الأحلام بأفكارها ومعانيها

لطالما شغلت الأحلام بأفكارها ومعانيها أذهان الناس على مر آلاف السنين
فمازالت الأحلام تعتبر إحدى ألغاز النفس البشرية التي حيرت الناس والعلم والعلماء
والأحلام ببساطة هي انطباعات وأفكار ومشاعر وأحداث تمر في عقلنا خلال فترة نومنا
والناس عادة يحلمون لمدة تتراوح بين ساعة في ليلة واحدة
فالكل إذن يحلم ولكن البعض فقط يتمكن من تذكر تلك الأحلام
أحلامنا قد تتضمن استخداماً لكل أنواع الحواس ففيها نسمع ونشاهد ونشم وحتى نتذوق الأشياء
وقد يحدث أن يتكرر نفس الحلم مراراً وتكراراً
وغالباً ما تكون تلك الأحلام المتكررة غير سارة
فقد تتحول لى كوابيس مفزعة تروعنا أو تبعث الضيق فينا
كان الناس وما يزالون يحاولون معرفة ما ترمي إليه الرموز التي يشاهدونها في أحلامهم
في مصر القديمة مثلا اعتبر الأشخاص القادرين على فك رموز الأحلام إناساً مميزين لهم مكانتهم
و الإغريق والرومان كانو يعتقدو أنها رسائل سماويه
وأحياناً اعتمدوا على تفسير الأحلام بهدف إرشاد القادة العسكريين في ساحات المعارك
وفي الصين تعتبر الأحلام طريقة لزيارة الموتى من أفراد العائلة
كما يؤمن بعض قبائل الهنود الحمر والحضارات في المكسيك أن الأحلام هي بالواقع عالم آخر نزوره عندما ننام
وقد أفادت دراسة حديثة إن الإنسان يقضي عشر عمره في رؤية الاحلام
وهذا يعني ان انسان عمره خمسون عاما قد قضى خمس سنين وهو يحلم
( حوالي 1800 يوم أو 45000 الف ساعة )
وهذه الفترة من العمر يعيش الإنسان بواقع تفاعلي
و الاحلام بشكل عام انوع كثيره
هناك اضغاث الاحلام أو حديث النفس
وهي عباره عن احلام تعبر عن الرغبات المكبوتة
أو المشاكل أو العقد أو الصدمات والصراعات النفسية الداخليه التي يمر بها الإنسان
وهي الأحلام المتداخلة التي لا يمكن تفسيرها بأي حال
نتيجة كثرة تفاصيلها أو لتداخل تلك التفاصيل وعدم وجود ترابط بينها ...
وهي أحداث ومخاوف مخزنة في الذاكرة والعقل الباطن
يعاد تكوينها ثانية خلال النوم
فمن يعمل في حرفة مثلاً ويمضي يومه خلال هذا العمل ويفكر فيه قبل نومه فإنه يرى ما يتعلق بها خلال منامه
ومن يفكر في من يحب يرى ما يتعلق به أيضاً
ولا تفسير لهذه النوع من الاحلام
وهناك الكابوس و هو ما يراه الإنسان من شر و أذي أثناء نومه
وهي احلام من الشياطين والجن ويستيقظ الإنسان مفزوعا عند رؤيتها
وقد يشعر فيها أنه بطئ الحركه أو مشلول ولا يستطيع التحدث أو الصراخ ويشعر كأن هناك شئ جاثم فوق صدره ويسمي الجاثوم أحيانا
وهناك الرؤية
وهي مشاهدة النائم لأمر محبوب وجميل كرؤيه الانبياء أو الملائكه أو الجنه
وهي رؤيه صادقه من الله تعالى
وقد تحمل بشارة بالخير أو تحذر من الشر
أو تشير إلى مساعدة وإرشاد وفيها يسن شكر الله سبحانه عليها
والرؤية تكون مترابطه في الأحداث والكلام فيها قليل ومعظمها عباره عن مجموعه من الإشارات و الرموز التي يمكن تفسيرها
وبعضها يكون رؤيه مستقبليه تتحقق كما هي أو يتحقق بعض منها أو عكسها
وهناك احلام السفر النجمي أو الاثيري
وهي عندما تصل لمرحلة معينه من الشفافية فتطفو الروح
و هي حالة الوعي أثناء النوم أي أن الجسد فقط يكون نائماً بينما يكون عقلك في حالة يقظة تامة
وهذا يجعلك تسيطر علي قواك الروحيه بشكل أفضل فتستطيع الخروج من العالم المادي لكوكب الأرض
عند خروجك من البعد المادي ودخولك في البعد النجمي يمكنك السفر بين الكواكب والمجرات بسرعة تفوق سرعة الضوء
يمكنك أيضا أن تتحكم بأحلامك وأن تجعل نفسك تعيشها وتتحكم بأحداثها يمكنك أيضا أن تلتقي بأشخاص آخرين يمارسون الإسقاط النجمي ومحادثتهم يمكنك أن تطير إلى بلدان أخرى و تشعر كأنك تراه في الحقيقة
أو تشاهد أحداث من الماضي أو المستقبل
ولقد أصبحت الأحلام علماً بحد ذاته عند بعض المفسرين
مثل محمد بن سيرين و محمد بن علي محي الدين بن عربي وابن خلدون وغيرهم
وقد سعى كل منهم إلى تفسير الأحلام وتحليلها
وبيان أنواعها ومعرفة أسبابها ومصادرها
وحاول الطب النفسي الحديث من تأويل دلالاتها في نفس الإنسان
وقام رائد الطب النفسي فرويد بترجمه بعض معانيها في كتابه تفسير الأحلام
والله تعالي أعلي و أعلم ..