منتدى الفراعنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الفراعنة

منتدى أ/سمير حماية


المواضيع الأخيرة

» تطبيق لايف هاك تجارب ونصائح وأفكار منزلية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 19, 2022 7:25 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبخ
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الخميس أبريل 14, 2022 5:57 pm من طرف hanan45

» تفسير الاحلام كاملا بالحروف
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الأحد أبريل 03, 2022 9:48 pm من طرف hanan45

» تطبيق وصفات طبيعية للتجميل
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الثلاثاء مارس 29, 2022 11:12 pm من طرف hanan45

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:36 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:35 am من طرف sabra group

» الاتجاهات الحديثة في الكتابة القانونية
ضرورة الإيمان بالمهدي Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 27, 2021 10:32 am من طرف sabra group

التبادل الاعلاني


    ضرورة الإيمان بالمهدي

    avatar
    سميرحمايه


    عدد المساهمات : 3157
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    العمر : 54

    ضرورة الإيمان بالمهدي Empty ضرورة الإيمان بالمهدي

    مُساهمة من طرف سميرحمايه السبت يناير 02, 2021 6:16 am

    ضرورة الإيمان بالمهدي
    زعم بعضهم أن قضية المهدي هذه قضية نمشيها، وأن قضية لا تقدم ولا تؤخر، وإذا أنكرها واحد أو آمن بها واحد فلا بأس، كل الذي ينكر والذي يصدق المسألة واسعة لا بأس بها، أيًا ما كان موقف الناس، فلا حرج المسألة واسعة، وهذا غلط، فإن قضية المهدي الذي جاءت بها الأحاديث الصحيحة من القضايا العلمية الخبرية التي يجب الإيمان بها إذا ثبتت، وهذا من الإيمان بالغيب، نحن نخبر عن أشياء تكون في آخر الزمان، إذا ثبتت الله يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم، إذًا القلب له عمل، والإيمان بالأشياء الغيبية من مستلزمات شهادة أن محمدًا رسول الله ﷺ، يعني: نبيك يخبرك أنه سيكون في آخر الزمان كذا وكذا، ثم تقول: أنت لا يكون، أو تشكك فيه، هذا لا يمكن يفعله المسلم المؤمن.
    ثم إن التصديق بهذا من مستلزمات الإيمان باليوم الآخر، لأن هذه من أشراط الساعة، ثم إن الإيمان بأشراط الساعة من مقتضيات الإيمان بالغيب.
    فإذًا ما هي فائدة الإيمان بالمهدي؟ لماذا العلماء يذكرون مثل هذه القضية في كتب العقيدة؟
    فنقول: لأنه من الأخبار الصحيحة التي جاءت، ونحن نؤمن بالأخبار الصحيحة أن تؤمن بالجنة والنار، وأن تؤمن بالصراط والميزان والحوض، طيب ونحن نؤمن بأن آخر الزمان فيه الدجال، وفيه المسيح سينزل، والمهدي سيكون، إلى آخره.
    فهذه أيضاً صارت من قضايا العقيدة العلمية الخبرية التي يجب أن نؤمن بها ما دامت صحيحة ثابتة.
    ما هو موقف المسلم منها؟ هل هو مخير بين الإيمان بها أو عدم الإيمان؟
    نقول: لا غير مخير، بل لا بد أن يؤمن بها، وأنت إذا آمنت تأخذ أجر على الإيمان. إذا علمت من خلال هذه الدروس بأن هذه القضايا جاءت بالأحاديث الصحيحة.
    هل سماعنا لها ثقافة؟ يعني: لا سماعنا سينتج آثار عظيمة مهمة على أنفسنا؟ وهو أننا إذا علمنا بصدقها وجب علينا التصديق، وإذا صدقنا وآمنا أخذنا أجر الإيمان والتصديق -وهذه قضية يقل من ينتبه إليها- إذا سمعت معلومة عن الجنة، عن النار، عن اليوم الآخر، عن أشراط الساعة، عن آخر الزمان، عن أمور من الغيب، ما هو موقفك من هذه المعلومة إذا اعتقدت صحتها إذا عرفت أن مصدرها صحيح؟ يجب عليك أن تؤمن بها، إيمانك بها فيه أجر؛ لأن هذا عمل قلب، وعمل القلب عظيم عند الله.
    فأولاً: يكتب لك أجر الإيمان بها.
    ثانيا: يزداد إيمانك لأنك تؤمن بهذه الأشياء واحدًا بعد واحد.


    وثالثًا: يرتفع عنك وصف الجهل بها، وعندما يكون الإنسان على علم بالشيء يكون بمنزلة عند الله أعلى من الجاهل بهذا الشيء هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9].
    ثم يحمي نفسه من الشبهات لأن المعلومات الآن التي نقولها في قضية المهدي هي تسبب حماية الأشخاص من أن يصدقوا بأشخاص كذابين، أو يدعون المهدية، وهي منهم بريئة.
    ونحن أيضاً في سلوكنا هذا المسلك، في إطلاعنا على هذه القضايا؛ فإننا نسلك سبيلاً شرعيًا في تعلم دين الله، وهذا من دين الله، ونؤخذ بالأسباب في زيادة الإيمان، وهذه من أسباب زيادة الإيمان.

    هل الإيمان بالمهدي يدفع إلى التواكل؟
    وهنا نأتي إلى قضية -وهي من أسباب إنكار بعضهم لقضية المهدي- قالوا: إن الإيمان بالمهدي يدفع النفس إلى التواكل، ويقولون: ما دام المهدي سيخرج، ويظهر الدين، فنحن نقعد هكذا إلى أن يخرج، لماذا نعمل، وندعو، ونجاهد، ونخدم الدين؟ هذه مهمة المهدي؟
    فيقال: إن الله أمرنا بالعمل، أمرنا بالدعوة، أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمرنا بالجهاد في سبيله، أمرنا بتعلم الدين، أمرنا بتعليم الدين، أمرنا بالصبر على الأذى في سبيل الدعوة، هذه كلها أوامر ليس لنا خيار في قضية هذه الأوامر ننفذ أو لا، ليس لنا خيار أن نترك هذه المهمات للمهدي هو الذي ينفذها، والأوامر الإلهية التي نحن مخاطبون بها كيف نلقيها عن كواهلنا، ونقول: لا نعمل، وننتظر المهدي؟
    أولاً: نحن مخاطبون بالعمل، وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[الأنفال: 60]، فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا [النساء: 71]، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة: 197]، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ[الصافات: 61] أمرنا باتخاذ الأسباب، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا [مريم: 25].
    النبي ﷺ عصمه الله، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: 67]، لكن هل منعه ذلك من الأخذ بالأسباب؟ لماذا اختفى في الهجرة؟ ولماذا اختفى في الغار؟ ولماذا أمر ابن أريقط بأن يعفي أثره ويمر بغنمه على آثارهما؟ ولماذا كان ابن أبي بكر الصديق يأتيهما بأخبار مكة؟ ولماذا تزودا بالتمر؟ إذا كان هو سيحمى من الناس فلماذا؟
    الجواب: مع علمه أنه سيحمى من الناس لكن أخذ بالأسباب لأنه لا تعارض بين هذا وهذا، بل هذا طريق إلى هذا، الأخذ بالأسباب طريق إلى النتيجة، ولماذا لبس البيضة على رأسه لحماية رأسه، ولماذا لبس درع في القتال إذا كان الله يعصمك من الناس؟
    لماذا النبي ﷺ فعل هذا، وربى على هذا أصحابه؟ ما قال خلاص الله سيعصمني من الناس أنا لا ألبس درع ولا ألبس خوذة على الرأس لم يفعل ذلك بل أخذ بالأسباب اعقلها وتوكل [رواه الترمذي: 2517، وحسنه الألباني تخريج أحاديث مشكلة الفقر: 22].


    فإذًا لا يجوز للمسلمين، قال الشيخ الألباني رحمه الله: أن يتركوا العمل للإسلام وإقامة دولته على وجه الأرض انتظارًا منهم لخروج مهدي، وخروج عيسى يأسًا منهم، أو توهمًا أن ذلك غير ممكن قبلهما، فإن هذا توهم باطل، ويأس عاطل، فإن الله تعالى والرسول ﷺ لم يخبرنا ألا عودة للإسلام، ولا سلطان له على وجه الأرض إلا في زمن المهدي وعيسى، فمن الجائز أن يتحقق ذلك قبلهما إذا أخذ المسلمون بالأسباب [له كلام نحو هذا السلسة الضعيفة: 13/ 383]، إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد: 7]، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ [الحج:40].
    فإذًا بعض الناس يقولون في المجالس: قبل المهدي ما ظن أنه سيكون هناك نصر للإسلام، أو تقوم له قائمة، أو أنه سينتصر على دول الكفر، ولماذا هذا التيئيس والتخذيل والتثبيط؟ لماذا إشاعة الروح الاستسلامية؟ وما أدراكم هل اطلعتم على الغيب مكتوب في اللوح المحفوظ أنه لن توجد خلافة إسلامية قبل المهدي؟ هل اطلعتم على اللوح المحفوظ وقلتم بهذا؟ وما يدريكم أنه سيكون خلفاء لله في الأرض، وتكون خلافة إسلامية قبل المهدي، ولذلك فإنه يجب العمل لإقامة الإسلام في الأرض، ونشر الدين.
    والعجب من مروجي هذا الكلام ومردديه الذين يصب كلامهم في خانة ومصلحة أعداء الإسلام.

    حال الأمة قبل المهدي
    فإن قال قائل: كيف سيكون حال الأمة قبل المهدي وعيسى؟ هل هناك شيء يتعلق بهذا الموضوع؟ طبعًا هذا غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، لكن هناك من باب ذكر أقوال العلماء في هذه المسألة، وهذه المسألة مرة أخرى هي هل سيكون للمسلمين شأن في الأرض قبل المهدي وعيسى؟ أم سيبقى المسلمون في هزائم وضعف وهوان حتى يظهر المهدي وعيسى؟
    في الحقيقة أن هناك من قال كلامًا يشعر بأنه لن يكون هناك شيء قبل المهدي وعيسى، يعني: له وزن كبير تغير جذري في الأرض لصالح المسلمين.
    فقال بعضهم: إن الأحوال قد تغيرت تغيرًا فاحشًا، غلبت البدع، وصارت السنة غريبة، والبدع سنة، والسنة بدعة، ولا تزال في المستقبل غريبة، إلا ما استثني في زمن المهدي وعيسى، إلى أن تقوم الساعة.
    وقال بعضهم: إن الإسلام غريب بمعنى الكلمة، وتزداد غربته إلى أن يأتي المهدي فيظهر الإسلام.
    ما هي حجة هؤلاء؟
    قالوا حديث: لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم [رواه البخاري: 7068]، قالوا: إذًا الحديث يدل على أن الأمور كلها في انحدار، لا يوجد أمل أن تعود القوة للمسلمين، وخلافة إسلامية، وهزائم للكفار على أيدي المسلمين، ولكن هذا كلام غير صحيح، فنفس الدليل لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منهيقال: إذًا حتى المهدي وعيسى.
    فيقولون: لا هذا استثناء، فنقول: وما أدراكم أنه ليس هناك استثناءات أخرى ألا ترون أن الوقت الذي قبل دولة العبيديين كان أحسن، ولما جاءت دولة العبديين ساءت الأمور جداً، ولما قضي على دولة العبيديين تحسنت الأمور، إذًا صار في طلوع ونزول وطلوع، قبل اجتياح التتر كان العالم الإسلامي مستواه كذا، لما اجتاح التتر نزل ملايين القتلى، وبعد ما تغلب المسلمون على التتر وكسروهم ومعركة عين جالوت رجعوا مرة أخرى، قبل الحملات الصليبية كان المسلمون في مستوى معين، الحملات الصليبية كسرتهم واحتلال بيت المقدس وسبعين ألف قتيل، ولما انتصر المسلمون على الصليبين مع صلاح الدين انكسر الصليب رجع المسلمون إلى الأعلى.
    إذًا حديث: لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه لا بدّ يفهم فهمًا صحيحًا، وهو أن يقال: في الجملة، وليس أنه لن يظهر في التاريخ طلوع وصعود للمسلمين، لكن يصعد ينزل ممكن يصعد مرة ثانية وينزل، وإن كانت الأمور في الجملة في العموم ممكن تقول أنه ينزل لكن في طلوع في أثنائه طلوع ويهبط، وهكذا قال الألباني رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث التي تبشر بأن المستقبل للإسلام وغيره، مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى  فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه، بل هو العام المخصوص، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن، قال تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87].
    الآن ذكرنا المسلك الأول الذين يقولون: إنه لا شيء ينتظر قبل المهدي وعيسى، يا أيها المسلمون، لا تتوقعوا خلافة، ولا تتوقعوا انتصارات عظيمة على الكفار قبل المهدي وعيسى، ما في شيء ستبقون في ضعف حتى يأذن الله.


    المسلك الثاني: بل ستكون هناك خلافة إسلامية على منهاج النبوة قبل ظهور المهدي، أو على الأقل ستنهض الأمة نهضة شاملة، ولا يبقى إلا ظهور القائد، فعند ذلك يخرج المهدي بعد أن تحدث هذه النهضة، قال الشيخ الألباني رحمه الله في مناقشته للذين ادعوا ادعوا اقتراب ظهور المهدي قالوا له: خلاص اليوم غدًا بعد غد قريب.
    قال الشيخ: ما أظن أن هذا أوان ظهوره، فهذه مقتضى السنة الكونية، وما أحسب المهدي يقدر خلال سبع سنين على أن يحدث من التغيير في العالم أكثر مما أحدثه رسول الله ﷺ خلال ثلاث وعشرين سنة، وظني أن المهدي سيكون رجلاً فريدًا في كل باب، فريدًا في علمه، فريدًا في ورعه، فريدًا في عبادته، فريدًا في خلقه، وأنه سيظهر وقد تهيأ للعالم الإسلام وضع صلح فيه أمر الأمة، وتمت فيه مرحلتا التصفية والتربية، ثم شرع الشيخ يبين ما المقصود بالتصفية يعني تصفية العقيدة من البدع والشوائب، تصفية العبادات من البدع والشوائب، تصفية الأحاديث من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة والضعيفة، تصفية كتب التفسير من المرويات الكاذبة والضعيفة، وهكذا، والتربية أن يتربى الجيل المسلم على هذا الشيء المصفى من الكتاب والسنة، قال: ولا ريب أن هذا يحتاج إلى جهود جبارة متعاونة مخلصة كل في مجاله واختصاصه، أما بقاؤنا راضين عن أوضاعنا، متفاخرين بكثرة عددنا، متوكلين على فضل ربنا، أو خروج المهدي، ونزول عيسى صائحين بأن الإسلام دستورنا، فذلك محال وضلال، ومخالفة للسنة الكونية، إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[الرعد: 11]، و إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم حديث صحيح. [رواه أبو داود: 3464، وصححه الألباني صحيح الترغيب: 1389].
    إذًا هناك سنن كونية لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.
    ثم قال الشيخ رحمه الله: واعلم يا أخي المسلم أن كثيرًا من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع، فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي، وهذه خرافة وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة، وبخاصة الصوفية منهم، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقًا، بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي -عليه الصلاة والسلام- بشر المسلمين برجل من أهل بيته، ووصفه بصفات أبرزها أنه يحكم بالإسلام، وينشر العدل بين الأنام، فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة"، يعني: الآن افرض أن قضية المهدي بعيد ألم نبشر أن كل مائة سنة سيبعث الله في الأمة من يجدد؟ وهذا أليس حقًا، ووعد صدق، قد جاءنا في السنة الصحيحة إذًا سيحصل التجديد، "ومن يجدد لهذه الأمة الدين والمهدي واحد من المجددين، قال: "وكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكل عليه، وترك الاستعداد والعمل لإقامة حكم الله في الأرض، بل العكس هو الصواب، فإن المهدي لن يكون أعظم سعيًا من نبينا ﷺ الذي ظل ثلاثة وعشرين عامًا، وهو يعمل لتوطيد دعائم الإسلام، فماذا عسى أن يفعل المهدي لو خرج اليوم فوجد المسلمين شيعًا وأحزابًا، وعلماؤهم إلا القليل اتخذهم الناس رؤوسًا جهالاً، فقال: كيف سيستطيع أن يعمل إذا كان نحن قاعدون، فكأنه يقول إذا كنتم تؤمنون بانبعاثه، فأعينوه سهلوا له المهمة، واشتغلوا أنتم حتى إذا خرج قادكم، وليس أن يخرج ليجد الواقع كله سيئ في سيئ. [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:2].


    وذهب بعض المعاصرين أيضاً إلى أن هناك إشارات في الأحاديث الصحيحة تدل على أن هناك تحسنات تحدث، مثل حديث: مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره [رواه الترمذي:2869، وصححه الألباني سلسلة الأحاديث الصحيحة:2286].
    وحديث: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة [رواه مسلم: 1923]، وحديث: لا يزال الله  يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته [رواه ابن ماجه: 8، وحسنه الألباني السلسلة الصحيحة: 2442].
    إذًا هذه مبشرات، طيب قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة: 33].
    حديث نزول الخلافة في الأرض المقدسة بعضهم فهم أنه ستكون خلافة راشدة قبل المهدي، وقالوا إن حديث ابن حوالة الأزدي أن النبي ﷺ قال: يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل، والبلابل، والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى رأسك [رواه أبو داود: 2535، وصححه الألباني صحيح أبي داود: 2210].
    إذًا قالوا: إن الخلافة ما نزلت بيت المقدس بعد، يعني: الخلافة كانت في المدينة، كانت في الشام في دمشق، كانت في بغداد، كانت في الأندلس، لكن ما نزلت الخلافة بيت المقدس، إذًا نزول الخلافة بيت المقدس، يستلزم هزيمة اليهود، والقضاء عليهم، وتحرير المسجد الأقصى، وتحرير بيت المقدس، ونزول الخلافة في بيت المقدس، وبما أن هذا ما حصل فلا بدّ أن يحصل، والدجال سيأتي باليهود ليدخل إلى بيت المقدس، ولن يكون هو في بيت المقدس أصلاً، سيأتي من المشرق ومعه سبعون ألف يهودي من يهود أصبهان، إذًا هذه فيها إشارة إلى ذلك، وأن فتح القسطنطينية قبل عيسى، فهناك نجاحات، وانتصارات، وهناك ما يشير إلى خلافة إسلامية قبل المسيح  كما حصل فتح القسطنطينية في الأول، ثم رجعت الآن تحت حكم المرتدين، وستفتح مرة ثانية، فإذًا يمكن أن يعود الأمر للمسلمين حتى في بيت المقدس مرة أخرى، وأن ينهزم هؤلاء اليهود، وأن تفتح فلسطين، وأن تقوم فيها خلافة إسلامية، كل ذلك وارد جداً، يعني: لا نجزم، لكن نقول: هذا وارد، ومحتمل ما عندنا شيء يفيد أنه لن تكون هناك خلافة، ولا انتصارات قبل المهدي، والذي سيجزم بهذا كأنه اطلع على الغيب، وعلى اللوح المحفوظ، فإذًا على الأقل ليس هناك ما يمنع في النصوص الشرعية من قيام خلافة للمسلمين، وانتصارات عظيمة، وتحرير بيت المقدس، ونزول الخلافة في بيت المقدس قبل المسيح  خصوصًا أنه قد مر معنا أحاديث في المهدي أنه سيخرج، وسيكون خلاف عند موت خليفة، ويتنازع ثلاثة من أبناء خليفة على الكنز، يعني: على الملك معناه: هناك خلافة، وهناك خليفة، إذًا وارد جداً أن يكون هناك للمسلمين قومة عظيمة، وخلافة راشدة، وانتصارات كبيرة، فلا معنى لليأس، وترك الأمور للمسيح والمهدي  بل يجب علينا أن نعمل، وأن نقوم بهذا الدين، ونسأل الله تعالى أن يعيننا على العمل.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 10:11 am