منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 الرقيه بين الشعوذه والشريعه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    الرقيه بين الشعوذه والشريعه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     الرقيه بين الشعوذه والشريعه Empty الرقيه بين الشعوذه والشريعه

    مُساهمة من طرف  الأحد نوفمبر 07, 2010 9:17 am

    الرقية بين الشعوذة والشريعة - الرقية الشرعية والشعوذة


    الرقية: بين الشعوذة والشريعة..؟!!




    الرياض: إبراهيم الشثري - جـــدة : آمال رتيب - القاهرة: جمال إسما

    «الرقية» سنة ثابتة عن النبي صلىالله عليه وسلم لكنها تحولت في كثير من ديار المسلمين إلى باب يدلف منه الدجالون «المشعوذون» وغابت ضوابطها وأهملت شروطها حتى أصبحت إلى السحر والشعوذة أقرب.

    ألا ما أوسع البون بين الرقية الشرعية وبين ما يحدث في بعض مجتمعاتنا من خرافات وخزعبلات يرتكبها المشعوذون باسم العلاج بالقرآن وهو منهم براء.

    لقد صارت حرفة القراءة على المرضى من الوظائف التي يسعى إليها كثير من الناس طمعاً في الغنى السريع، والربح الوافر، حتى وصل دخل بعض هؤلاء القراء إلى عشرات الألوف من الريالات في الشهر الواحد، بل وعرف عن بعضهم أنه يملك جملة من العقارات والأراضي والسيارات غالية الثمن، كل ذلك بعد أن امتهن حرفة (الراقي). وما أيسرها من مهنة:

    فمنهم من أوقف خزان ماء صغيراً أمام منزله أو مقرأته فإذا اجتمع لديه عدد من الزبائن صعد على سطح (الوايت) ونفث فيه مدة من الزمن ثم طلب من المراجعين والمرافقين والمرضى أن يملأ كل منهم إناءه وكلما كبر الإناء، زادت التكلفة وارتفع السعر.

    ومنهم من صمم أختاماً حديدية منوعة ذات أحجام متفاوتة، فهذا ختم خواتيم سورة البقرة، وذلك ختم سورة الفاتحة، وثالث خاص بآية الكرسي، ورابع للمعوذات، وهكذا وبجانبه (اسطنبة الأختام) وقد جعل حبرها زعفراناً سائلاً وعنده مجموعة من أوراق التصوير، ومن ثم يبيع كل ورقة مختومة بخمسين ريالاً.

    ومنهم من نصب نفسه طبيباً استشارياً فلابد من فتح ملف بثمن معين وصل إلى خمسمائة ريال في بعض المواقع، وهناك كروت للمواعيد وأخرى للانتظار، ومن ثم يجب على المريض المرور على المشخص الأول (الطبيب العام) وبعدها يحيله إلى القارئ الأكبر (الاستشاري).

    ومنهم من أضاف إلى القراءة على المرضى الإحالة إلى صيدلية المقرأة فهذه أعشاب للصرع، وذلك زيت للوجع، وهذا عسل مخلوط بجملة من الأعشاب الصحية... إلخ، والأموال تصب عليه من كل جانب، فالأسعار نار.

    ومن هؤلاء أناس تخصصوا في دعم شركات المياه المعبأة فيشتري منهم مئات الكراتين ثم يأمر عامله (الممرض) بفتح القوارير وإغلاقها فكأنه قرأ فيها أو يقرأ فيها جملة، والكرتون الذي ثمنه عشرة ريالات يباع بأربعة أضعاف ثمنه أو أكثر.

    ومن الإنصاف ألا نبخس الحقوق، فهناك عدد من القراء الذين نحسبهم - والله حسيبهم - تميزوا بالتقى والورع والخوف من الله سبحانه وتعالى ومراعاة الأصول الشرعية، والضوابط الفقهية في الرقى الشرعية.

    تعالوا نكشف هذا العالم الغريب ونحرر سنة النبي ص في الرقية.

    المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر أجرى دراسة حول تلك الظاهرة كشفت أن 47.92% من أبناء الريف، و15% من أبناء المدن في عينة البحث يؤمنون رغم اختلاف فئاتهم العمرية والثقافية والاجتماعية بأن (السحر الأسود) قادر على أن يفعل أي شيء في أي وقت، وأن 63% من الرجال والنساء يخشون السحر واستحضار الأرواح و28% منهم من المثقفين، و11% من مشاهير الرياضة والفن والسياسة.

    وأن خلال الأشهر الستة الماضية وقعت 693 جريمة هتك عرض وقتل ونصب جميعها متصلة بالدجل والشعوذة وفك السحر وكلهم يدعون أنهم يعالجون بالقرآن. وأن أكثر من 10 مليارات جنيه مصري تنفق سنوياً في هذا المجال!

    الشيخ محمود «هكذا ينادونه» في أحد أحياء القاهرة، ورغم أنه لا يصلي، ولكنه من أشهر المعالجين بالقرآن بدأ حياته بالعمل «عجلاتي» فهو لا يجيد القراءة أو الكتابة وفي أحد الأيام مرض فذهب إلى واحد ممن يعالجون بالقرآن. صادقه من كثرة التردد عليه.

    جمع بينهما الطمع في النساء والمال. تعلم العجلاتي أصول المهنة جيداً. فتح عيادة في البدروم الذي يعيش فيه هو وأسرته. ذاع صيته في فك السحر وعلاج العقم وعودة الحبيب وزواج العوانس وقراءة الطالع والكف. تزاحم عليه السذج والبسطاء والجهلة بالدين.

    كان يصر على إجراء الجلسات للنساء فقط في حجرة مظلمة بحجة أنها الأفضل لجمع الملائكة والأرواح للشفاء ببركة القرآن. وكان يصر على أن تأتي إليه الضحية 27 جلسة متتالية وأن تخرج من عالمها الآدمي إلى العالم الآخر حيث كل شيء مباح. وجمع أموالاً طائلة.

    وأخيراً تم القبض عليه بعد أن امتلك عدة عمارات وأرصدة في البنك من الشعوذة متمسحاً بالقرآن الذي لا يعرف منه حتى الفاتحة. وعندما سألوه عن سبب اتجاهه لذلك قال «وجدتها لعبة ممتعة ومكسبها واسع وزبائنها كثير».

    أما علي أحمد أو «قاهر العفاريت» كما يسمي نفسه فهو عاطل عن العمل، حصل على دبلوم صنايع وادعى أنه مهندس ثم احترف العلاج بالقرآن واتخذه وسيلة في اصطياد النساء والنصب والابتزاز، استغل أمواله في الوصول إلى وسائل الإعلام التي أفردت له صفحات.. تجاوزت شهرته مصر إلى الخليج حتى أصبح صاحب ملايين وعقارات في كل مكان وما زال يعمل في وضح النهار.

    سحرة الفرعونية

    وفي قرية الفرعونية إحدى قرى محافظة المنوفية يوجد أربعة سحرة يدعون أنهم يعالجون بالقرآن تصارعوا فيما بينهم من أجل جذب أكبر عدد من المشاهير والأثرياء. والغريب أن أهل هذه القرية يوقرون هؤلاء السحرة ويدينون لهم بالفضل بعد أن أصبحوا يؤجرون الشقق والسيارات ويبيعون الطعام لرواد هؤلاء السحرة الذين يأتون من كل مكان ويبيتون في القرية لأن الدجال يشترط عدداً معيناً من الجلسات المتتالية تتراوح ما بين 3 جلسات إلى 27 جلسة. وللأسف يحضر إليها يومياً عدة آلاف من مصر وخارجها حتى أصبح لقرية «الفراعنة» موقف سيارات خاص شهير باسمها في القاهرة.

    من أشهر من يدعي العلاج بالقرآن في تلك القرية الشيخ السنوسي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ولا يحفظ من القرآن إلا آيات قليلة جداً يقرؤها خطأ أثناء العلاج.

    طبع كتباً عن كراماته وقصته مع العلاج فيقول: إنه كان مريضاً ويأس من الشفاء وتشكلت له محكمة روحانية من أرواح مشاهير أولياء الله الصالحين وطلبوا منه أشياء غريبة مثل التسول في الشارع والذهاب إلى السيد البدوي بطنطا سيراً على الأقدام. وخيروه بين المال والإيمان فاختار الإيمان وعلاج البسطاء.

    يدعي أنه يمتلك قدرات خارقة في علاج جميع الأمراض العضوية. وأنه يرى الكعبة يومياً في السماء ويصلي في المسجد الحرام! وأنه يملك مملكة طب روحاني للملكة سالي.

    في القرية نفسها ادعى ابن عمه واسمه مجدي ويعمل مدرساً أنه معالج روحاني بالقرآن بعد أن وجدها لعبة رائجة ومربحة وأن الملكة (سالي) رئيسة مملكة الطب الروحاني والملك (منجاؤور) سخرا له ملياري روح لعلاج المرضى بالقرآن فانشق على ابن عمه وأطلق على نفسه (مجدي التحدي).

    بعدها بأسابيع انشق عليهم شاب فلاح بسيط يسمى الشيخ رضا فادعى أنه يمتلك أكبر مملكة طب روحاني للعلاج بالقرآن في الوطن العربي كله وأن الله سخر له مليارات الأرواح ليعالجوا كل الأمراض المستعصية وغير المستعصية حتى الإيدز الذي فشل العلم في التوصل إلى علاجه.

    ثم ظهر رابع يدعى الشيخ يسري رغم أن عمره لا يزيد على عشرين عاماً ادعى هو الآخر أنه يمتلك قدرات خارقة في العلاج بالقرآن وأنه متزوج من بنت رئيس مملكة الأرواح.

    وأنه يأتيه وحي إلهي بعلاج كل مرض حسب الاحتياج. وكل ما هو مطلوب أن يضع المريض المصحف تحت رأسه أثناء العلاج.

    ولا يشترط أن يقرأ فيه حرفاً واحداً حتى ولو كان المريض غير مسلم فإنه يتم علاجه بالقرآن أيضاً!

    دجال الفنانات

    أما الشيخ سيد فهو يدعي أنه يعالج الفنانات فقط بالقرآن. تذهب إليه الفنانات الشهيرات وغير الشهيرات يجلس معهن في غرف مظلمة حتى تظهر بركاته في علاجهن وعمل التعاويذ لهن وحل كل مشكلاتهن في الحب أو الزواج. اشتهر صيته فقام بتأليف 12 كتاباً عن السحر والعلاج بالقرآن.

    ووضع رقم هاتفه في كل صفحة للاستشارات وعين طاقم سكرتارية. جمع الملايين وتم القبض عليه وحبس عدة مرات إلا أن ضعف عقوبة الشعوذة جعلته يضحي بأشهر قليلة في السجن من أجل جمع الملايين.

    في كتبه تراه يخلط القرآن الكريم بأساليب السحر ويحدد عدداً معيناً من الآيات لحل كل مشكلة من المشكلات، فعلاج العنوسة يختلف عن الحب والطلاق وفك المربوط واستعادة الزوج وغير ذلك.

    حيل.. وأكاذيب

    والغريب أن بعض أدعياء العلاج بالقرآن في مصر يصر على زيارة أحد مشاهير العلماء ويأخذ صورة معه ثم يدعي أنه بارك عمله في العلاج بالقرآن. وهذا ما فعله الشيخ السنوسي الذي قال إن الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله دعا له وبارك قيامه بالعلاج بالقرآن.

    على الرغم من أن الشيخ الشعراوي صرح أكثر من مرة «أن علاج الأمراض العضوية بالقرآن دجل وشعوذة ويجب على كل مسلم أن يجتهد في العبادة ويأخذ بأسباب العلاج من خلال الأطباء المتخصصين الذين هم أهل الذكر الذين أمرنا الله بسؤالهم إذا تعرضنا للمرض.

    إن الذين يدعون العلاج بالقرآن ممن أسمع عنهم مجموعة من الدجالين، فالقرآن شفاء لأنه يهدي إلى الحق ويحذر من الباطل أما الرحمة فهي نزع الغفلة من قلب المؤمن.

    إن المرض والأوجاع نوع من الاختبار الإلهي يهدف إلى تعلم الإنسان كيفية استقبال قدر الله.

    وللعلم فإن هناك عفاريت كافرة تسعى إلى إيذاء الإنسان والنيل منه، والنجاة من الأذى لا تكون إلا بأن يفوض الإنسان أمره إلى من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

    والعلاج من هذه الأمور كلها يتم بأن نرد الصنعة إلى صانعها فإذا كان الله قد ترك للإنسان حرية أن يؤمن أو يكفر أو يطيع أو يعصي فكذلك الحال مع مخلوقاته من الإنس والجن وليس على الإنسان إذا أوذي من الجن إلا أن يرفع الأمر لله القائل {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فللجن هدف الإيذاء ولكنه لا يستطيع أن يؤذي بمراده هو، ولنستمع إلى قول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة حتى نتأكد أنه لا الشياطين ولا أي كائن آخر يستطيع أن يفعل شيئاً إلا بإذن الله {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}».

    من ملفاتهم

    وفي المملكة العربية السعودية تقف أجهزة الأمن بالمرصاد للمشعوذين وأدعياء العلاج بالقرآن، ومن ملفات هؤلاء ننقل بعض أقوالهم.

    يقول عبدالباقي أحمد محمد. من دولة عربية إفريقية كنت أعمل في مجال الزراعة منذ «21» سنة حيث إنها مهنتي في بلدي وإلى جانب ذلك كنت أتردد على مدرسة لتحفيظ القرآن، فحفظت القرآن، وما دعاني لممارسة الشعوذة هو وقت الفراغ الكبير الذي كنت أعيشه. فبعد الانتهاء من عملي كنت أذهب لبعض الأصدقاء لقضاء بعض الوقت وفي أحد الأيام أخبرني صديقي أنه يعاني من «دوخة»، وقد راجع العديد من المستشفيات دون فائدة عندها طلبت منه أن أعالجه بالقرآن من خلال قراءة بعض السور، ولدي بعض معلومات عن العلاج به اكتسبتها من والدي.

    وفعلاً قرأت عليه السور وتحسنت حالته - على حد قوله. وقد اقترح عليَّ فتح عيادة للعلاج بالقرآن على أن يتكفل بإحضار المرضى مقابل 100 ريال للحالة وفعلاً بدأنا في علاج الكثير من الحالات وأصبحت العيادة تمتلئ بالمرضى ولم يعد لدي وقت للزراعة وكان العمل في العيادة يضيف دخلاً لم أكن أحلم به، واستمرت الحال هكذا إلى أن تم القبض عليَّ، وبحوزتي بعض الكتب عن الشعوذة.

    أعمال حرة

    خَطَّاب من دولة إفريقية - غير عربية - يقول: قدمت إلى المملكة بتأشيرة عمرة منذ ثماني سنوات. حاولت أن أجد عملاً ولكن لم أوفق لعدم حصولي على إقامة. وحاولت أيضاً الحصول على إقامة لكن لم أوفق في ذلك أيضاً. ولهذا قررت أن أعمل أعمالاً حرة. فمرة سباكاً، ومرة عاملاً وأحياناً أقوم ببيع بعض الخردوات في سوق الخردة.

    وفي أحد الأيام وجدت عند صديق لي كتاباً عن كيفية العلاج بالقرآن. بدأت أقرأ في الكتاب وأبحث عن كتب الشعوذة وبعد فترة قررت أن أعمل في مهنة يمكن من خلالها تحقيق مكاسب سريعة وذلك بفتح عيادة للعلاج بالقرآن.

    وفعلاً استأجرت غرفة صغيرة مارست فيها الشعوذة بإتقان، حتى أصبحت النقود ملء يدي، وكنت أتقاضى من 100 إلى 200 ريال عن الحالة، وتخصصت في العلاج بالقرآن والاستفادة من الكتب المتخصصة عن الشعوذة إلى أن تم القبض علي وبحوزتي بعض هذه الكتب والمبالغ التي كنت حصلت عليها من بعض المرضى.

    ويقول عيسى الطاهر: أنا أعتبر نفسي من المشايخ لأنني متعلم ولدي من العلم الشرعي ما فيه الكفاية لأن أمارس الدعوة. وكنت في بلدي أعمل في التجارة ولكن لظروف ما خسرت كل شيء.

    وقدمت إلى المملكة. وكان لي بعض الأصدقاء وكلهم علماء!! هؤلاء الأصدقاء بعضهم فتحوا عيادات للعلاج بالقرآن وطلبوا مني أن أنضم إليهم وأعطوني بعض المعلومات عن كيفية القراءة والعلاج. في بداية الأمر كنت أعمل معهم.

    وبعد فترة طلبت منهم أن أستقل في عيادة بمفردي وبالفعل استأجرت غرفتين في أحد الأحياء وبدأ الزبائن يأتونني من كل حدب وصوب من المدينة المنورة وقراها والطائف وجدة. وأصبحت أحصل يومياً على دخل لم أكن أحلم به وتوقعت أنه لن يقبض علي لأن كل من يأتيني مريض ويحتاج إلى علاج.

    وكنت لا أشترط على المريض مبلغاً معيناً فهو الذي يقرر المبلغ الذي أستحقه. فبعضهم كان يعطيني 100 ريال، والبعض يتبرع بجهاز تليفزيون.

    وبعضهم يعطيني هدايا لأنه شفي من مرضه. مع أن كل الأمراض التي يتم علاجها، هي حالات نفسية بسبب المشكلات الاجتماعية والأسرية التي يعيشها بعض الناس ولا تستحق الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين.

    لكن بعض الناس يعتقدون أن علاجهم يكمن في الذهاب إلى هؤلاء.

    الحفظ والشريعة

    محمد أبو بكر: من دولة عربية إفريقية يقول: كنت أدرس في بلدي بعض العلوم الشرعية. وعندما قدمت إلى المملكة منذ سنة تقريباً فكرت في أن أقرأ على بعض المرضى الذين يعانون من الصرع أو الدوار دون مقابل، وبعد فترة اقترح علي بعض الأصدقاء أن أتخصص في علاج الأمراض النفسية بالقراءة مقابل مبلغ معين. في البداية ترددت خوفاً من القبض علي.

    وبعد تفكير طويل قلت في نفسي إنني كنت أعالج الناس ولم يكشف أمري، وبالفعل استأجرت سكناً بعيداً عن الشرطة وفي منطقة نائية، وبدأت أمارس ما عزمت عليه وانهال علي الزبائن من كل أنحاء المملكة وتضاعفت ثروتي حتى أني أصبحت مشهوراً ولقبني الأهالي بالدكتور محمد بعد أن أخبرتهم أنني أعالج المرضى النفسيين بالقرآن، وأصبح لي عيادة والحمد لله وحققت جزءاً من أحلامي الكبيرة!!

    رغم أنني كنت أمارس الشعوذة، إلا أنني كنت حريصاً على صحة مرضاي!! لذلك فإن الأمراض العضوية كنت أستخدم لها زيت الزيتون وحبة البركة مع بعض الخضراوات.

    وكل مرض آخذ خلطته من كتاب الطب النبوي أو الطب العربي. حتى إنني كنت ألتجئ لبعض العطارين لاستشارتهم في الوصفة الصحيحة للعلاج!! وفي أحد الأيام فوجئت بالشرطة تداهم المكان عندما كنت أعالج أحد المرضى.

    النساء الضحية الأولى

    وغالباً ما يكون النساء هن الضحية الأولى لأدعياء العلاج بالقرآن. تحكي «م.م» من جدة تجربة حدثت لها في العام الماضي فتقول أعيش مع زوجي وبناتي الثلاث وكثيراً ما تنتابني حالة نفسية غريبة تشعرني بأنني تجاوزت الستين من عمري رغم أنني لم أتجاوز الثلاثين، وذات يوم ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان الكريم كنت أجلس أنا وإحدى بناتي في الشقة وفجأة أخذنا نصرخ نحن الاثنتين معاً بشكل هستيري دون أي سبب وسمع الجيران صراخنا وجاء زوجي ليفاجأ بما حدث وحاول أن يهدئنا وجاء بالمصحف الشريف وأخذ يقرأ وما أن وقعت عيني على المصحف وبدأ يتلو بعض الآيات حتى ازداد صراخي فلم أكن أحتمل أن أسمع أي قرآن وكنت ارتعش أنا وابنتي من مجرد سماع الصوت وتكرر هذا المشهد كثيراً لدرجة أصابت زوجي بهزة عصبية لشعوره بالعجز تجاهنا مع جهله سبب ما يحدث حتى اضطر إلى أن يأتي بوالدته تجلس معنا أثناء وجوده في العمل.

    وكانت أول خطوة هي الذهاب لهؤلاء الناس المعروف عنهم فك السحر ودفعت الكثير من أول مرة ومع ذلك كان المشهد نفسه يتكرر وحُرْت في أمري وأمر ابنتي ولكن ذات يوم نصحني أحد الأقرباء الكبار في السن من الذين يلمون بالشريعة بأن أكون دائماً على وضوء وطهارة طوال اليوم حتى موعد النوم وأن ألزم كتاب الله وبالفعل بدأت أتحسن نفسياً بمجرد أن داومت على الصلاة واقتربت أكثر من الله واكتشفت أن من يلجأ للمشعوذين جاهل، فالله تعالى أولى بأن نتوب إليه ونستعين به.

    شبح يطاردني

    وإذا كانت م.م تغلبت على متاعبها بتقربها إلى الله ولجوئها إليه دون حاجة إلى الوقوع في حبائل أدعياء العلاج بالقرآن إلا أن «م. أ» تختلف فهي معلمة مقيمة مع زوجها تقول: حالتي بدأت في أحد الأيام عندما كان زوجي يعمل لساعات طويلة مما يجعلني أبقى وحدي بالمنزل مدة طويلة أستسلم فيها لهواجس نفسي ووساوس الشياطين، ذلك أني أتيت إلى هنا مع زوجي ضد رغبة أهلي وذات يوم استيقظت من النوم لأجهز الإفطار لزوجي ثم ذهبت لأنام مرة أخرى لكنني فوجئت بشبح أسود ضخم يطاردني وينتشر في حجرة النوم ويتحرك أمام عيني حتى وأنا أغمضهما وكلما تقلبت على السرير أجد هذا الشبح الغريب الأسود الحالك فعرضت على زوجي ليبقى معي ويرى ما أراه ولكنه أكد لي أنه لا يوجد شيء في الشقة وظللت على هذه الحالة لدرجة أنني كنت أخشى دخول دورة المياه لئلا أراه وانتابتني حالة من البكاء المستمر وبدأ بعض معارفي ينصحونني بالذهاب إلى أناس يعرفون في السحر، ورغم أنني مثقفة ومتعلمة أنا وزوجي إلا أنني في لحظات الضعف واليأس من الشفاء استسلمت لنصائحهم دون جدوى للأسف!!

    ورغم كل ما أنفقته من مال وجهد حيث كل واحد له طريقته أو كما يقولون «كل شيخ وله طريقة» وكان كل من ألجأ إليهم من أولئك يدعون العلاج بالقرآن ولكن كانت طرقهم في التلاوة غريبة بعض الشيء بالإضافة إلى الهمهمات والبخور الكثيف الذي دائماً ما يحيط بالأجواء لدرجة أنني في بعض الأحيان كنت أصاب بالدوار، أو الغثيان، إلا أنه لم يجدَّ جديد غير الندم والمزيد من اليأس وربما انهيار الحياة الزوجية بسبب تعب زوجي مني.

    ..الزواج والذرية!

    الزواج أو الأمومة من أكثر الموضوعات التي تقلق المرأة، وكثيراً ما يلجأ بعض النساء إلى المشعوذين من أجل الزواج أو الإنجاب تقول: (ر. ح) موظفة حدثت لي تجربة مؤلمة إذ كان الخطّاب يتقدمون لي ولكن ما إن يأتي الواحد منهم لأول مرة حتى يذهب إلى غير رجعة.

    رغم أننا نتفق على كل شيء ورغم أنهم شخصيات محترمة ومع ذلك كنت أصبر وآخذ الأمور بسخرية حتى تكررت هذه الظاهرة ولاحظها أهلي وأصدقائي.

    فحذروني أن يكون هناك من يريد إيذائي بعمل ما أو بغيره ولكنني رفضت أن أذهب إلى الدجالين.

    تكلمت مع أحد الشيوخ وزارنا بالمنزل، وبدأ يختبرني ببعض الأشياء التي كانت غريبة علي مثل أن أقول بعض الجمل وأنا أنظر بإحدى عيني في المرآة ثم أنظر إليه بالأخرى فإذا بي أجد صورتي في المرآة وقد تحولت إلى صورة شخص آخر غيري، شكله سيئ، فأخذت أصرخ بشكل لا إرادي وفقدت السيطرة على نفسي وتفهم الشيخ ما حدث لي وأخذ يقرأ آيات من القرآن حتى هدأت، وطلب مني مزيداً من الالتزام وسماع القرآن خصوصاً خواتيم سورة البقرة وبالفعل بدأت أتحسن واعتمرت بعد ذلك في شهر رمضان ولم تمر إلا أسابيع حتى تمت خطبتي لشاب على خلق ومقتدر، ولكن المشكلة أنني من وقت لآخر أشعر بضيق في صدري ولا أرتاح إلا إذا قرأ لي هذا الشيخ بنفسه، ولا تجدي معي قراءة آخر، ولا أدري ماذا أفعل.

    تحري الظاهرة

    وحول انتشار هذه الظاهرة، يقول الدكتور عبدالله بن بيّه الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: مما لاشك فيه أن القرآن شفاء لما في الصدور، فهو يعالج النفوس كما تعالج به الأبدان كما جاء في الحديث الصحيح، ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة «العلاج بالقرآن» لم تنتشر في صدر الإسلام ولم يكن هناك رقاة معروفون، والمطلوب ليس نفي العلاج بالقرآن، ولكن نفي مهنية العلاج، دون مؤهلات ودون ترخيص شرعي، والصحيح أن يقرأ الإنسان لنفسه، أو يقرأ له أحد أقربائه، ولكن أن يجعلها القارئ مهنة ويصبح صاحب دعاية وأحوال فهذا مرفوض، والمطلوب من العامة العلم والمعرفة حتى لا يختلط الطيب بالخبيث.

    أبو رجل مكسورة

    أما الشيخ علي محمد باطرفي رئيس قسم التوعية والتوجيه بهيئة جدة، فيقول مشكلة الشعوذة قديمة وحديثة وقسم التوجيه يوضح ويبين أهمية دور المسلم في القضاء على أسباب هذه المشكلة.

    ويوضح الشيخ باطرفي ذلك بقصة رجل تم القبض عليه في وكر مدائن الفهد فأفاد بأنه جاء للعلاج من كسر أصابه منذ فترة ولم يشف منه فأخبره أحد المشعوذين أن لديه علاجاً بالقرآن لقدمه المكسورة وأنه بدأ العلاج برسم بعض المربعات على ورقة أمامه، ثم قال له: إن سبب هذا الكسر وقوعه بمكان به بعض الجان وأنه لا يمكن علاجه إلا عن طريقه.

    وقد نصحنا هذا المريض وذكرناه بالله وأفهمناه خطورة هذا العمل من الناحية الشرعية وأنه يلزمه التوبة النصوح لله عز وجل من هذه المخالفة العقدية الخطيرة.

    الدين.. والشعوذة

    الشيخ عبد العزيز الحمدان رئيس دار الرقية الشرعية بجدة عرّف الشعوذة بأنها لون من ألوان الدجل والسحر يدعي فيها المشعوذ علمه بالغيبيات وقدرته على صنع الأعاجيب بما في ذلك من بطلان وكفر لأنه شرك بالله.

    وأوضح الحمدان أن الحالات الاجتماعية من زواج وطلاق وخلافات زوجية هي في مجملها الحالات التي يتعامل معها المشعوذون ببراعة، مستغلين ما يقع فيه الإنسان من ضيق وأزمات نفسية ليزيدوا من ضغطهم وسيطرتهم.

    الرقية الشرعية

    ويقول الشيخ الحمدان عن شروط الرقية الشرعية بالنسبة لمن يقوم بالرقية، أن يتمسك بالدين وصلاح النية والإيمان الكامل بأن الله هو الشافي مع عدم استخدام أية وسيلة أخرى غير الآيات القرآنية والماء والعسل والزيت، وفي من يتلقى الرقية أن يكون لديه اليقين الكامل بقدرة الله على شفائه وليس الشيخ الذي يقرأ أو مكان الرقية، حيث إن البعض يعتقد في الشيخ فلان وهذا خطأ، والصحيح في الرقية أن تكون مباشرة لشخص أو اثنين على الأكثر، أما ما يقوم به البعض من قراءة على جمع كبير مرة واحدة والنفث فيهم فهذا غير شرعي.

    والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه ولكن إذا عجز عن رقية نفسه رقاه غيره من أهله أو أحد أقاربه.
    وأشار إلى أن تزايد مدعي الرقية أو العلاج بالقرآن مما يبلبل الناس ويضللهم، فمن يمارس الرقية الشرعية لابد أن يكون لديه ترخيص من الجهات الأمنية المختصة وهناك عدد معروف ومحدد من الشيوخ الذين يمارسون الرقية الشرعية يمكن الاتصال بأحدهم عن طريق مكتب الدعوة والإرشاد بدلاً من التخبط بين هذا وذاك.

    وأكد الشيخ الحمدان أن كتابة بعض الآيات القرآنية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي وغيرها للرقية وشربها في ماء أمر جائز شرعاً، فالثابت عن بعض السلف الصالح أنهم كانوا يكتبون هذه الآيات بمداد طاهر (زعفران) ويضعون الماء عليه وببركة القرآن يتم الشفاء {وننزل من القرآن ما هو شفاء}، ولكن أن يدعي البعض كتابة آيات من القرآن الكريم ويضعها في ماء ليسكبها في مكان ما وفي زمن ما -بعد العصر أو المغرب- فهذه من البدع، أو كتابة الآيات الكريمة وإضافة أدعية أو رموز ويطلب المعالج تعليقها أو وضعها في مكان معين في ملابسه أو غرفته فهي بدع وشرك وبذلك يستخدمها كالأحجبة، والحديث الصحيح يقول: «من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن وضع ودعة فلا أودع الله له»، ومن البدع السائدة عن جهل أيضاً أن يعلق الإنسان آية الكرسي لدفع العين، أو كما تفعل بعض الأمهات في تعليق الآية الكريمة، فإن كانت للزينة فهي إهانة للقرآن الكريم، وإن كانت للدفع فهي شرك.

    ويورد الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض المفاسد المترتبة على من يفتح بيته للقراءة وأهمها:

    1- يظن الناس أن له ميزة ومكانة فتطغى أهمية القارئ على أهمية القراءة.
    2- أن السلف الصالح لم يكن يتخذ في عهدهم كحرفة.
    3- العجب بالنفس. قال عمر «إنه فتنة للمتبوع مذلة للتابع».
    4- أنه يقود إلى الذهاب للسحرة المشعوذين.
    5- أن التشبث به مشابه لمن يتفرغ للدعاء.
    6- أن انتشاره يعطل رقية الأفراد أنفسهم.
    7- أن بعض القراء قد يقول دون علم.
    8- أنه قد يؤدي إلى تعلق القلوب بغير الله.

    إن الشياطين عندما ترى تعلق الناس بشخص ما قد تساعده وهو لا يشعر فتعلق خوفها منه وخروجها من المريض بإيقاع الناس في الشرك.

    التوكل أفضل!

    ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم الشعلان رئيس المحكمة الشرعية في محافظة المزاحمية بالرياض إن الأفضل أن يتولى الإنسان رقية نفسه إذا اشتكى من شيء، لأن ذلك من هديه ص، ولا أحد أحرص على الإنسان من نفسه، وقد قال أهل العلم: لا ينبغي للإنسان أن يبتدئ بطلبها -أي الرقية - فإن من كمال توكل العبد وقوة يقينه ألا يسأل أحداً من الخلق لا رقية ولا غيرها، ولهذا كان من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، أنهم لا يسترقون، أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم لكمال توكلهم على ربهم جل وعلا، ولكن لو طلب المسلم من أخيه الذي يرى فيه الخير والصلاح أن يرقيه فلا حرج في ذلك ولا بأس، ويجب على الراقي أن يخلص لله في هذا العمل وهو الرقية، وينوي الأجر والثواب فيمن يرقيهم، ويتبع فيها هدي نبيه محمد ص، لأن الرقية عمل شرعي، والعمل الشرعي لا يكون صالحاً وشرعياً ونافعاً ومثمراً، إلا إذا أخلص فيه لله سبحانه وتعالي، وتوبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وعلى الراقي ألا يجعل همه الأكبر وقصده الأعظم الكسب المادي من الرقية، فيستغل ضعف الناس وحاجتهم إلى الرقية فيرهق كواهلهم بطلب المال الكثير على الرقية، فإنه إن فعل ذلك فربما تمادى به الأمر إلى أن يخرج الرقية عن حقيقتها ومغزاها، فتفقد بذلك شرعيتها وأصلها، وتنقلب إلى مهنة تكسب دنيوية كغيرها من المهن، فقد يزول من قلب الراقي الإخلاص فيها لله وحب النفع والإحسان للخلق، ويحل محل ذلك حب نفع النفس وجلب المال لها بواسطة هذه الرقية.

    ويشترط الشيخ فهد بن سعد أبا حسين عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الرقية حتى تكون رقية شرعية أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته أو بما أثر عن النبي ص يقولها الراقي باللغة العربية وألا يعتقد الراقي أو المرقي أن الرقية تؤثر بذاتها بل بإذن الله عز وجل.

    ويضيف أبا حسين أن من أخطر المشعوذين من يرقي بالقرآن والأذكار الصحيحة ويزيد طلاسم وخزعبلات حتى لو كانت مجرد كلمه واحدة غير مفهومة فهؤلاء يمزجون الحق بالباطل.

    علم النفس والعلاج

    هل أدعياء العلاج بالقرآن الكريم مجرد معالجين نفسيين بالدرجة الأولى، وكل ما يفعلونه قدر من الإصغاء الجيد لصاحب المشكلة ومن ثم الإمساك بزمام الموقف وإحكام السيطرة؟

    خلل نفسي واجتماعي

    ويحلل د. سيد صبحي رئيس قسم الصحة النفسية بجامعة عين شمس الأسباب النفسية والاجتماعية التي أدت إلى رواج بضاعة المشعوذين وإقبال السذج بل والمثقفين عليهم فيقول: هناك العديد من الأسباب لرواج مثل هذه الأمور التي لا تتفق مع صحيح الدين أو حتى الفطرة السوية.

    ويمكن إجمال تلك الأسباب في النقاط الآتية:

    - تمسح المشعوذين بالقرآن وهو كتاب سماوي له قدسية واحترام في نفوس المرضى. وبالتالي فهم يعتقدون في صدق من يدعي أنه يعالج به حتى لو كان أمياً لا يجيد قراءة آية واحدة. لذا نلحظ أكثرهم يصر على أن يسبق اسمه لقب الشيخ.

    - وجود ميراث اجتماعي كبير من الخرافات والخزعبلات الرائجة بين العامة يستغلها النصابون والدجالون.. فالمرضى يعتقدون في أن فلاناً بركة وله كرامات قادرة على قهر أشهر الأمراض حتى ولو كانت مزمنة ومستعصية.

    - انتشار الأمية بمفهومها الشامل سواء كانت أمية دينية أو أبجدية حتى إن بعض المسلمين لا يعرف عدد ركعات الفروض الخمسة. لذا فهو بعيد عن الله ولا يعترف بالعقل وحقائق الأمور وبالتالي يتعلق بالخرافات.

    - امتلاك هؤلاء الأدعياء قدرات خاصة من السيطرة على نفوس المرضى والإيحاء إليهم بأشياء تسبب لهم راحة نفسية مؤقتة قد تكون لها نتيجة إيجابية على المرض العضوي نتيجة ارتفاع معنويات المريض. ولكن سرعان ما يعود الأمر إلى ما كان عليه وأسوأ وتتدهور الحالة ولكن بعد فوات الأوان.

    - انتشار البطالة وارتفاع تكاليف العلاج وسوء سمعة بعض الأطباء بسبب ضعف كفاءتهم أو بسبب هجوم الإعلام عليهم حتى إنهم تحولوا في نظر الرأي العام إلى مستهترين وتجار سوق سوداء في الأعضاء البشرية.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:29 pm