منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
 قصة المراكبي ...قصه هنديه Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    قصة المراكبي ...قصه هنديه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

     قصة المراكبي ...قصه هنديه Empty قصة المراكبي ...قصه هنديه

    مُساهمة من طرف  الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:44 pm

    المراكبي (تاريني) بقلم: تارا شانكارا بانرجي عن اللغة البنغالية

    يعد تارا شانكارا بانرجي (1898 ـ 1971) روائياً بارزاً في اللغة البنغالية وكاتباً للقصة القصيرة، وقام بتصوير الحياة الريفية في البنغال بكل قسوتها. تمتعت رواياته بسعة في الرؤية واهتمام بالتفاصيل، الأمر الذي لا نجده في كتابات أي من معاصريه. في روايتيه المشهورتين: (داتري ديفاتا) التي صدرت عام 1939، و(غانا ديفاتا) التي صدرت عام 1942، نجده يركز بشكل رئيس على الأرض والناس مجتمعين وليس على الأفراد. تتمتع رواياته بصفة ملحمية نجمت عن إحساسه بالتاريخ. في رواية (أورغي نيكاتان) 1952، عالج موضوع الصراع بين التقليد والعصرية في سياق الأنظمة الطبية في الريف. نال جائزة ساهيتيا الأكاديمية على روايته تلك. وترجمت أعماله إلى عدة لغات هندية وعالمية.‏

    ***‏

    كان المراكبي (تاريني) يمشي دائماً وهو منحن. بسبب طوله الفارع، وكثيراً ما كان رأسه يرتطم بالمداخل والأشجار وأسقف الأكواخ المصنوعة من خشب البامبو المتفسخ، لذلك تعلم درسه. لكنه عند النهر ينتصب واقفاً وهو يجدّف بمعدّيته المصنوعة من شجر النخيل، مستعملاً عصاً طويلة. إنه شهر (آشاد) الممطر. كان الحجاج عائدين بعد أن قاموا برحلات الغطس المقدسة في نهر (الغانج) بمناسبة عيد (أمبوباشي). أسرع حشد متعب، معظمه من النساء المسنات، لعبور نهر (مايوراكاشي) عائدات إلى بيوتهن.‏

    أنهى (تاريني) سيجارته وصاح (لا أستطيع أن أنقل المزيد منكن أيتها الأمهات. أنتن ثقيلات جداً مع ثقل طاعتكن).‏

    (واحدة فقط أيها الرجل الطيب) توسلت إحدى العجائز (هذا الفتى الصغير....) بينما صاحت أخرى تنادي صديقة: (تعالى يا (سابي)، تعالي بسرعة... كفاك ضحكاً وثرثرة، ولا تدعيني أرى عظام أسنانك اللعينة ثانية).‏

    أجابت (سابي) أو (سافيتري) التي كانت تمزح وتضحك مع مجموعة من الفتيات من القرى المجاورة: (يمكنكن الذهاب، سنذهب جميعاً في الرحلة القادمة).‏

    ردّ المراكبي جازماً: (لا! يجب أن تأتي في هذه الرحلة. إذا كانت جماعتك يخلص بعضها لبعض سيغرق قاربي حتماً).‏

    قالت الفتاة: (إذا كان مركبك لابد أن يغرق، فليكن بالعجائز المسنات. فقد اغتسلن جميعهن في نهر (الغانج) عشر مرات أو اثنتي عشر مرّة. لذا لا يكترثن إذا قضين نحبهن، أفهمت؟ سيذهبن مباشرة إلى الجنة. أما أنا فهذه أول رحلة حج لي، أفهمت؟)‏

    ـ فهمت أيتها الأم. لقد أحضرت أمواج نهر (الغانج) في مخيلتك. قفز المراكبي على قاربه بينما بدأ مساعده "كالاشاند" يجمع الأجرة.‏

    ابتعد (تاريني) عن الشاطئ، وأخذ ينادي هو يدفع بعصاه على حافة النهر: الحمد لله. ردد الحجاج الصيحة، ورددت صداها الخمائل المنتشرة على جانبي الشاطئ، في حين بدا النهر المنساب برشاقة يستجيب بضحكة خافتة وساخرة.‏

    صاح (تاريني) ساخراً: عليك اللعنة يا (كالا) ألا تستطيع أن تحكم قبضتك على الدفة؟ يبدو أنك لا تأكل الأرز، ألا ترى التيار أيها الأحمق؟!).‏

    كان (تاريني) محقاً. يُعرف نهر (مايوراكشي) بتياره القوي. يبقى النهر صحراء قاحلة لمدة سبعة أو ثمانية أشهر في العام ـ تمتد فيه الرمال من الشاطئ حتى الشاطئ لمسافة ميل ونصف. ولكن عندما تأتي الأمطار، تكون رهيبة وشيطانية. تتدفق عبر النهر على عرض أربعة أو خمسة أميال، ويجرف ماؤها الداكن العميق كلّّ ما يواجهه. حدث مرة طوفان "هارباً"، حيث اندفع الماء، الذي بلغ عمقه ستة أو سبعة أذرع، إلى القرى المجاورة وجرف المنازل ومخازن الحنطة وكل ما صادفه في طريقه. ولكن هذا لا يحدث دائماً فقد حدث آخر مرة منذ عشرين عاماً مضت. أصبحت الشمس الآن ثقيلة الوطأة، ففتح أحد الركاب مظلته. فقال لـه (تاريني) ناصحاً: (لا ترفع شراعك يا (ثاكور)، ستطير في الهواء). أغلق الرجل مظلته في الحال.‏

    فجأة انطلقت صرخة من النهر، فتلفت الركاب حولهم بحذر. صاح (تاريني): (انتبهوا جميعاً، هناك قارب يغرق بجانب رصيف (أولكورا).. هيه أيتها الأم العجوز، لماذا ترتعدين هكذا؟ (ثاكور)، اعتن بها. لا داعي للخوف، لقد عبرنا تقريباً. (كالا)، امسك العصا وأسرع).‏

    في اللحظة التالية قفز (تاريني) إلى الماء وسبح باتجاه القارب معرضاً نفسه للخطر. بدأت النساء المسنات تندب: (ماذا سيحدث لنا بعد أن ذهب (تاريني)؟)‏

    صاح (كالاشاند) معلقاً: (اخرسن أيتها العجائز الشريرات! لا تنادينه، وإلا ستمتن، ستمتن).‏

    يمكن للمرء أن يرى في الماء الداكن أمامه شيئاً يغطس ثم يندفع إلى الأعلى ثانية. سبح (تاريني) نحو ذلك الشيء بسرعة، وبضربات خفيفة. وعندما اقترب منها، غطس بجانبه، وعندما ظهر ثانية، شوهد وهو يسحب شيئاً بإحدى يديه ويسبح بالأخرى. كان الحشد على الشاطئ يراقب (تاريني) بخوف وقلق. وفي لحظة صاحوا: (الحمد لله!) ومن الشاطئ الآخر أتت صيحات: (هل كلّّ شيء على ما يرام؟) اقترب (كالاشاند) من (تاريني).‏

    كان (تاريني) سعيد الحظ، لأن الفتاة التي أنقذ حياتها تنتمي إلى عائلة موسرة في المنطقة. كان قاربها سليماً، إلاَّ أنها تحركت لتجلس جانب الحافة، فزلت قدماها بسبب الحجاب الطويل الذي يغطي وجهها، فسقطت. كانت قَدْ ابتلعت بعض الماء، ليس كثيراً، وتم إسعافها على الفور واستعادت وعيها.‏

    إنَّها فتاة جميلة، في السادسة عشرة من عمرها وتضع الكثير من الحليّ: أقراطاً، حلق أنف، أساور وقلائد. كانت ما تزال تلتقط أنفاسها عندما وصل زوجها ووالد زوجها إلى مكان الحدث. انحنى (تاريني) باحترام للرجلين، وسرعان ماسحبت الفتاة الساري وغطت به وجهها. قال لـها (تاريني):‏

    (لا تخجلي كثيراً أيتها الأم، خذي بعض الأنفاس العميقة. لقد سبب لك الخجل ما يكفي من المتاعب).‏

    قال والد الزوج: (قل لي يا (تاريني)، ماذا تريد مكافأة لك؟)‏

    هرش رأسه قليلاً ثم تمتم: (أعطني ثمن زجاجة نبيذ، ثمانية أنات).‏

    قال (سابي) من الحشد: (لا تكن أحمق هكذا، ألا تستطيع أن تطلب شيئاً أكثر قيمة؟)‏

    بدا (تاريني) وكأنه قَدْ بدأ لتوه يستوعب الموقف، فابتسم مرتبكاً وقال: (أعطني حلق أنف كبير يا سيدي).‏

    صاحت (سابي) ثانية: (نعم (تاريني)، كيف ستقوم الزوجة بهز أنفها المزين عندما تتكلم!) فضحك الحشد المبتهج.‏

    مدت الفتاة التي تم إنقاذها يدها، وفي كفها حلق أنف ذهبي، يشع تحت شمس الصباح.‏

    قال عم الفتاة: (تعال إلى منزلنا يا (تاريني) في عيد (داساهارا)، ستحصل على مئزر وشادر. وهناك خمس روبيات).‏

    انحنى (تاريني) بامتنان وقال متلعثماً: (لو سمحت يا سيدي أن تعطيني سارياً من أجل زوجتي بدلاً من المئزر...)‏

    قال العم ضاحكاً: (حسناً ستحصل على ساري).‏

    صاحت (سابي) التي لا يمكن لجم لسانها: (يجب أن تدعنا نرى زوجتك يا (تاريني)).‏

    قال (تاريني): (إنَّها لا تستحق الرؤية، لا تستحق الرؤية أيتها الأم. إنَّها سوداء وقبيحة.)‏

    عندما توجه (تاريني) الليلة إلى منزله، كان ثملاً تماماً. أخذ يدمدم مخاطباً رفيقه (كالاشاند) وهو يتلمس طريقه: (من حفر هذه الحفر يا (كالا)؟ حفر، حفر في كلّّ مكان). تمتم (كالاشاند)، الثمل أيضاً، موافقاً.‏

    تابع (تاريني): (لنسبح إلى المنزل، ألا ترى، ستمتلئ هذه الحفر بالماء... ولكن العنة لا يوجد ماء هنا، كلها مستوية، ما الأمر يا (كالا)؟) لم يكن هناك جواب، وتابع (تاريني) طريقه، دافعاً ذراعيه حوله وكأنه يسبح. يقع كوخه في مكان قصيّ من القرية. وكانت زوجته (سوخي) تنتظره بمصباح عند الباب.‏

    حاول المراكبي أن يغني أغنية عن حلق الأنف، إلا أن (سوخي) أوقفته: (كفّ عن ذلك الضجيج. تعال وتناول الأرز، لقد برد الطعام وجفّ).‏

    دفعها (تاريني) إلى الخلف: (أرز! أرز! ليس الآن، يجب أن تضعي حلق الأنف أولاً... أين وضعته؟) أخذ يبحث بأصابع مرتجفة في ثنيات مئزره الذي يحيط بخصره. قالت (سوخي) التي سمعت لتوها بعمله البطولي في الصباح: (ستقوم يوماً ما بإنقاذ أحدهم، فتغرق، عندها سأشنق نفسي).‏

    بدا (تاريني) حائراً: (ماذا فعلت؟)‏

    ـ هذا الطوفان المروّع... وأنت..‏

    أجفلت ضحكته العالية الظلام الدامس لـهذه الأمسية الماطرة، قال: (وهل يخشى المرء من أمه؟ إن نهر (مايوراكشي) أم لي أليس كذلك؟ أكتسب رزقي بسببها، أليس كذلك؟) لم تنتظر (سوخي) لتستمع لـه، بل ذهبت لتحضر الطعام.‏

    ـ (لماذا لا تستمعين لي؟) قال (تاريني) وهو يتوجه نحو المطبخ، أمسك (سوخي) من الخلف وصاح: (يحب أن ترافقيني الآن، وتلقي نظرة على النهر).‏

    قالت لـه: (لا تكن أحمق وتزعجني). فصاح (تاريني): (يجب أن تأتي، نعم، مئة مرة نعم. سنذهب إلى النهر، وسأقفز فيه، وأنت فوق ظهري، وسنتجه إلى شاطئ (بانشثوبي)).‏

    قالت (سوخي) تحاول تهدئته: (نعم، نعم، سيكون هذا جيداً، ولكن يجب أن تتناول الأرز أولاً).‏

    كاد (تاريني) أن ينفجر غاضباً، لكنه ضرب رأسه بالباب فصحا من سكره. بدأ يتكلم وهو يتناول الأرز: (ألم أقم مرة بإنقاذ بقرتين، وذلك الإبليس (مادانغوب) احتال (علي) وأعطاني خمس عشرة روبيه. خمس عشرة روبية! كان مبلغاً كبيراً، أقل من الهدف بخمسة. من أعطاك هذه الأساور؟ أخبريني، أيّ من أعمامك؟ إذا حدث وغرق هذا الوغد (مادان) في النهر، سأتركه يبتلع قليلاً من الماء قبل أن أسحبه. سأفعل ذلك، أقسم بالله...) في تلك الأثناء، حلت (سوخي) حزام خصره، فوجدت حلق الأنف وثلاث روبيات.‏

    سألته: (ماذا فعلت بالروبيتين الاثنتين؟)‏

    بدا صوته مذنباًُ وهو يقول: (أوه، أعطيتهما لكالا. كان الرجل هناك كما تعرفين، فقلت لـه: هيه، خذ هذا المال).‏

    تعلم (سوخي) أين كان زوجها، ولكنها لم تقل شيئاً، لم تكن معتادة على تبادل الكلمات. عاد (تاريني) يقول: (أتذكرين؟ كنت مريضة، ولم أكن أعمل في القارب. كانت السارية مرفوعة ولم يتمكن رجل الشرطة من العبور. فكان يجب أن أستدعي. أحضرت لك من البقشيش الذي حصلت عليه، حلق الأنف هذا، أليس كذلك؟ في الواقع كان النهر كريماً معي.)‏

    قالت (سوخي): (أنتظر لحظة دعني أضع هذا الحلق)‏

    توقف (تاريني) عن الثرثرة مسروراً بينما كانت زوجته تزين نفسها، وفي يدها مرآة صغيرة. أخذ يحدق فيها وقد نسي طعامه. وعندما انتهت، رفع المصباح، حتى قبل أن يغسل يديه وقال:‏

    (دعيني أنظر إليك جيداً (سوخي))‏

    ارتسمت ملامح سعادة بسيطة على وجهها. كان (تاريني) قَدْ كذب على (سابيتري)، لأن (سوخي) رشيقة وجميلة وغير سمراء أيضاً، وهو فخور وسعيد بها.‏

    كان المراكبي محقاً. إنه نهر (المايوراكشي) الذي يعطيه رزقه. فهو يتعبّد النهر في يوم (داساهارا) من كلّّ عام. هذا العام أيضاً، كان يتعبد كالعادة، وهو يرتدي مئزراً جديداً، و(سوخي) ترتدي سارياً جديداً، هديتين من (غوش ماها شيايا). لم يكن المطر قَدْ بدأ بعد، وبدا السرير الرملي للنهر يتلألأ تحت أشعة شمس الصيف المشرقة. قال (كيستو داس) من قرية (بوغبور): (تعبد جيداً يا أخي، لنحصل على كمية جيدة من المطر وفيضانات أيضاً... يجب أن يعيش المزارعون، أليس كذلك؟)‏

    يعطي الطمي المترسب من النهر، الذي يغمر ضفتيه، محصولاً ذهبياً. قال (تاريني) مبتسماً: (أنت محق، هل تعرف ما يقوله الناس؟ يقولون إنني أتعبد النهر وأطلب منه الفيضانات. وينسى أولئك الحمقى أن النهر أم لنا، ويجلب الخير لأراضينا). نظر إلى الشاة التي ستقدم أضحية وقال: (لا تدع الشاة تهرب يا (كالا)) يبدو أن الشاة لم تحب الرمل الحار في قاع النهر.‏

    انتهى القدّاس. شرب (تاريني) ورفيقه (كالاشاند) حتى الثمالة. قال (كالاشاند): (هذه المرة، إذا غرق أحدهم سأذهب لإنقاذه وآخذ المكافأة).‏

    ضحك (تاريني) عالياً وقال: (يا لـها من فكرة! (كالا) ينقذ الناس في الماء، ها! ها!) صاح (كالاشاند) بغضب مجروح: (ماذا قلت أيها الشيطان؟) بدا (تاريني) أيضاً مستعداً لأن يقوم بمحاولة ضده، إلا أن (سوخي) تدخلت واقترحت تسوية: (انظرا، عندما يأتي الطوفان، إذا غرق أحدهم في هذا الطرف من شجرة الباكور الموجودة هناك..) واستدارت نحو زوجها: (ستنقذه أنت. وإذا حدث وراء ذلك الخط..) واستدارت نحو الآخر: (أنت من ينقذه). في نوبة من الامتنان الثمل، انفجر (كلاشاند) بالبكاء، وانحنى على قدمي (سوخي) قائلاً: (أنت طيبة أيتها الأخت، لا مثيل لك).‏

    في الصباح التالي، خرج الاثنان لإصلاح القارب. عملا حتى حلول المساء، وبدا القارب كأنه جديد. إلا أن أشعة الشمس الحارقة سرعان ما جعلته يتصدع. طول أشهر (أشاد) لم يأتِ الطوفان. حتى إن السماء لم تمطر بما يكفي لأكثر من ترطيب الرمل في النهر. لاحت الكارثة في الجو، يمكن للمرء أن يسمع صرخة عطش منخفضة وكئيبة من الأرض. أو ربما حلّت الكارثة لتوها في مكان قريب، وهاهي ترسل تحذيراً مسبقاً. كان (تاريني) بالكاد يكسب ما يكفيه لإمساك رمقه. فيحصل على بعض القطع النحاسية عندما يطلب منه موظف صغير أن يحمل لـه دراجته عبر الرمال، ولكن هذا بالكاد يكفي ثمن مشروبه. بدا الموظفون يترددون بعض الأحيان للسؤال عن وجود أية كارثة، ولكنهم لا يخلفون وراءهم شيئاً، اللهم إلا بضعة أعقاب سجائر ذاوية.‏

    هطل المطر في الشهر التالي، (صرافان)، استرد (تاريني) أنفاسه وشعر بالسعادة، فقفز إلى النهر وأخذ يسبح بنشوة صبيانية. إلا أنه بعد ثلاثة أيام، وصل الماء فقط حتى الركبة. وقف (تاريني) و(كالاشاند) ينتظران بقاربهما المربوط إلى شجرة، على أمل أن يرغب أحد السادة عبور النهر، عندها سيدفعان القارب تجاهه. حلّ المساء تقريباً، ولم يأتِ أحد. قال (تاريني): (إنه لمهزلة يا (كالا)، أليس كذلك؟) وافقه (كالاشاند) بصوت مرتبك: (نعم لم أر أمراً كهذا طيلة حياتي).‏

    قال (تاريني): (انظر إلى الجهة الغربية من السماء، إنَّها زرقاء تماماً، لا يوجد غيمة واحدة، وليس هناك صوت في السماء).‏

    وافقه (كالاشاند): (نعم، نعم).‏

    صفع (تاريني) رفيقه بغضب مفاجئ ـ نعم! نعم! كم أحب أن أسمعك تقول ذلك! حدّق (كالاشاند) بـ (تاريني) بارتباك غبي. لم يكن غاضباً فقط، بل شعر (تاريني) أنه لم يعد يحتمل أكثر من ذلك. رنا بنظره إلى البعيد، وبقي جالساً بخمول. وفجأة تلفت حوله على حين غرة: (لقد تغيّر اتجاه الريح يا (كالا)، أصبح من الغرب... دعني أرَ...). تناول حفنة من الرمل، وصبها ببطءٍ ليرى إذا كان اتجاه الرياح غربياً. (همهم... إنه من الغرب. هيا يا (كالا) لنذهب ونتناول بعض الشراب. معي آنيتان سرقتهما من (سوخي). كانت تربطهما في طرف ساريها).‏

    ابتهج (كالاشاند) لـهذه الدعوة الوديّة، وشعر أنه استرد حياته. لحق بتاريني وهو يقول: (زوجتك تحتفظ ببعض المال، دادا. ستحصل على وجبة الأرز عندما تعود إلى منزلك. أما أنا فحالتي يرثى لـها).‏

    قال (تاريني): (سوخي فتاة طيبة يا (كالا)، فتاة طيبة جداً. لا أعرف ماذا كنت سأفعل من غيرهما في ذلك اليوم، عندما كان أخي يتزوج...).‏

    هتف (كالاشاند): (لحظة، دادا. دعني ألتقط ذلك الحشد هناك) وأسرع نحو سفح شجرة نخيل التودّية(1).‏

    حشد صغير كان يجثم تحت الشجرة.‏

    سألهم (تاريني): (من أين أتيتم أيها الناس، وإلى أين تذهبون؟)‏

    ـ (نحن من قرية بير شاندبور يا أخي، ونتجه نحو (بوردوان). نأمل أن نجد عملاً لنا هناك).‏

    ـ (هل أمطرت جيداً في بوردوان؟)‏

    ـ (لا، لم يهطل مطر كثير. ولكن هناك ساقية للري).‏

    سرعان ما حلّت الكارثة. كانت المجاعة تجثم متربصة تحت الأرض. وعندما بدأت التربة تتشقق تحت أشعة الشمس الحارقة، كشفت عن وجهها المريع. أغلق المزارعون الذين يملكون مخزوناً من الحبوب، أبوابهم في وجه الزبائن. تضور الفلاحون الفقراء من الجوع واندفع الناس من بيوتهم أفواجاً.‏

    في ذلك الصباح، ذهب (تاريني) إلى النهر فوجد (كالاشاند) غائباً.‏

    ازداد الحرّ في ذلك اليوم، ولم يأتِ (كالاشاند). توجّه (تاريني) إلى كوخه ونادى عليه، ولكنه لم يتلق جواباً. دخل إلى الكوخ ولم يجد فيه أحداً. وكذلك الأمر بالنسبة للكوخ الآخر. يبدو أن جميع الجيران قَدْ غادروا. استفسر (تاريني) ووجد أن كلّّ من في هذه المنطقة قَدْ رحل في الليلة السابقة.‏

    قال (هاري موندول): (أتعرف يا (تاريني)، أخبرته مراراً ألا يرحل، إلا أنه لم يصغ. قال إنه سيذهب إلى قريةٍ غنية ويتسول هناك). استمع (تاريني) بصمت وهو يشعر بغصة في حلقه.‏

    تابع (هاري): هل يوجد أناس أغنياء في البلد؟ لقد ذهبوا جميعاً. كان بعضهم في حالة يرثى لـها. إنهم يتضورون جوعاً ولكن كبرياءهم يمنعهم من الكلام. في قرية (بالاشاندافا)، لفّ رجل حبلاًَ حول عنقه، ليس لديه ما يمسك رمقه، المسكين).‏

    في اليوم التالي، وقعت عينا (تاريني) على منظر مقزز للنفس، جثة امرأة عجوز، مزقت الذئاب والكلاب أوصالها في الليل. تمكن (تاريني) من التعرف عليها. كانت عجوزاً مقعدة، ربما في الليلة الماضية، تخلى عنها أهلها ـ الإسكافيون ـ وفرّوا من القرية المنكوبة.‏

    لم يتردد (تاريني) لحظة، بل أسرع مباشرة إلى منزله، وقال لزوجته: (هيا، يا (سوخي). احزمي ملابسك، وضعي حليّك حول خصرك ولنرحل. ربما نجد عملاً في المدينة).‏

    وفي الطريق، لاحظ (تاريني) أن (سوخي) لم يكن معها أيّة حليّ. فسألها مندهشاً ماذا حل بها؟ أجابت (سوخي) بجفاف وهي تقول: (وكيف تظن أنني كنت أدبر أمر المنزل طول هذا الوقت؟).‏

    جدّا السير بجهد طول ثلاثة أيام، وفي الليل كانا يلجأان إلى أطراف إحدى القرى. اكتفيا بثمرتين ناضجتين سقطتا من شجرة قريبة غذاء لـهما.‏

    قال (تاريني): (أعطيني منشفتك لحظة). علقها على غصن، وأخذ يراقبها عن كثب ليعرف اتجاه الرياح. عند الفجر، وجدته (سوخي) جالساً في الوضع نفسه، يراقب. سألته مؤنبة: (ألم تنم أبداً كم سيكون رائعاً إذا مرضت. لماذا يغادر رجل مثلك منزله؟)‏

    تجاهلها (تاريني). وفي الحال صاح: (أرأيت ذلك يا (سوخي)؟)‏

    ـ ماذا؟ لم أفهم ما تقصده، حقيقة لم أفهم.‏

    قال (تاريني): (يتسلق النمل الأشجار حاملاً بيضه في فمه. ستمطر، أنا متأكد من ذلك).‏

    قالت (سوخي) معلقة: (لديك بعض الأفكار الجميلة في رأسك!)‏

    ـ ألا تفهمين يا (سوخي)؟ يعلم النمل غريزياً باقتراب المطر، لذلك يتسلق الأشجار. انظري! هناك نسمة آتية من الغرب.‏

    ـ لكن السماء صاحية، لا غيوم فيها. قلت لك، عندك أفكار غريبة.‏

    كان (تاريني) يحدّق في الأفق البعيد: (لن يمضي وقت طويل حتى تتجمع الغيوم. انظري، هاهي الغربان تجمع أغصاناً جافة لتدعم أعشاشها! لنبق هنا (سوخي)، ونر إذا كانت ستمطر).‏

    لم يخطئ المراكبي في ملاحظته المتمرسة. بحلول المساء، تلبدت السماء بالغيوم، وهبّت الرياح الغربية بشدة متزايدة.‏

    ـ استيقظي (سوخي)، سنعود أدراجنا.‏

    ـ في مثل هذا الوقت؟‏

    ـ لن تخشي الظلمة يا عزيزتي؟ ألست معك؟ هيّا تعالي. ضعي هذا الوشاح على رأسك. رذاذ المطر خطير.‏

    سألته (سوخي): (وماذا عنك؟ أعتقد أن جسمك من حديد).‏

    ضحك (تاريني) قائلاً: (نعم، تعلمين أن المطر صديقي. أنا أتشمس تحت أشعة الشمس، وأمرح تحت المطر. تعالي إذاً. أعطني هذه الصرة).‏

    انهمر مطر غزير لبعض الوقت، ثم انخفضت سرعة الرياح الكئيبة. توقف المطر. ولكن سرعان ما هبت الرياح ثانية وانهمر وابل من المطر الغزير.‏

    وصلا إلى البيت بعد يومين. استغرقت مسيرتهما ثلاثة أيام. كان الوقت مساءً، وأسرع (تاريني) ليرى ما حلّ بالنهر. وعاد ليخبر (سوخي) مبتهجاً أن الماء قَدْ تجاوز تقريباً الضفتين.‏

    في الصباح التالي، كانت السماء مظلمة وقاتمة. والمطر ينهمر مدراراً، وهبت رياحٌ قويّة. ذهب (تاريني) إلى النهر. وعندما عاد في منتصف النهار، قال لزوجته: (يجب أن أذهب فوراً إلى الحداد).‏

    صاحت (سوخي) قلقة: (تناول طعامك قبل أن تذهب).‏

    ـ يحتاج القارب إلى وتد جديد. منسوب الماء في النهر يرتفع، وإلا كنت تدبرت الأمر بنفسي. تعالي وألقي نظرة على النهر. تناول يدها وجذبها إلى الخارج. كان جمال نهر المايوركشي الصاخب أخّاذاً، بالكاد يمكنك أن ترى الضفة الأخرى. كان الماء بلون الزعفران، وتبدو الرغوة البيضاء على الأمواج ككتل كاسحة من الأزهار. قال (تاريني): أتسمعين هديرها، (سوخي)، أليس كذلك؟ ستزداد سوءاً. عودي إلى البيت. يجب أن أعبر غداً بالسارية بطريقة ما).‏

    لا يمكنك أن تقوم بذلك في مثل هذا الطقس. ولكن (تاريني) لم يصغ إليها، وابتعد عنها. بعد حلول الظلام، أسرع إلى المنزل، والقلق يكسو محيّاه. دووغ! دووغ! دووغ! ما ذاك؟ نعم، إنه يعلم معنى ذلك. خطر وشيك. الطوفان قادم، ولكن ليس من النوع الجيد لتجارته.‏

    كان عليه أن يمر فوق جسر من خشب البامبو فوق أحد روافد نهر (المايوراكشي) السليمة عادة، والتي تطوّق المدينة. كان بإمكان (تاريني) أن يعود إلى البيت مغمض العينين، إلا أنه لم يجد الجسر هذه المرة. أين يمكن أن يكون، هناك ماء ملوّث بالزيت، وعليه هنا أن يرفع مئزره عالياً كي لا يبتل. يمكنه أن يسمع هديراً مثيراً للإزعاج، وصفير الرياح، وصوت مياه تندفع بسرعة. هاجمت الديدان جسده، حتى إنهم كانوا ينطلقون مسرعين مبتعدين عن حفرهم تحت الأرض في بحث عقيم عن النجاة.‏

    قفز (تاريني) في الماء وبدأ يسبح، ولكنها كانت تصل حتى الخصر في كلّّ مكان. كان بعض القرويين، الذين يقفون على تلٍ مرتفع محفوف بالمخاطر، ينادون على بعضهم طلباً للمساعدة بشكل يثير الشفقة. كيف يمكن للأبقار والماعز والخراف والكلاب أن تئن أيضاً في ألم. وفوق كلّّ ذلك، يمكن للمرء أن يسمع هدير نهر المايوركشي، وضجيج المطر الغزير وقهقهة الرياح القاسية.... وكأن قطّاع الطرق اللصوص يخمدون صيحات ضحاياهم المروّعين.‏

    لا يمكن للمرء أن يجد طريقه بسهولة في الظلمة. لمست قدما (تاريني) شيئاً أشبه بحيوان. انحنى والتقطه: خروف صغير، ميت. رماه بعيداً. وصل إلى كوخه بطريقة ما، صاح: (سوخي، هل أنت هنا؟ (سوخي)؟)‏

    ـ شكراً لكل الآلهة في السماء، قال لنفسه بعد أن سمع جواب (سوخي): (أنا هنا... تعال وانظر).‏

    في الفسحة الصغيرة، كان الماء يصل حتى الخصر، وعند العامود كان تقريباً بعمق الركبة، وهناك تقف والخوف في عينيها، تتمسك بشجرة بامبو فوقها. سحبها (تاريني) من ذراعها وهو يقول: (تعالي فوراً. لماذا بقيت هنا؟ سينهار المنزل خلال لحظة).‏

    ـ كنت أنتظرك. أين كنت ستبحث عني؟ وسرعان ما أصبحا على الطريق وسط الماء الذي يغطي الخصر. قال (تاريني) بصوت مرتجف:‏

    (ماذا سنفعل يا (سوخي)؟)‏

    ـ لا تقلق. الجميع في نفس المحنة‏

    ـ إذا واصل الطوفان ارتفاعه؟ أتسمعين الهدير؟‏

    قالت (سوخي) بلا مبالاة غريبة: (لا يمكن أن يحدث ذلك. ماذا سيحلّ بالبلد عندها؟ لن يدمّر الله خلقه، أليس كذلك؟)‏

    حاول (تاريني) أن يجد عزاءً في أسرار العناية الإلهية، إلا أنه فشل. فجأة صدر صوت سقوط جسم ثقيل في الماء. قال (تاريني) بصوت منكسر: (لقد انهار بيتنا لنبتعد من هنا. الماء يغطي صدرك).‏

    صاح صوت: (النجدة‍ لقد ذهب طفلي! طفلي! طفلي!).‏

    صاح (تاريني) بتهوره المعتاد: (سأذهب وأرى. ابقي هنا، وانتبهي أن تجيبيني عندما أناديك). واندفع في الظلمة مسرعاً: (في أي مكان يوجد الطفل؟)‏

    ـ من هنا! من هنا!‏

    ـ أنا قادم!‏

    حدث تبادل لإشارات صوتية... لأنه بالكاد يمكن تمييز الكلمات... ثم هدأ كلّّ شيء بعدها على الفور، صاح (تاريني): (سوخي، (سوخي)!)‏

    ـ أنا هنا. توجه (تاريني) نحو مصدر صوتها، وعندما تمكن من رؤيتها، قال لـها: (يبدو الأمر سيئاً يا (سوخي). تمسكي بخصري).‏

    تمسكت (سوخي) بمئزر زوجها حول الخصر، وسألته: (طفل من هو؟ هل أنقذته؟)‏

    ـ نعم، إنه طفل (بوبت بالا).‏

    كانا يتقدمان عبر الماء بحذر. وكان الأمر يزداد صعوبة. قال تاريخي: (اركبي على ظهري يا (سوخي). لكن... أين نحن؟ أين...). توقف عن الكلام، إنهما في مكان عميق جداً. قال (تاريني) وهو يطفو إلى الأعلى: (أخشى أننا في النهر يا (سوخي). تمسكي فقط بمئزري، وحاولي أن تطفي).‏

    إنهما يندفعان بسرعة وسط التيار. والظلمة شديدة. اختلط صفير الرياح الحاد بهدير النهر الغريب وسط الطوفان. كانا يطوفان كحزمتين من القش ـ كم مضى عليهما من الوقت، لا يعلمان. تيبست أطرافهما، وأنهكتهما الأمواج القاسية. فكر (تاريني) قلقاً بأن قبضة (سوخي) تراخت. وبدأ جسمها يتثاقل أيضاً، يتثاقل بشكل مخيف.‏

    صاح لاهثاً: (سوخي)!‏

    ـ نعم. أتى الجواب مترنحاً.‏

    ـ لا تخافي يا حبيبتي.‏

    في اللحظة التالية أدرك أنهما يغرقان، يدوران في دوامة. فكر بأنه لا يمكن أن يتلقى ضربة من النهر الذي أحبه. ولكن (سوخي) ـ تمكن بكل قوته من الوصول معها إلى السطح. هناك دوامة، وجاهد كي يبقى بعيداً عنها، إلا أن (سوخي) كانت تطبق بذراعيها حوله بشدة. صاح مناشداً: (سوخي)! (سوخي)! لكن لا جواب.‏

    كانا يدوران ويدوران ثانية، يغرقان. شعر (تاريني) أن أطرافه تيبست بسبب عناق (سوخي) اليائس لـه.‏

    هل هي حية؟... أخذ يلهث جاهداً لكي يجد نفساً... لم يعد بإمكانه أن يتحمل.. في لحظة أصبحت يداه حول حنجرة (سوخي)... مسه الجنون.. تحولت قوته كلها إلى يديه. لو يمكنه فقط أن يتخلص من العبء الذي يحمله، سيعيش... آه! أخذ أنفاساً عميقة لقد تحرر... أراد أن يرى الضوء وأن يلمس الأرض... إنه ليس ميتاً".‏

    ترجمها: هيرن موكرجي.‏

    (1) تودية: عصارة النخيل الطازجة أو المخمرة.‏





      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:21 pm