معلومات مُهمّة جدا عن حياة المهدي قبل الاصلاح و صِفاته المعنوية.

معلومات مُهمّة جدا عن حياة المهدي قبل الاصلاح و صِفاته المعنوية.


معلومات مُهمّة جدا عن حياة المهدي قبل الاصلاح و صِفاته المعنوية.

بسم الله الرحمان الرحيم

حياة المهدي قبل الاصلاح هي حياة أي شاب طَموح له حُلم يُريد تحقيقه ، و يسعى جاهدا للنجاح في كل أموره الدُنيوية برغم كل الصعوبات و المُعاناة التي يعيشها.

و لكن للمهدي خاصّية مُختلفة عن بقية الشباب الطموحين ، وهي أن حُلمَه أو مشروع حياته يتجاوز بكثير "الواقع و العُرْف" ، وهو في نظر العارفين أشبه بالخيال الفكري أو الأسطورة المُستقبلية لإستِحالة إنجازه على أرض الواقع ، وذلك لأمرَين إثنين:

أولا، لأنه لا يمتلك تِلك الأدواة المعرفية التي تُمكنه من بلوغ هدفه.

ثانيا، لأن الأرضية المعرفية و الفكرية لدى الشعوب لم تتحرّر بعد من قيود الماركسية ، و القومية ، و الطائفية ، و العِرقية ، و الفِئوية المبنية على المصالح.

حُلم المهدي هو كيف يُؤسس لمنظومة "الإنسان الجديد" ليمنَع عنه الفقر و الشّر ، و يمنحه الوَسيلة الصُغرى و الوَسيلة الكُبرى للوُصول الى الله ، فيجعله قِوَامَ حضارةٍ إنسانية في مُنتهى الدنيا، لم يشهد لها التاريخ مثيل من قبل.

هذا حلم المهدي الذي كان يُراوده لسنوات ، والذي يشغل كل عقله و قلبه دون وعي منه بأن هذا قدره ، و أن الله سيُحقق له حُلمه عندما يُصلحه لهذا الأمر الغيبي.

ها قد علمتم بأن مشروع المهدي هو مُضاد أو نقيض لمشروع الدجال، المُوطّئ للنظام العالمي الجديد.

نقولها بكل أسف، أن الدجال و عبدة الطاغوت أصبحوا على علم بذلك ، من خلال قرين هذا الشاب عندما شكّ لأول مرة في أمره وأنه قد يكون المهدي. ولكن الله يصرف عنه الأنظار الى حين الوقت المعلوم، ولا يَمنع عنه السحر و البلاء حتى يشهد ليلة إصلاحه، بحسب الرؤى.

منذ ذلك الوقت الذي بدأ فيه المهدي بالتفكير في حُلمه ، أصبحت مُعاناته أشدّ ، و إزداد فقرا على فقره ، و غُلّقت أمامه كل أبواب الرزق ، و تخلّى عنه القريب و البعيد ، و سُلّطت عليه الأسحار من القريب و البعيد ، فتخلّى عن حُلمه ، ومات قلبه ، و ترك الصلاة ، و إبتعد عن الناس ، و بقي في عُزلته يتعبّد على طريقته ، حتى حدثت له الصدمة الروحية ، ليكشف الله له عن مُهمته  و عن رسالته في هذا الوجود ، ففرح قليلا و بكى كثيرا ، ثم إزداد همّه و إشتدّ كربه، و عَظُم بلاءه ، و تمنى الموت مرّات و مرّات ، فلولا إيمانه بالله لأنتحر ، و لولا محبة الله سبقتهُ لكَفَرْ ، و لولا بِرّه بوالديه لفَجَرْ ، و لولا صَبره على أهله لأرتَحَل ، و لولا دُعاؤه بالليل لهَجر ، فالله هو هاديه و رازقه ، وهو أحكم الحاكمين.

قوّة المهدي في إيمانه ، لأنه لا يعبد الله على حَرف ، ويستعين بالله في أموره كلها ، حتى و إن مسّه من الشيطان عَذابٌ و نُصُب ...

يُحبّ الصدق، و يكره الفِرَقْ ، يُحبّ السلام ، و يكره الحرب ، يحب عطف النساء ، و يكره نفاق الرجال ، يُحب الإنسان ، و يكره النسيان ، يُحب الأحرار ، و يكره العبيد ، يُحب أهل السماء ، و يكره بُكاء أهل المقابر ، يُحب العفو ، و يكره الظلم، يُحب الجمال ، و يكره زَيف الحضارة ، يُحب العِلم ، و يكره الإفتاء ، يُحب النُّبلاء ، ويكره العُظماء ، يُحب الكرامة ، و يكره الذّل ، يُحب الموسيقى ، و يكره الطّرَبْ و الفُجور ، يُحب أصحاب العقول ، و يكره أصحاب الرُّويبضة ، يُحب الخير لكل الناس ، و يكره الشّر في بعض الناس ، يُحب إستباق الخيرات ، و يكره إستباق المشايخ على الفضائيات ، يُحب الحكم بما أنزل الله ، و يكره حكم رجال الدين ، يُحب الطيّب الخَلُوقْ ، و يكره الوَضِيع سيّء الخُلُق سَلِيط اللسان.