قراءه نقديه لقصيدة شهريار..........اعداد الناقده والمبدعه فاطمه الكومي

شهريااااااااااااااااااااار

أنا ملكٌ وأميرتي حلم المستحيل

أسكن ذاتي

تتمرد علي القلوب اهاتي

أهدئي ياصغيرتي

فما من امرأه تمتلك حياتي

تتمنين ان تكوني حبيبتي

ارسميني نجمه في السما

تهتدي بها كل العاشقات

واحبسيني شعاع شمس في كفك

يضئ الدروب والطرقات

واغزلي لي من النجوم ثوباً

يتلألأ في الظلمات

وابنيلي في الهوا قصرًا

في الماضي والحاضر

يكون تاريخا لكل عصر

وارسمي ع جسدي

خريطه لكل اهات الناس

واكتبي علي صدري

هنا يسكن كل الاحساس

قالت...كل جهدي كيف يجدي

وكيف اضمن ان تكون لي وحدي

وتكون لي صلاتي

كل حياتي

وفي الممات وفي اللحد

ياحبيبي...انت كل الحروف وجد كلماتي

فأنا من صلب الحب ولدت وعشقت

وانت نهر الجنون لكل النساء

ترغب وترهب

انا لست كأي امرأه

ولست كأي قصيده تكتب

انا في الكون كل الشروق

وكل الغروب

انا امتداد القمر

انا كل حبات المطر

وانت بين حروفي منقوش

علي الواح القدر

كم الف امرأه حبيبتك

وكم منهن كانت قصيدتك

انت في دمي انا وحدي

ولك انتمي ياكل وجدي

ولست حب اول واخير

انت في قلبي عشقٌ أثير

انت لوحاتي وبحاري

ومحيطاتي ومحطاتي وانهاري

انت قصيدة كل الكون

يامن احببته يانهر الجنون..

مع القليل من الصبر على قراءه متانيه لهذه القصيده يتضح للوهله الاولى انها قصيده غير كلاسيكيه وان كانت تصنف شعرا حرا -- لماذا -- الكاتب الاستاذ سمير حمايه هنا متأثر جدا بكونه مؤلف مسرحى بالاصل -- هنا صنع دراما حقيقيه -- حوار بين رجل يتكلم وينبأ عن نفسه وحبيبه انتظرت داخل المشهد وخلف ستار المسرح حتى انتهى ثم ردت عليه ---قالت --- هذه الكلمه تخبرنا عن حضور الاديب المؤلف المسرحى للحدث --- وان كان موقعه هو البطل الذى قال والان دوره ان يسمع -- الكثير من الاعمال الشعريه الدراميه مؤلفوها وشعرائها بالاصل كتاب مسرح - وتتميز اشعارهم باكتمال هندسة القصيده ببدايه ووسط ونهايه -- وايضا تاخذ شكل الفصول --- ساتابع تحليل القصيده ذاتها -- ولكن كان لابد من مقدمه حتى عندما يشعر القارئ بان هذا عمل شعرى مختلف ان يعرف السبب - وان يعى الدراما الموجوده بالقصيده

تمرد علي القلوب اهاتي

أهدئي ياصغيرتي

فما من امرأه تمتلك حياتي
----------------------------------
هذا هو الفصل الاول من القصيده قدم فيه نفسه للشعب الجديد --- قال باختصار انا الملك --- اسكن ذاتى --- اى لى خصائص الملوك وسماتهم -- انا لست مثلك ولا مثلهم -تتمرد على القلوب اهاتى --- حتى اهاته تتمرد ولا تسكن قلبا واحدا --- هو واحد وقولوب رعاياه كثيره --- اهدئى - انا ساقول لكى ماذا تفعلين --- انا ساخبركى الخبر اليقين --انا ملك لايتملكنى احد حتى لو كانت امرأه احبها ----- هنا فى المقطع لغة الملوك واسلوب الملوك وصلف الملوك - وهذا ابداع من الاديب الشاعر لكى يعطى وقارا وهيبه لكلامه الاتى بعد

البيت الاول فى هذا الفصل هو واحده قائمه بذاتها فى القصيده --- البيت يقول --تتمنين ان تكونى حبيبتى ؟ بالطبع لانه لايراجع النصوص فقد نسى علامة الاستفهام التى هى نصف البيت او اكثر --- هنا الابداع - هنا كرمى فى التعليق الاول ان شهريار سيتغير-----سيغيره سمير حمايه --هنا ولاول مره بالتاريخ الملك شهريالر سيقبل بالتفاوض - سيتحاور شهريال -- سيخرج مسرور خارج القصر ويبدا بالتفاوض -- لاول مره يقولها شهريار -ان اردتى مذا فافعلى كذ --- هذا هو معنى البيت - وهو بيت القصيد والالتفات له مدخل لفهم القصيده بالكامل

من الواضح للمتابع للاعمال الاخيره للاديب المسرحى والشاعر سمير حمايه انه ليس مغرما جدا بشخصية شهريال --- ذاك الملك يعبث بجنبات الليل -- ملك لامراه واحده ولليله واحده ثم ياتى السيف لينهى احلام الملكه ويستمر حلم الملك فى تغير الشعب كل ليله -فقرر الكاتب ان يخلص هذا الملك من الموبقات وان يقدم لنا شهريارا جديدا بقلب جديد يحكم شعب جديد بالحب والاحساس والصدق وليس بالغريزه الفانيه فى لحظات يتبعها الموت --- وهذه هى الفكره الرئيسيه التى بنى عليها قصيدته الدراميه -- تقديم شهريار بفكر راقى متحضر جديد - يعترف بالحب منهج وان كان يعبر عن نفسه ببعض الصلف وهذا طبيعى لانه ملك ويحيا باحساس المالك لا باحساس المستأجر --- بدأ القصيده ب ---أنا ملكٌ وأميرتي حلم المستحيل
فى باقى المقطع بعد البيت الاول يبدأ فى وضع الشروط -- ارسمينى نجمه فى السما --- ولا اعرف لماذا اهمل الهمزه ولم يجعلها السماء - هى اقوى وتتسق مع اللغه العامه للقصيده -السماء فصحى والسما عاميه --- وانا ارجع هذا للنشر قبل المراجعه فهى واضحه جدا -- ثم يتابع رص الشروط حتى اوصلها الى 7 --- كيف --- من ذكاء الاديب انه عندما ينهى الشرط بعدة ابيات يبدأ الذى يليه بعرف العطف --الواو -- حتى تكون الشروط واضحه لالبس فيها -- وهذا اتقان لهندسة القصيده وصحة بنائها اشيد به جدا --- انهى شروطه ب -اكتبى على صدرى -هنا يسكن الاحساس -- لماذا ؟ لان كل من عرفوا وقراوا شهريار القديم الذى مات قبل ان يبعثه الاديب سمير حمايه اتهموه وهم على حق بالغريزيه ولانه اشتهر بالمقوله الكبيره --مسرووووووووور - فقد اشتهر عنه القسوه -- هنا كان اكبر الشروط لسمير حمايه الشهريار الجديد ان تكتب ولا تقول - تنقش على صدره وتقر وتعترف ان لديه احساس --- الم اقل لكم انه شهريار جديد مختلف عن صاحب مسرور -

وكيف اضمن ان تكون لي وحدي

وتكون لي صلاتي

كل حياتي

وفي الممات وفي اللحد
-----------------------------
قبل الحديث عن هذا المقطع ساشير الى هندسة بناء هذا العمل الكبير --- لو تلاحظون احبتى ان الشاعر الاديب فى النصف او الفصل الخاص به قسمه قسمين -- الاول قدم نفسه فيه كملك والثانى وضع فيه شروطه -- ولانه اديب كبير يعرف ماذا يكتب - سار فى الفصل الثانى على نفس النسق -- جعل بطلته تقدم نفسها فى مقطع - ثم تتابه توصيف نفسها بالمقطع الاخير --- وهذا البناء جعل بالعمل توازن كبير جدا لايستطيعه الا شاعر كاتب مهندس بناء درامى وليس شاعر عادى -- ومن العجيب ان انه جعل عدد الابيات متساويا فى الارع مقاطع بشكل تلقائى لانه مسرحى متعود على توزيع الادوار بعنايه ودقه حتى لاتموت احدى شخصياته اثناء العرض رغما عنه او لنسيان او لطغيان البطل على العمل --- هذه اسمها هندسة بناء العمل الدرامى --- التوازن بين الشخصيات حتى لو قالت احداها جمله واحده فيجعلها مركزه لدرجة ان الجمهور يظل يذكر الممثل صاحب الجمله الواحده مثل البطل --- هذه نقطه فى القصيده غايه فى الاهميه --- ارجوا ان اكون قد اوضحتها --
Fatma Rose وشأنه الشاعر سمير حمايه شان المحترفين الكبار هو على وعى كامل بسير الحداث المنطقيه فى القصيده -- فكلما ازداد الشاعر احترافيه كلما خاف اكثر من قراءه -- بدات البطله بالخوف الفطرى للاناث من تاريخ اسود صنعه شهريار القديم -- وهى على حق -- فليس بسهوله ان تنسى حز السيف لرقاب سلفها من حبيبات الليله الواحده -- ولا هى عمياء حتى لاترى اثار الدماء على الارض بغرفة الاعدام السابقه --- ولا هى صماء حتى تنسى لفظة -مسروووووووووووور -تنهى المساله -فطلبت مقابل الشروط فى المقطع الثانى - طلبت ضمانات --واستخدم الكاتب الكبير والاديب المبدع سمير حمايه نفس تقنيات العرض من الاضواء والحوار -- كل طلب ضمان يبدأ بحرف العطف الواو -- الم اقل لكم انه عمل احترافى -- لم ينسى تقنيات الرصد والكتابه رغم طول القصيده نوعل ما --- هذا هو الابداع ---هذا هو الفرق بين اديب يكتب الادب وبين انسان يثرثر --- طلبت كل الضمانات --- ولكنها انهت كلامها باقرارها الحب -- بالطبع لابد ان تفعل هذا حتى لاياتيه اليأس من بين يديه ولا من خلفه فينادى مسرور -- او يعود لسابق عهده ---- بالتاكيد هذا عمل نهايته مفتوحه - وهذا يرجع لتخصص الكاتب كمؤلف مسرحى -- فان كان قد اضاف بيتا واحدا اعلن فيه قبوله لنسى القارئ القصيده بعد ساعه - لكنه لم يرد وترك خيال القارئ يهديه الى ماذا سيكون رد شهريار -هل سيقبل بصفته عاشق انسان - ام سيرفض بصفته شهريار الملك؟ نهايه مفتوحه جدا على كل الاحتمالات - ولكن بقليل من الذكاء نعرف انه سيتعهد لها بانها ستكون الاخيره - وان السابقه لها كانت اخر ضحاياه - لانه بالاصل قبل التفاوض على عكس عادة الملوك العظام ---