إضربي يا عصا
************************************************** *********************************
كان يا مكان في سالف العصر والأوان ، رجل صياد بلغ من العمر الكثير ، يعيش مع زوجته العجوز .
ذات يوم خرج الرجل للصيد فنصب شركه واختبأ ينتظر فريسة يسوقها الحظ إليه ، ومر وقت ثم نظر الصياد فرأى لقلقاً كبيراً قد وقع في الفخ . وفجأة نطق اللقلق بصوت بشري وقال:
- أطلق سراحي أيها الصياد فأنا زعيم اللقالق في الجبال . أطلق سراحي وأنا أعطيك ما لا تحلم به .
إن بيتي يقع هناك على التل خلف الجبال ، وإذا أردت الذهاب إليه فاسأل عني أي عابر سبيل وسوف يدلك عليه، أطلق العجوز سراح الطائر من الفخ وتركه يطير .
وفي اليوم التالي صحا العجوز من نومه مبكراً وخرج إلى الطريق صوب بيت اللقلق حتى يطلب منه المكافأة ، سار العجوز وسار ، ثم مشى بين الدروب والجبال حتى وصل إلى مكان عشبي ترعى فيه الأغنام ، فسأل العجوز الراعي :
- لمن هذه الأغنام ؟
- هذه أغنام اللقلق (أجاب الراعي)
واصل العجوز سيره حتى رأى قطيعاً من الجياد فسأل راعي القطيع قائلاً:
- لمن هذه الجياد ؟
- إنها جياد اللقلق ( أجاب الراعي )
- أيها الراعي ، إن اللقلق قد وعد أن يمنحني ما أطلب ، فقدم لي نصيحتك وقل لي ما الذي أطلبه منه ؟
- يوجد لدى اللقلق قدر عجيب إذا قلت له : اغلِ ماءك أيها القدر المسحور ، يخرج منه الذهب على الفور ، فاطلب منه أن يمنحك هذا القدر ( نصح الراعي الصياد العجوز )
جد العجوز في سيره ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات ومضى في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيت اللقلق .
- السلام عليك ( قال العجوز وهو يعبر باب البيت )
- لاك لاك . لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك ، لابد أنك جئت هنا من أجل الحصول على هدية مني ، فماذا تريد ؟ أخبرني .
- أريد القدر الذي يغلي فيخرج منه الذهب ( قال العجوز )
فكر اللقلق وقال :
- أيها العجوز ، ما حاجتك للقدر ؟ إذا أردت ذهبا أستطيع أن أعطيك الكثير منه ، حاول اللقلق إقناع العجوز بالعدول عن طلبه ، لكن العجوز أصر ولم يتنازل ، فأعطاه اللقلق القدر .
ماذا حدث بعد ذلك هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة من قصة اضربي يا عصا
في انتظاركم
إضربي يا عصا ( الحلقة الثانية )
****************************
أخذ العجوز القدر فرحاً ومضى ليعود إلى بيته ، سار العجوز في الوديان والدروب حتى وصل إلى بيت أحد الأصدقاء ، فدخل إليه ليأخذ قسطاً من الراحة ، وقال لصاحب البيت محذراً :
- انتبه جيدا لهذا القدر بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فلا تنطق بأي حال عبارة " اغلِ ماءك أيها القدر المسحور " .
ما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في القدر قائلاً :
" اغلِ ماءك أيها القدر المسحور " فانهالت منه النقود الذهبية ، أخذ الرجل القدر السحري وخبأه في الحجرة المجاورة ووضع مكانه قدراً آخر زائفاً يشبهه.
صحا العجوز من نومه فأخذ القدر وغادر البيت مواصلاً طريقه .
جد العجوز في سيره ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات ، ومضى في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيته وقال لزوجته :
- هيا أيتها العجوز ضعي غطاء على المائدة وزينيها ، فالآن سوف نجمع الذهب ونصبح من الأغنياء .
زينت الزوجة المائدة وغطتها بمفرش جميل ، ثم وضع العجوز القدر في منتصف المائدة وصرخ فيه بكل قوته قائلاً :
- اغلِ ماءك أيها القدر المسحور .
لكن القدر لم يغل شيئاً ولم يخرج منه ذهب ولا فضة ، صرخ العجوز بالعبارة مرة أخرى وظل القدر على حاله .
غضب العجوز وقال :
- لقد خدعني اللقلق الملعون وكذب علي وأعطاني قدراً عاديا . سأذهب إليه غداً وأطلب منه هدية أخرى .
و في اليوم التالي خرج العجوز مبكراً في طريقه لبيت اللقلق وسار حتى وصل إلى راعي الجياد فقال له :
- لقد خدعني اللقلق فما أطلبه منه الآن ؟
فكر الراعي برهة ثم قال :
- يوجد لدى اللقلق مفرش سحري ، إذا فرشته وقلت له : " مفروش يا مفرش " تخرج منه في الحال أحجار الياقوت .
فاطلب هذا المفرش منه .
ذهب العجوز إلى اللقلق وعبر من الباب وقال :
- السلام عليك أيها اللقلق .
- لاك لاك ، لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك . لقد أعطيتك في المرة السابقة القدر السحري والآن ماذا تريد ؟ (سأل اللقلق)
حكي العجوز ما جرى وأضاف قائلاً :
- وهكذا فقد خدعتني أيها اللقلق وأعطيتني قدراً عاديا بدلاً من السحري وأنا الآن جئت أطلب منك أن تعطيني المفرش السحري .
كان من اللقلق ما كان ، وأعطى العجوز المفرش السحري ، أخذه العجوز مغتبطاً وذهب في طريق العودة إلى بيته .
سار العجوز وسار حتى وصل إلى بيت الصديق الذي مر به من قبل وقال له :
- انتبه جيداً لهذا المفرش بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فلا تنطق بأي حال عبارة " مفروش يا مفرش "
وما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في المفرش قائلاً " مفروش يا مفرش "
وما أن نطق جملته حتى ظهرت سبعون ياقوتة ثمينة . جمع الرجل الياقوت وأخذ المفرش السحري وخبأه ، ثم وضع مكانه مفرشاً آخر زائفاً يشبهه .
صحا العجوز من نومه وأخذ المفرش الزائف ورحل في طريقه لبيته .
وصل إلى البيت وقال :
- والآن يا زوجتي العجوز سوف نصبح من الأثرياء وأحقق لكِ كل ما تشتهين من أحلام . انظري بنفسك ولا تتعجبي .
فرد العجوز المفرش وصرخ قائلاً " مفروش يا مفرش " ، لكن كلماته ذهبت أدراج الرياح ولم يخرج من المفرش شيء . ثار العجوز غاضباً وقال :
- لقد خدعني اللقلق الوغد مرة ثانية ، سأذهب إليه غداً وأسأله هدية أخرى .
وفي اليوم التالي انطلق العجوز في الفجر يجد في السير إلى بيت اللقلق . وصل العجوز إلى راعي الجياد فحكى له كل ما كان وسأله :
- والآن ما الذي يمكن أن أطلبه من اللقلق ؟
- يبدو أن لك الكثير من الأعداء أيها العجوز ، ومن الأفضل أن تطلب من اللقلق إذن العصا السحرية التي تضرب بنفسها ، فإذا قلت لها " اضربي يا عصا " تضرب من يقف أمامها مهما كان عددهم أو قوتهم .
مضى العجوز في طريقه بلا إبطاء حتى وصل إلى بيت اللقلق فدخل من الباب وقال :
- السلام عليك أيها اللقلق
- لاك لاك ، لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك ، ما الذي اتى بك أيها العجوز ؟
لقد أعطيتك من قبل القدر السحري والمفرش السحري والآن ماذا تريد ؟ ( سأل اللقلق )
- لقد خدعتني مرة أخرى وأعطيتني مفرشاً عاديا بدلاً من المفرش السحرى والآن أريد منك شيئاً غير ذي قيمة ، أعطني العصا التي تضرب من تلقاء نفسها ( قال العجوز )
- هل تريد العصا ؟ سوف أمنحها لك فهي لا تلزمني ( قال اللقلق )
وأعطى العجوز العصا التي تضرب من نفسها .
أخذ العجوز العصا وسار في طريقه إلى البيت . مشى طويلاً حتى وصل إلى بيت صاحبه الذي توقف عنده من قبل وقال لصاحب البيت :
- انتبه جيداً لهذه العصا بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فإياك أن تنطق بأي حال جملة " اضربي يا عصا " .
ماذا حدث بعد ذلك ؟ ........
إضربي يا عصا ( الحلقة الأخيرة )
****************************
وما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في العصا قائلاً :
" اضربي يا عصا " وما أن نطق جملته حتى اندفعت العصا تهوي بالضرب على كل من بالبيت . صحا العجوز من نومه على صراخ صاحبه وأسرع يستطلع الأمر ، فالتف حوله الجميع يتوسلون إليه ويرجونه قائلين :
اجعل العصا تكف عن ضربنا ، لقد سرقنا قدرك ومفرشك السحريين وسوف نعيدهما لك فاغفر لنا واطلب من العصا أن تكف عن الضرب وإلا ستقتلنا .
- كفي أيتها العصا ( صرخ العجوز فتوقفت العصا عن الضرب )
أحضر صاحب البيت القدر والمفرش السحريين من الحجرة الأخرى وأعطاهما للعجوز ، أخذ العجوز أشياءه ومضى في طريقه إلى البيت ، سار العجوز ، وسار ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات .
وظل في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيته .
وضع القدر وصرخ فيه :
اغلِ ماءك أيها القدر ، غلى القدر وصار يقذف بالنقود الذهبية ولم يستطع العجوز وزوجته أن يجمعا النقود من كثرة عددها ، ثم صرخ العجوز بعد ذلك قائلاً :
- مفروش يا مفرش ، انبسط المفرش وخرجت منه سبعون ياقوتة ثمينة .
قفز العجوز وزوجته من الفرح والسعادة عندما رأوا ما لم يروه في حياتهما ، فأكلا من الطعام وشربا كل ما كانا يحلمان به .
وصلت إلى مسامع أمير البلاد أخبار القدر والمفرش السحريين اللذين حصل عليهما الصياد العجوز فطمع الأمير فيهما وأرسل وزيره في الحال إلى بيت العجوز .
- أعطني القدر والمفرش السحريين ( قال الوزير للعجوز )
هتف الصياد العجوز قائلاً : اضربي يا عصا .
انهالت العصا بالضرب على الوزير حتى نجا منها بأعجوبة وأطلق ساقيه للريح .
حشد الأمير سبعة آلاف جندي وجمع قواده وحاصر في الصباح بيت العجوز .
- هيا أيها العجوز اخرج إلى المعركة إذا كانت روحك ما زالت في جسمك ( صرخ الأمير منادياً العجوز )
فتح العجوز باب بيته وصرخ في العصا منادياً :
- اضربي يا عصا .
واندفعت العصا تضرب وتضرب عسكر الأمير وقواته حتى فروا جميعاً بالكاد من أمامها ، وصلت العصا إلى الأمير وظلت تضربه وتكسر عظامه فاستغاث الأمير مستنجداً : أنقذني من الموت واجعل العصا تكف عن الضرب .
وقف العجوز أمام بيته ينظر إلى الأمير وهو يبتسم وقال :
- في المرة القادمة لا تفكر أن تثرى على حساب الفقراء الطيبين .
وعاش العجوز الصياد مع زوجته في سعادة وسلام .
************************************************** *********************************
كان يا مكان في سالف العصر والأوان ، رجل صياد بلغ من العمر الكثير ، يعيش مع زوجته العجوز .
ذات يوم خرج الرجل للصيد فنصب شركه واختبأ ينتظر فريسة يسوقها الحظ إليه ، ومر وقت ثم نظر الصياد فرأى لقلقاً كبيراً قد وقع في الفخ . وفجأة نطق اللقلق بصوت بشري وقال:
- أطلق سراحي أيها الصياد فأنا زعيم اللقالق في الجبال . أطلق سراحي وأنا أعطيك ما لا تحلم به .
إن بيتي يقع هناك على التل خلف الجبال ، وإذا أردت الذهاب إليه فاسأل عني أي عابر سبيل وسوف يدلك عليه، أطلق العجوز سراح الطائر من الفخ وتركه يطير .
وفي اليوم التالي صحا العجوز من نومه مبكراً وخرج إلى الطريق صوب بيت اللقلق حتى يطلب منه المكافأة ، سار العجوز وسار ، ثم مشى بين الدروب والجبال حتى وصل إلى مكان عشبي ترعى فيه الأغنام ، فسأل العجوز الراعي :
- لمن هذه الأغنام ؟
- هذه أغنام اللقلق (أجاب الراعي)
واصل العجوز سيره حتى رأى قطيعاً من الجياد فسأل راعي القطيع قائلاً:
- لمن هذه الجياد ؟
- إنها جياد اللقلق ( أجاب الراعي )
- أيها الراعي ، إن اللقلق قد وعد أن يمنحني ما أطلب ، فقدم لي نصيحتك وقل لي ما الذي أطلبه منه ؟
- يوجد لدى اللقلق قدر عجيب إذا قلت له : اغلِ ماءك أيها القدر المسحور ، يخرج منه الذهب على الفور ، فاطلب منه أن يمنحك هذا القدر ( نصح الراعي الصياد العجوز )
جد العجوز في سيره ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات ومضى في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيت اللقلق .
- السلام عليك ( قال العجوز وهو يعبر باب البيت )
- لاك لاك . لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك ، لابد أنك جئت هنا من أجل الحصول على هدية مني ، فماذا تريد ؟ أخبرني .
- أريد القدر الذي يغلي فيخرج منه الذهب ( قال العجوز )
فكر اللقلق وقال :
- أيها العجوز ، ما حاجتك للقدر ؟ إذا أردت ذهبا أستطيع أن أعطيك الكثير منه ، حاول اللقلق إقناع العجوز بالعدول عن طلبه ، لكن العجوز أصر ولم يتنازل ، فأعطاه اللقلق القدر .
ماذا حدث بعد ذلك هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة من قصة اضربي يا عصا
في انتظاركم
إضربي يا عصا ( الحلقة الثانية )
****************************
أخذ العجوز القدر فرحاً ومضى ليعود إلى بيته ، سار العجوز في الوديان والدروب حتى وصل إلى بيت أحد الأصدقاء ، فدخل إليه ليأخذ قسطاً من الراحة ، وقال لصاحب البيت محذراً :
- انتبه جيدا لهذا القدر بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فلا تنطق بأي حال عبارة " اغلِ ماءك أيها القدر المسحور " .
ما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في القدر قائلاً :
" اغلِ ماءك أيها القدر المسحور " فانهالت منه النقود الذهبية ، أخذ الرجل القدر السحري وخبأه في الحجرة المجاورة ووضع مكانه قدراً آخر زائفاً يشبهه.
صحا العجوز من نومه فأخذ القدر وغادر البيت مواصلاً طريقه .
جد العجوز في سيره ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات ، ومضى في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيته وقال لزوجته :
- هيا أيتها العجوز ضعي غطاء على المائدة وزينيها ، فالآن سوف نجمع الذهب ونصبح من الأغنياء .
زينت الزوجة المائدة وغطتها بمفرش جميل ، ثم وضع العجوز القدر في منتصف المائدة وصرخ فيه بكل قوته قائلاً :
- اغلِ ماءك أيها القدر المسحور .
لكن القدر لم يغل شيئاً ولم يخرج منه ذهب ولا فضة ، صرخ العجوز بالعبارة مرة أخرى وظل القدر على حاله .
غضب العجوز وقال :
- لقد خدعني اللقلق الملعون وكذب علي وأعطاني قدراً عاديا . سأذهب إليه غداً وأطلب منه هدية أخرى .
و في اليوم التالي خرج العجوز مبكراً في طريقه لبيت اللقلق وسار حتى وصل إلى راعي الجياد فقال له :
- لقد خدعني اللقلق فما أطلبه منه الآن ؟
فكر الراعي برهة ثم قال :
- يوجد لدى اللقلق مفرش سحري ، إذا فرشته وقلت له : " مفروش يا مفرش " تخرج منه في الحال أحجار الياقوت .
فاطلب هذا المفرش منه .
ذهب العجوز إلى اللقلق وعبر من الباب وقال :
- السلام عليك أيها اللقلق .
- لاك لاك ، لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك . لقد أعطيتك في المرة السابقة القدر السحري والآن ماذا تريد ؟ (سأل اللقلق)
حكي العجوز ما جرى وأضاف قائلاً :
- وهكذا فقد خدعتني أيها اللقلق وأعطيتني قدراً عاديا بدلاً من السحري وأنا الآن جئت أطلب منك أن تعطيني المفرش السحري .
كان من اللقلق ما كان ، وأعطى العجوز المفرش السحري ، أخذه العجوز مغتبطاً وذهب في طريق العودة إلى بيته .
سار العجوز وسار حتى وصل إلى بيت الصديق الذي مر به من قبل وقال له :
- انتبه جيداً لهذا المفرش بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فلا تنطق بأي حال عبارة " مفروش يا مفرش "
وما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في المفرش قائلاً " مفروش يا مفرش "
وما أن نطق جملته حتى ظهرت سبعون ياقوتة ثمينة . جمع الرجل الياقوت وأخذ المفرش السحري وخبأه ، ثم وضع مكانه مفرشاً آخر زائفاً يشبهه .
صحا العجوز من نومه وأخذ المفرش الزائف ورحل في طريقه لبيته .
وصل إلى البيت وقال :
- والآن يا زوجتي العجوز سوف نصبح من الأثرياء وأحقق لكِ كل ما تشتهين من أحلام . انظري بنفسك ولا تتعجبي .
فرد العجوز المفرش وصرخ قائلاً " مفروش يا مفرش " ، لكن كلماته ذهبت أدراج الرياح ولم يخرج من المفرش شيء . ثار العجوز غاضباً وقال :
- لقد خدعني اللقلق الوغد مرة ثانية ، سأذهب إليه غداً وأسأله هدية أخرى .
وفي اليوم التالي انطلق العجوز في الفجر يجد في السير إلى بيت اللقلق . وصل العجوز إلى راعي الجياد فحكى له كل ما كان وسأله :
- والآن ما الذي يمكن أن أطلبه من اللقلق ؟
- يبدو أن لك الكثير من الأعداء أيها العجوز ، ومن الأفضل أن تطلب من اللقلق إذن العصا السحرية التي تضرب بنفسها ، فإذا قلت لها " اضربي يا عصا " تضرب من يقف أمامها مهما كان عددهم أو قوتهم .
مضى العجوز في طريقه بلا إبطاء حتى وصل إلى بيت اللقلق فدخل من الباب وقال :
- السلام عليك أيها اللقلق
- لاك لاك ، لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك ، ما الذي اتى بك أيها العجوز ؟
لقد أعطيتك من قبل القدر السحري والمفرش السحري والآن ماذا تريد ؟ ( سأل اللقلق )
- لقد خدعتني مرة أخرى وأعطيتني مفرشاً عاديا بدلاً من المفرش السحرى والآن أريد منك شيئاً غير ذي قيمة ، أعطني العصا التي تضرب من تلقاء نفسها ( قال العجوز )
- هل تريد العصا ؟ سوف أمنحها لك فهي لا تلزمني ( قال اللقلق )
وأعطى العجوز العصا التي تضرب من نفسها .
أخذ العجوز العصا وسار في طريقه إلى البيت . مشى طويلاً حتى وصل إلى بيت صاحبه الذي توقف عنده من قبل وقال لصاحب البيت :
- انتبه جيداً لهذه العصا بينما أرتاح بعض الوقت ، ولو غفوت فإياك أن تنطق بأي حال جملة " اضربي يا عصا " .
ماذا حدث بعد ذلك ؟ ........
إضربي يا عصا ( الحلقة الأخيرة )
****************************
وما أن نام العجوز وراح في سبات حتى صرخ صاحب البيت في العصا قائلاً :
" اضربي يا عصا " وما أن نطق جملته حتى اندفعت العصا تهوي بالضرب على كل من بالبيت . صحا العجوز من نومه على صراخ صاحبه وأسرع يستطلع الأمر ، فالتف حوله الجميع يتوسلون إليه ويرجونه قائلين :
اجعل العصا تكف عن ضربنا ، لقد سرقنا قدرك ومفرشك السحريين وسوف نعيدهما لك فاغفر لنا واطلب من العصا أن تكف عن الضرب وإلا ستقتلنا .
- كفي أيتها العصا ( صرخ العجوز فتوقفت العصا عن الضرب )
أحضر صاحب البيت القدر والمفرش السحريين من الحجرة الأخرى وأعطاهما للعجوز ، أخذ العجوز أشياءه ومضى في طريقه إلى البيت ، سار العجوز ، وسار ومشى يخترق السهول والجبال ويعبر الأنهار والبحيرات .
وظل في سيره سبعة أيام وليال حتى وصل في النهاية إلى بيته .
وضع القدر وصرخ فيه :
اغلِ ماءك أيها القدر ، غلى القدر وصار يقذف بالنقود الذهبية ولم يستطع العجوز وزوجته أن يجمعا النقود من كثرة عددها ، ثم صرخ العجوز بعد ذلك قائلاً :
- مفروش يا مفرش ، انبسط المفرش وخرجت منه سبعون ياقوتة ثمينة .
قفز العجوز وزوجته من الفرح والسعادة عندما رأوا ما لم يروه في حياتهما ، فأكلا من الطعام وشربا كل ما كانا يحلمان به .
وصلت إلى مسامع أمير البلاد أخبار القدر والمفرش السحريين اللذين حصل عليهما الصياد العجوز فطمع الأمير فيهما وأرسل وزيره في الحال إلى بيت العجوز .
- أعطني القدر والمفرش السحريين ( قال الوزير للعجوز )
هتف الصياد العجوز قائلاً : اضربي يا عصا .
انهالت العصا بالضرب على الوزير حتى نجا منها بأعجوبة وأطلق ساقيه للريح .
حشد الأمير سبعة آلاف جندي وجمع قواده وحاصر في الصباح بيت العجوز .
- هيا أيها العجوز اخرج إلى المعركة إذا كانت روحك ما زالت في جسمك ( صرخ الأمير منادياً العجوز )
فتح العجوز باب بيته وصرخ في العصا منادياً :
- اضربي يا عصا .
واندفعت العصا تضرب وتضرب عسكر الأمير وقواته حتى فروا جميعاً بالكاد من أمامها ، وصلت العصا إلى الأمير وظلت تضربه وتكسر عظامه فاستغاث الأمير مستنجداً : أنقذني من الموت واجعل العصا تكف عن الضرب .
وقف العجوز أمام بيته ينظر إلى الأمير وهو يبتسم وقال :
- في المرة القادمة لا تفكر أن تثرى على حساب الفقراء الطيبين .
وعاش العجوز الصياد مع زوجته في سعادة وسلام .
الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45
» تطبيق وصفات طبخ
الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45
» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45
» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group
» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group