، والآخر الذي عند ابن ماجه، قال: "وهذا والذي قبله لو صح لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، بل هو مهدي من جملة المهديين" لو صح، وأيضاً في هذا نظر ينبغي معرفته على أن الخليفة المهدي في الدولة العباسية كان له فضل في مقاومة حركة الزندقة، وتتبع الوضاعين في الحديث، وأنشأ وزارة خاصة لذلك، فله فضائل، ويلقب بالمهدي، لكن ليس هو المهدي الذي سيكون في آخر الزمان.
    "القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي ﷺ من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت الأرض جورًا وظلمًا فيملأها قسطًا وعدلاً، وأكثر الأحاديث على هذا". [المنار المنيف: 1/148-151]. هذا هو القول الراجح.
    فهذه أقوال أهل السنة، وبهذه النصوص نعرف ما هي الأقوال الحق.
    وقد توقف بعض المتأخرين في قبول أحاديث المهدي هذه الملاحظة أن هناك بعض الناس الذين ألفوا حتى بعضهم من أهل السنة، صرحوا بإنكار المهدي، حتى وصل بعضهم الشطط ببعضهم إلى الاستهزاء بالعقيدة هذه، عقيدة التي فيها الإيمان بالمهدي، وألف بعضهم كتاب لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر، وقال فيه مؤلفه -عفا الله عنه، ورحمه توفي قريبًا- قال: "وبما أنني من آحاد الأشراف من ذرية الحسن بن علي، فإنه لو خرج رجل من الأشراف اسمه محمد بن عبد الله، وهو أجلى الجبهة، أقنى الأنف، ويدعي أنه المهدي، فإنني من يقاتله لاعتقاد أنه كذاب يريد أن يفسد الدين، ويشق عصا المسلمين"، هذا كلام لا التفات إليه.

    الرد على المشككين في المهدي
    وجمع بعضهم الذين أنكروا المهدي أو شككوا فيه، والذي يلاحظ من قائمة المشككين أن فكرة التشكيك في المهدي لم تنشأ إلا في القرن الثامن الهجري تقريبًا، ومن أشهر الذين شككوا في المهدي ابن خلدون المؤرخ المعروف -حتى لو أحد قرأ له، ومر على هذه المسألة يعرف أنه رحمه الله أخطأ في هذا- شكك في أشياء دلت السنة الصحيحة على وجودها، وتبعه ناس من المشككين إلى أن وصل الأمر إلى بعض المعاصرين الذين شككوا في ذلك.
    قال في عون المعبود شارح أبي داود رحمه الله: "واعلم أن المشهور بين أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال، ومن بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى  ينزل من بعده، فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته.
    وخرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والبزار، والحاكم، والطبراني، وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي، وابن عباس، وابن عمر، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وأبي سعيد الخدري، وأم حبيبة، وأم سلمة، وثوبان، وقرة بن إياس، وعلي الهلالي، وعبد الله بن الحارث  وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف". [عون المعبود: 11/243].
    وقد صرح جمع من الأئمة بوجود أحاديث صحيحة وحسنة في خروج المهدي في آخر الزمان، منهم: الترمذي، والعقيبي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، والخطابي، وابن العربي، والذهبي، والقرطبي، والطيبي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، والسيوطي، والهيثمي، وابن حجر الهيتمي، والملا علي القاري، والمناوي، وأحمد شاكر، والمباركفوري، والألباني، ابن باز، وغيرهم صرحوا بوجود الأحاديث الصحيحة فيه.


    قال ابن تيمية في منهاج السنة: "الأحاديث التي احتجوا بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، من حديث ابن مسعود وغيره". [منهاج السنة النبوية: 8/134].
    قال ابن حجر الهيتمي: "الذي يتعين اعتقاده ما دل عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر، الذي يخرج الدجال وعيسى في زمانه، ويصلي عيسى خلفه". [إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: 2/290].
    فهذا شيء من أقوال العلماء في إثباته.
    وذكر المناوي أنه "أفردت أخباره بتآليف عشرة أو تزيد"، وقال: "وجاء ابن بريدة فجمع زبدها في مجلد حافل، سماه: "العواصم عن الفتن القواصم". [فيض القدير: 3/96].
    بل إن بعض العلماء قد صرحوا بأن أحاديث المهدي بلغت حد التواتر، منهم: البرزنجي، والسفاريني، والشوكاني، وصديق حسن خان، والحافظ أبو الحسن محمد الأبري رحمهم الله.
    قال الآبري: "قد تواترت الأخبار، واستفاضت بكثرة رواتها عن رسول الله ﷺ بمجيء المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه سيملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يخرج مع عيسى  فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة، وعيسى يصلي خلفه". [إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة:2/ 290]، في طول من قصته وأمره، وقد نقل كلامه هذا عدد من الأئمة، والعلماء وارتضوه.
    فإذًا هناك أحاديث كثيرة في ذكر المهدي تصل إلى خمسين حديثًا، وثمانية وعشرون أثرًا، ولذلك قال بعضهم إنه بلغ حد التواتر.
    لعل ابن خلدون رحمه الله لم يضعف كل أحاديث المهدي بل أقر ابن خلدون بأن بعض أحاديث المهدي يسلم من النقد.
    فقال في المقدمة بعد أن ساق جملة من أحاديثه: "فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي، وخروجه آخر الزمان، وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل" [مقدمة ابن خلدون: 1/437].
    يعني: عنده قليل خلص من النقد. ولذلك قال الألباني في السلسلة الصحيحة: "فمن نسب إليه -يعني إلى ابن خلدون- أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد أخطأ عمدًا أو سهوًا". [السلسلة الصحيحة: 4/103].
    وقد ذكر البستوي أن الأحاديث الصحيحة التي ذكر فيها المهدي صراحة تسعة أحاديث.
    من ضمن الأشخاص الذين أنكروا ذكر المهدي من باب العلم -حتى لو الواحد قرأ لهم يعرف أنهم أخطؤوا في هذا- محمد رشيد رضا رحمه الله، ومحمد فريد وجدي، وأحمد أمين، وعبد الله بن زيد آل محمود، وهؤلاء يعني عمدتهم في إنكار المهدي أشياء، ما هي؟ قالوا:


    أولاً: أحاديث المهدي ما وردت في الصحيحين.
    نقول: وهل كل الأحاديث الصحيحة محصورة في الصحيحين، أم أن هناك أحاديث صحيحة خارج الصحيحين، أن هناك أحاديث صحيحة خارج الصحيحين بل الأحاديث الصحيحة خارج الصحيحين أكثر من التي في الصحيحين، لكن الصحيحان أصح الأحاديث في الدنيا موجودة فيها في الغالب، لكن خارج الصحيحين توجد أحاديث صحيحة كثيرة.
    قال البخاري: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحًا، وما تركت من الصحاح أكثر". [بغية الباحث: 1/9].
    وقال أيضاً: "ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحيح حتى لا يطول الكتاب". [بغية الباحث: 1/9].
    وقال مسلم: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا، وإنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه"[بغية الباحث:1/ 9].
    ليس هذا الجواب ليس كل شيء صحيح محصور في الصحيحين، يوجد خارج الصحيحين، وبعض أحاديث المهدي أصلها في الصحيحين أو في أحدهما، كحديث: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم ﷺ فيقول أميرهم وهذا هو المهدي- تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة هذا الحديث الذي رواه مسلم [156].
    ما فيه كلمة المهدي لكن الأمير الذي عليهم، والذي يقدم عيسى للصلاة هو المهدي، كما جاء في الأحاديث الأخرى، كما عند الحارث بن أبي أسامة في حديثه، وقال عنه ابن القيم: "إسناده جيد". [المنار المنيف: 2/129].
    من ضمن شبهاتهم أيضاً: أنه لما رأوا بعض الأحاديث الواردة في المهدي ضعيفة، أو موضوعة، حكموا على كل الأحاديث أنها كذلك.
    فيقال: إذا وجدت بعض الأحاديث في المهدي ضعيفة أو موضوعة، فهل يعني هذا أن الحكم يسري على كل الأحاديث؟ لا، فيها صحاح، وحسان، وضعاف، وموضوعات لكن ليست كلها ضعاف، ولا موضوعات.
    من ضمن شبهاتهم حديث: لا مهدي إلا عيسى رواه ابن ماجه، وعرفنا ضعفه، وقد ضعفه البيهقي، والحاكم [المستدرك: 8363]، وابن تيمية [منهاج السنة: 4/41]. وغيرهم كما ذكر ابن القيم في المنار المنيف [1/141]، وضعفه الألباني في الضعيفة [السلسة الضعيفة: 77]، والشوكاني في الفوائد المجموعة [127]، والذهبي قال عنه: منكر، والقاري في ملاقاة المفاتيح قال: ضعيف باتفاق المحدثين [مرقاة المفاتيح: 15/468].


    بعضهم اتجه إلى تضعيف أحاديث المهدي لا لسبب علمي، وإنما لنظر الواقع لما رأى كثرة الفتن التي حصلت بسبب ادعاء المهدوية، قال: خلاص سدوا الباب، ونقول: لا يوجد مهدي، لما رأوا على مر التاريخ عددا من الأشخاص ادعوا المهدوية، وهذا خرج ومعه جيش، وهذا قاتل، وأحدثوا فتنًا، قالوا: الحل نغلق الباب، ونقول: لا يوجد مهدي لكن هذا لن يغلق الباب، أصلاً الذي سيدعي هذا، وناس يدعون النبوة، وناس يدعون الإلهية من البشر، فإذًا هذا لن يحل المشكلة، ثم هل هذا علاج صحيح؟ هل علاج الفتن هذه، والمشكلات التي حصلت أن تغامر وتحكم على ما ثبت من الأحاديث بالضعف والوضع، أو الجحد لأنه حصلت مشكلة بسبب القضية هذه، هذا ليس منهجًا علميًا على الإطلاق.

    المدعين للمهدية
    لكن دعونا نلقي نظرة على بعض ما حدث على مر التاريخ بشأن هذه القضية، لقد راودت فكرة المهدية كثيرًا من الناس حتى ادعاها بعضهم لنفسه، إما لوجود علامات فيه ظن نفسه هو المهدي، أو تكلف الاتصاف بها، وهناك فرق ضالة ادعت لأصحابها أو مؤسسيها أن كل واحد منهم هو المهدي، وبعض الناس كانوا صالحين، وكانوا أهل خير، وصفاتهم طيبة ما ادعوا هم المهدية لكن أتباعهم ادعوا أن صاحبهم هو المهدي، وربما كان بعضهم صاحب إنجازات في خدمة الدين، والدعوة إليه والتجديد تجديد الدين، لكن ليس هو المهدي صح صاحب منجزات، وداعية، وفاضل، وصالح، وعالم، لكن تطق عليه المهدي، وليس هو المهدي هذا خطأ.
    قال شيخ الإسلام: مبينًا حال من استزلهم الشيطان في هذا الباب، قال: وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة يظن كل منهم أنه المهدي، وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات متعددة، يعني: يسمع صوت يقال له: أنت المهدي أنت المهدي في اليقظة، أو في المنام، ويكون المخاطب له بذلك الشيطان، وهو يظن أنه خطاب من قبل الله، هذا بسبب قلة العلم، هل الله يكلم أحد من البشر في الدنيا، إذًا كيف يسمع الواحد كلمة أنت المهدي، فيقول: هذا خطاب من الله، هذا جاهل.
    قال شيخ الإسلام: "ويكون أحدهم اسمه أحمد بن إبراهيم"، فيقال: محمد وأحمد سواء، إذًا وصلنا لمحمد، محمد بن عبد الله وهذا أبوه اسمه إبراهيم، فيقال: "وإبراهيم الخليل هو جد رسول الله ﷺ وأبوك إبراهيم، فقد واطأ اسمك اسمه واسم أبيك اسم أبيه". [منهاج السنة: 8/136].
    نأخذ أمثلة من الذين ادعيت لهم المهدية، أو ادعوا المهدية على مر التاريخ:
    ادعى عبد الله بن سبأ اليهودي الزنديق أن علي بن أبي طالب  هو المهدي المنتظر، وأنه سيرجع إلى الدنيا، فيملأها عدلاً كما ملئت ظلمًا، فإذًا في من السبئية القائلين برجعة علي إلى الدنيا على أساس أنه هو المهدي، وأنه سيعود، فعدد من الطوائف التي غلت في علي  يعتقدون أن علي سيعود إلى الدنيا من باب أنه هو المهدي، هؤلاء السبئية وصل بهم الأمر إلى تأليه علي ، ولما دخل الكوفة سجدوا له، ولما رأى المسألة وصلت إلى هذا الحد أمر غلامه قنبرًا أن يخد الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وألقاهم فيها:

    لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا أججت ناري ودعوت قنبرًا
    [المجالسة وجواهر العلم: 3/457].
    ولذلك هؤلاء من ضلالهم لما ألقاهم على الشرك والكفر الذي اعتقدوا فيه الإلهية، وما تابوا لما ألقاهم إلى النار، قالوا ما ازددنا فيك إلا يقينًا، لا يعذب بالنار إلا رب النار، فماذا تفعل لهذه العقول.
    الثاني: محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى ادعى المختار أول ما ظهر، وقبل أن يدعي النبوة أن محمد بن الحنفية هو المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان، المختار هذا رجل ضال زنديق، أحدث فتنة كبيرة في المسلمين، هذا الرجل ادعى النبوة لكن قبل أن يدعي النبوة مر بمرحلة، قال: محمد بن الحنفية هو المهدي، وكان الذين يخرجون بهذه الدعاوى الخبيثة دائمًا يلتصقون بآل البيت، يحاولن الالتصاق بآل البيت بأي طريقة، وأولاد علي  الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، لأنه ينسب إلى أمه، فيقولون: هذا هو المهدي، ونحن أتباعه، ونحن أصحابه، ونحن أحبابه، وهكذا قال عبد القاهر البغدادي. [الفرق بين الفرق: 1/27].
    ثم رفع خبر المختار إلى ابن الحنفية، وخاف من جهته الفتنة في الدين، فأراد قدوم العراق ليصير إليه الذين اعتقدوا إمامتهم، وسمع المختار ذلك فخاف من قدومه العراق، يعني: خاف إذا جاء محمد بن الحنفية العراق أن تبطل سلطة المختار، فقال لجنده -المختار هذا الكذاب الضال- قال: أنا على بيعة المهدي، ولكن للمهدي علامة وهو أن يضرب بالسيف ضربة، فإن لم يقطع السيف جلده فهو المهدي، ماذا يقصد المختار بهذا الكلام؟
    أنه إذا جئت يا محمد بن الحنفية، ونحن نعتقد أنك المهدي سنضربك بالسيف ضربة، إذا ما قطعنا جلدك أنت المهدي، فماذا سيحدث المقصود بهذا تخويف محمد بن الحنفية حتى لا يأتي إلى العراق التي فيها المختار، لأنه لو أتى سيلتف الناس حوله، وينفضون من المختار، وفعلاً أقام محمد بن الحنفية في مكة رحمه الله خوفًا من فتنة المختار بالكوفة. [الأوائل للعسكري: 1/97].


    والكيسانية وهم أيضاً من هذه الطوائف الضالة اتفقوا على إمامة بن الحنفية في حياته، لكن بعد مماته أقر قوم بموته، وحولوا الإمامة إلى غيره، على خلاف كثير فيهم.
    قال ابن كثير: "وقد ذهبت طائفة من الرافضة إلى إمامته" -يعني محمد بن الحنفية- "وأنه ينتظر خروجه في آخر الزمان" [البداية والنهاية: 9/39].
    عمر بن عبد العزيز رحمه الله مجدد المائة الأولى، بعضهم قال: إنه هو المهدي، لكن مهدي، وليس هو المهدي هداه الله لا شك لكن مهدي من المهديين، وليس هو المهدي.
    محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، النفس الزكية، هذا رجل عظيم اشتهر بالعلم والزهد حتى لقب بالنفس الزكية، وكان من سادات بني هاشم شجاعة، وكرمًا، وعلمًا، صوامًا قوامًا من الصالحين، كان بعض أهل بيته يظنه هو المهدي، لأن اسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان له حركة حاول تصحيح الأوضاع، وخرج لكن آلت حركته إلى مقتله، وانتهاء أمره رحمه الله تعالى وتلقب بالمهدي، خرج إليه جيش في إبان العهد العباسي، قوامه عشرة آلاف فقتلوه رحمه الله وحركة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية جديرة بالدراسة، وفيها فوائد وعبر، وبسبب حركته، ومثلها استقر الأمر بعد ذلك عند العلماء بعدم جواز الخروج على الحاكم الظالم أو الفاجر ما دام ليس بكافر، لأنهم رأوا أن الخروج الذي أراد به أصحابه تصحيح الأوضاع بالقوة أغلب الحركات آلت إلى الفشل إن لم يكن كلها، وإلى إراقة دماء المسلمين، ولذلك صار التشديد من العلماء في قضية الخروج بتصحيح الأوضاع بالقوة كبير بعد مثل هذه الحركة.
    المقصود على الحاكم الذي فيه فسق، أو فيه فجور، أو فيه ظلم ليس الحاكم الكافر، فلذلك صار كلامهم شديدًا في قضية عدم جواز الخروج، لأنهم رأوا ما صار في هذه الحركات من إراقة دماء المسلمين بلا فائدة.
    ومن الشخصيات التي ادعيت لها المهدوية: الملحد عبيد الله بن الميمون القداح، هذا عبيد الله بن الميمون القداح المتوفى سنة: 322 الهالك كان جده يهوديًا، وكان من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت، وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي ﷺ، والمشكلة أن هذا الرجل ملك، وتغلب، وسيطر، وهيمن، وصار بنو عبيد الله بن الميمون القداح لهم صولة وجولة ودولة، حتى هيمنوا على بلاد المغرب، ومصر، والحجاز، والشام، واشتدت غربة الإسلام، ومحنته، ومصيبته بهم، وادعوا الإلهية، وقالوا: إن للشريعة باطن يخالف الظاهر، هؤلاء ملوك القرامطة الباطنية أعداء الله تعالى، الذين انتسبوا كذبًا إلى آل البيت حتى تسلطوا على الأمة، ونشروا فيها الشرك، والقباب، والموالد، والبدع، وقتلوا أئمة أهل السنة، وأزالوا القضاء في المذهب الشافعي عن مصر، ووضعوا بدلا منه قضاتهم، وظل أمرهم مستفحلاً شديدًا، هذه فتنة ما عشناها، وقليل جدا من الناس من يدري عنها، لكن حصلت فيها بلية في بلاد الإسلام عظيمة، حتى أنقذ الله الأمة منهم بصلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي استنقذ منهم بلاد مصر، فعادت أرضًا للإسلام مرة أخرى، وذكر هذا ابن القيم رحمه الله.


    وقال ابن تيمية: "وهم ملاحدة بالباطن خارجون عن جميع الملل، أكفر من الغالية"، يعني: أكفر من الغلاة، ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة مع إظهار التشيع" [منهاج السنة: 8/136].
    قال ابن كثير: "كانت مدة ملك الفاطميين مائتين وثمانين سنة، وكسرا". [البداية والنهاية: 12/267] يعني: نحوًا من ثلاثمائة سنة، كانوا على رقاب المسلمين، وكان أول من ملك منهم هذا الذي تلقب بالمهدي، وتسمى بعبيد الله ابن الميمون القداح، وادعى أنه شريف علوي، يعني: من نسل علي، ومن نسل فاطمة، قال عن نفسه: إنه هو المهدي، وراجت كذبته فترة من الزمن، وآزره جماعة من الجهلة، وصار له صولة وجولة حتى بنى مدينة سماها المهدية، وصار ملكًا مطاعًا، يظهر الرفض، وينطوي على الكفر المحض، وكتب بعض العلماء عنهم إنهم كفار، فساق، فجار، ملحدون زنادقة، معطلون للإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية معتقدون، عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وقد ذهب شرهم، والحمد لله.
    هذا فيه درس في الحقيقة، وفائدة بليغة: وهي أنه قد مر على الأمة فتن وأشياء شنيعة، أشياء صعبة، وظروف حالكة وأشياء صعبة، تخلصت الأمة من هذا الغثاء، فيمكن بعض الفترات التي مرت على الأمة أصعب من بعض الفترات التي يعيشها المسلمون الآن، مثل دولة هؤلاء العبيديين بالمؤكد مرت على المسلمين فيها شدائد أكثر مما مر عليهم اليوم في بعض البلدان اليوم.
    في هذه الأيام من الذين ادعوا المهدوية ابن تومرت محمد بن عبد الله البربري هذا ظهر في المغرب سنة 514، ومات سنة 524، وادعى أنه المهدي، وكان والده يلقب بتومرت، ولذلك اشتهر بأنه تومرت، وادعى أنه علوي من آل البيت، واخترع نسبًا إلى علي بن أبي طالب.
    وقال الذهبي: الخارج بالمغرب "المدعي أنه علوي حسني"، يعني نسبة إلى الحسن، "وأنه الإمام المهدي، وأنه معصوم، وهو بالإجماع مخصوم". [العبر في خبر من غبر: 2/81]، وليس بمعصوم، وقد علم بالاضطرار أنه ليس الذي ذكره النبي ﷺ، كما قال ابن تيمية في منهاج السنة [8/136].
    وهو رجل كذاب، ظالم، متغلب بالباطل، ملك بالظلم والتغلب، والتحيل، فقتل النفوس، وأباح حريم المسلمين، وسبى ذراريهم، وأخذ أموالهم، وكان شرًا على الملة من الحجاج بن يوسف، وكان يودع بطن الأرض من خبثه، ومكره، ولؤمه، أنه كان يحفر حفر في الأرض يجعل فيها بعض مريديه وهم أحياء، ويؤمرهم أن يقولوا للناس: إنه المهدي، ثم يجمع الناس، يقول: يا أيها الناس تعالوا أنا المهدي، فإذا قالوا: من يشهد لك؟ فيقول: الموتى والأحياء، ثم يخاطب على أساس أن هذه قبور، يقول: أيها الأموات أتشهدون لي أني أنا المهدي؟ فيقولون: نشهد -والصوت من الأرض- أنك المهدي، وفي العامة سذج ومغفلون، فيصدقون، بعدما تنتهي هذه القصة والمسلسل والفلم يطم الحفر على من فيها حقيقة حتى لا أحد يطلع، ويقول: إنه كانت مؤامرة، وكذبة، ونحن قلنا: من داخل الأرض كذا كذا، وهذا ابن تومرت الذي يردم عليهم ليلاً لئلا يكذبوه، الذي تلاعب ونفى صفات رب العالمين، وكلامه، وعلوه على خلقه، واستواؤه على عرشه، ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة، واستباح قتل من خالفه من أهل العلم والإيمان، وتسمى بالمهدي المعصوم. قاله ابن القيم في المنار المنيف [1/153].


    ومن ادعى المهدوية كثير، وإذا تقدمنا إلى الإمام سنجد هناك رجلاً ظهر في السودان لقب بالمهدي ،كان مشهورًا بالزهد، والتقوى، والورع، وجهر بدعوى المهدية في الثامنة والثلاثين من عمره، واشتهر بالزهد، وكان ينفق ما زاد عن ماله، ويعتمد على نفسه في الخروج إلى الغابة لقطع الأخشاب، وبيع ما يقدر على حمله في السوق، ويؤكل ببعض ثمنها، ويتصدق بالباقي، وإذا تعثر عليه الاحتطاب خرج إلى النيل لصيد الأسماك، وكان يتورع أن يجعل في السنارة طعمًا لئلا يخدع السمك -ليس هذا ورع شرعي إطلاقًا- وصادفت دعوته ذيوعًا ونجاحًا، وأقبل عليه الزعماء وشيوخ القبائل مبايعين له، هذا الرجل حقيقة كان فيه زهد وورع وعبادة لكنه ليس هو المهدي، وتوفي سنة 1302 هـ، واستمر الأمر على ذلك.
    وادعى المهدوية آخرون منهم الذي دخل في الحرم في عام 1400 هـ، وكانت له فتنة، وهذه مصيبة الاعتماد على الرؤى، في كذلك واحد شاف في المنام أن هذا فلان هو المهدي، وهل تثبت المهدوية بالرؤى المنامية، وهل يجوز أن يكون هناك فتنة في البلد الحرام، وقتال فيه لهذا.
    من الحركات التي أيضاً ادعت المهدوية أو كان لها علاقة بالموضوع غير مستوى الأفراد الحركات البهائية، إذًا نحن تبين لنا أن في ناس صالحون حقيقة ادعوا المهدوية، أو ادعيت لهم، وأن منهم النفس الزكية محمد بن عبد الله النفس الزكية، هذا رجل عالم صالح كبير، ففي ناس يظن الواحد نفسه كذلك، أو أهله، أو بعض أتباعه يتفقون عليه.
    ومنهم من ادعاها وعنده شيء من الأخطاء لكن قد يكون عنده دين وورع وتقوى، مثل الذي ظهر في السودان.
    ومنهم كذلك الكفار والزنادقة والملاحدة كابن تومرت، والقداح بن عبيد، ادعاء المهدية حصل لأشخاص صالحين ولأشخاص عندهم شيء من الدين.
    ولأشخاص كفرة الحركة البهائية وهي إحدى الحركات الإلحادية التي تعمل للقضاء على الإسلام، ومركزهم في إسرائيل هؤلاء، ظهر شخص علي الشيرازي كان رجلاً عاميًا لا يعرف من العلم شيئًا، لكنه ميال إلى الغلو، وعنده شيء من التزهد متبعًا للطريقة الاثني عشرية، وحصل إبراز لهذا الشخص في عملية اشترك فيها الملا البشروئي مع بعض الجواسيس الروس، وهذا علي الشيرازي كان يجلس في مجالس الرشد لشيخه، ولما مات شيخه أخذ يواصل الاجتماع البشروئي مع هذا الشاب المغتر، وأوحى إليه أنه سيكون له شأن، وأنه سيكون هو المهدي، ولم تمض مدة طويلة حتى سول له البشروئي هذا أن يعلن -أي: علي الشيرازي- أنه المهدي المنتظر، جلب له رجالاً من أصحابه، فأظهروا أنهم آمنوا بمهديته، هذه أصل الطائفة البهائية التي تريد هدم الإسلام، وبينما كان مهديهم مسجونًا في قلعة ماكو واجتمعوا في مؤتمر، وقرروا فيه نسخ دين الإسلام، وشيوع المرأة، والمال، وإلغاء التكاليف، وعرضوا قراراتهم على هذا السجين، فوافقهم ثم حكم عليه بالقتل، وقتل رغم شفاعات القنصل الروسي لإنقاذه، وبعد موته -علي الشيرازي- انقسم أتباعه إلى فرقتين: فقسم منهم اتبع يحيى بن علي المازندراني، الملقب بصبح أزل، وآخرون حسين بن علي الملقب ببهاء الله، وهنا ظهر الوجه الحقيقي لهذه المؤامرة الشنيعة، فقد ادعى بهاء الله إلغاء الأديان، وأنه هو مظهر الله الحقيقي، وأن جميع الأنبياء جاؤوا ليبشروا به، وقد هلك في سنة 1309، وأتباعه ما زالوا ينشرون ضلالتهم متعاونين مع الصهيونية.


    هذه الحركة البهائية صار فيها أيضاً ادعاء المهدوية القاديانية، الذين كان وراءهم الصليبين البريطانيين في الهند، لما ضاقوا ذرعًا للجهاد في الهند، فكان لا بدّ من إنشاء حركات لكي تفتت القيام بهذه الفريضة، ونشأت حركات القادياني غلام أحمد المولود في 1839، وتظاهر في أول أمره بالدفاع عن الإسلام، وحاز ثقة الناس، ثم أعلن عام 1885 أنه مجدد المسيح الموعود، والمهدي، وادعى النبوة 1901، فهذا أيضاً من الناس الذين ادعوا المهدوية، وهؤلاء الطائفة القاديانية، والذي هلك هالكهم عام 1908، إذًا كان لهذه حركات دخل في موضوع المهدية كمرحلة من المراحل فيها، أو صفة من صفات مؤسسيها مثلاً، وهنا ينبغي أن نذكر الضوابط في الحكم على من يدعي المهدية، هناك واحد بالكويت يقول: أنا المهدي، وواحد في اليمن يقول: أنا المهدي، هذا حاصل وموجود بعضهم مرضى نفسيين، وبعضهم مجانين، وبعضهم عندهم جنون العظمة، وبعضهم قد يكونوا مدفوعين من طوائف ضالة مثلاً، أو أشخاص مغرر بهم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:20 pm