كيفية انحراف اليهود بالشارات لمحمد صلي الله عليه وسلم

... الأصل أن اليهود مجتمعون علي أن في التوراه بشاره بنبي يأتي أخر الزمان ومماثل لموسي عليه السلام في أوصافه وأحواله..يجاهد وينتصر ولن تقف أمام دعوته قوه وسيبقي دينه ظاهرا الي يوم القيامه... ولما كان لقب (مسيا messiah)..أي مسيح الله وهو لقب معظم في بني اسرائيل يتفاخر بحمله الملوك والعظماء...فأطلقوا علي هذا النبي المنتظر هذا الأسم ليوهموا العالم أنه سوف يكون منهم..فقالوا أننا ننتظر نبيا ولقبوه (مسيا ) أي المسيح.. وأنهم لما عادوا من السبي أختلفوا في تحديد السبط الذي سيخرج منه...قال السامريون من سبط يوسف الصديق وقال العبرانيون من نسل داود مؤسس المملكه وأطلقوا عليه ابن داود.

....وتهيأ الرأي العام اليهودي لهذا المسيح وطال الأنتظار فمنذ عودتهم من السبي وهم ينتظرون عهد الله باقامة الدوله اليهوديه علي يد المسيح المنتظر الظافر..الذي يكون ملكا عليهم ويخلصهم من أعدائهم ويرد الملك اليهم ويبلغ سلطانه البر والبحر ويجعل من الأقليه اليهوديه النخبه التي ترث العالم وتحكم الجميع وكانت عقيدتهم به تتجدد كلما ألمت بهم حادثه او تعرضوا لمحنه.
...وجاء عيسي ابن مريم عليه السلام يدعوا الي الله بالحكمه والموعظه الحسنه وينادي بتزكية النفس والبعد عن الشر والأثام ولم يظهر في صورة ملك يعيد لهم سلطانهم ..فكذبوه وطردوه بحجة أن الذي بشروا به يجاهد وينتصر وتؤمن به الأمم كلها حتي هموا بقتله ورفعه الله سبحانه وتعالي الي السماء.

...ولما تبين لأحبار اليهود أن عيسي بن مريم أخر أنبياء بني اسرائيل وأن نبؤة بنو اسماعيل أوشكت علي الظهور..لأنهم يدركون أن الله سبحانه وتعالي يبقي اسم ابراهيم مباركا الي الأبد فأوحي الله أنه سيهبه أولادا يقومون بالدعوه الي الله من بعده..ولم يضع الله سبحانه البركه الا في نسلي اسحاق واسماعيل من اولاده والبركه هي أن يكثرالله من نسليهما فيعمرون الأرض بالدعاء الي الله وبالقدوه الحسنه ويكون فيهم الملوكلاقامة حكم الله في الأرض وأنجب اسماعيل اثني عشر ولدا كان منهم قيدار الذي جاء من نسله محمد صلي الله عليه وسلم فهو حامل البركه في اسماعيل و قد أنجب اسحاق يعقوب والعيص و قد بارك أسحاق ولده يعقوب المسمي باسرائيل وجعل الله في نسله النبوه والكتاب وكان ايضا ليعقوب اثني عشر ولدا فحمل يعقوب ونسله بركات اسحاق ولما ظهر محمد صلي الله عليه وسلم تحققت بركة ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام في الأمم كلها .

...وكان ظهور النبوه في نسل اسماعيل وانتقالها من نسل اسحاق سببا لتأمر أحبار اليهود فيما بينهم لكتمان هذا الحق ولبسه بالباطل فذهبوا في ذلك الي فريقين.

أ...الفريق الأول...ر أي أن يضرب عصفورين بحجر واحد يضرب نبيين ويحطم دينيين.. وذلك بالتظاهر في دخول دين المسيح عليه السلام ثم الحاقه ببدع وثنيه تشوهه وتقلب حقائقه رأسا علي عقب ويسدوا بذلك الطريق أمام النبي المنتظر من نسل اسماعيل ويدعون بأن نبؤ ات التوراه وسائر أسفار الأنبياء عن النبي المنتظر انما تدل لي عيسي وحده وأن ماجاء في الأنجيل من بشارات به فانما هي تدل علي الروح القدس...وتزعم هذا الفريق شاؤل(بولس اليهودي ) وهو يهودي من سبط لاوي ترعرع بين أحضان الرومان وتطبع بطباعهم وقيل أنه يحمل جنسيتهم وذهب علي مذهبه الأغلبيه ولذلك جعلوا الكتاب المقدس قسمين...العهد القديم ويحتوي علي التوراه وسائر أسفر الأنبياء والعهد الجديد يحتوي علي أر بعة اناجيل والرسائل وزعموا أن العهد الجديد هو امتداد للعهد القديم فصدروه بانجيل متي حتي يكون حلقة الوصل بين العهدين.

ب....والفريق الثاني ...هم أكثر اليهود تعصبا لبني جنسهم رأوا أن يكذبوا عيسي ويعلنوا أن النبؤات لاتنطبق عليه ولا تتحقق فيه.. وأرادوا من خلف ذلك أنه اذا ظهر النبي المبشر به من بني اسماعيل فلن يعرفه أحد بسبب تحريف النصوص والتعميه عليها وكل كتب الأنبياء أصلا تحت حوزتهم وعندما يعرفه العلماء لا يعترفوا به ويقولون ليس هذا هو النبي المنتظر ونحن مازلنا في انتظاره.

.. ويري بعض الباحثين ان نتيجة مالاقاه اليهود من اضطهادات بسبب طباعهم..نشأت عندهم عقيدة المخلص الذي سيأتي ويعيد مجد بني اسرائيل ويجمع أشتات اليهود في فلسطين ويجعل أحكام التوراه نافذه..ويجعل بالقوه من القدس محور ادارة العالم ويقيم الموتي ويرعي الشعوب بقضيب موسي ويبني الهيكل ويعيد لهم مملكة اسرائيل ووصفوه بأنه رسول السماء والقائد الذي سوف ينال شعب الله المختار علي يديه مايستحقونه من سياده وأطلقوا عليه المسيح المنتظر وملك السلام.

..ز وقد انحرفوا في ذلك عن الطريق المستقيم من النور الي الظلام لأنهم في الحقيقه ينتظرون المسيح الدجال الذي حذرتهم منه أنبيائهم..فاذا خرج فأنه يضل الناس بحيله الكاذبه وبما أعطاه الله من قدرات خارقه لفتنة البشر فعندما ير ونه موافقا لطباعهم وأهوائهم يجعلونه ملكا عليهم ويقولون هذا هو المسيح الحق الذي يتكلم عنه الكتاب المقدس..وهو ما انتظر ناه ويكون لهم في زمانه شوكه علي غيرهم لأنهم جنده وأخلص أتباعه.