قمر الهداية،عن شمس النهاية،

بالسَّلام أفتتح الكلام،لأتحدث بكلام مُصَان،علم مرموز،مرقوم،معلوم،وليس فقط كلامٌ حديثٌ مُدبَّر موزون


ولأن جوده علينا مستمر على الدوام،فإن في حديثنا هذا أموراً جِسَام وقرارات حِسَامْ،وأوصاف ٌوأحكام،عن بدر التمام،عن قمر الهداية،عن شمس النهاية،عن كاتم السر في كل أية،عمن شكا لربه الغرام وتاه شوقا من الاصطلاح ،عمن جال وغاب ونام،عمن عشق و طلب ونال،عمن قيل في حقه أنت المختار،وقد حسم القرار، فالتصريف لك و الاعتلاء و الأحكام


ما إن يقترب الأوان، حتى تزول الأوهام،ويغيب كل ذو حظ في الأسرار،وتتوالى الحقائق في التبْيان،ويدخل كل مدَّع في تخمين وظن وهيام،و كل متابع في حيرة و اغتراب والتزام،لأن الذرة آن لها الأوان لتخرج من ظلمة القدم،وصفة العدم،إلى نور الوجود ونيل الموعود


موته المعنوي قادم(موتوا قبل أن تموتوا) إذ ستنقطع جميع أوصافه المرموزة،وستحيى فيه الصفات المحمودة، إنه موجود ظاهر،يعلمه أصحاب الباطن،إنه الذي يظن أنه سواه،وليس سواه أحد لأنّه مُنَزّه أن يكون غيره،إنه صاحب القيومية والديمومية،حرفه الأول النون وما النون إلاّ نور فافهم.وحرفه الثاني الدال وما الدال إلاّ الذات فافهم.


لا يحتاج إلى الفناء،لأنه الفاني بطبعه،والسالك وراء حقيقته،لازال يتقرب إلى أن نال مقام كنه الذات.وهي سر السر ما وراء الباطن


تقَرّب حتى رأى نفسه بنفسه بدون جهر ولا همس،بل حديث في النفس،فاطمئن على عرش مملكته،المصون في غيب أزليته.مقامه أعلى مقام،وعين وجوده شيء آخر،وهو الآن على ما كان عليه،محبوب، موصول،عارف،مفقود لا يراه إلا ذو بصيرة وعناية لهذا نقول:

أيها المتعلق بحبل الأفكار،لمعرفة ذات المختار،تأكد أن اسمه لا يوجد عند فقهاء المنابر،أو قناة أخبار،ولا حتى في كتب الأعلام،أو تدوينه إنسان مهتم بأحداث أخر الزمان.لأن الذي لم تعرفه في الأصل ولا في الفرع ولا في القدر ولا حتى المقدار لن تنال معرفته برؤى وأنت في الدار محتار منهار الأمر عظيم لهذا تحلى بالأسرار لهذا كثر القيل والقال عن المختار

حتى قيل أنه في تونس
وأنه مغربي وقيل من اليمن
أنه عابر الحجاز و الزمن
أنه جزائري المحن
أن مصر لحبه تحن
أن الفرس بذكره تجن
يقولون
و يقولون
مذاهب و طقوس
و ظنون
ألرب السماء لا يقرؤون
أم هي رؤى و أوهام ولا زالوا يبحثون
..
ويقول الشيخ في كلام مهم جدا بعد صلاته على النبي أكمل المخلوقات وسيد أهل الأرض والسموات النور الأعظم والكنز المطلسم والجوهر الفرد و السر الممتد يقول وارض اللهم عن خليفته في الزمان من جنس عالم الإنسان الروح المتجسد و الفرد المتعدد حجة الله في الأقضية وعمدة الله في الأمضية محل نظر الله من خلقه منفذ أحكامه بينهم بصدقه الممد للعوالم بروحانيته المفيض عليهم بنور نورانيته من خلقه الله على صورته و أشهده أرواح ملائكته و خصصه في هذا الزمان ليكون للعالمين أمان فهو قطب دائرة الوجود و محل السمع والشهود فهو مظهر الحق ومعدن الصدق اللهم بلغ سلامي إليه و أوقفني بين يديه وأفض علي من مدده و أحرسني بعدده وانفخ فيا من روحه كي أحيا بروحه ولأشهد حقيقتي على التفصيل فأعرف بذلك الكثير والقليل و أرى عوالمي الغيبية تتجلى بصوري الروحانية على اختلاف المظاهر ويقول في الأخير اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمعني به وعليه وفيه حتى لا أفارقه ولا أنفصل عنه بل أكون كأني إياه في كل أمر تولاه من طريق الإتباع والانتفاع لا من طرق المماثلة والارتفاع أسالك بأسمائك الحسنى المستجابة أن تبلغني ذلك منه مستطابة ولا تردني منك خائب
ثم اعلم أن الغصن المحمدي قد حصل من روحانية ماهو مادة الأرواح ومن جسمانية ما هو مادة الأرواح فأما مادة روحانيته فهي في قوله تعالى الله نور السموات والأرض
ويقول أما غصنا قد أنبته الله نباتا فمال به إلى عمل من أعمال أهل الشمال تلاعب بفرعه و أثر ذلك في خضرة نضارة زرعه لكن أصله في أرض الإيمان ثابت فما يضره ما حدث في فرعه الثابت إذا تداركه صاحب سيئاته فحماه من ذلك الهوى و أماله إلى طريق الاستقامة بعد الطوي وسقاه بماء الاستغفار حتى ارتوى فهناك يقبل منه ما نوى وورق غصن إيمانه بعد ما زوى ويقوم خطيب الاعتذار منه وهو الصادق