منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1)

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

     الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1) Empty الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (1)

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأربعاء أبريل 11, 2012 1:06 pm


    الترجمه وأهميتها للتواصل البشري

    بحث من اعداد سميرحمايه في 11_4_2012




    الترجمه
    هي حركة أخذ وعطاء وتبادل في جميع المجالات باتاحة اللقاء بين الثقافات والتفاعل بينها ولها أهميتها الكبيره في التقدم الحضاري والاقتصادي والأجتماعي وقد باتت نشاطا مؤسسيا يوميا بين الأمم والشعوب الراقيه ويؤثر في كل أعمالها وخططهاوهي
    وسيله حاسمه ﻓﻲ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ،
    ﻭﻓﻲ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﺘﻼﻙ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻭﻟﻐﺎﺘﻪ، ﻭﺘﺠﺴﻴﺭ
    ﺍﻟﻬﻭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺁﻓﺎﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻭﻋﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل
    ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺤﺩ ﻹﻤﻜﺎﻨﺎﺘﻪ، ﻭﻋﻼﻤﺔ ﺍﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﻕ،
    ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺘﻘﺎﺱ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻭ ﺘﻠﻙ،
    ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺎﺱ ﺒﺸﻤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺩ ﻤﺠﺎﻻﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﺎﻟﻤﺎﻀﻲ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل، ﻭﺘﺼل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﻓﻲ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ
    ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﺍﺯﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺘﺘﺠﺎﻭﺏ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺯﺅ
    والترجمة عملية ذهنية وفكرية ولغوية معقدة تتطلب ابداعا مضاعفا ممن يقوم بها. فالمترجم لابد اولا ان يستوعب النص الذي كتب بلغة اخرى استيعابا يتعدى الشكل والاسلوب الى المضامين والافكار، وهذا امر يتطلب مهارة لغوية وفكرية نافذة، وبالتالي فانه بلا شك ينطوي على ابداع. والمترجم ثانيا لابد ان ينقل النص الى لغة اخرى تختلف في التركيب النحوي، ومجال الدلالات والمعاني، نقلا يضمن فهم النص بكل دلالاته ومعانيه، ويشمل كذلك اطاره الثقافي والتاريخي، وهذا عمل ينطوي على ابداع ايضا. ولذلك لا غرو ان نجد ان المشتغلين بالترجمة المبرزين فيها
    قلة من المختصين. ولاشك ان الترجمة في العصور الحاضرة مع ازدياد وتيرة التقدم العلمي، وتسارع الاكتشافات والاختراعات اصبحت ضرورة ملحة تحشد الدول النامية من اجلها كل الطاقات، وتوظف في سبيلها كل الامكانات وذلك بهدف اللحاق بالركب العلمي مع الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية، فالترجمة تكفل نقل العلوم والاستفادة منها مع المحافظة على اللغة القومية وتنميتها وعدم استبدالها بلغة وافدة تقضي على الهوية

    **** وخلاصة القول
    أن الترجمه هي أداة التواصل الشري والتواصل البشري يعتمد علي اللغه واللغه هي أداة التواصل بين ثقافتين أو عدة ثقافات مختلفه وأمم مختلفه ومتباعده تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وجغرافيا والترجمه هي وسيلة التقارب والأتصال بين الامم المختلفه... ومن هنا فلابد من التذكير بعدم جدوى التعصب للغة ما, ما لم تكن موازية للتطور العصري المرافق لها, وبالتالي فإن لم تصل هذه اللغة إلى موازاة ولو بشكل ضعيف مع هذه التطور العصري يترتب على هذا ضعف الإهتمام لنقل ثقافتها وعلومها وحضارتها وتاريخها وكذلك ابتكاراتها العصرية, ويأتي هذا الضعف في الاهتمام على حد سواء من المتلقي أو من المترجمين أنفسهم. فلا يجب النظر إلى اللغة بنظرة تعصبية


    المبحث الثاني

    أهمية الترجمه عبر التاريخ
    تعود بداية حركة الترجمة العربيه إلى العصر العباسي الأول حيث ترجم العرب العلوم والفنون الإغريقية إلى العربية ، وأتاحوا للعالم أن يبني حضارته الحديثة على ترجماتهم
    ولعلنا نرى في تاريخنا العربي أوضح الأمثلة على الدور الذي لعبته الترجمة؛ فقد تنبه الخلفاء, خاصة بعد عصر الفتوحات الأولى، إلى أن هناك ثغرات واسعة لا بد من سدها، لا سيما في مجال تنظيم الدولة والقوانين والجباية وشؤون الإدارة والمال... إلخ. لهذا سارع عبد الملك بن مروان فأمر كل ذي معرفة بلغة بيزنطة وفارس واليونان بترجمة كل ما كتب في هذه الميادين، بعدئذ بدأت حركة الترجمة تتسع وتتطور إلى أن بلغت الذروة في العصر الذهبي للحضارة العربية، عصر المأمون، ذلك العصر الذي احتل فيه أعلام الترجمة مكانة رفيعة لدى الخليفة ورجال الدولة والوسط الاجتماعي، وهكذا حفظ لنا التاريخ أسماء لامعة لما نقلته لنا من كبار الأعمال عن الفارسية والهندية، اللاتينية والإغريقية.. كابن المقفع، ثابت بن قرة، يحيى بن البطريق، سهل بن هارون، حنين بن إسحاق، يوحنا بن ماسويه... إلخ.
    بل يذكر لنا التاريخ أن هؤلاء الأعلام كانوا من أقرب المقربين للخليفة العباسي، يعتمد عليهم، ويأخذ بمشورتهم ويقدم لهم أجزل العطاء. بالمقابل، نجد أن عصر الانحطاط الذي مرت به أمتنا العربية يتسم بالانغلاق التام والتقوقع وعدم النقل عن الأمم الأخرى. فطوال قرون عديدة أعقبت الازدهار في حركة الترجمة في القرنين الثاني والثالث الهجريين، عانت الترجمة انحساراً تاماً بلغ في مرحلة من المراحل درجة الانعدام، وذلك كما في العهد العثماني، حين غدا النشاط الثقافي والفكري مقتصراً على شؤون الفقه والدين ومماحكات اللغة وسفسطائيات النحو والصرف.‏
    **** وعبر التاريخ لعبت الترجمة دوراً بالغ الأهمية في نقل المعارف والثقافات بين الشعوب. فاليونان يرسلون الطلاب والدارسين إلى مصر القديمة للتعلم ونقل معارفها في الحساب والفلك والزراعة... إلى الإغريقية، ثم يأتي الرومان فينقلون عن الإغريقية آدابها وفلسفتها، ويأتي العرب فينقلون عن اللاتينية والإغريقية، ويأتي العصر الوسيط فيدفع بالأمم الأوربية الغارقة في عصر الظلمة إلى نقل المعارف عن العرب. وهكذا تترجم كتب ابن سينا وابن رشد وابن الهيثم والكندي والرازي وغيرهم من علماء النبات والفلك والجغرافيا والتاريخ.. ويظل كتاب القانون يدّرس حتى القرن السادس عشر في بعض الجامعات الأوربية. ثم تدور الدائرة ويعود العرب، وقد وجدوا أنفسهم متخلفين عن الركب الحضاري بعد عصر انحطاط طويل، مضطرين للنقل عن أوربا. وهكذا دواليك... إذ تبقى الترجمة اللحمة التي تربط بين خيوط السداة في نسيج الحضارة البشرية، ربما، لولاها، لظلت الأقوام والشعوب متباينة متباعدة لا يربط بينها رابط.‏
    هذا الدور الأساسي الذي تقوم به الترجمة نراه واضحاً من خلال النظرية التي تقول: إن للحضارة أطواراً ومراحل، وإن لكل طور ومرحلة شعباً من الشعوب يحمل مشعل الحضارة، تماماً كما في سباق الماراثون، إذ ليس باستطاعة أي شعب أن يحمل هذا المشعل إلى الأبد... بل هو يأخذه من شعب سابق ويسلمه إلى شعب لاحق... يأخذ ويعطي... مستفيداً من مجمل الإنجازات التي توصلت إليها الشعوب الأخرى قبله... ناقلاً ما وصل إليه وما استطاع أن يطوره يإمكاناته الذاتية إلى ما بعده... وعملية النقل هنا تعتمد اعتماداً رئيسياً على الترجمة. فعلوم الكلدان وإنجازاتهم في الحساب والفلك لم تضع هباء، بل انتقلت إلى مصر. وفلسفة الإغريق وحكمتهم وجدت نفسها بحلة جديدة بين أيدي العرب، وهكذا جبر الخوارزمي وكيمياء ابن حيان وبصريات ابن الهيثم... مشعل ينتقل من يد إلى يد.‏

    *****
    ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻟﻴﺴـﺕ
    ﺃﻤﺭﺍ ﺩﺨﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺤﻀﺎﺭﺍﺘﻨﺎ، ﻭﻟﻴﺱ ﺃﻤﺭﺍ ﻭﻟﻴﺩ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺱ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻅﻭﺍﻫﺭ
    ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻨﺩ ﻋﻬﻭﺩﻫﺎ ﺍﻷﻭﻟـﻰ، ﺤﻴـﺙ ﺴـﺎﻫﻤﺕ
    ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﻭﻤﻨﺫ ﻓﺠـﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﺃﻋﻁـﻰ
    ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺘﺤﺔ ﻟﻠﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺤﻔﻅ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ، ﻜﻤﺎ
    ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﺘﺄﻟﻴﻔـﺎ
    ﻭﻨﺸﺭﺍ ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﺎ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎ، ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺼﻁﻠﺢ ﻟﻴﺴـﺕ
    ﻤﺠﺭﺩ ﻨﻘل ﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻟﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ، ﺒل ﻫﻲ، ﻭﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﻌل ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺤﻴـﺔ ﻗـﺎﺩﺭﺓ
    ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻭﻴل ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﻯ ﻤﺤﺭﻜﺔ ﻟﻠﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻓﻴﻪ. ﻓﻬـﻲ ﺘﺘﺤـﻭل ﺇﻟـﻰ ﻓﻌـل


    *** حركة الترجمه في الأدب العربي
    بدأت حركة الترجمة من الادب العربي من نقطة حسنة حين حمل لواءها رفاعة الطهطاوي ومدرسة الالسن، في الثلاثينات من القرن التاسع عشر وكانت هذه الحركة ايجابية ارتبطت الى حد واضح بالمدرسة والعلوم والفنون والثقافة والقانون، واستطاعت ان تحقق عملاً كبيراً وتؤدي الى نتائج بعيدة المدى غير ان هذا الاتجاه ما لبث ان تحول الى ناحية الادب والقصص تحت تأثير حركة الغزو الثقافي المبكرة في اواخر عصر الحذيوي اسماعيل حيث تصدر الترجمة في هذه المرحلة عدد من الكتاب السوريين في باديء الأمر ثم المرحلة الموجة غربية قذفت الادب العربي بركام من القصص الفرنسية الخليعة وكان ان انحدرت الى مجال المجتمع والثقافة من خلال ذلك موجة هائلة من القيم والمفاهيم الجديدة التي كانت غريبة على المجتمع وثقافته وعقائدة متعارضة مع ادبه واخلاقياته المستمدة من الفكر الاسلامي.
    لم تكن هذه الموجة إلا مرحلة مدروسة من مراحل التبشير والغزو الثقافي الذي بدأ عبر حركة المرسلين الفرنسيين والامريكيين التي قدمت الى بيروت وانطلقت تمديدها الى الادب العربي كله، هذه الموجة الغريبة المغربة قد اعتمدت على أمرين، أولهما إعادة طبع ألف ليلة وليلة وثانيهما ترجمة وتحضير مئات من القصص الفرنسية، وقد قدم هذا القصص في اسلوب رديء في طباعة رخيصة والواقع انه لا يمكن تصور حقيقة هذا الاتجاه والعاملين فيه إلا حين نقدم رأي كاتب من اهل ذلك الجيل هو كرم ملحم كرم الذي صور زعيمهم طاليوت عبده الذي يقول ان الترجمة عنده لن تكون إلا أداء المعنى وقد أهمل طاليوت الصياغة المشرقة رغم إهتمام الأصل بها حتى كاد يكون من المؤلف على بعد أميال كثيرة، وعذره انه يجنح الى كسب رزقه وليس هذا عذر سوي، وعنده ان ما نقل من الفرنسية ليس من الروائع ولن يترجم في معظمه غير القصص العامة البعيدة كل البعد عن الأدب الرفيع الذي لا مستقبل له وكذلك وصف سليم سركيس عمل طاليوت عبده فقال اشتهر انه يعرب ولا يترجم اي انه ينقل المعاني الى العربية ولا يقيد نفسه بالأصل ويكتب في المقاهي وعلى قارعة الطريق او في التزام وعلى السطوح اذا اقتضى الأمر، وهو يحمل في جيوبه مكتبة ففي هذا الجيب ورق ابيض وفي الجيب الآخر رواية فرنسية، يقرأ سطوراً من الرواية الفرنسية ويكتبها بالعربية بخط دقيق وهو يكتب طيلة النهار فلا يمحو كلمة ولا يعيد النظر في سطر واحد.
    تلك هي صورة الترجمة في ابرز اعلامها في هذه الفترة تكشف عن نتائج هذا العمل الخطير في حياة المجتمع وهكذا كانت هذه المرحلة مضطربة أشد الإضطراب فقد اختلط فيها التعريب بالترجمة وبلغت الترجمة فيها حداً من الهزال والهبوط ، فقد كان هدف المترجم في هذه الفترة إرضاء القاريء وتسليته من أجل هذا عمدوا الى القصص المثير المتصل بالجنس ونقلوه نقلاً مشوهاً وكان طاليوت عبده ونقولا وأسعد داغر اكثر المترجمين إسرافاً في الترجمة فقد ترجم عبده وحده ستمئة قصة وكتاب. وقد إمتدت هذه المدرسة واتسع نطاقها حتى لفتت انظار الباحثين الأجانب فقال مرجيوس ان اكثر ما ترجم الى العربية من تأليف اهل الغرب إنما هي روايات هدفها اللهو دون المنفعة.
    هذه القصص لقيت نقداً عنيفاً من عدد من النقاد في مقدمتهم الاستاذ المازني والدكتور الغمراوي الذي يقول خذ إليك مثلاً تلك القصص الفرنسية التي لخصها طه حسين من آن لآن يلهي بها كثيراً من النشأ ويضل بها كثيراً، وما نظن احداً دخل تلك القصص وخرج منها وهو أقرب الى الفضيلة والعفاف منه قبل بدأها وهذا أهون ما يمكن ان يقال عنها مثالها الزنبقة الحمراء التي ألفها أناتول فرانس اذ كان فيها من المعاني ما يظن ان استاذاً يستحي ان ينقله للناس او ان مجلة مثل الهلال تنشره، وطه حسين اذ لخص هذا الكتاب وترجمه قد دل على انه ممن يرى اطلاق الفن من اطار الفضيلة فلا يكون هناك على الفنان حرج ان يصور الفضيلة كيف يشاء مادام يصورها كما هي، وهو مذهب شاع حديثاً في اوربا واعان على انتشاره ان يجد عوناً من الجانب الحيواني من الانسان وانه وسيلة قوية لنيل الشهرة وجمع المال وفيما يتصل بأثر طه حسين في الترجمة نذكر ما قام به من ترجمة عن بودلر الشاعر الفرنسي، المعروف ان بودلر هذا شاعر منحرف الذات والذوق، في احدى مقاطعه يقول طه حسين نقلاً عن بودلر: «كذلك نفسك التي يحرقها يرق اللذة الملتهب تعدو سريعة جريئة نحو السموات الواسعة‌ المشرقة».
    لقد كان هذا الإنحراف في الترجمة دافعاً الى وقوع الأدب العربي تحت سيطرة الاستعمار والنفوذ الثقافي لفرنسا وبريطانيا ولعل هذا هو السر في تحول الترجمة عن أهدافها الاساسية الى التسلية وارضاء رغبات القراء، كان هدف الترجمة في الاساس هو خدمة الادب العربي بنقل الأعمال الادبية الكبرى التي تحقق له قوة وايجابية وقد انحرف هذا الهدف في ظل النفوذ الغربي الى التسلية وترويج القصص المنحرفة والمثيرة، من هذه النقطة انحرف منهج الترجمة كما انحرف مفهومها فأصبحت تافهة غلبت عليها العامية والتصرف في النص والإضافة وحذف فقرات بأكملها وبهذا غلبت ترجمة القصة على الفنون الأخرى، فقد احصى أسعد داغر عشرة آلاف قصة ترجمت حتى أوائل الحرب العالمية الثانية عام 1939 وهو رقم مخيف مقرع فقد ترجم اغلب هذه القصص من الفرنسية اولاً وكان أكثرها من النوع الهابط المنحرف ثانياً، وكان أغلبها بعيداً عن الاداء السليم في الترجمة ثالثاً.
    ترجم طاليوت عبده ستمئة قصة والياس فياض خمسة وعشرين مسرحية وابو خليل القياني ستين مسرحية وعني العديد من المجلات الشهرية والاسبوعية بالقصص والاقاصيص المترجمة واولت الصحف التي اصدرها اللبنانيون في مصر اهمية كبرى لهذا العمل وظهرت اصدارات في هذا الشأن اهمها سلسلة الروايات عام 1899، والروايات الشعرية عام 1902 ومسامرات الجيب لخليل صادق 1905 والروايات الجديدة‌ لنقولا رزق عام 1910. وكانت الترجمات عن كتاب ليسوا من الدرجة الاولى وليسوا من ذوي القيم والفن امثال ميشيل هيفاغو ولوتون بيترابل وموريس لبلان ومن ابرز عيوب هذه الترجمات تجاهلها موقفنا التاريخي وقيمنا الاساسية وذاتيتنا كأمة لها عراقتها ودينها ومفاهيمها المتميزة. ان مثل هذه الترجمات المريضة ان هي إلا فصل من فصول الغزو الفكري والتغريب


    ...مما سبق نستنتج أن أهمية الترجمه تبرز في النقاط التاليه....
    1 ـ الترجمة محرض ثقافي يفعل فعل الخميرة الحفازة في التفاعلات الكيماوية، إذ تقدم الأرضية المناسبة التي يمكن للمبدع والباحث والعالم أن يقف عليها ومن ثم ينطلق إلى عوالم جديدة يبدع فيها ويبتكر ويخترع.. هذه الأرضية تصنعها الترجمة بما توفره من معارف الشعوب الأخرى التي حققت تراكماً عبر التاريخ يمكنها من دفع النخبة الفكرية من النقطة التي بلغتها الثقافة البشرية وليس من الصفر، وكذلك بما تقدمه من نماذج وأساليب تمكنت الشعوب السابقة من إيجادها عبر كفاحها المتواصل والمستمر لتحسين العقل البشري وتطوير المعرفة لدى الإنسان.‏
    عملية التحريض التي تقوم بها الترجمة نراها واضحة لدى كل أمة، خاصة حين تنتقل إلى طور حامل المشعل الحضاري، إذ تسبق حركة الترجمة دائماً حركة التأليف، بالمعنى العام للكلمة، وتمهد الأولى للثانية بحيث يبدو جلياً إذا ما ألقينا نظرة على تاريخ الأمم أن حركة الترجمة كانت دائماً هي المرحلة الانتقالية ما بين مرحلة الجدب، أي عدم العطاء بالمعنى الحضاري والثقافي، ومرحلة الإبداع والتأليف. ذلك أنه ما من أمة انتقلت، أو يمكن أن تنتقل، بقفزة واحدة من الجدب الثقافي إلى الخصب والعطاء، بل لا بد لها من فترة زمنية قد تستغرق عقوداً بل ربما قروناً من السنين. نرى هذا في حضارات الشرق، اليابان والصين، الهند والشعوب المجاورة لها، كما نراه في الغرب: الإسبان الذين نقلوا عن العرب، وشمال أوربا التي نقلت عن جنوبها، وجنوب أفريقيا التي نقلت عن شمالها وعن أوربا... إلخ... إلخ.‏
    2 ـ الترجمة تجسر الهوة القائمة بين الشعوب الأرفع حضارة والشعوب الأدنى حضارة. ذلك أن الإنسان في سعيه الحثيث والدائب لاكتساب المعرفة يتطلع دائماً إلى من سبقه في هذا الميدان، لهذا تغدو المراكز الحضارية في العالم مراكز نور وإشعاع تجذب أبناء الظلمة وتغريهم بالاندفاع نحوها. لهذا السبب غدت بغداد المنارة المضيئة للعالم ذات يوم كما كانت قبلها روما وأثينا، وكما أصبحت بعدها باريس ولندن... هنا تلعب نقاط الاحتكاك والجغرافية دور الجسر الحقيقي بين الأرفع حضارة والأدنى حضارة... فالتماس بين شعبين متباينين ثقافياً يدفع الأقل ثقافة إلى تقليد الأرفع ثقافة وتحصيل ما لديه من معرفة، سواء بالتحصيل المباشر أي التعلم والنقل الحرفي والمهني أم بالترجمة وبالتالي التعلم غير المباشر. وفي حضارتنا العربية لعبت إسبانيا وصقلية والبندقية دور الجسر هذا، إذ انتقلت عبرها معارف العرب وعلومهم مترجمة إلى لغات أوربا الجنوبية ودرست في مدارسها وجامعاتها إلى أن أعطت أُكُلها في عصر النهضة الذي بدأ أول ما بدأ في إيطاليا وإسبانيا ثم انتقل إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا... وليس هذا الانتقال التدريجي اعتباطياً أو محض مصادفة بل هو الجسر الحضاري الذي شكلته هذه البلدان من خلال احتكاكها المباشر والأشد فعالية بمركز الحضارة العالمي في القرون الوسطى: الحضارة العربية الإسلامية.‏
    3 ـ الترجمة هي الوسيلة الأساسية للتعريف بالعلوم والتكنولوجيا. ذلك أن ما يكتشفه العلماء ويتوصل إليه التكنولوجيون إنما ينتقل إلى المناطق الأخرى من العالم بواسطة الترجمة وحسب. فعالم الفضاء, الذرة، الكيمياء، الطب، مهندس الإلكترون، كلهم يكتبون ما توصلوا إليه من نتائج بحث في مختبراتهم وميادينهم المختلفة ثم يُنقَل ما كتبوه إلى اللغات الأخرى، شفهياً في المؤتمرات والمحاضرات أو خطياً على صفحات المجلات والكتب. هنا تبدو الترجمة وسيطاً مباشراً في التعريف بإنجازات البشرية وإطلاع بعضها على ما حققه البعض الآخر من تقدم وتطور، ولولاها لامتنع هذا الاحتمال وتعذر انتقال الإنجازات العلمية والتكنولوجية إلى الشعوب الأخرى... ففي اليابان مثلاً يتم اختراع جهاز إلكتروني ما، وقد ينتقل هذا الجهاز إلى هذا البلد أو ذاك لكن يبقى سر صنعته واختراعه غامضاً بل مجهولاً إن لم تكتب البحوث عنه وتترجم إلى اللغات الأخرى. ومن هنا نجد الكثير من الأسرار في عالم الصناعة والتكنولوجيا، تحتفظ بها دول بعينها وتعمل المستحيل لمنعها من الانتشار. حدث ذلك عقب اكتشاف أمريكا للقنبلة الذرية، محققة بذلك سبقاً على دول الأرض كلها وتفوقاً على الاتحاد السوفييتي خصوصاً. وقد حاولت جاهدة الحفاظ عليه ومنع الأسرار التقنية لعملية انشطار الذرة من الانتشار... كما يحدث ذلك الآن في ما نسمعه عن حظر بعض المعلومات والتقنيات الإلكترونية ومنعها من التسرب من بعض البلدان المتقدمة كاليابان مثلاً إلى بعض البلدان الأخرى الأقل تقدما في هذا المضمار.‏
    4 ـ الترجمة عنصر أساسي في عملية التربية والتعليم. ذلك أن مناهج التربية والكتب التي تعتمدها المدارس في العملية التربوية لا تأتي من العدم ولا تنشأ من الفراغ، بل غالباً ما تتكون بصورة تدريجية معتمدة في ذلك اعتماداً أساسياً على الترجمة، إذ تنقل الشعوب الأقل ثقافة عن الشعوب الأكثر ثقافة مناهجها وكتبها أو الهيكل العظمي لهذه المناهج والكتب إلى لغتها الخاصة ثم تطورها شيئاً فشيئاً، بل كثيراً ما تبدأ هذه المناهج باستخدام الكتب الأجنبية كما هي ثم تنقلها إلى لغتها تدريجياً. الأمثلة على ذلك كثيرة، ففي الهند مثلاً، كان التعليم يجري باللغة الإنكليزية أيام الاستعمار بريطاني، وكانت المدارس تستخدم المناهج والكتب الإنكليزية تماماً كما في بريطانيا، ثم شيئاً فشيئاً تحول إلى اللغتين الأوردية والهندستانية وغيرهما من اللغات المحلية. في سورية ولبنان، كانت مناهج التعليم هي نفسها المعتمدة في فرنسا والكتب هي تلك المستخدمة في فرنسا، ثم ترجمت وعربت شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت عربية تماماً في سورية ومزيجاً من العربية والفرنسية في لبنان. في الساقية الحمراء ووادي الذهب، حيث كان الاستعمار الإسباني، كانت المناهج والكتب إسبانية في معظمها... لكن لا بد من أن يأتي يوم تترجم فيه هذه الكتب إلى العربية وتتبلور بشكل نهائي، متخذة أبعادها الخاصة، وذلك حين تكون الترجمة قد أدت دورها كمحرض ثقافي ومرحلة انتقالية يغدو الناس بعدها قادرين على تأليف كتبهم بأنفسهم ووضع مناهجهم من تلقاء ذواتهم، سواء على صعيد المدارس الابتدائية والثانوية التي أدت الترجمة فيها دورها بصورة عامة وبات بالإمكان الانتقال إلى مرحلة التأليف في معظم البلدان العربية، أم على الصعيد الجامعي حيث ما تزال المشكلة قائمة على نحو أشد وضوحاً حتى الآن، ففي معظم جامعات البلدان العربية ما تزال فروع كاملة كالطب والرياضيات والعلوم، تدرس باللغة الإنكليزية أو الفرنسية وتستخدم فيها المناهج الأجنبية، الأمر الذي يدل على أن حركة الترجمة لم تستطع نقل هذه المعارف إلى اللغة المحلية كما ينبغي، وبالتالي ما يزال يطلب منها الكثير باعتبارها العنصر الفعال في عملية التربية والتعليم.‏
    5 ـ الترجمة هي الأداة التي يمكننا بها مواكبة الحركة الفكرية والثقافية في العالم. فنظرة واحدة يلقيها المرء على ما تصدره دور النشر باللغة الإنكليزية مثلاً تجعله يقف مندهشاً نظراً للأعداد الهائلة من الكتب والدوريات التي تصدر كل عام، هذا بلغة واحدة فكيف ببقية اللغات، الفرنسية، الروسية، الإسبانية، الصينية وغيرها من اللغات الأخرى... هذا الفيض من الكتب يشكل الحركة الفكرية والثقافية في العالم التي يتعين علينا أن نواكبها بهذا الشكل أو ذاك، ومواكبتنا لها لا تتم بالطبع إلا بمقدار ما نترجم من هذه الكتب كي يكون بإمكان القارئ الاطلاع على آخر الإبداعات والأفكار والآراء في العالم.‏
    هنا نجد أن الترجمة ليست الواسطة الوحيدة، فمع التطور التقني وتقدم وسائل الاتصال باتت أجهزة الإعلام، من إذاعة وتلفزيون، تلعب دوراً مباشراً في نقل أخبار الثقافة والإنجازات الثقافية والفكرية، إلا أنه يبقى للترجمة مكان الصدارة في تحقيق المواكبة الفكرية والثقافية نظراً لأن الكتاب كان وما يزال العمود الفقري للتحصيل الثقافي.‏
    كذلك نرى أن هناك فروقاً واسعة بين البلدان في إمكانية تحقيق هذه المواكبة، فالبلدان الأرفع درجة في سلم الحضارة أشد قدرة على تحقيق المواكبة بينما البلدان الأدنى درجة في سلم الحضارة أقل قدرة على ذلك. مثال بسيط يمكن أن يوضح لنا ذلك، فالكتاب الصادر باللغة الروسية مثلاً يمكن أن يترجم إلى عشرات اللغات ويصدر بها في الوقت نفسه الذي يصدر بلغته الأم، كما أن بإمكان القارئ الروسي مثلاً أن يقرأ الكتاب الإنكليزي أو الروسي بعد فترة وجيزة من صدوره بلغته الأم. ذلك أن التقدم التقني في فن الطباعة ومجمل الشروط والأنظمة الأخرى المتعلقة بالطباعة والكتاب تمكن الناشر في بلد من هذه البلدان من مواكبة الحركة الفكرية والثقافية في العالم، بينما تقف مثل هذه الشروط والأنظمة عائقاً قد يكون مستحيلاً تجاوزه في بعض البلدان الأخرى، وبالتالي يحول بين الترجمة ودورها في تحقيق تلك المواكبة ذات الأهمية البالغة في التطور الحضاري خاصة بالنسبة إلى بلدان العالم النامي.‏
    6 ـ الترجمة وسيلة لإغناء اللغة وتطويرها وعصرنتها.‏
    تلعب الترجمة دوراً هاماً في إغناء اللغة وتطويرها، ذلك أن الميادين الجديدة التي تخوضها الترجمة تقتضي منها، بالتأكيد، أن تبحث عن صيغ جديدة، مصطلحات جديدة، تعابير مناسبة، كلمات ملائمة وهذا كله إغناء للغة وتطوير لها. وبما أن اللغة كائن حي يولد ويزدهر ويموت وأن وجوده يقوم على الأخذ والعطاء، على الحركة والتجدد، ندرك ما يمكن أن يفعله في اللغة احتكاكها باللغات الأخرى. فكم هناك من لغة كانت في يوم من الأيام ذات شأن كبير ثم انحسرت بعد ذاك وتراجعت إلى أن انقرضت تماماً، وكم هناك من لغة ليس لها شأن اليوم قد تصبح بعد حين من الزمن لغة العالم. ذلك أن هذا الكائن الحي الذي يدعى اللغة له خصائص الكائن الحي كلها، يكبر ويصغر، يزدهر ويضمحل، يعتل ويصح... إلخ. واللغة التي لا تستطيع التجدد والتطور لا بد من أن تموت، فسنة الحياة هي التجدد وشرط الاستمرار هو التطور، أو خمد الكائن الحي وذوى إلى أن يلفظ أنفاسه.‏
    في عملية التطور والتجدد هذه تلعب الترجمة دوراً أساسياً بالنسبة إلى اللغة، فهي تعرفنا بتراكيب اللغة الأخرى، تتأثر بمفرداتها، تستمد من زخمها وحيويتها، وليس في ذلك أية سبة أو عار. ففي اللغة الإنكليزية، مثلاً، آلاف الكلمات ذات الأصل العربي، وفي الفرنسية أكثر من عشرة آلاف كلمة، وكذلك في الإسبانية والإيطالية... إلخ فهل أساء هذا لتلك اللغات؟ لا أظن ذلك، فالكل يستخدم كلمة «الجبر» العربية أو كلمة «أمير» أو «قصر» أو «شريف» التي يستخدمها الأمريكان، ربما، أكثر من العرب أنفسهم ودون أي شعور بالنقص. صحيح أنهم قد لا يستخدمونها بمعناها الأساسي، لكن من المؤكد أن المعنى الجديد للكلمة «حاكم البلدة أو المسؤول عن الأمن والنظام فيها» هو نوع من الإغناء للغة بإضافة كلمة جديدة قد لا يتوفر معناها هذا لأية كلمة أخرى في اللغة الإنكليزية.‏
    وهكذا نحن في الوقت الحاضر، يمكننا أن نغني لغتنا بكلمات منحوتة جاهزة دون أن نشعر إزاء ذلك بأي غضاضة أو ضير، فكلمة «إلكترون» أو «بروتون» أو «نيوترون» هي مصطلحات عالمية قد لا ينفع معها أن نعربها أو نجد لها بديلاً وليس في استخدامها من عيب. أجدادنا في السابق أخذوا كثيراً من الكلمات الفارسية والإغريقية واستخدموها كما هي، ثم تمثلتها اللغة إلى أن غدت جزءاً لا يتجزأ من اللغة... مثال على ذلك: «أستاذ», «شطرنج» «فيزياء»، «اسطرلاب»... إلخ.‏
    غير أن الترجمة تقوم، مع تطور الحضارة وتقدم التكنولوجيا، بأكبر المهام في تطوير اللغة وعصرنتها. إنها تنحت كلمات جديدة، تنقلها عن اللغات الأخرى وذلك بإيجاد البديل للكلمات المستخدمة فيها، وبذلك يتشكل فيض من الكلمات الجديدة التي لم تكن اللغة تعرفها من قبل أو كانت تعرفها إنما بمعنى آخر. مثال على ذلك: الهاتف، السيارة، الطيارة، الرائي... إلخ... وهذا ما يجعل اللغة عصرية فعلاً قادرة على مواكبة التقدم الحضاري وتمثل إنجازاته، فاللغة هي قبل كل شيء، مرآة تعكس تطور الناطقين بها أو تخلفهم، تقدمهم أو تراجعهم.‏
    الترجمة والتواصل الثقافي‏
    إذا كانت الإشارة أو الصورة المتلفزة قد أصبحت في العصر الحاضر وسيلة من وسائل التواصل الثقافي، يتم من خلالها نقل أخبار أو تصوير حالة أو تقديم وضع، فإن الترجمة كانت وما تزال الوسيلة الأهم لتحقيق ذلك التواصل بين الشعوب. فمذ عرف الإنسان الأبجدية محققاً بذلك قفزة تاريخية في مضمار التطور، ومذ بدأ يكتب ما يعرفه ويدون تاريخه وأفكاره، كانت الترجمة الرديف المباشر لذلك التطور، فالبشر سلسلة متصلة الحلقات رابطتها اللغة وقوام تلك الرابطة هو الترجمة.‏
    إذن، عن طريق الترجمة تعرف الشعوب بعضها بعضاً، يتعرف الناس في هذا البلد إلى عادات الناس في ذلك البلد، إلى أعرافهم، تقاليدهم، أفكارهم، آدابهم، سلوكهم، تاريخهم، بل حتى إلى تضاريسهم وجغرافيتهم. من هنا نرى الدور الكبير الذي لعبته ترجمة الأدباء الروس كتولستوي ودوستويفسكي وغوركي في تعريف العالم بهذا الشعب، تعريفه بطباعه، بأنماط معيشته، بأرضه. كذلك الأدب الفرنسي أو الإنكليزي... فالكثيرون منا يعلمون عن لندن وباريس، من خلال «قصة مدينتين» لتشارلز دكنز، مثلاً، أكثر مما يعرفون عن الدوحة أو الخرطوم رغم جميع وسائل الاتصال الحديثة المعروفة الآن. يبرز دور الترجمة في تحقيق التواصل الثقافي هذا على نحو خاص حين تكون حلقات السلسلة متباعدة أي حين لا يكون هناك تماس مباشر بين شعبين أو أمتين. في هذه الحالة قد تصل حد الانعدام، إن لم تقم الترجمة بسد هذه الثغرة سداً مباشراً.‏
    مثلا على ذلك: كانت الصين قديماً بلاداً نائية بالنسبة إلى شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، وكانت المعلومات عنها ضئيلة إلى حد جعلها بلاداً مبهمة غامضة، لهذا كانت رحلة ابن بطوطة وما كتبه عنها ورحلة ماركو بولو حدثاً تاريخياً، إذ نقل كل منهما من المعلومات ما قرب تلك البلاد وألقى عليها ضوءاً ربما كان هو الركن الأساسي للتواصل الثقافي الذي حدث فيما بعد بين هذه البلاد والبلدان الأخرى. رحلة ابن فضلان إلى بلاد البلغار والروس في القرن العاشر الميلادي مثال آخر على الدور الذي يمكن للغة أن تلعبه في تحقيق التواصل الثقافي. فقبل ابن فضلان، ربما لم يكن هناك أية معلومات عن تلك الشعوب التي تعيش في أقصى الشمال حيث الثلج الدائم والدببة البيضاء والشمس التي لا تغيب في بعض الأوقات من العام... على أن التواصل الثقافي عملية تبادلية تتم بين طرفين أو أكثر ويتم من خلالها انتقال الأنماط السائدة والتقارب بين الأفكار ووحدة النموذج البشري.‏
    إن نظرة واحدة نلقيها اليوم على بني البشر ترينا أنهم يوماً فيوماً يزدادون قرباً بعضهم من البعض الآخر... ذلك أن عملية التواصل الثقافي، التي تشكل الترجمة عمودها الفقري، كفيلة بأن تلغي التباينات الشديدة، أن تخلق النموذج العام الذي يعمل الناس على احتذائه، وهكذا يحمل ثوار كوبا الأفكار نفسها التي يحملها ثوار الصين ويقرأ الناس في الصومال الفرنسي فولتير وجان جاك روسو بقدر ما يقرؤهما ابن مارسيليا أو سترازبورغ. كما يعرف العالم كله «بخيل» موليير و«أبله» دوستويفسكي و«هاملت» شكسبير و«دون كيشون» سرفانتس.‏
    إنها نماذج عالمية معروفة قامت الترجمة بتقديمها للناس في كل مكان. يكفي أحياناً أن تقول هذا رجل مغرم بالنساء يتلاعب بعواطفهن حتى يطلق عليه اسم دون جوان. كما يكفي أحياناً أخرى أن تقول ذلك رجل كسول متواكل بطيء الفهم والحركة حتى يصفه صديق آخر بأنه أبلوموف، كذلك حسبك أن تقول إن ذلك الرجل غيور عنيف قاس حتى يقال إنه عطيل... وهكذا الشأن مع شخصية علاء الدين من الأدب العربي، زوربا من الأدب اليوناني، فاوست، شايلوك... إلخ إنها الأنماط والنماذج التي استطاعت الترجمة عبر عملية التواصل الثقافي بين الشعوب، أن تخلقها وتكرسها إلى أن أصبحت نماذج بشرية عامة يعرفها الناس في كل مكان.‏
    أ ـ الترجمة وتطوير الأجناس الأدبية‏
    لعل الإنسان بدأ الكتابة بتدوين أهم الأحداث والوقائع التي مرت في حياته، مشاهدة أو سماعاً، وكانت ذات أهمية تاريخية أو مصيرية بالنسبة إليه، ثم عمل بعد ذلك على تدوين معتقداته فيما يتعلق بالحياة والموت، الأرض والسماء، الكون وما فيه وهكذا ولدت الديانات، العلوم، الفلسفة... إلخ.. لكن مما لا شك فيه أن الإمكانات المتاحة للإنسان كانت ترغمه على الاختصار في الكتابة والاجتزاء والاختزال، ولعل هذا السبب هو الذي جعل الأدب يتخذ لدى كثير من الشعوب القديمة شكل الشعر وحسب، دون أشكاله الأخرى. فالقصيدة سهلة الحفظ، سهلة الانتقال، سهلة التدوين أيضاً لكن من عساه كان يستطيع تدوين رواية كالحرب والسلم؟‏
    لهذا نرى أن العرب حين بدؤوا الترجمة في عصرهم الذهبي اتجهوا إلى حساب الهند وطب الإغريق وفلسفتهم وفلك الكلدان وتنجيمهم؛ أما الآداب فكان لهم معها شأن آخر. لم ينقلوا الملحمة ولم يترجموا المسرحية ولم يعربوا القصة لأسباب ليس في بحثنا هذا مجال لذكرها، لذلك ظلت هذه الأجناس الأدبية غريبة على الأدب العربي بعيدة عنه، لكن لا يسعنا هنا إلا أن نتساءل، ما تراه كان سيحدث لو ترجمت هذه الأجناس الأدبية إلى العربية؟ لو قدم المترجمون العرب أوديب وآغا ممنون وأنتيغونا للقارئ العربي، ألم يكن السياق التاريخي للمسرح كله قد تغير؟ ألم يكن ذلك قد حرض الأديب العربي على المحاكاة ومن ثم الإبداع في مضماره؟‏
    نحن هنا لا نملك الجواب القاطع؛ إلا أن استعراضاً بسيطاً لتأثير العربية في الآداب الأخرى يعطينا أكثر من مؤشر ودليل. فمن الثابت أن الفرس، رغم حضارتهم التي امتدت ألف عام قبل الإسلام، لم يكونوا يعرفون الشعر، ربما كانوا يعرفون الغناء والنشيد، لكن الشعر والقصيدة والنظم كفن قائم بذاته لم يكن له وجود في عالمهم، تؤكد لنا ذلك المفاخرات التي كانت تجري في بلاط كسرى أنوشروان بين أعيان العرب والفرس. أولئك يفخرون بأشعارهم وهؤلاء بحكمهم. لكن ما إن جاء الإسلام وبسط العرب سيطرتهم على بلاد فارس وباتت اللغة العربية هي لغة الدين والدولة حتى بدأ الفرس يحاكون القصيدة العربية وينظمون الشعر، الأمر الذي انتهى أخيراً إلى ظهور الشاهنامة، أطول الملاحم الشعرية، وإلى بروز شعراء احتلوا مكانة رفيعة حتى غدا بعضهم، كعمر الخيام وسعدي وحافظ، من الشعراء العالميين المعدودين.‏
    إذاً، حقق التواصل الثقافي بين العرب والفرس، عبر التأثر المباشر والترجمة، تطوير جنس أدبي هام هو الشعر الذي احتل لديهم بعد ذاك مكانة لا تقل رفعة عن مكانته في الأدب العربي. والفرس هنا لم ينقلوا عن العرب تعلقهم بالشعر وولعهم به وحسب، بل نقلوا طرقهم وأساليبهم في التعبير كما نقلوا قواعد النظم وأسسه، بل نقلوا الكثير من مفردات ومصطلحات هذا الجنس الأدبي.‏
    تلك هي الحال أيضاً بالنسبة إلى اللغة التركية التي تأثرت شعوبها باللغة العربية وآدابها، كما أخذت عنها، مثلما فعل الفرس أنفسهم، الحرف الذي تكتب به. كذلك كان شأن اللغة الأوردية التي تأثرت كل التأثر باللغة العربية وجنسها الأدبي الرئيسي: الشعر. فالمسلمون الذين سيطروا حقبة طويلة من الزمن على شمالي الهند وأواسطها وشرقيها لم يأخذوا من العرب دينهم وحسب بل أخذوا أيضاً الكثير من المفردات العربية، وطوروا الأجناس الأدبية العربية وخاصة الشعر الذي ما يزال تأثرهم به واضحاً لكل ذي عين حتى اليوم، سواء من حيث المفردات المستخدمة في هذا المجال مثل: نظم، قصيدة، مشاعرة، قوال، مثنوي، غزل، مرثية، مسدس، مقدمة، رباعي، قوالي، مجلس... إلخ أم من حيث الموضوعات التي كان يتناولها الشعر.‏
    فشعراء الأوردية كانوا ينظمون القصيدة وفق طراز القصيدة العربية التي ساهمت مساهمة أساسية في تطوير الشعر الأوردي، وكانوا يستخدمون مصطلحاتها ذاتها. فكلمة مثنوي تعني كتابة الشعر كل بيتين اثنين بقافية واحدة، ورباعي تعني كتابته أربعة أبيات أربعة أبيات، ومن هنا أيضاً رباعيات الخيام في الشعر الفارسي الذي، كما سبق ذكرنا، كان يستخدم المفردات العربية في هذا المجال أيضاً، والغزلية هي القصيدة المكرسة للتشبيب بالحبيبة وذكر محاسنها وبث لواعج الشوق إليها، أما «المشاعرة» فهي اجتماع عدد من الشعراء لدى الأمير أو السلطان وإلقاؤهم القصائد على نحو تنافسي لمعرفة الأشعر منهم... وهكذا بقية الكلمات التي كانت تستخدم بمعناها العربي تماماً.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 5:56 am