منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2)

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2) Empty الترجمه وأهميتها للتواصل البشري (2)

    مُساهمة من طرف سميرحمايه الأربعاء أبريل 11, 2012 1:08 pm

    المبحث الثالث

    أهمية الترجمه من والي اللغه العربيه

    ﺇﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺴﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻤﺎﺕ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺒﻴﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﺤﻴﺙ ﺘﺠﻠﺕ ﻤﺸﻴﺌﺘﻪ
    ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺃﻤﺎﻜﻨﻬﻡ ﻭﺘﺒﺎﻴﻥ ﺃﺠﻨﺎﺴﻬﻡ. ﻭﷲ ﻓﻲ
    ﺫﻟﻙ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ:" ﻭﻤﻥ ﺁﻴﺎﺘﻪ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ
    ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﻟﺴﻨﺘﻜﻡ ﻭﺃﻟﻭﺍﻨﻜﻡ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻵﻴﺎﺕ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻥ" (ﺍﻟﺭﻭﻡ ﺁﻴﺔ ٢٢). ﻭﻤﻊ ﻫﺫﺍ
    ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺤﺙ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﺒﺫل ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل
    ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻤﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺠﺭ
    ﻤﺤﻔﻭﻅ ﻟﻤﻥ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ. ﻓﻴﻭﺠﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺨﻁﺎﺒﻪ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ
    ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ ﻗ ﺎ ﺌ ﻼﹰ: "ﻴﺎﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻨﺎ ﺨﻠﻘﻨﺎﻜﻡ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﻭﺃﻨﺜﻰ ﻭﺠﻌﻠﻨﺎﻜﻡ ﺸ ﻌ ﻭ ﺒ ﺎﹰ ﻭﻗﺒﺎﺌل ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻭﺍ
    ﺇﻥ ﺃﻜﺭﻤﻜﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﺃﺘﻘﺎﻜﻡ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻡ ﺨﺒﻴﺭ" (ﺍﻟﺤﺠﺭﺍﺕ ﺁﻴﺔ ١٣).

    **ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ:
    ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻴﺘﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﺠﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻨﻘﻠﻪ ﻤﻥ ﻟﻐﺔ ﺇﻟﻰ
    ﻟﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ
    ١
    . ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻴﻠﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻫﻲ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻴﻌﺒﺭ ﺒﻬﺎ ﻜل ﺠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﺎ
    ﻓﻲ ﻭﺠﺩﺍﻨﻬﻡ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻴﻥ ﻜل ﻗﻭﻡ. ﻓ ﺄ ﺤ ﻴ ﺎ ﻨ ﺎﹰ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ
    ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺠﻴﻠﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺼل ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻅﻬﻭﺭ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺒﻨﺎﺀ
    ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﻻﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻵﺨﺭ.
    _____________________________
    ١ ﻗﺎﻤﻭﺱ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ. 139
    ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﺼﺎﺌﺩﻩ:
    ﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻜل ﻟﺴﻥ ﻭﺃﻤﺔﻓﻤﺎ ﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﺤﺩﺍﺙ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻡ
    ٢

    ﻭﻗﺎل ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﺃﺨﺭﻯ:
    ﻤﻼﻋﺏ ﺠﻨﺔ ﻟﻭ ﺴﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻟﺴﺎﺭ ﺒﺘﺭﺠﻤﺎﻥ

    ** العرب والترجمه **

    ﺘﻨﻘل ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻠﻐﺎﺕ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ، ﺃﻭ ﻜﻭﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ
    ﺒﺄﺼﺤﺎﺏ ﻟﻐﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻟﻐﺘﻬﻡ، ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ﻭﻨﺯﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺼﺭ
    ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻁ ﺎ ﻟ ﺒ ﺎﹰ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻻﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ﻤﻠﻙ ﺃﺒﻴﻪ
    ١٧
    ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺃﻤﻴﺔ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ
    ﺍﻟﺼﻠﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻜﻲ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﻩ ﻗﺼﺹ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ، ﻭﺃﺘﻰ ﺒﺄﻟﻔﺎﻅ
    ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻻ ﺘﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ
    ١٨
    . ﻭﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
    ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻤﺭ ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻌﺒﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ، ﻓﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﻟﻴﻜﺘﺏ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺒﻠﻐﺘﻬﻡ


    ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺍﺒﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺩﻫﺎﻥ

    ﻜﺎﻥ
    ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺯﻨﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺒﺄﻓﺼﺢ ﻜﻼﻡ
    ﻓﻔﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻴﺅﻟﻔﻭﻥ
    ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ. ﻓﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺃﻗﺩﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓي ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ، ﺹ ٥٨.
    ﻟﻭﻴﺱ ﺸﻴﺨﻭ، ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﺹ ٢١٩.
    ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻨﻲ، ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ، ﺝ٢/ ﺹ ٢٣.
    ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ، ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺩﻫﺎﻥ ( ﺘﻭﻓﻲ ٤٣٩ﻫـ).
    ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯﺍﺒﺎﺩﻱ، ﺍﻟﺒﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺠﻡ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺹ ١٨١. 147
    ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ

    . ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ

    ﺃﻭل ﻓﻘﻴﻪ ﻟﹸﻐﻭﻱ
    ﺒﺎﺭﻉ ﻭﺍﻉ ﺒﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﺒﻌﺜﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﺍﻷﻭل ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ
    ﺘﺄﺼﻴل ﻤﻔﺭﺩﺍﺘﻪ، ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺩﺭﺴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
    ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺼل ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ

    ﻓﻘﺩ ﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ
    ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻜﺎﻟﻨﺒﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ

    ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻜﺘﺎﺏ
    ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺭﻭﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼل ﻓﻴﻪ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻟﹸﻐﺎﺕ
    ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻤﻌﺯﻭﺓ ﺒﺄﺴﻤﺎﺌﻬﺎ

    .
    ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
    ﺃﻤﺎ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺯﻤﻥ ﻨﺯﻭل ﺍﻟﻭﺤﻲ ﺤﻴﺙ ﻴﺭﻭﻯ ﻋﻥ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻲ ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻟﻠﺒﺴﻤﻠﺔ ﻭﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ﻷﺒﻨﺎﺀ ﻗﻭﻤﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻟﺫﻴﻥ
    ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻗﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻠﻭﺍﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻻﻨﺕ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ﻟﻠﻌﺭﺒﻴﺔ. ﻭﻴﺭﻭﻱ
    ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺨﺒﺭﺍﹰ ﻋﻥ ﻗﺎﺹ ﻤﻥ ﻗﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﻭﻋﺎﻅﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﺴﻰ ﺒﻥ ﻴﺴﺎﺭ ﺍﻷﺴﻭﺍﺭﻱ
    ﻓﻴﻘﻭل: ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻋﺎﺠﻴﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻓﺼﺎﺤﺘﻪ ﺒﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﻥ ﻓﺼﺎﺤﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
    ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺠﻠﺱ ﻓﻲ ﻤﺠﻠﺴﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﻓﺘﻘﻌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻥ ﻴﻤﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﻔﺭﺱ ﻋﻥ ﻴﺴﺎﺭﻩ ﻓﻴﻘﺭﺃ ﺍﻵﻴﺔ
    ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻴﻔﺴﺭﻫﺎ ﻟﻠﻌﺭﺏ، ﺜﻡ ﻴﺤﻭل ﻭﺠﻬﻪ ﻟﻠﻔﺭﺱ ﻓﻴﻔﺴﺭﻫﺎ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺩﺭﻱ
    ﺒﺄﻱ ﻟﺴﺎﻥ ﻫﻭ ﺃﺒﻴﻥ

    .
    _____________________________
    ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺤﺠﺎﺯﻱ، ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺹ ١٢٢.
    ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ (ﺘﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٦٨ﻫـ).
    ﺴﺘﺘﻜﻴﻔﺘﺵ، ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ، ﺹ ١٣٠.
    ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ، ﺹ ٣٠.
    ﺫﻜﺭ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻁ ﻭﺍﻟﻨﺒﻁ ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺍﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﻭﺍﻷﺤﺒﺎﺵ، ﺍﻨﻅﺭ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ، ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ
    .١٤٦ ،١٣٥ ،١٣٤ ،١٠٥ ،٦٩ ،٤٤ ،٢٠ ﺹ ،ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ
    ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ، ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ، ﺝ٢/ ﺹ١٠. 148
    ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﻭﺏ ﺍﻷﻤﻡ ﻟﻤﻥ ﺃﺴﻠﻡ
    ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻟﻤﻥ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺘﺭﺒﻭﻱ
    ﻭﺃﺨﻼﻗﻲ ﻨﺸﺄﺕ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ:
    * ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ
    ﻜﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻐﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﻤﺘﺭﺠﻤﻴﻥ
    ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﺴﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ.

    * ﻭﻤﺜﻠﺕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ، ﺤﻴﺙ ﺩﻋﻰ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﻥ
    ﺍﻟﻘﺴﺎﻭﺴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻫﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﺃ ﻭ ﻻﹰ ﻗﺒل ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻭﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ. ﻓﺘﻡ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ
    ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﻏﻴﺭ
    ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺱ ﻭﺍﻹﺠﻼل ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ.
    ﺜﻡ ﻨﺸﻁﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﺍﻨﺩﺤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻭﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ
    ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ. ﻭﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ
    ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ

    . ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻭﻗﻔﻭﺍ ﻓﻲ
    ﺘﺤﻠﻴﻼﺘﻬﻡ ﻭﺘﻌﻘﻴﺒﺎﺘﻬﻡ ﻁ ﻭ ﻴ ﻼﹰ ﻋﻨﺩ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻴﺭﺍﺙ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ
    ﻭﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺍﺴﺘﻭﻗﻔﺘﻬﻡ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.

    * ﻭﺘﻤﺜل ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﻤﻐﺭﻀﺔ ﻭﻤﺴﻴﺌﺔ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻗﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺤﻤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻏﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺩﺨﻭل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ
    ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ. ﻓﻘﺩﻤﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﻨ ﺴ ﺨ ﺎﹰ ﻤﺸﻭﻫﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭﺘﻔﺎﺴﻴﺭﻩ
    ﻭﺤﺫﻓﻭﺍ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻤﻘﺎﺘﻠﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ. ﻭﻋﻨﺩ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻠﻤﻲ
    ﺍﻓﺭﻴﻘﻴﺎ، ﺘﻨﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻜﻴﺩﺓ ﻭﺠﻤﻌﻭﺍ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺒﺩﻟﻭﻫﺎ ﺒﻨﺴﺦ ﻗﺭﺁﻨﻴﺔ
    ﻤﺩﻗﻘﺔ.
    _____________________________
    ﺩ.ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻠﻲ ﻋﻭﻑ،ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ،ﻤﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻋﺭﺒﻴﺔ
    ﻭﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﺀ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ،١٩٨٣. 149
    ﻜﻤﺎ ﻅﻬﺭﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺃﻁﻠﻘﺘﻪ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤ ﺅ ﺨ ﺭ ﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ
    ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺤﻴﺙ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺭﻏﺒﺔ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻜﺭ
    ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻤﺒﻴﻌﺎﺕ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ﻭﺘﻭﺯﻴﻌﻪ ﻤ ﺠ ﺎ ﻨ ﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ
    ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭل. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺸﻁﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻗﺩﺴﻲ ﻤﻥ
    ﺠﺩﻴﺩ

    .
    ﺤﻅ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ
    ﻭﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺃﺩﻴﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ، ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺜل
    ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻋﺼﺭﻩ، ﻭﻤﺜﱠﻠﻬﺎ ﺨﻴﺭ ﺘﻤﺜﻴل ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ. ﻭﻜﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻤﺘﻜﻠﻤﻲ
    ﻋﺼﺭﻩ ﻜﺎﻥ ﻤ ﻁ ﻠ ﻌ ﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﹸﺭﺠﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ
    ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻷﺭﺴﻁﻭ، ﻤﻤﺎ ﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﻜﺘﺎﺏ
    ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ

    ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ

    . ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻴﻘﺭﺃ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ
    ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺴﻁﻭ ﻤﻌﻠﻤﻪ ﺃﻓﻼﻁﻭﻥ ﻭﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻭﺒﻁﻠﻴﻤﻭﺱ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﺤﻴﺙ
    ﻭﺭﺩ ﺫﻜﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ". ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻤﻤﺎ ﺍﺴﺘﻭﻗﻑ ﻨﻅﺭ ﺒﻌﺽ
    ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﹸﺘﹼﺎﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺭﺨﻭﺍ ﻟﻠﻌاﻠﻡ ﻟﻡ ﻴﺸﻴﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻜﻌﺎﻟﻡ! ﻭﻓﻲ

    .
    _____________________________
    ﺩ.ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺭﺒﺩﺍﻭﻱ، ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺃﻨﻤﺎﻁﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﺍﺘﺤﺎﺩ
    ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺩﻤﺸﻕ، ﻋﺩﺩ ٢٠٠٥ /٩٨،٦
    ﺃﻟﻑ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻗﺒل ﺴﻨﺔ ٢٣٣ﻫـ ﻭﺃﻫﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻡ ﻭﺍﻟﻭﺍﺜﻕ، ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ
    ﺍﻷﺩﻴﺏ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺯﻴﺎﺕ.
    ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ، ﺹ ١٣٧.
    ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ، ﺹ ٢٢٧. 150

    ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﺒل ﻨﺎﻓﺴﻬﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ
    ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﺸﺄﻭﺍ ﻭﺘﺭﻋﺭﻋﻭﺍ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﺄﺼﺒﺤﻭﺍ ﺠ ﺯ ﺀ ﺍﹰ ﻤﻥ
    ﻨﺴﻴﺠﻬﺎ، ﻓﺄﻜﺜﺭﻫﻡ ﻤﻀﻁﺭ ﺒﺤﻜﻡ ﺩﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺘﻘﺎﻥ ﻟﻐﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل
    ﻜﺎﻟﻌﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺎﻨﻴﺔ، ﺒل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻟﻐﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺎﺕ،
    ﻜﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ، ﻭﺍﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﺒﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ، ﻭﺍﺸﺘﻬﺭﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ
    ﺍﻷُﺴﺭ، \

    ** بعض الموضوعات التي كان الشعر الفارسي
    أو التركي كان يتناولها

    وإذا ما ألقينا نظرة على الموضوعات التي كان الشعر الفارسي أو التركي أو الأوردي يتناولها؛ فإننا سنجد أنه كان يحاكي الشعر العربي في معظم مناحيه بل إن الموضوعات التي يتناولها الشعر العربي انتقلت بذاتها ودونما تحريف إلى هذه اللغات. لنلق نظرة معاً على هذه الأبيات من قصيدة لبهادور شاه الثاني، آخر حاكم مغولي مسلم لسلطنة دلهي (توفي سنة 1862م) إنه يقول:‏
    جثة المجنون المحزنة أبكت الظباء‏
    «هذا المتوحش مسجى هنا، لتزهر الصحراء ثانية»‏
    الصحراء تضج بالحديث عن حبنا‏
    حب ليلى والمجنون الذي يعامل بازدراء‏
    إنه مجنون ليلى هنا، ذلك المجنون الذي ترجمت قصته إلى اللغة الأوردية وانتشرت في كل مكان إلى درجة أن سلطان دلهي نفسه حاكاها واعتبر نفسه شبيهاً في حبه لحبيبته بقيس بن الملوح الذي جن غراماً بليلاه.‏
    لم يكن الغزل هو الموضوع الوحيد الذي طوره الشعر العربي في اللغات الأخرى التي تأثرت تأثراً مباشراً به؛ بل كان هنالك أيضاً الشعر الصوفي وشعر المديح والرثاء، فالمرثية في اللغة الأوردية، مثلاً، كانت موضوعاً خاصاً متميزاً انتقل كما هو من اللغة العربية. إذ أن «المرثية» هي القصيدة التي ينظمها الشاعر، من الوسط الشيعي خاصة، في ذكرى عاشوراء كي يرثي فيها الحسين وآل البيت الذين استشهدوا في كربلاء وكثيراً ما تتكرر فيها الكلمات العربية كما هي... «يا حسين... يا سبط النبي... يا حفيد الرسول... إلخ».‏
    أدب الحكاية:‏
    لعل كتاب «ألف ليلة وليلة»، الذي لا يعرف أحد من كتبه أو تاريخ كتابته، من أشهر الكتب في الآداب العالمية جمعاء وأكثرها حظوة في الترجمة والتداول والانتشار. لقد ترجم هذا الكتاب إلى معظم اللغات الأوربية، ومع اكتشاف الطباعة وانتشار الكتاب المطبوع كانت ألف ليلة وليلة من أوائل الكتب التي ترجمت وطبعت ولاقت رواجاً لا مثيل له في أوربا... من هذا الكتاب ذاعت قصص علاء الدين والمصباح السحري، حكايات هارون الرشيد وبذخه، السندباد ورحلاته العجيبة وكذلك قصص الجن والغيلان. ويجمع المتتبعون والمطلعون على أن ألف ليلة وليلة من أكثر الكتب تأثيراً في الآداب العالمية، فهذا الكتاب الذي ترجم إلى الألمانية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والإنكليزية ترجمات عدة وطبع طبعات كثيرة إما باسم «ليال عربية» أو «ألف ليلة وليلة» إلى آخر ما هنالك من أسماء، كثيراً ما أثار خيال الكتّاب ودفعهم إلى تقليده ومحاكاته، الأمر الذي أدى في معظم هذه الآداب إلى وجود جنس أدبي شبيه به هو أدب الحكاية...‏
    بوكاكشيو في إيطاليا عصر النهضة كتب مقلداً ألف ليلة وليلة... تشوسر في بريطانيا كتب كتابه «رحلات كانتربري» مقلداً بوكاكشيو ناقلاً عنه، وبالتالي عن ألف ليلة وليلة. «كانديد» فولتير إنما كتبها متأثراً بأجواء ألف ليلة وليلة. وفي الرابع من أيلول عام 1587 نشر الألماني جان سبايز (صاحب دار للطباعة) مؤلفاً لكاتب مجهول الهوية يحمل عنوان «قصة الدكتور جان فاوست» لاقى إقبالاً جماهيرياً منقطع النظير حيث تناقلت الألسن مغامرات فاوست لكن بعد أن قرنتها بقصص ألف ليلة وليلة التي كانت قد ترجمت إلى اللغة الألمانية، والتي ساهمت في تطوير أدب الحكاية كجنس أدبي على الصعيد العالمي.‏
    قصص الحيوان:‏
    كان لألف ليلة وليلة تأثيرها في الآداب العالمية، كذلك كان لكليلة ودمنة، التي ترجمت هي الأخرى وانتشرت قصصها الممتعة الدائرة على لسان الحيوان، تأثيرها الخاص الذي يبدو واضحاً في أكثر من أدب من الآداب الأوربية على شكل قصص أبطالها حيوانات ومكان حدوثها الغابة، ولعل أشهر ما كتب في هذا المجال «خرافات لافونتين» في القرن السابع عشر، وهي القصص التي ذاع صيتها في الأدب الفرنسي وسحرت القراء في ذلك الحين وما تزال تسحرهم حتى اليوم.‏
    أدب الرحلات:‏
    هذا الجنس الأدبي الذي تطور في اللغة العربية كل التطور لاقى صدى حسناً في الآداب الأخرى، وترك بصماته على نحو واضح عليها. فرحلات ابن بطوطة عرفتها الآداب الأجنبية ولا سيما الإسبانية والإيطالية وانعكست لدى بوكاكشيو في الأدب الإيطالي وتشوسر وجون بنيان في الأدب الإنكليزي وغوته في الأدب الألماني وسرفانتس في الأدب الإسباني، بل تؤكد الأبحاث الأخيرة أن «دون كيشوت» إنما هو كتاب رحلات أخذه سرفانتس عن مخطوطة عربية وجدت في إحدى المكتبات العربية التي ظلت في الأندلس بعد رحيل العرب عنها. كذلك تؤكد الأبحاث الأخيرة أن دانتي كان قد اطلع على قصة المعراج العربية وعلى رسالة الغفران للمعري قبل أن يكتب «كوميدياه الإلهية»، هنا لا بد من أن نذكر شيئاً مما قاله الغربيون أنفسهم في مسألة المعري ودانتي. فميغيل بالا سيوس مستشرق كان يعيش في البرازيل، وهو من أكبر من بحثوا في قضية النقل وأغزرهم مادة يقول في كتابه «اللباب والقشور» حين يتناول حياة دانتي:‏
    تلقى دانتي علوم عصره في مسقط رأسه فلورنسة وكان معلمه برونو لاتيني الذي درس في طليطلة لما كان سفيراً لفلورنسة في بلاط ألفونسو. في هذا البلاط ترجمت كتب عربية كثيرة إلى اللاتينية والإسبانية ثم ألف كتابه إلى تزورو (الخزينة). بعد مطالعتي الكتاب أكبرت جهد المؤلف في موضوع المعري ودانتي وصرت ميالاً إلى القول بلا تردد: «إن دانتي أخذ عن المعري أموراً كثيرة...» وفي كتاب «اللباب والقشور» هذا الكثير من المقارنات التفصيلية بين ما ورد في رسالة الغفران والملهاة الإيطالية.‏
    لا يقول مؤرخو دانتي إنه تعلم العربية، لكننا نراه يستشهد بالغزالي (رأيت اسم الغزالي عشرات المرات في كتاب نثري لدانتي اسمه «آل كتفيتو») ونراه يأخذ وصف الحيوانات من الجاحظ والقزويني ووصف الأفلاك للفرغاني.‏
    كذلك يقول «دنكونا» في كتابه (السابقون):‏
    «دانتي مثل البحر الواسع تمده الروافد، فمن الروافد العظمى القرآن وحديث المعراج النبوي ورسالة الغفران للمعري ورواية محيي الدين بن عربي الإلهية وكتاب إحياء علوم الدين للغزالي. كل هذه المصادر كانت معروفة في أوربة قبل مولد دانتي، وقصة المعراج كانت شائعة في إيطالية وإسبانية بين المتأدبين والعامة أيضاً» فأخذ دانتي ما استهواه وطبقه على ما يريد ذكره(1). الأمر الذي يبين بوضوح إلى أيّ مدى ساهم أدب الرحلات العربي في تطوير هذا الجنس الأدبي في الآداب الأخرى.‏
    ب ـ أثر الترجمة في تطوير الأجناس الأدبية في اللغة العربية:‏
    مع يقظة العرب الحديثة تنبه المثقفون والمفكرون العرب إلى البون الشاسع الذي يفصل أمتهم عن الركب الحضاري كما أدركوا أن استمرار تبعيتهم للسلطان العثماني إنما يعني استمرار عنصر الانحطاط الذي ترك بصماته واضحة على كل جانب من جوانب الحياة العربية سواء على الصعيد الاقتصادي أم الاجتماعي أم الثقافي. ولعل تفشي الأمية وسيطرة الجهل كانا من أوضح الآثار التي تركها ذلك العصر. هذا العامل إضافة إلى عوامل أخرى دفعت المتنورين العرب إلى التحرك لتشكيل الجمعيات والاتحادات والأحزاب التي تطالب باستقلال العرب وفصلهم عن الإمبراطورية العثمانية، كما دفعهم إلى عقد المؤتمرات وإقامة الصِّلات مع أنصار الحرية والديمقراطية في العالم... فبدأ بذلك نوع من الاحتكاك المباشر مع البلدان الأكثر تقدماً، راح يتزايد شيئاً فشيئاً إلى أن بات العرب مركز استقطاب لكل متنور راغب في العلم والثقافة، وتشكل ما يمكن أن ندعوه بحركة تعلم وتنور ربما كانت توازي حركة التحرر والاستقلال وتماشيها جنباً إلى جنب.‏
    مع هذا التوجه نحو الغرب المتنور وتنامي حركة العلم والتعلم ومجيء قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي للحلول محل الاستعمار العثماني، دخل الكتاب الأجنبي البلاد العربية كما دخلتها المناهج التعليمية وكتب المدارس، وبدأت بذلك حركة نقل وترجمة بدا فيها الجيل الطليعي حينذاك متعطشاً للنهل من معين المعارف والآداب الإنسانية الذي لا ينضب. وهكذا بدأت حركة الترجمة تتسع مقدمة للقارئ العربي روائع الأدب العالمي الكلاسيكي وأمهات الكتب الفكرية والفلسفية، فترجمت الفلسفة اليونانية وقدم أرسطو وسقراط وأفلاطون بحلة جديدة تماماً كما ترجمت أهم الأعمال في الأدب الفرنسي فقدم هوغو وموليير وفولتير وجان جاك روسو وبلزاك... الأمر نفسه تم بالنسبة إلى فلسفة نيتشه وهيغل وإلى أعمال شكسبير واللورد بايرون، شيلي ووردزوورث، كيتز وكولريج، وكذلك وولتر سكوت، جورج برنارد شو، ديكنز، ثم جاء الأدب الروسي وقدمت روائع الكتب منه: الأخوة كرامازوف لدستويفسكي، الحرب والسلم لتولستوي، غوغول، تشيخوف، بوشكين، غوركي... إلخ في تلك المرحلة لمعت أسماء بارزة في دنيا الترجمة ربما كان من ألمعها أحمد حسن الزيات الذي ترجم «آلام فرتر» و«رفائيل»، وأحمد زكي الذي ترجم «غادة الكاميليا»، ومصطفى لطفي المنفلوطي الذي قدم أعمالاً كثيرة ما تزال حتى اليوم ركناً أساسياً من أركان المكتبة العربية «كالشاعر»، «تحت ظلال الزيزفون»، «العبرات»... إلخ بل حتى الشاعر الكبير حافظ إبراهيم قدم من الأدب الفرنسي رائعة فيكتور هوغو «البؤساء»، ومن الجدير بالذكر هنا أن الترجمة في هذه المرحلة كانت تقوم أحياناً على مرحلتين: المرحلة الأولى هي النقل غير المباشر الذي يقوم به أحد الملمين باللغة المنقول عنها، ثم المرحلة الثانية حين يأتي الأديب العربي المتمكن فيصوغ الترجمة من جديد بأسلوب سليم وبيان عربي مشرق.‏
    من الأسماء الأخرى التي لمعت في ميدان الترجمة هناك محمد عوض الذي ترجم فاوست، محمد لطفي جمعة الذي ترجم (الأمير) لماكيافيلي، دريني خشبة الذي ترجم التراجيديا اليونانية، عنبر سلام الخالدي التي ترجمت الملاحم اليونانية، وفيلكس فارس الذي ترجم «هكذا تكلم زرادشت» لنيتشه، أحمد أمين، طه حسين، عبد الرحمن بدوي، يوسف كرم، أحمد فارس الشدياق، إبراهيم اليازجي، ناصيف اليازجي، بطرس البستاني، وديع البستاني، محمد كرد علي، أكرم زعيتر، زكي نجيب محمود، لطفي السيد، وكذلك أمين يوسف غراب وملحم كرم اللذان كانا في وقت من الأوقات عماد حركة الترجمة في بيروت، وحنا خباز الذي ترجم «جمهورية أفلاطون» وسعيد القضماني الذي ترجم أندريه موروا، كما كان من المترجمين الناشطين في دمشق ليان ديراني، ومن الأسماء المعروفة في فلسطين هناك: زيد الكيلاني، إميل توما، خيري حماد... وقد قدموا الكثير من الأعمال للقارئ العربي.‏
    بلغت حركة الترجمة ذروتها في الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين، إذ باتت هناك دور نشر متخصصة بالترجمة تقريباً تحمل على عاتقها مهمة تقديم مدارس أدبية وفلسفية بعينها. كما هو شأن الوجودية التي نشرت معظم أعمال كتابها وفلاسفتها في ذلك الحين إلى درجة بدت وكأنها ستطغى على كل مذهب ومدرسة أخرى، فقد ملأت السوق أعمال جان بول سارتر، سيمون دي بوفوار، كامو... إلخ.‏
    ازدهار هذه الحركة إضافة إلى الاحتكاك المباشر الذي تمثل في الطلاب الدارسين في الخارج والبعثات والمغتربين الذي كانوا يعيشون في بلاد المهجر، يتعلمون لغتها ويقرؤون آدابها... كل ذلك أدى إلى جعل الترجمة الركن الأساسي للمكتبة العربية وإلى إحداث تغيرات أساسية في صورة الأدب العربي انعكست على شكل أجناس أدبية جديدة كل الجدة أحياناً وإلى تعديلات وتطويرات لأجناس أدبية أخرى موجودة من قبل، في أحيان أخرى.‏
    الشعر:‏
    على صعيد الشعر، بدأت في الأربعينات من هذا القرن حركة هزت مملكة الشعر العربي تلك التي كانت راسخة الأركان منذ قرون طويلة إلى درجة لم يكن باستطاعة أحد أن يقاربها أو يجرؤ على مس ملكوتها المقدس. دعيت هذه الحركة بحركة الشعر الحديث وقادها كبار الأعلام من شعراء العصر الحديث... أولئك الذين أعلنوا التمرد على بحور الخليل وأوزانه ضاربين عرض الحائط بالرتابة والتقليد واعدين القارئ العربي بفتوحات جديدة في عالم الشعر قوامها الإبداع والتجديد لا الاتباع والتقليد... وهكذا، مع نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، صلاح عبد الصبور، عبد الباسط الصوفي، فوزي المعلوف، ثم أدونيس، الحاوي، عبد الوهاب البياتي، أحمد عبد المعطي حجازي... بدأت معركة لم ينطفئ أوارها حتى اليوم. معركة هدفها القضاء على العرش الذي كان الشعر العمودي يتبوؤه وإحلال القصيدة الحديثة التي تعتمد التفعيلة لا البحر محلها.‏
    من استعراض أسماء الشعراء الذين كتبوا القصيدة الحديثة أول ما كتبوها نرى أنهم كانوا قد اطلعوا على آداب الغرب، إما من خلال دراستهم في الخارج أو احتكاكهم المباشر كأدباء المهجر أو من خلال الترجمة. والحقيقة أنه خلال تلك الفترة كانت قد ترجمت الكثير من الأعمال الشعرية لكبار الشعراء الإنكليز والأمريكيين، الروس والفرنسيين. إذ قدم للقارئ العربي وولت ويتمان، عزرا باوند، إليوت، ييتس، بودلير، بوشكين... ومما لا شك فيه أن ترجمات هؤلاء الشعراء قد تركت آثارها الكبيرة على المتلقي العربي الذي كان عصر الانحطاط قد هوى به إلى الدرك الأسفل من الفن الشعري، فغدا في معظمه مقلداً أجوف فارغاً يدور أكثر الأحيان في حلقة مفرغة لا منفذ لها.‏
    وإذا كان المجال هنا لا يسمح لنا بتتبع حركة الشعر الحديث وتطورها، ذلك التطور الذي أخذ مسارات وتفرعات جديدة ربما لم ترد في ذهن بدر شاكر السياب أو نازك الملائكة حين بدأ تمردهما على الشعر العمودي، إلا أنه من المؤكد أن الشعر العمودي تلقى ضربات موجعة خلال العقود الثلاثة الأخيرة على نحو خاص، كما اضطر لأخذ موقع الدفاع في أكثر الأحيان، وإلى مراجعة حساباته، بل إن كثيراً من الشعراء الذين كانوا يكتبونه تحولوا عنه إلى الشعر الحديث أو مزجوا بين الاثنين، كما نرى لدى سليمان العيسى أو نزار قباني أو محمود درويش. لقد ثبت شعر التفعيلة قدميه في معركته مع الشعر العمودي، كما أثبت أن حتمية التطور تقتضي وجوده، ومماشاة ركب الحضارة تتطلب استمراره... فالأمر نفسه حدث في الشعر الإنكليزي والفرنسي والألماني من قبل... ولا شك في أن اطلاع شعرائنا الحديثين على حركة التجديد هذه هي التي كانت العامل الأساسي في تشجيعهم على تجديد الشعر العربي، وإلى السير في هذا الاتجاه إلى أقصى مدى بحيث نشأت القصيدة النثرية التي لا علاقة لها بالشعر الذي كان يعرفه الأدب العربي، لكأنما هي جنس أدبي جديد.‏
    القصة القصيرة:‏
    يجمع النقاد والثقاة على أن أدبنا العربي لم يكن يعرف القصة القصيرة بمعناها الحديث. صحيح أن بطون الكتب ملأى بالأخبار التي ترد على شكل قصص، ملأى بالحكايات والمقامات... لكن هذه كلها شيء والقصة القصيرة، كفن قائم بذاته، شيء آخر.‏
    لكن مع حركة الترجمة الحديثة ونقل الآداب الغربية إلى اللغة العربية، تلك الحركة التي بدأت في مصر ثم تطورت في لبنان والعراق وسوريا... نقلت، فيما نقلت، قصصاً قصيرة سحرت الكاتب العربي وفتحت عينيه على فن جديد، فن رشيق بديع جذاب.‏
    لقد ترجمت أعمال غي دي موباسان، كما ترجم سومرست موم وأوسكار وايلد، كالدويل، غوغول، تشيخوف وغيرهم وغيرهم، وقد ترك ذلك آثاره مباشرة على حركة التأليف الحديثة، إذ سرعان ما ظهر كتّاب مجلون في ميدان القصة القصيرة ربما كان ألمعهم وأهمهم محمود تيمور، يحيى حقي، مواهب الكيالي، علي خلقي، الميلودي شغموم، بن جلون... إلخ ثم طوروا هذا الفن إلى درجة أصبح بإمكاننا اليوم أن نقول: إن هناك فناً أدبياً قائماً بذاته هو فن القصة القصيرة.‏
    إن المكتبات العربية اليوم ملأى بالمجموعات القصصية التي تؤكد أن هذا الفن الذي لمعت في سمائه أسماء كتاب بات بعضهم ذا شهرة عالمية اليوم كيوسف إدريس، سعيد حورانية، عبد الرحمن الفاسي، زكريا تامر، إنما هو ابن العصر الحديث الذي ساهمت ترجمة الآداب الأجنبية مساهمة جدية وأساسية في نشوئه.‏
    المسرح:‏
    على الرغم من أن هناك بعض الدراسات التي تؤكد أن العرب عرفوا المسرح ومارسوه وخبروه وأن هناك بعض الظواهر المسرحية التي تدل على اهتمام العرب بالمسرح كالتمثيليات التي تجري في الأعراس كراكوز وعِيِواظ وما شابه، إلا أن المسرح كجنس أدبي قائم بذاته لم يكن معروفاً لدى العرب.‏
    هنا أيضاً قامت الترجمة بدور أساسي في خلق هذا الفن وتطويره، إذ كان المسرح اليوناني ومن ثم الفرنسي والإنكليزي من أول الميادين التي استقطبت اهتمام المترجمين العرب، وهكذا ترجم يورويبيدس، سوفوكليس، كما ترجم شكسبير وبرنارد شو، موليير وسارتر، غوته وتشيخوف، وفاضت المكتبة العربية بالمسرحية الملهاة والمسرحية المأساة وكذلك بالدراما الطويلة والقصيرة، فكان نتاج ذلك كله حركة تأليف مسرحية بدأت في الثلاثينيات من هذا القرن، شعراً ونثراً كما نرى لدى أحمد شوقي وتوفيق الحكيم وداود قسطنطين الخوري، ثم تطورت حتى أصبحت جنساً أدبياً مكتمل الأطر يضاهي نظيره في الآداب العالمية وله كتابه الذين لا يكتبون سوى المسرحية كما نرى لدى ألفريد فرج، أحمد دياب، عدنان مردم بك، سعد الله ونوس...إلخ.‏
    الرواية:‏
    شأنها شأن القصة القصيرة والمسرحية، لم يكن العرب يعرفون الرواية. صحيح أن هناك حكايات طويلة وقصصاً عن الزير المهلهل وحمزة البهلوان وتغريبة بني هلال... إلا أن الرواية بالمعنى الحديث للكلمة، لم تظهر إلا مع بداية يقظة العرب الحديثة حين بدأ احتكاك المثقفين بالآداب الغربية احتكاكاً مباشراً أو عن طريق الترجمة، فالرواية الأولى التي سجلت في تاريخ الأدب العربي إنما هي رواية زينب للدكتور محمد حسين هيكل الذي نعلم أنه درس في الخارج واطلع على الأدبين الإنكليزي والفرنسي وتأثر بهما ولا شك.‏
    لكن مع تنامي حركة الترجمة وتقديم هذه الحركة للأعمال الروائية الكبرى من الآداب العالمية كالبؤساء، الحرب والسلم، قصة مدينتين، جين آير، آنا كرنينا، الأم، الأحمر والأسود، بدأ التأثير يؤتي أكله وبدأت حركة التأليف تظهر روايات عربية أثبتت موجوديتها في مصر أولاً ثم العراق فسورية فلبنان فالسودان فالمغرب العربي.‏
    إن نظرة واحدة نلقيها اليوم على المكتبة العربية لكافية لأن تبين لنا مدى التقدم الذي حققه هذا الفن كجنس أدبي قائم بذاته. فالأسماء التي لمعت في مضمار الرواية كثيرة ولعل ألمعها جرجي زيدان، يوسف السباعي، إحسان عبد القدوس، نجيب محفوظ، محمد عبد الحليم عبد الله، وكلهم بدؤوا منذ وقت مبكر بكتابة الرواية وتفرغوا لها، ثم تابعت الحركة أسماء أخرى قدمت الكثير في هذا المجال منها على سبيل المثال لا الحصر: شكيب الجابري، صدقي إسماعيل، كوليت خوري، سهيل إدريس، إميل حبيبي، عبد الرحمن منيف، الطيب صالح، رشيد بو جدرة، حنا مينه، هاني الراهب، حيدر حيدر... إلخ.‏
    وإذا كان هذا الجنس الأدبي جديداً على الأدب العربي إلا أن من الواضح أنه رسخ أقدامه جيداً وأنه يعد بالكثير في المستقبل، ففي كل يوم هناك في عالم الرواية جديد يبشر بأنه سيكون لهذا الجنس الأدبي الدور الكبير الذي يؤديه في الآداب الأخرى، مما يؤكد أهمية الترجمة البالغة ودورها الأساسي في تطوير الأجناس الأدبية.‏
    (1) مجلة الثقافة الأسبوعية ـ ص 10 ـ العدد 40، 24/10/87.


    ** تعد الترجمة من وإلى العربية واحدة من أهم قضايانا الثقافية المعاصرة والملحه

    ان اهمية اللغة العربية للعرب والمسلمين لا يمكن مقارنتها باي لغة اخرى اذ انها الى جانب كونها اهم مقومات الوحدة العربية، فهي ايضا وعاء الدين الاسلامي، بل ومكمن الاعجاز فيه، وبعد هذا يتساءل المرء ماهي الاستراتيجية التي تتبعها الدول العربية في مجال الترجمة؟ هل يوجد استراتيجية عربية موحدة في هذا الشأن؟ وهل يوجد استراتيجية للترجمة على مستوى كل قطر عربي؟
    ان المتتبع لحركة الترجمة في البلاد العربية يلحظ مع الاسف انها «اي الترجمة» لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، بل ويلحظ كذلك التراجع الكبير في مستوى الاعمال المترجمة في الوطن العربي، علما ان الترجمة كانت من اهم الأسس التي قامت عليها الحضارة الاسلامية. فعندما قامت الحضارة الاسلامية ترجم العرب عن اللغات اليونانية، والسريانية، والهندية، والفارسية في مجالات متنوعة وخصوصا العملية، وهو بلا شك ما ساهم في قيام نهضة عملية واسعة نتج عنها العديد من الاختراعات والاكتشافات التي لازالت تدرس حتى يومنا هذا. اذا كنا ندرك ان اعداد الكتب التي تؤلف في المجالات العملية في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال لا يتجاوز 10% من النتاج الفكري في المملكة حيث تحظى المجالات الانسانية بنسبة 90%، وماذاك ومن وجهة نظري الا لقلة المادة المترجمة من تلك العلوم، اذ كيف تنشأ قاعدة تأليف واسعة على ادبيات مكتوبة بلغة اخرى. وما يتم نشره من ابحاث للكتاب السعوديين في المجال العلمي يكون غالبا باللغة الانجليزية وفي دوريات اجنبية مما يحد من الاستفادة من هذه الابحاث لعامة الناس في المملكة حيث لا يستطيع الافادة منها الا اولئك الذين يجيدون اللغة الانجليزية. وللاسف لم تتجاوز نسبة الاعمال المترجمة في المملكة العربية السعودية خلال خمسين عاماً 93.8% اي ما مجموعه 502 كتابا، وذلك في دراسة ببلومترية للباحثة/ نورة الناصر 1998م.وما لم تنشأ حركة ترجمة واسعة في المملكة وفي العالم العربي بشكل عام، فان اللحاق بالركب العلمي العالمي سيبقى محصورا في نطاق التلقي فقط، ولن يكون هناك بيئة محلية مناسبة للتقدم العلمي المبني على الابداع والاختراع بالتلقي فقط.
    ، وتشير كافة الإحصاءات التي تمت بهذا الخصوص إلى تراجع هذا المشروع، لا مقارنة بما تترجمه إسرائيل مثلاً، بل وأيضاً بما كان عليه حال الترجمة عبر تاريخنا الحضاري، يوم كانت شمس حضارتنا تشرق على كافة شعوب الأرض مثلما كنا نستقبل إبداعات تلك الأمم.
    وقد تراجعت حركة الترجمة خلال القرن الماضي على الرغم من محاولات فردية ورسمية عدة، منها مشروع الألف كتاب في مصر، ومشروع وزارة الإعلام الكويتية في ترجمة المسرح العالمي الذي تعرفنا من خلاله على أفضل الإبداعات المسرحية والتي شكلت قاعدة جيدة ومنعطفاً هاماً في المسرح العربي، وهناك العديد من المشاريع المتفرقة التي لبت الحاجة بشكل نسبي كان آخرها المشروع القومي للترجمة الذي احتفل بإصدار الكتاب الألف في القاهره
    لا بد أن نعترف أن كل هذه المجهودات على الرغم من تثميننا لها واعتزازنا بالمبادرات لم تسد الحاجة الفعلية بقدر ما حققت حاجة مرحلية وسدت جزءاً من فراغ في المكتبة، ولعل مصر وضعت النقاط على الحروف بالإعلان عن تأسيس المركز القومي للترجمة، قبل أيام قلائل، لتؤكد على أهمية حركة الترجمة لثقافتنا العربية المعاصرة.. والترجمة واحدة من عوامل انتشال هذه الثقافة وتدعيمها.
    وخلق جسر تواصل بين الوطن العربي بأركانه المختلفة والعالم بقاراته المتعددة


    المبحث الرابع
    الترجمه كعلم هي فن أدبي
    ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻓﻥ ﺃﺩﺒﻲ:

    ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺩﺭﺠﺕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻜﻌﻠﻡ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
    ﺒﻔﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﻭﺘﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ
    ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﺒﻌﺩ
    ﺍﻹﻤﺘﺎﻋﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﻯ ﺒﺎﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﺩﺒﻲ ﻗ ﺎ ﺌ ﻼﹰ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ
    ﻟﻘﺎﺀ ﻋﺎﻁﻔﻲ ﻭﺘﺠﺎﻭﺏ ﻜﻠﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻭﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ


    .

    ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﻟﻠﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺭﺍﻓﻪ ﺒﻭﺠﻭﺩ
    ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃُمهﻭﺃُﺨري ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ
    ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﻅﻬﺭ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻜل ﺃُمه..ونلقي الضوء علي اولا مجالات الترجمه.

    مجالات الترجمه

    فن الترجمة هدف فى الحياة

    - الأعمال الأدبية و ما يتعلق بها من العلوم النفسية و التربوية و الأعمال الأدبية و الرواية و القصة و الفنون المختلفة و الصحف والمجلات و ما شابه ذلك من كتبات حرة من مقالات و موضوعات الحوار و أساليب الدعاية المختلفة.

    - اما الأعمال العلمية و ما يتعلق بها من العلوم مثل الفيزياء و الأحياء و الكيمياء و الرياضيات بأنواعها البحتة و الفراغية و الهندسة و الجبر و العلوم التقنية و الحاسب الالى و جميع البرامج المتخصصة و التي لها علاقة المباشرة و غير مباشرة بعلوم الحاسب.

    دور الترجمه علي الصعيد الوطني
    أهم ما يميز الدول فى العصر الحديث هو بناء النهضة عن طريق ترجمة احدث الإصدارات التي تنشر فى الأسواق الأجنبية الغربية و الأمريكية و بالتالي تحتاج الى ترجمة متخصصة لكى يطلع العالم العربي على احدث ما وصلت اليه التكنولوجيا من صناعات و إبداعات و أدوات تخدم الجنس البشرى عامة و الوطن الكبير الأم ثانيا.

    الشق الثاني هو ترجمة كتب العلماء العرب القدامى و المعاصرين الى اللغات الأخرى لكى يتعرف العالم و خاصة الغرب ان لدينا الكثير من الأدباء و العلماء الذين حصدوا فى وقت قريب عدد من الجوائز العالمية و الإقليمية و منها جائزة نوبل فى الآداب لنجيب محفوظ و فى العلوم للعلامة احمد زويل و فى مجالات اخرى كثيرة وهذه الخطوة تحتاج الى تكلفة عالية و جهد و مثابرة و لكن النتائج التالية ستكون مبهرة لأننا مهد الحضارة و ارض الكرم.


    خبرات ذاتية

    من الواقع الحياتي ان الجميع يحتاج الى الترجمة فى كل الميادين حيث اقوم بالترجمة الطبية و العلمية و لدى بعض من الثقافة الطبية الى حد ما بسبب التثقيف الذاتى و من المعلومات التى استقيها من المجالات المختلف فى حياتنا.

    المهم فى ترجمة هذا اللون من الكتابة فائدة عظيمة بجب تداركها و العمل بها و الاعتماد عليها و تتمثل هذه الفائدة فة ما يلى :-

    1 التعرف على علم جديد يحتاج الى كثير من التفكير العلمي .

    2 الاستفادة من هذا العلم للثقافة الشخصية و العمل بها فى بعض الأوقات عند الحاجة إليها. الحياة العامة و التطبيق لما تعلمته.

    3 الكشف عن المفردات الغريبة و الشاذة فى القواميس المختلفة و التعود على نطقها و استخدامها فيما بعد .

    4 التواصل مع نوعية جديدة من البشر لتوسيع دائرة المعارف و الأصدقاء.

    5 قضاء الوقت فى العمل المفيد الى يعطى دفعة قوية للاعتزاز بالنفس و محاولة معرفة الجديد باستمرار من خلال الدراسة و البحث والاطلاع و المهم من كل ذلك ان تصل كل شيء فى مكانه الطبيعي دون تأجيل او إسراف فى تضييع الوقت فى ما لا يفيد وألان علينا جميعا ان نظل متماسكين بالاجتهاد و العمل المفيد ان امكن ذلك.


    ثانيا.. دور الترجمة والتعريب في تطوير حركة البحث العلمي العربي-


    إن هناك حاجة متزايدة وملحة إلى زيادة نشاط الترجمة وصناعتها، والتأسيس لها كصنعة لها قيمتها ودورها في المجتمع، فقد أشارت الإحصائيات إلى أن جملة ما تم ترجمته إلى العربية خلال الخمسين عاماً الأخيرة إلى مت يقدر بنحو 10 آلاف كتاب فقط، أي أن حصة القارئ العربي تقدر بنحو كتاب واحد لكل 2.3 مليون قارئ بينما يصل هذا المتوسط في اللغات الأخرى إلى كتاب واحد لكل 80 ألف فرد..
    كما أن الواقع المعاصر والمستقبل القريب يشيران إلى أن ضرورة إيجاد لغة تفاهم مشتركة بين الشعوب والأمم بحيث ينشأ بينها حوار مفهوم وواضح، والترجمة وحدها هي الأداة التي يمكن من خلالها الوصول إلى هذه اللغة المشتركة وتلعب دور الوساطة بين اللغات المختلفة، فلولا الترجمة لما نجحت عملية التواصل بين الأمم المختلفة، ولما استفادت كل أمة من علوم وفنون الأمم الأخرى، ولا أزدهر المحتوى العلمي والمعرفي الإنساني، ولا نشطت حركة التفاعل فيما بين الشعوب وبعضها البعض، ولا يمكننا بحال من الأحوال أن نتخيل عالمنا بدون الترجمة، والترجمة ليست نشاط نقل بين طرفين متباعدين، بل إن الترجمة نشاط مؤثر ومتأثر و قناة نابضة تربط بين بحار وأنهار اللغات المختلفة، وهي أم الفنون الإنسانية التي تنقل الثقافات بين الأمم وتعمل على التقريب بين الشعوب، وتدفع عجلة التطور الإنساني قدماً...
    كما أن للترجمة أهمية في حماية الثقافة والحفاظ على الهوية من خلال تعريف الشعوب بثقافات ومعارف بعضها البعض، وكلما تزايدت حركة الترجمة من لغة ما إلى اللغات الأخرى كلما أدى ذلك إلى انتشار لغة وفكر وعلم وثقافة الأمة التي تتحدث اللغة المترجم عنها، والترجمة هي السبيل إلى معرفة الآخر، والتواصل معه، وخلق التفاعل الثقافي والحضاري معه، وهذا يصب في مصلحة الارتقاء بالحضارة الإنسانية عموماً، وفي إنضاج وتطوير ثقافات الأمم على وجه الخصوص، وبنفس القدر الذي تساعدنا به الترجمة في معرفة الآخر، فإنها تعيننا على إدراك حقيقتنا ومعرفة ذاتنا، فمن خلال ما تعريفها لنا بالآخر يمكننا أن نستوضح أوجه التشابه والاختلاف فيما بينه وبيننا، فعندما تتكون لدينا رؤية واضحة عن الآخر يمكننا ساعتها أن نقارن بينه وبين أنفسنا، كما أن إطلاعنا على الصورة التي رسمها لنا الآخر يجعلنا نقف على مواطن القوة والضعف فينا، فمن خلال الترجمة يمكننا أن نحصل على نقد الآخر لنا ومن خلالها أيضاً يمكننا أن ننتقد أنفسنا.
    لقد أثبت الواقع أن هناك ارتباط طردي بين عدد ما تترجمه الأمم من مؤلفات وبن ما تحرزه من تطور وتقدم، فأكثر الشعوب التي تحيا في رخاء اقتصادي وازدهار معرفي هي تلك التي تترجم أكثر من غيرها، فمن خلال الترجمة تكتسب المعرفة وتزدهر العلوم وتتطور الأمم.. والترجمة واحدة من أهم المعايير التي تميز بين الثقافات المختلفة، فبالرغم من أن الترجمة تنقل من الثقافات وإليها إلا أن نشاط حركة الترجمة هو الذي يحدد إذا ما كانت هذه الثقافة (مرسلة) أم (مستقبلة)، فكلما تزايد النقل من لغة معينة كلما أمكننا القول بأن ثقافة هذه اللغة (ثقافة مرسلة) أما إذا كان ما يترجم إليها أكثر مما يترجم عنها فهذا مفاده أنها (ثقافة مستقبلة).
    إن للترجمة دورها الهام أيضاً في تطوير المحتوى اللغوي، فتدفع اللغة (المتلقية) إلى استحداث ألفاظ ومصطلحات لم تكن موجودة في محتواها اللغوي السابق، وبقدر اتساع هذا المحتوى اللغوي كلما أمكن للغة المتلقية أن تستوعب معاني ودلالات الألفاظ المستحدثة أو الوافدة إليها، كما أن الترجمة تساعد اللغة (المرسلة) على نشر مصطلحاتها وألفاظها وتبيان مدى تقدمها العلمي ورقيها الثقافي. كذلك فإن تأثير الترجمة لا يقتصر على الثقافة والمكون اللغوي بل يمتد ليشمل المجتمع بسائر أنشطته، فغالبية الحركات الإجتماعية والسياسية التي شهدها عالمنا المعاصر يظهر فيها أثر ترجمة المحتوى الفكري والاحتكاك بين الثقافات وتفعلها مع بعضها البعض.
    كما يمكننا القول أن للثقافة دورها الهام أيضاً في ترسيخ ونشر السلام بين الأمم، فحينما تتعقد العلاقات بين الدول، وتتولد الأزمات، تنتج الحاجة إلى الحوار المفهوم بين طرفي النزاع، وهنا تبرز أهمية الترجمة كأداة لتوصيل الأفكار الواضحة والتقريب بين وجهات النظر من خلال استخدام صياغات مضمونة ومعبرة لا يمكن لأحد سوى المترجم أن يصوغها بدلالات واضحة، ولا يعني هذا اقتصار أهمية الترجمة خلال الفترات التي تنشب فيها الخلافات والنزاعات بل يمكن اعتبارها أداة وقائية تقي نشوب هذه النزاعات من خلال تكوين خلفية تواصل بين الثقافات المختلفة تقي من نشوب الصراعات المحتملة، وحتى بعد نشوب الصراعات فإن الترجمة تقوم بدور علاجي من خلال العمل على خلق أرضية للحوار المشترك الهادف إلى التخلص من آثار النزاع.
    يبرز الدور العالمي للترجمة من خلال ما تقوم به من دور الوساطة بين الثقافات المختلفة، والترجمة هي الأداة الفاعلة في تكوين الحضارة العالمية المشتركة للجنس البشري، فمن خلال الترجمة يمكن للأفكار أن تتلاقى وتتلاقح وتتوالد أفكار جديدة تدعم بنية الحضارة الإنسانية، وكلما تزايد مستوى النشاط الترجمي، كلما أمكن للحضارة الإنسانية أن تزدهر وتتطور وكلما أمكن للأمم توصيل رسالتها والتعبير عن ذاتها.
    إن الترجمة تبني العديد من الجسور بين الثقافات المختلفة، وتوافر قنوات عديدة للتواصل والحوار والتفاعل، والاعتراف بالفوارق والسمات المميزة لدى ولآخر وتعمل على تنمية قبولنا لهذا الآخر، وتزيد معرفتنا بذاتنا وهو ما يعزز تمسكنا بهويتنا، و الترجمة تضمن الخلود للنص بكل ما يتضمنه من فكر ومعان، وهناك الكثير من النصوص التي إختفى أصلها ولم يبق إلا ترجماتها إلى لغات غير لغتها الأصلية، بل إن هناك مؤلفات كتبت بلغات لم تعد موجودة في عصرنا الحالي وبادت واندثرت ووحدها ترجمات هذه المؤلفات هي التي لا زالت باقية كما هو الحال في معظم المؤلفات التي كتبت باللغة اللاتينية أو اللغات القديمة الميتة.
    إن من الحقائق -الداعية للأسف- أنه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 5:21 am